الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
21512 -
عن سَمُرَة بن جندب، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إذا رَوَيْت أهلك من اللبن غَبُوقًا، فاجتنب ما نهى الله عنه من ميتة»
(1)
. (5/ 190)
{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
(4)}
نزول الآية:
21513 -
عن أبي رافع، قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فاستأذن عليه، فأذِن له، فأَبْطَأ، فأخذ رِداءَه، فخرج، فقال:«قد أذِنّا لك» . قال: أجل، ولكِنّا لا ندخل بيتًا فيه كلب ولا صورة. فنظروا، فإذا في بعض بيوتهم جَرْوٌ، قال أبو رافع: فأمرني أن أقتل كُلَّ كلب بالمدينة، ففعلت، وجاء الناس، فقالوا: يا رسول الله، ماذا يَحِلُّ لنا من هذه الأُمَّة التي أمرتَ بقتلها؟ فسَكَت النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله:{يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين} . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أرسل الرجلُ كلبَه، وذَكَر اسم الله، فأَمْسَكَ عليه؛ فليأكل ما لم يأكل»
(2)
. (5/ 190)
21514 -
عن عامر: أنّ عَدِيَّ بن حاتم الطائيّ أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله عن صيد الكلاب. فلم يَدْرِ ما يقول له؛ حتّى أنزل الله عليه هذه الآية في المائدة:{تعلمونهن مما علمكم الله}
(3)
. (5/ 192)
(1)
أخرجه الحاكم 4/ 139 (7157).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخَرِّجاه، وله أصل بإسناد صحيح على شرط الشيخين» . وقال ابن حجر في إتحاف المهرة 6/ 45 (6101): «بل خارجة بن مصعب ضعيف» . وأورده الألباني في الصحيحة 3/ 338 (1353).
(2)
أخرجه الحاكم مختصرًا 2/ 340 (3212)، والطبراني في الكبير 1/ 326 (972) واللفظ له، وابن جرير 8/ 100 - 101.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخَرِّجاه» . وقال الهيثمي في المجمع 4/ 42 - 43 (6096): «رواه الطبراني في الكبير، وفيه موسى بن عبيدة الرَّبَذِيّ، وهو ضعيف» .
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير 17/ 75 (158)، والجصاص في أحكام القرآن 2/ 393، وابن جرير 8/ 108 من طريق أبي هانئ، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم الطائي به.
إسناده ضعيف، فيه أبو هانئ عمر بن بشير، قال ابن حجر في لسان الميزان 6/ 72 - 73: «قال أحمد: صالح الحديث. وقال يحيى بن معين: ضعيف انتهى. وذكره ابن حبان في الثقات
…
وقال أبو حاتم الرازي: ليس بقوي، يكتب حديثه، جابر الجعفي أحب إلي منه. وقال ابن عمار: ضعيف. وذكره العقيلي وابن شاهين في الضعفاء».
21515 -
عن سعيد بن جبير: أنّ عَدِيَّ بن حاتم وزيد بن المُهَلْهَل الطّائِيَّيْن سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالا: يا رسول الله، إنّا قوم نصيد بالكلاب والبُزاة، وإنّ كلاب آل ذَرِيحٍ تصيد البقر والحمير والظِّباء
(1)
، وقد حرَّم الله الميتة، فماذا يَحِلُّ لنا؟ فنزلت:{يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات}
(2)
. (5/ 191)
21516 -
عن عكرمة، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم بَعَث أبا رافِع في قتل الكلاب، فقَتَل حتى بَلَغ العَوالِي
(3)
، فدخل عاصم بن عدي، وسعد بن خيثمة، وعُويم بن ساعدة؛ فقالوا: ماذا أُحِلَّ لنا، يا رسول الله؟ فنزلت:{يسألونك ماذا أحل لهم} الآية [1965]
(4)
. (5/ 191)
21517 -
عن محمد بن كعب القرظي، قال: لَمّا أمَر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب؛ قالوا: يا رسول الله، فماذا تَحِلُّ لنا من هذه الأمة؟ فنزلت:{يسألونك ماذا أحل لهم}
[1965] قال ابنُ عطية (3/ 105) في نزول الآية: «سبب نزول قوله تعالى: {يسألونك ماذا أحل لهم}: أنّ جبريل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجد في البيت كلبًا، فلم يدخل، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ادخل» . فقال: أنا لا أدخل بيتًا فيه كلب. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب، فقتلتُ حتى بلغتُ العوالي، فجاء عاصم بن عدي، وسعد بن خيثمة، وعويم بن ساعدة، فقالوا: يا رسول الله، ماذا يحل لنا من هذه الكلاب؟
…
وروى هذا السببَ أبو رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو كان المتولي لقتل الكلاب، وحكاه أيضًا عكرمة، ومحمد بن كعب القرظي موقوفًا عليهما. وظاهر الآية أنّ سائلًا سأل عما أُحِلَّ للناس من المطاعم؛ لأنّ قوله تعالى:{قل أحل لكم الطيبات} ليس الجواب على ما يَحِلُّ لنا من اتخاذ الكلاب، اللهمَّ إلّا أن يكون هذا من إجابة السائل بأكثر مما سأل عنه، وهذا موجود كثيرًا من النبي صلى الله عليه وسلم كجوابه في لباس المحرم وغير ذلك، وهو صلى الله عليه وسلم مُبِينُ الشرع، فإنما يُجاوِب مادًّا أطنابَ التعليم لأمته».
_________
(1)
بعده في أسباب النزول للواحدي ص 142: «والضب، فمنه ما يُدرك ذكاته، ومنه ما يُقتل فلا يُدرك ذكاته» . وهي زيادة مهمة يقصر فهم المعنى بدونها.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 3/ 28 - ، وعلَّقه الواحدي أسباب النزول ص 142.
(3)
العوالي: أماكِنُ بأعْلى المدينة. النهاية (علا).
(4)
أخرجه ابن جرير 8/ 101.