الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القلوب اليقين، والارتياب من الكفر، والنياحة من عمل الجاهلية، والغلول من جُثى
(1)
جهنم، والكنز كَيٌّ من النار، والشعر من مزامير إبليس، والخمر جماع الإثم، والنساء حِبالَة الشيطان، والشباب شعبة من الجنون، وشر المكاسب كسب الربا، وشر المآكل مال اليتيم، والسعيد مَن وُعِظ بغيره، والشقي مَن شَقِي في بطن أمه، وإنما يصير أحدكم إلى موضع أربعة أذرع، والأمر بآخره، ومَلاك العمل خواتمه، وشر الرَّوايا
(2)
روايا الكذب، وكلُّ ما هو آتٍ قريب، وسباب المؤمن فسوق، وقتال المؤمن كفر، وأكل لحمه من معصية الله، وحرمة ماله كحرمة دمه، ومَن يتأوَّل على الله يُكَذِّبه، ومَن يغفر يغفر له، ومَن يعف يعف الله عنه، ومَن يَكْظِم الغيظَ يَأْجُرْه اللهُ، ومَن يصبر على الرَّزِيَّة يُعَوِّضْه الله، ومن يبتغ السمعة يُسَمِّع الله به، ومَن يصبر يضعف الله له، ومَن يعص الله يعذبه الله. اللَّهُمَّ، اغفر لي ولأمتي، اللهم اغفر لي ولأمتي -قالها ثلاثًا-، أستغفر الله لي ولكم»
(3)
. (5/ 31، 30)
20308 -
عن عبد الله بن مسعود أنّه كان يقول في خطبته: أصدق الحديث كلام الله. فذكر مثله سواء
(4)
. (5/ 32)
20309 -
عن عبد الله بن مسعود، قال: إنّ أصدق الحديث كلام الله
(5)
. (5/ 28)
{لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا
(123)}
نزول الآية، وتفسيرها:
20310 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: قالت اليهود والنصارى:
(1)
جثى: جمع جَِثْوة، وهو التراب المجموع. النهاية (جثا).
(2)
الرَّوايا: جمع راوية، وهو من يكثر رواية الأخبار. النهاية (روى).
(3)
أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 241 - 242، وابن عساكر في تاريخه 51/ 240 - 241.
قال ابن كثير في البداية والنهاية 7/ 171: «وهذا حديث غريب، وفيه نكارة، وفي إسناده ضعف» . وضعّفه الألباني في الضعيفة 5/ 79 - 80 (2059)، وقال:«إسناد حديث عقبة عند الديلمي (1/ 2/ 216، 217) عبدالعزيز بن عمران وهو متروك، ويعقوب بن محمد الزهري وأبو أمية الطرسوسي، وهما ضعيفان» .
(4)
أخرجه ابن أبي شيبة 7/ 106 (34552)، وابن عساكر في تاريخه 33/ 179.
قال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير 1/ 235: «وإسناده حسن» . وقال في فيض القدير 3/ 6: «قال الزين العراقي: إسناده جيد» . وقال البوصيري في إتحاف الخيرة 7/ 403: «بسند ضعيف» .
(5)
أخرجه ابن أبي حاتم 3/ 1022.
لا يدخل الجنةَ غيرُنا. وقالت قريش: لا نُبْعَث. فأنزل الله: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به} . والسوء: الشرك
(1)
. (5/ 36)
20311 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قال: قال أهل التوراة: كتابنا خير الكتب؛ أُنزِل قبل كتابكم، ونبينا خير الأنبياء. وقال أهل الإنجيل مثل ذلك. وقال أهل الإسلام: كتابنا نسخ كل كتاب، ونبينا خاتم النبيين، وأمرتم وأمرنا أن نؤمن بكتابكم ونعمل بكتابنا. فقضى الله بينهم، فقال:{ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به} . وخيَّر بين أهل الأديان، فقال:{ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه} الآية
(2)
. (5/ 35)
20312 -
عن مسروق بن الأجدع -من طريق أبي الضُّحى- قال: احتج المسلمون وأهل الكتاب، فقال المسلمون: نحن أهدى منكم. وقال أهل الكتاب: نحن أهدى منكم. فأنزل الله: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب} . فانفلج عليهم المسلمون بهذه الآية: {ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن} الآية
(3)
. (5/ 33)
20313 -
عن مسروق بن الأجدع -من طريق أبي الضُّحى- قال: تفاخر النصارى وأهل الإسلام، فقال هؤلاء: نحن أفضل منكم. وقال هؤلاء: نحن أفضل منكم. فأنزل الله: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب}
(4)
. (5/ 33)
20314 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جُرَيج- في قوله: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب} ، قال: قريش، وكعب بن الأشرف
(5)
. (5/ 36)
20315 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- قال: قالت العرب: لا نُبعَث، ولا نُحاسَب. وقالت اليهود والنصارى:{لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى} [البقرة: 111]. وقالوا: {لن تمسنا النار إلا أياما معدودة} [البقرة: 80]. فأنزل الله: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 4/ 1071 (5991) مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(2)
أخرجه ابن جرير 7/ 510.
(3)
أخرجه سعيد بن منصور (693 - تفسير)، وابن جرير 7/ 508. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(4)
أخرجه ابن جرير 7/ 507، وابن أبي حاتم 4/ 1072 - 1073. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(5)
أخرجه ابن جرير 7/ 512. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
يجز به}
(1)
[1859]. (5/ 32)
20316 -
عن الضحاك بن مزاحم -من طريق أبي سيدان- يقول: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب} الآية، قال: نزلت في أهل الكتاب حين خالفوا النبي صلى الله عليه وسلم
(2)
. (ز)
20317 -
عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد- قال: تخاصم أهل الأديان، فقال أهل التوراة: كتابنا أول كتاب، وخيرها، ونبينا خير الأنبياء. وقال أهل الإنجيل نحوًا من ذلك. وقال أهل الإسلام: لا دين إلا الإسلام، وكتابنا نَسَخ كل كتاب، ونبينا خاتم النبيين، وأمرنا أن نعمل بكتابنا ونؤمن بكتابكم. فقضى الله بينهم، فقال:{ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به} . ثم خيَّر بين أهل الأديان؛ فضَّل أهل الفضل، فقال:{ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن} الآية
(3)
. (5/ 34)
20318 -
عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جويبر- قال: افتخر أهل الأديان، فقالت اليهود: كتابنا خير الكتب، وأكرمها على الله، ونبينا أكرم الأنبياء على الله؛ موسى، خلا به، وكلَّمه نجِيًّا، وديننا خير الأديان. وقالت النصارى: عيسى خاتم النبيين، آتاه الله التوراة والإنجيل، ولو أدركه محمد تبعه، وديننا خير الدين. وقالت المجوس وكفار العرب: ديننا أقدم الأديان، وخيرها. وقال المسلمون: محمد رسول الله خاتم الأنبياء، وسيد الأنبياء، والقرآن آخر ما نزل من عند الله من الكتب، وهو أمين على كل كتاب، والإسلام خير الأديان. فخيَّر الله بينهم، فقال:{ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به} . يعني بذلك: اليهود، والنصارى، والمجوس، وكفار العرب، {ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا} . ثم فضَّل الإسلام على كل دين، فقال: {ومن أحسن دينا ممن أسلم
[1859] وجَّه ابنُ تيمية (2/ 343 - 344) قول مجاهد وابن زيد بقوله: «وهذا يقتضي أنها خطاب للكفار من الأميين وأهل الكتاب؛ لاعتقادهم أنهم لا يُعَذَّبون العذاب الدائم» .
_________
(1)
أخرجه سعيد بن منصور (692 - تفسير)، وابن جرير 7/ 512، وابن أبي حاتم 4/ 1070. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(2)
أخرجه ابن جرير 7/ 514.
(3)
أخرجه ابن جرير 7/ 509 من طريق عبيد بن سليمان.
وجهه لله} الآية
(1)
. (5/ 35)
20319 -
عن أبي صالح باذام -من طريق إسماعيل بن أبي خالد- قال: جلس أناس من أهل التوراة وأهل الإنجيل وأهل الإيمان، فقال هؤلاء: نحن أفضل. وقال هؤلاء: نحن أفضل. فقال الله: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به} . ثم خصَّ الله أهل الإيمان، فأنزل:{ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى}
(2)
. (5/ 36)
20320 -
قال الحسن البصري: في قوله: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب} ، قالت اليهود للمؤمنين: كتابنا قبل كتابكم، ونبينا قبل نبيكم، وكتابنا القاضي على ما قبله من الكتب، ونحن أهدى منكم. قال المؤمنون: كذبتم، إنّا صدقنا بكتابكم ونبيكم، وكذبتم بكتابنا ونبينا، وكتابنا القاضي على ما قبله من الكتب
(3)
. (ز)
20321 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: ذُكِر لنا: أنّ المسلمين وأهل الكتاب افتخروا، فقال أهل الكتاب: نبينا قبل نبيكم، وكتابنا قبل كتابكم، ونحن أولى بالله منكم. وقال المسلمون: نحن أولى بالله منكم، ونبينا خاتم النبيين، وكتابنا يقضي على الكتب التي كانت قبله. فأنزل الله:{ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب} إلى قوله: {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه} الآية. فأَفْلَجَ اللهُ حُجَّةَ المسلمين على مَن ناوَأَهم مِن أهل الأديان
(4)
. (5/ 33)
20322 -
عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قال: التَقى ناسٌ من المسلمين واليهود والنصارى، فقالت اليهود للمسلمين: نحن خير منكم، ديننا قبل دينكم، وكتابنا قبل كتابكم، ونبينا قبل نبيكم، ونحن على دين إبراهيم، ولن يدخل الجنة إلا مَن كان يهودِيًّا. وقالت النصارى مثل ذلك. فقال المسلمون: كتابنا بعد كتابكم، ونبينا بعد نبيكم، وديننا بعد دينكم، وقد أُمِرْتُم أن تَتَّبعونا وتتركوا أمركم، فنحن خير منكم، نحن على دين إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، ولن يدخل الجنة إلا مَن كان
(1)
أخرجه ابن جرير 7/ 511. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(2)
أخرجه ابن جرير 7/ 510، وابن أبي حاتم 4/ 1073. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(3)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 1/ 408 - .
(4)
أخرجه ابن جرير 7/ 508. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
على ديننا. فردَّ الله عليهم قولهم، فقال:{ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به} . ثم فضَّل الله المؤمنين عليهم، فقال:{ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا}
(1)
. (5/ 34)
20323 -
قال محمد بن السائب الكلبي: لَمّا قالت اليهود للمؤمنين: كتابنا قبل كتابكم، ونبينا قبل نبيكم. وقال لهم المؤمنون ما قالوا؛ فأنزل الله:{ليس بأمانيكم} إلى قوله: {واتخذ الله إبراهيم خليلا} . ففضَّل الله المؤمنين على اليهود
(2)
. (ز)
20324 -
قال مقاتل بن سليمان: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب} ، نزلت في المؤمنين واليهود والنصارى، قالت اليهود: كتابنا قبل كتابكم، ونبينا قبل نبيكم؛ فنحن أهدى وأولى بالله منكم. وقالت النصارى: نبينا كلمة الله، وروح الله وكلمته، وكان يُحْيِي الموتى، ويُبْرِئُ الأكمه والأبرص، وفى كتابنا العفو، وليس فيه قصاص، فنحن أولى بالله منكم، معشرَ اليهود ومعشرَ المسلمين. فقال المسلمون: كذبتم، كتابنا نَسَخَ كل كتاب، ونبينا صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء، وآمنّا بنبيكم وكتابكم، وكذَّبْتُم نبينا وكتابنا، وأُمرتم وأُمرنا أن نؤمن بكتابكم ونعمل بكتابنا، فنحن أهدى منكم، وأولى منكم. فأنزل الله عز وجل:{ليس بأمانيكم} معشر المؤمنين {ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا (123) ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا}
(3)
. (ز)
20325 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- يقول في قوله: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب} [النساء: 51] إلى آخر الآية، قال: جاء حُيَيُّ بنُ أخطب إلى المشركين، فقالوا له: يا حُيَيُّ، إنّكم أصحاب كتب، فنحن خيرٌ أم محمدٌ وأصحابه؟ فقال: أنتم خير منه. فذلك قوله: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب} إلى قوله: {ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا} [النساء: 52]. ثم قال للمشركين: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب} فقرأ حتى بلغ: {ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن} رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه {فأولئك يدخلون
(1)
أخرجه ابن جرير 7/ 508 - 509، وابن أبي حاتم 4/ 1070.
(2)
ذكره يحيى بن سلام-تفسير ابن أبي زمنين 1/ 409.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 408.