الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}
20398 -
قال عبد الله بن عباس: ومن دين إبراهيم الصلاة إلى الكعبة، والطواف بها، ومناسك الحج. وإنما خص إبراهيم لأنّه كان مقبولًا عند الأمم أجمع؛ لأنه بُعِث على ملة إبراهيم، وزيد له أشياء
(1)
. (ز)
20399 -
قال مقاتل بن سليمان: {واتبع ملة إبراهيم حنيفا} ، يعني: مُخلِصًا
(2)
. (ز)
{وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا
(125)}
20400 -
عن أبي هريرة، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس:«يا عمِّ، أتدري لِمَ اتَّخذ الله إبراهيم خليلًا؟ هبط إليه جبريل، فقال: أيها الخليل، هل تدري بم استوجبت الخُلَّة؟ فقال: لا أدري، يا جبريل. قال: لأنك تُعطِي ولا تأخذ»
(3)
.
(5/ 58)
20401 -
عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا جبريل، لِمَ اتَّخذ الله إبراهيم خليلًا؟» . قال: لإطعامه الطعام، يا محمد
(4)
. (5/ 58)
20402 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- قال: أصاب الناس سَنَةٌ جَهَدُوا
(5)
فيها، فحشروا إلى باب إبراهيم عليه الصلاة والسلام يطلبون الطعام، وكانت الميرة لهم كُلَّ سنة من صديق له بمصر، فبعث غلمانه بالإبل إلى
(1)
تفسير الثعلبي 3/ 392، وتفسير البغوي 2/ 291.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 410.
وقد تقدمت الآثار في معنى {حنيفا} عند تفسير قوله تعالى: {قُلْ بَلْ مِلَّةَ إبْراهِيمَ حَنِيفًا وما كانَ مِنَ المُشْرِكِينَ} [البقرة: 135]، وكررها ابن أبي حاتم هنا 4/ 1074 كعادته.
(3)
أورده الديلمي في الفردوس 5/ 356 - 357 (8426).
قال السيوطي: «سند واهٍ» . وقال المتقي الهندي في كنز العمال 6/ 583 (17012): «أخرجه الديلمي، وسنده واهٍ» .
(4)
أخرجه البيهقي في الشعب 12/ 137 (9171)، وابن عساكر في تاريخه 6/ 216 (1490) في ترجمة إبراهيم بن آزر، من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، عن موسى بن إبراهيم المروزي، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن عبد الله بن عمرو به.
إسناده ضعيف؛ فيه عبد الله بن لهيعة، وأبو قبيل، وفيهما ضعف.
(5)
جهدوا: أصابهم الجهد، وهو المشقة والشدة. اللسان (جهد).
مصر يسأله الميرة، فقال خليله: لو كان إبراهيم إنما يريد لنفسه احتملنا ذلك له، وقد دخل علينا ما دخل على الناس من الشدة. فرجع رسل إبراهيم، فمرُّوا ببطحاء، فقالوا: لو احتملنا مِن هذه البطحاء ليرى الناس أنّا قد جئنا بالميرة، إنا نستحيي أن نمر بهم وإبلنا فارغة. فملأوا تلك الغَرائِرَ
(1)
رملًا، ثم إنهم أتوا إبراهيم عليه السلام وسارة نائمة، فأعلموه ذلك، فاهتم إبراهيم عليه السلام لمكان الناس، فغلبته عيناه، فنام، واستيقظت سارة، فقامت إلى تلك الغرائر، ففتحتها، فإذا هو أجود حُوّارى
(2)
يكون، فأمرت الخبّازين، فخبزوا، وأطعموا الناس، واستيقظ إبراهيم عليه السلام، فوجد ريح الطعام، فقال: يا سارةُ، مِن أين هذا الطعام؟ قالت: مِن عند خليلك المصري. فقال: بل مِن عند خليلي الله، لا من عند خليلي المصري. فيومئذ اتخذه الله خليلًا
(3)
[1866]. (ز)
20403 -
عن ابن أبزى، قال: دخل إبراهيم عليه السلام منزله، فجاءه ملك الموت في صورة شابٍّ لا يعرفه، فقال له إبراهيم: بإذن مَن دخلت؟ قال: بإذن رب المنزل. فعرفه إبراهيم، فقال له ملك الموت: إن ربك اتَّخذ مِن عباده خليلًا. قال إبراهيم: ومَن ذلك؟ قال: وما تصنع به؟ قال: أكون خادمًا له حتى أموت. قال: فإنّه أنت. [قال]: وبأي شيء اتخذني خليلًا؟ قال: بأنك تحب أن تعطي ولا تأخذ
(4)
. (5/ 58)
[1866] انتَقَد ابنُ عطية (3/ 31) هذا القول مستندًا إلى دلالة العقل، والسنة، فقال:«وفي هذا ضعف، ولا تقتضي هذه القصة أن يُسَمّى بذلك اسمًا غالبًا، وإنما هو شيء شرّفه الله به كما شرَّف محمدًا صلى الله عليه وسلم، فقد صح في كتاب مسلم وغيره: أنّ الله اتخذه خليلًا» .
وانتقده ابنُ كثير (3/ 292 - 293) مستندًا لعدم الجزم بصحة القصة، ودلالة السنة، فقال:«وفي صحة هذا ووقوعه نظر، وغايته أن يكون خبرًا إسرائيليًّا لا يُصَدَّق ولا يُكَذَّب، وإنّما سُمِّي خليل الله لشدة محبة ربه عز وجل له، لما قام له من الطاعة التي يحبها ويرضاها، ولهذا ثبت في الصحيحين، من حديث أبي سعيد الخدري: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خطبهم في آخر خطبة خطبها قال: «أما بعد، أيها الناس، فلو كنت متخذًا من أهل الأرض خليلًا لاتخذت أبا بكر بن أبي قحافة خليلًا، ولكن صاحبكم خليل الله» ».
_________
(1)
الغرائر: جمع غرارة، وهو الجوالق: وعاء يضعون فيها الطعام. اللسان (جلق، غرر).
(2)
حُوّارى: ما بيض من الطعام. اللسان (حور).
(3)
أسباب النزول للواحدي (ت: الفحل) ص 324.
(4)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
20404 -
عن إسحاق بن يسار -من طريق الوليد- قال: لما اتخذ الله إبراهيم خليلًا ألقى في قلبه الوَجَل، حتى إن كان خفقان قلبه لَيُسْمَع مِن بُعْدٍ كما يُسْمَع خَفَقان الطير في الهواء
(1)
. (ز)
20405 -
عن جعفر بن محمد [بن علي بن الحسين]-من طريق موسى- في قوله عز وجل: {واتخذ الله إبراهيم خليلا} ، قال: أظهر اسم الخلة لإبراهيم عليه السلام؛ لأنّ الخليل ظاهر في المعنى، وأخفى اسم المحبة لمحمد صلى الله عليه وسلم لتمام حاله؛ إذ لا يُحِبُّ الحبيبُ إظهار حال حبيبه، بل يحب إخفاءه وستره لِئَلّا يطلع عليه أحد سواه، ولا يدخل أحدٌ بينهما، فقال لنبيه وصفِيِّه محمد صلى الله عليه وسلم لَمّا أظهر له حال المحبة:{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} [آل عمران: 31]. أي: ليس الطريق إلى محبة الله إلا اتباع حبيبه، ولا يتوسل إلى الحبيب بشيء أحسن من متابعة حبيبه وطلب رضاه
(2)
. (ز)
20406 -
قال مقاتل بن سليمان: {واتخذ الله إبراهيم خليلا} ، يعنى: مُحبًّا، والخليل: الحبيب؛ لأن الله أحبه في كسره الأصنام، وجداله قومه. واتخذ الله إبراهيم خليلًا قبل ذبح ابنه، فلما رأته الملائكة حين أُمِر بذبح ابنه أراد المُضِيَّ على ذلك، قالت الملائكة: لو أنّ الله عز وجل اتَّخذ عبدًا خليلًا لاتَّخذ هذا خليلًا محبًّا. ولا يعلمون أنّ الله عز وجل اتخذه خليلًا، وذلك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه:«إنّ صاحبكم خليل الرحمن» . يعني: نفسه، فقال المنافقون لليهود: ألا تنظرون إلى محمد يزعم أنه خليل الله؟! لقد اجترأ. فأنزل الله عز وجل: {واتخذ الله إبراهيم خليلا} . وإنما إبراهيم عبد من عباده مثل محمد، واتخذ إبراهيم خليلًا حين ألقي في النار، فذهب حر النيران يومئذ من الأرض كلها
(3)
[1867]. (ز)
20407 -
روى الزبير بن بكار: أوحى الله إلى إبراهيم: أتدري لِمَ اتخذتك خليلًا؟ قال: لا، يا ربِّ. قال: لأني اطَّلعت إلى قلبك فوجدتك تحب أن تُرْزَأ
(4)
(ز)
[1867] ذكر ابنُ عطية (3/ 31) أنّ البعض قال: إن إبراهيم سمي خَليلًا من الخَلّة -بفتح الخاء-؛ لأنه أنزل خَلَّته وفاقته بالله تعالى.
_________
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 4/ 1075.
(2)
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 4/ 123 (1412).
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 410.
(4)
رزأه ماله يرزؤه رزءا: أصاب من ماله. اللسان (رزأ).