الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلى مَآ أسَرُّوا فِي أنفُسِهِم مِّن مُّوَآدَّتِهِمُ اليَهُودَ ومِن غِشِّهِمُ الإسْلامَ وأَهْلَهُ نادِمِينَ)
(1)
. (5/ 352)
22821 -
عن عمرو: أنه سمِعَ ابن الزبير يقرأُ: (فَعَسى اللَّهُ أن يَأْتِيَ بِالفَتْحِ أوْ أمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحَ الفُسّاقُ عَلى مَآ أسَرُّوا فِي أنفُسِهِمْ نادِمِينَ). قال عمرو: لا أدري كانت قراءتَه، أم فسَّرَ؟
(2)
. (5/ 352)
نزول الآية:
22822 -
قال مقاتل بن سليمان:
، يعني: دولة اليهود على المسلمين، وذلك أن نفرًا من المنافقين؛ أربعة وثمانين رجلًا، منهم عبد الله بن أبي، وأبو نافع، وأبو لبابة، قالوا: نتَّخذ عند اليهود عهدًا، ونواليهم فيما بيننا وبينهم، فإنّا لا ندري ما يكون في غدٍ، ونخشى ألّا يُنصَر محمد صلى الله عليه وسلم، فينقطع الذي بيننا وبينهم، ولا نصيب منهم قرضًا ولا مِيرَةً. فأنزل الله عز وجل:{فَعَسى اللَّهُ أنْ يَأْتِيَ بِالفَتْحِ}
(3)
. (ز)
تفسير الآية:
22823 -
عن عبادة بن الصامت -من طريق عبادة بن الوليد- قال: {فَتَرى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشى أنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ} ، يعني: عبد الله بن أبي، لقوله: إني أخشى الدوائر
(4)
. (ز)
22824 -
عن عبد الله بن عباس، قال: قوله: {فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم} يعني: عبد الله بن أُبيٍّ، {يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة} إلى قوله: {فأصبحوا
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 4/ 1159 (6527). وعزاه السيوطي إلى ابن سعد، وسعيد بن منصور.
وهي قراءة شاذة لمخالفتها رسم المصاحف.
(2)
أخرجه سعيد بن منصور (765 - تفسير)، وابن أبي حاتم 4/ 1159 (6527).
وهي قراءة شاذة. انظر: البحر المحيط 3/ 520.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 484.
(4)
أخرجه ابن أبي حاتم 4/ 1157 - 1158.
خاسرين} يعني: عبد الله بن أُبيٍّ
(1)
[2104]. (5/ 346)
22825 -
عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت -من طريق إسحاق بن يسار- {فَتَرى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} يعني: عبد الله بن أبي، {يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشى أنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ} لقوله: إنِّي أخشى دائرةً تصيبني
(2)
. (ز)
22826 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم} قال: هم المنافقون، في مصانعة اليهود، ومُناجاتِهم
(3)
، واسترضاعِهم أولادَهم إياهم، {يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة} يقولون: نخشى أن تكون الدائرةُ لليهود بالفتح حينئذٍ
(4)
. (5/ 351)
22827 -
عن عطية بن سعد العوفي -من طريق إدريس- {فترى الذين في قلوبهم مرض} كعبد الله بن أبيٍّ، {يسارعون فيهم} في ولايتِهم
(5)
. (5/ 350)
22828 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في قوله: {فترى الذين في قلوبهم مرض} ، قال: أناسٌ من المنافقين كانوا يُوادُّون اليهود، ويُناصِحونَهم دونَ المؤمنين
(6)
[2105]. (5/ 351)
[2104] علّق ابنُ عطية (3/ 192) على ما رُوِي في شأن عبد الله بن أبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد ذكره في هذه الأقوال، فقال:«وفِعْلُ عبد الله بن أبي في هذه النازلة لم يكن ظاهره مغالبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو فعل ذلك لحاربه رسول الله، وإنما كان يُظهِر للنبي صلى الله عليه وسلم أن يستبقيهم لنصرة محمد، ولأن ذلك هو الرأي، وقوله: إني امرؤ أخشى الدوائر. أي: من العرب، وممن يحارب المدينة وأهلها، وكان يبطن في ذلك كله التحرز من النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين والفَتَّ في أعضادهم، وذلك هو الذي أسرَّ هو في نفسه ومَن معه على نفاقه مِمَّن يفتضح بعضهم إلى بعض» .
[2105]
بيَّن ابنُ جرير (8/ 512) أنّ الآية نزلت في قول للمنافقين بدلالة أقوال السلف، وجائزٌ أن تكون نازلة في عبد الله بن أُبي، أو في غيره، لعموم الآية له ولغيره دون تخصيص، كما أفاد قول قتادة بن دعامة من طريق سعيد ومن وافقه، قال:«والصواب من القول في ذلك عندنا أن يُقال: إنّ ذلك من الله خبرٌ عن ناس من المنافقين كانوا يوالون اليهود والنصارى، ويغشون المؤمنين، ويقولون: نخشى أن تدور دوائر، إما لليهود والنصارى، وإما لأهل الشرك من عبدة الأوثان أو غيرهم على أهل الإسلام، أو تنزل بهؤلاء المنافقين نازلة، فيكون بنا إليهم حاجة. وقد يجوز أن يكون ذلك كان من قول عبد الله بن أبي، ويجوز أن يكون كان من قول غيره، غير أنه لا شك أنه من قول المنافقين» .وبنحوه ابن عطية (3/ 192)، حيث قال:«وقوله تعالى: {يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة} لفظ محفوظ عن عبد الله بن أبي، ولا محالة أنّه قال بقوله منافقون كثير، والآية تعطي ذلك» .
_________
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(2)
أخرجه ابن جرير 8/ 511.
(3)
كذا لفظ ابن جرير، وفي الدر: مُلاحاتِهم، وفي تفسير مجاهد: ملحاتهم.
(4)
تفسير مجاهد ص 310، وأخرجه ابن جرير 8/ 511، وابن أبي حاتم 4/ 1157 - 1158. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.
(5)
أخرجه ابن جرير 8/ 510 - 511، وابن أبي حاتم 4/ 1158 (6520). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(6)
أخرجه ابن جرير 8/ 512. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.