الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
20334 -
عن الحسن البصري -من طريق حميد- في قوله: {من يعمل سوءا يجز به} ، قال: الكافر. ثم قرأ:» وهَلْ يُجازى إلّا الكَفُورُ «[سبأ: 17]
(1)
. (5/ 54)
20335 -
عن الحسن البصري -من طريق عاصم- في قوله: {من يعمل سوءا يجز به} ، قال: إنّما ذاك لِمَن أراد اللهُ هوانَه، فأمّا مَن أراد الله كرامته فإنه يتجاوز عن سيئاته في أصحاب الجنة، وعد الصدق الذي كانوا يوعدون
(2)
. (5/ 44)
20336 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {من يعمل سوءا يجز به} ، قال: وعد الله المؤمنين أن يُكَفِّر عنهم سيئاتهم، ولم يَعِد أولئك، يعني: المشركين
(3)
[1863]. (ز)
{يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا
(123)}
نزول الآية، وتفسيرها:
20337 -
عن أبي بكر الصديق، قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت هذه الآية:{من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا} . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[1863] اختُلِف في تفسير قوله: {من يعمل سوءا يجز به} على ثلاثة أقوال: الأول: عنى بالسوء كل معصية لله. والثاني: المراد: من يعمل سوءًا من أهل الكفر يجز به. والثالث: معنى السوء في هذا الموضع: الشرك.
ورجَّح ابنُ جرير (7/ 519 - 520 بتصرف) القول الأول مستندًا إلى السُّنَّة، ودلالة العموم، فقال:«لعموم الآية كُلَّ عاملِ سوءٍ، من غير أن يخص أو يستثنى منهم أحد، فهي على عمومها؛ إذ لم يكن في الآية دلالة على خصوصها، ولا قامت حُجَّة بذلك من خبرٍ عن الرسول صلى الله عليه وسلم. وبنحو الذي قلنا في ذلك تظاهرت الأخبار عن سول الله صلى الله عليه وسلم» . وساق أثر أبي بكر وما في معناه -مما سيأتي-.
وبنحوه قال ابنُ كثير (4/ 291).
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 7/ 517، وابن أبي حاتم 4/ 1072.
وهي قراءة العشرة ما عدا حمزة، والكسائي، وخلف العاشر، ويعقوب، وحفص عن عاصم؛ فإنهم قرؤوا {وهَلْ نُجازِي إلّا الكَفُورَ} بالنون وكسر الزاي وفتح الراء. انظر: النشر 2/ 350.
(2)
أخرجه سعيد بن منصور (698 - تفسير)، وابن أبي شيبة 14/ 42، وهناد (430)، والبيهقي (9812). وعزاه السيوطي إلى الحكيم الترمذي.
(3)
أخرجه ابن جرير 7/ 517.
«يا أبا بكر، ألا أُقْرِئُك آيةً نزلت علي!» . قلتُ: بلى، يا رسول الله. فأَقْرَأَنِيها، فلا أعلمُ إلا أني وجدت انقصامًا في ظهري حتى تَمَطَّأْتُ لها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما لَك، يا أبا بكر؟» . قلت: بأبي وأمي يا رسول الله، وأيُّنا لم يعمل السوء؟! وإنّا لَمَجْزِيُّون بكل سوء عملناه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أما أنت وأصحابُك يا أبا بكر المؤمنون فتُجْزَون بذلك في الدنيا، حتى تلقوا اللهَ ليس لكم ذنوب، وأما الآخرون فيجمع لهم ذلك حتى يجزون به يوم القيامة»
(1)
. (5/ 38)
20338 -
عن أبي بكر الصديق أنّه قال: يا رسول الله، كيف الصلاح بعد هذه الآية:{ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به} ؟! فكلُّ سوءٍ جُزِينا به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «غفر الله لك، يا أبا بكر، ألست تمرض؟ ألست تَنصَب؟ ألست تحزن؟ ألست تُصيبك اللَّأْواء؟» . قال: بلى. قال: «فهو ما تُجْزَون به»
(2)
[1864]. (5/ 37)
20339 -
قال أبو بكر: يا رسول الله، ما أشدَّ هذه الآية:{من يعمل سوءا يجز به} ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المصائب والأمراض والأحزان في الدنيا جزاء»
(3)
. (5/ 39)
[1864] علَّق ابنُ كثير (4/ 282) على هذا الحديث بقوله: «ورواه سعيد بن منصور، عن خلف بن خليفة، عن إسماعيل بن أبي خالد، به. ورواه ابن حبان في صحيحه، عن أبي يعلى، عن أبي خيثمة، عن يحيى بن سعيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، به. ورواه الحاكم من طريق سفيان الثوري، عن إسماعيل، به» .
_________
(1)
أخرجه الترمذي 5/ 283 - 284 (3288)، وابن أبي حاتم 4/ 1071 (5994). وأورده الثعلبي 3/ 390.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب، وفي إسناده مقال، موسى بن عبيدة يضعف في الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد، وأحمد بن حنبل، ومولى ابن سباع مجهول» . وقال ابن كثير 4/ 285: «وهكذا رواه الترمذي عن يحيى بن موسى، وعبد بن حميد، عن روح بن عبادة، به. ثم قال: وموسى بن عبيدة يضعف، ومولى ابن سباع مجهول» . وقال الألباني في الضعيفة 3/ 686: «الحديث ضعيف» .
(2)
أخرجه أحمد 1/ 229 - 230 (68)، وابن حبان 7/ 170 (2910)، والحاكم 3/ 78 (4450)، وسعيد بن منصور في تفسيره 4/ 1391 (697)، وعبد الرزاق 1/ 478 (643)، وابن جرير 7/ 521 - 522، وابن أبي حاتم 4/ 1071 (5992). وأورده الثعلبي 3/ 390.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه» . وقال الذهبي في التلخيص: «صحيح» . وقال العراقي في تخريج الإحياء ص 1477: «من رواية مَن لم يُسَمَّ عن أبي بكر» . وقال ابن حجر في الأمالي ص 78: «هذا حديث حسن» . وقال الألباني في الضعيفة 6/ 473: «إسناد ضعيف» .
(3)
أخرجه ابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير 2/ 419 - ، وأبو نعيم في الحلية 8/ 119 من طريق محمد بن عبد بن عامر، حدثنا يحيى بن يحيى النيسابوري، حدثنا الفضيل بن عياض، عن سليمان بن مهران الكاهلي، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق بن الأجدع، عن أبي بكر به.
قال الألباني في الضعيفة 6/ 475: «ورجاله ثقات، رجال الشيخين، غير محمد بن عبد بن عامر هذا، وهو السمرقندي، قال الذهبي: معروف بوضع الحديث» .
20340 -
قال أبو بكر: يا رسول الله، ما أشدَّ هذه الآية:{من يعمل سوءا يجز به} . قال: يا أبا بكر، إن المصيبة في الدنيا جزاء
(1)
. (ز)
20341 -
عن عائشة، قالت: لما نزلت: {من يعمل سوءا يجز به} قال أبو بكر: يا رسول الله، كل ما نعمل نؤاخذ به؟ فقال:«يا أبا بكر، أليس يصيبك كذا وكذا؟ فهو كفارة»
(2)
. (5/ 39)
20342 -
عن عائشة: أنّ رجلًا تلا هذه الآية: {من يعمل سوءا يجز به} . قال: إنّا لَنُجْزى بكل ما عملناه! هلكنا إذن. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:«نعم، يُجزى به المؤمن في الدنيا في نفسه، في جسده، فيما يؤذيه»
(3)
.
(5/ 39)
20343 -
عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله، إني لأعلم أشدَّ آية في القرآن. قال:«ما هي، يا عائشة؟» . قلتُ: {من يعمل سوءا يجز به} . فقال: «هو ما يصيب العبدَ من السوء، حتى النَّكْبَة
(4)
يُنكَبُها، يا عائشة، مَن نوقش هلك، ومَن حُوسِب عُذِّب». قلت: يا رسول الله، أليس الله يقول:{فسوف يحاسب حسابا يسيرا} ؟ [الانشقاق: 8]. قال: «ذاك العَرْضُ، يا عائشة، مَن نُوقِش الحساب عُذِّب»
(5)
. (5/ 39)
(1)
أخرجه هناد في كتاب الزهد 1/ 250 (434)، وسعيد بن منصور في التفسير من سننه 4/ 1396 (700)، وابن جرير 7/ 523 من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح، عن أبي بكر به.
قال المتقي الهندي في كنز العمال 3/ 301 (6657): «مرسلًا» . يعني: لأنّ مسلمًا لم يسمع من أبي بكر.
(2)
أخرجه الخطيب في تالي التلخيص 2/ 575، وابن جرير 7/ 520 - 521.
إسناده جيد.
(3)
أخرجه أحمد 40/ 431 (24368) وابن حبان 7/ 186 (2923)، وسعيد بن منصور في تفسيره 4/ 1393 (699)، وابن أبي حاتم 4/ 1072 (5995).
قال البوصيري في إتحاف الخيرة 6/ 200 (5673): «وله شاهد من حديث أنس بن مالك» . وقال الهيثمي في المجمع 7/ 12 (10957): «رواه أحمد، وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح» . وقال ابن حجر في الأمالي المطلقة ص 83: «هذا حديث حسن صحيح» . وقال السيوطي: «بسند صحيح» . وقال الألباني في الصحيحة 5/ 345: «وإسناده صحيح، على شرط مسلم» .
(4)
النكبة: ما يصيب الإنسان من الحوادث. النهاية (نكب).
(5)
أخرجه أبو داود 5/ 10 (3093)، وابن جرير 7/ 523، وابن أبي حاتم 4/ 1072 (5996).
قال الألباني في ضعيف أبي داود 2/ 471 (557): «إسناده ضعيف» . وقال في الضعيفة 6/ 472: «وأبو عامر هذا اسمه صالح بن رستم المزني، وفيه ضعف، وللحديث شاهد قوي من حديث أبي هريرة
…
» ثم ذكره.
20344 -
عن عائشة، قالت: سُئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {من يعمل سوءا يجز به} . قال: «إنّ المؤمن يُؤْجَر في كل شيء، حتى في الفَيْظ
(1)
عند الموت»
(2)
. (5/ 40)
20345 -
عن أمية بنت عبد الله، قالت: سألتُ عائشة عن هذه الآية: {من يعمل سوءا يجز به} . فقالت: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد بعد أن سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا عائشة، هذه معاتبةُ الله العبدَ بما يصيبه من الحمى والحزن والنكبة، حتى البضاعة يضعها في كُمِّه فيفقدها فيفزع لها فيجدها تحت ضِبْنِه
(3)
، حتى إنّ العبد لَيَخْرُج مِن ذنوبه كما يخرج التِّبْرُ الأحمر مِن الكير»
(4)
. (5/ 42)
20346 -
عن محمد بن المنتشر، قال: قال رجل لعمر بن الخطاب: إني [لأعرف] أشدَّ آية في كتاب الله. فأهوى عمرُ فضربه بالدرة، وقال: ما لك نقبت عنها حتى علمتها؟! فانصرف، حتى إذا كان الغد قال له عمر: الآية التي ذكرت بالأمس؟ فقال: {من يعمل سوءا يجز به} ، فما منا أحد يعمل سوءًا إلا جُزِي به. فقال عمر: لبثنا حين نزلت ما ينفعنا طعام ولا شراب حتى أنزل الله بعد ذلك ورخَّص،
(1)
يقال: فاظت وفاضت (لغتان) روحه، إذا خرجت روحه. النهاية، واللسان (فيض).
(2)
أخرجه ابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير 2/ 420 - من طريق محمد بن أحمد بن إبراهيم، حدثنا أبو القاسم، حدثنا سريج بن يونس، حدثنا أبو معاوية، عن محمد بن إسماعيل، عن محمد بن زيد بن المهاجر، عن عائشة به.
إسناده ضعيف؛ محمد بن إسماعيل -وهو ابن إبراهيم بن طلحة بن عبيد الله- لم أر من وثقه، ومحمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ لم يدرك عائشة، وأما شيخ المؤلف فهو الحافظ العسّال، وأبو القاسم هو البغوي، وأبو معاوية هو عباد بن عباد بن المهلب بن أبي صفرة.
(3)
ضبنه، أي: حضنه. النهاية (ضبن).
(4)
أخرجه أحمد 43/ 29 (25835)، والترمذي 5/ 245 (3234)، وابن جرير 5/ 143، 7/ 524، وابن المنذر 1/ 95 (167)، وأخرجه ابن أبي حاتم 2/ 574 (3062). وأورده الثعلبي 2/ 300 - 301 دون ذكر الآية:{ومن يعمل سوءا يجز به} .
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من حديث عائشة، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة» . وقال ابن كثير في تفسيره 1/ 733 بعد نقله لكلام الترمذي: «قلت: وشيخه علي بن زيد بن جدعان ضعيف، يغرب في رواياته، وهو يروي هذا الحديث عن امرأة أبيه أم محمد أمية بنت عبد الله، عن عائشة، وليس لها عنها في الكتب سواه» . وقال ابن حجر في الأمالي المطلقة ص 80: «هذا حديث حسن» ، وقال الهيثمي في المجمع 7/ 12 (10956):«رواه أحمد، وأمينة لم أعرفها» . وقال الألباني في الضعيفة 6/ 474: «وهذا إسناد ضعيف
…
فإنّه مع ضعف ابن جدعان لا يعرف حال أمية هذه».
وقال: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}
(1)
. (5/ 42)
20347 -
عن أبي هريرة، قال: لَمّا نزلت: {من يعمل سوءا يجز به} شَقَّ ذلك على المسلمين، وبلغت منهم ما شاء الله، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:«سَدِّدوا، وقارِبوا، فإنّ في كل ما أصاب المسلمَ كفارةً، حتى الشوكة يشاكها، والنكبة ينكبها»
(2)
. وفي لفظ عند ابن مردويه: بكينا وحزِنّا، وقلنا: يا رسول الله، ما أبقت هذه الآية مِن شيء. قال:«أما والذي نفسي بيده، إنها لكما نزلت، ولكن أبشِروا، وقارِبوا، وسَدِّدوا، إنه لا يصيب أحد منكم من مصيبة في الدنيا إلا كفَّر الله بها خطيئته، حتى الشوكة يشاكها أحدكم في قدمه»
(3)
. (5/ 41)
20348 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- قال: لَمّا نزلت هذه الآية شَقَّت على المسلمين، وقالوا: يا رسول الله وأينا لم يعمل سوءًا غيرك؟! فكيف الجزاء؟! قال: «منه ما يكون في الدنيا، فمَن يعمل حسنة فله عشر حسنات، ومَن جُوزِي بالسيئة نقصت واحدة من عشر، وبقيت له تسع حسنات، فويل لمن غلبت آحادُه أعشارَه. وأمّا ما يكون جزاءٌ في الآخرة فيُقابَل بين حسناته وسيئاته، فيلقى مكان كل سيئة حسنة، وينظر في الفضل، فيُعطى الجزاء في الجنة، فيؤتي كل ذي فضل فضله»
(4)
. (ز)
20349 -
عن عبد الله بن عمر، قال: سمعت أبا بكر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن يعمل سوءا يُجْزَ به في الدنيا»
(5)
. (5/ 37)
(1)
أخرجه اسحاق ابن راهويه -كما في إتحاف الخيرة للبوصيري 6/ 198 - 199 (5671) -.
قال البوصيري: «هذا إسناد صحيح» .
(2)
أخرجه مسلم 4/ 1993 (2574)، وسعيد بن منصور في التفسير من سننه 4/ 1378 (694)، وابن جرير 7/ 520.
(3)
أخرجه ابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير 2/ 420 - ، والواحدي في التفسير 2/ 119 (254) من طريق إبراهيم بن يزيد، عن عبد الله بن إبراهيم، عن أبي هريرة به. وأورده الثعلبي 3/ 391.
إسناده ضعيف جِدًّا؛ فيه إبراهيم بن يزيد الخوزي، قال ابن حجر في التقريب (272):«متروك الحديث» .
(4)
أورده الثعلبي 3/ 390، والبغوي 2/ 290 من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس به.
(5)
أخرجه أحمد 1/ 203 (23)، وابن جرير 7/ 521، وابن أبي حاتم 4/ 1071 (5993).
قال البزار في مسنده 1/ 76 (21): «وهذا الحديث إنما رواه عن علي بن زيد زيادٌ الجصاص، وزياد رجل بصري، وليس به بأس، ليس بالحافظ، وعلي بن زيد فقد تكلم فيه شعبة، وقد روى عنه جلة: يونس بن عبيد، وابن عون، وخالد الحذاء، ولا نعلم روى علي بن زيد، عن مجاهد، إلا هذا الحديث» . وقال الألباني في الضعيفة 3/ 685 (1494): «ضعيف» .
20350 -
عن عبد الله بن عمر، أنّه مَرَّ بعبد الله بن الزبير وهو مصلوب، فقال: رحمك الله، أبا خُبَيْب، سمعت أباك الزبير يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن يعمل سوءًا يُجْزَ به في الدنيا»
(1)
. (5/ 38)
20351 -
قال عبد الله بن عمر لغلامه: لا تَمُرَّ بي على ابن الزبير. فغفِل الغلام، فمَرَّ به، فرفع رأسه، فرآه، فقال: رحمك الله، ما علمتُك إلا صوّامًا، قوّامًا، وصولًا للرَّحِم، أما واللهِ إنِّي لأرجو مع مساوئ ما قد عملتَ من الذنوب أن لا يُعَذِّبك. قال مجاهد: ثم التفت إلَيَّ، فقال: حدثني أبو بكر الصديق، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«من يعمل سوءا يجز به في الدنيا»
(2)
. (ز)
20352 -
عن عطاء بن أبي رباح، قال: لَمّا نزلت: {من يعمل سوءا يجز به} قال أبو بكر: جاءت قاصِمَة الظهر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إنما هي المصيبات في الدنيا»
(3)
. (5/ 43)
20353 -
عن الربيع بن زياد، قال: قلت لأُبي بن كعب: آية في كتاب الله قد أحزنتني. قال: ما هي؟ قلت: {من يعمل سوءا يجز به} . قال: ما كنت أراك إلا أفقه مما أرى، إنّ المؤمن لا تصيبه مصيبة؛ عثرة قدم، ولا اخْتِلاج عِرْق، ولا نَجْبَةُ
(4)
نملة إلا بذنب، وما يعفوه الله عنه أكثر، حتى اللدغة والنَّفْحَة
(5)
. (5/ 43)
20354 -
عن إبراهيم بن مُرَّة، قال: جاء رجل إلى أُبَيٍّ، فقال: يا أبا المنذر، آية
(1)
أخرجه البزار 3/ 177 (962)، وابن عساكر في تاريخه 28/ 240 - 241.
قال البزار: «لا نعلم روى ابن عمر عن الزبير إلا هذا الحديث» . وقال الدارقطني في العلل الواردة في الأحاديث النبوية 4/ 223 (523): «وليس فيه شيء يثبت» . وقال الهيثمي في المجمع 7/ 12 (10958): «رواه البزار، وفيه عبد الرحمن بن سليم بن حيان، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات» . وقال ابن حجر في الأمالي المطلقة ص 82 (24): «وفي كونه من مسند الزبير نظر» . وقال الألباني في الضعيفة 3/ 686: «وهو ضعيف» .
(2)
أخرجه الحاكم 3/ 637 (6340)، وأبو يعلى في مسنده 1/ 27 (18) واللفظ له.
قال العقيلي في الضعفاء الكبير 2/ 79: «كلاهما غير محفوظين. وهذا يروى بإسناد صالح من غير هذا الوجه» . وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ 4/ 2438 (5653): «رواه زياد بن أبي زياد الجصاص
…
وزياد متروك الحديث». وقال الألباني في الضعيفة 3/ 685 (1494): «ضعيف» .
(3)
أخرجه ابن جرير 7/ 525.
(4)
نجبة نملة: قرصها. النهاية (نجب).
(5)
أخرجه ابن أبي الدنيا (100)، وابن جرير 7/ 516، والبيهقي (9814). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
والنفح: الضرب والرمي، وأراد به هنا نفح الدابة برجلها، وهو رفسها. النهاية (نفح).
في كتاب الله قد غَمَّتْنِي. قال: أي آية؟ قال: {من يعمل سوءا يجز به} . قال: ذاك العبد المؤمن، ما أصابته من نكبة مصيبة فيصبر فيلقى الله عز وجل ولا ذنب له
(1)
. (5/ 43)
20355 -
عن أبي المُهَلَّب، قال: رَحَلْتُ إلى عائشة في هذه الآية: {من يعمل سوءا يجز به} ، قالت: هو ما يصيبكم في الدنيا
(2)
. (5/ 40)
20356 -
عن ابن جريج، قال: أخبرني خالد أنّه سمع مجاهد بن جبر يقول في قوله: {من يعمل سوءا يجز به} ، قال: يجز به في الدنيا. قال: قلت: وما تبلغ المصيبات؟ قال: ما تكره
(3)
. (ز)
20357 -
عن أشعث بن سوار، قال: قلت للحسن البصري: {من يعمل سوءًا يجز به} . قال: لا يُجْزى -واللهِ- يومَ القيامة مؤمنٌ بسوء عمله. ثم قرأ: {أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون} [الأحقاف: 16]
(4)
. (ز)
20358 -
عن الحسن البصري -من طريق مبارك- في قوله: {من يعمل سوءا يجز به} ، قال: واللهِ، ما جازى الله عبدًا بالخير والشر إلا عذبه، قال:{ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى} [النجم: 31]. قال: أما واللهِ، لقد كانت لهم ذنوب، ولكنه غفرها لهم، ولم يجازِهم بها، إن الله لا يجازي عبده المؤمن بذنب إذًا تُوبِقه ذنوبه
(5)
. (ز)
20359 -
قال مقاتل بن سليمان: {من يعمل سوءا يجز به} ، نزلت في المؤمنين، مجازات الدنيا، تصيبهم في النكبة بحجر، والضربة، واختلاج عِرْق، أو خدش عود، أو عثرة قدم فيدميه أو غيره، فبذنب قُدِّم، وما يعفو الله عنه أكبر، فذلك قوله سبحانه:{وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} [الشورى: 30]. ثم قال: {ولا يجد له من دون الله وليا} يعني: قريبًا ينفعه، {ولا نصيرا} يعني: ولا مانعًا يمنعه من الله عز وجل
(6)
. (ز)
(1)
أخرجه هناد (397)، وأبو نعيم في الحلية 1/ 254.
(2)
أخرجه ابن راهويه في مسنده -كما في المطالب العالية (3933) - وابن جرير 7/ 516، والحاكم 2/ 308. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(3)
أخرجه ابن جرير 7/ 517.
(4)
أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (ت: إسماعيل إبراهيم عوض) 1/ 410 (591).
(5)
أخرجه ابن جرير 7/ 517.
(6)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 409.