الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ}
قراءات الآية، وتفسيرها:
22931 -
عن بُريدة الأسلمي -من طريق شيخ- أنّه كان يقرؤُها: (وعابِدَ الطّاغُوتِ)
(1)
[2123]. (5/ 370)
22932 -
عن عطاء بن السائب، قال: كان أبو عبد الرحمن [السُّلمي] يقرأُ: {وعَبَدَ الطّاغُوتَ} بنصب العين، والباء
(2)
[2124]. (5/ 369)
[2123] نقل ابنُ عطية (3/ 206) تعليق أبي عمرو على هذه القراءة، فقال:«قال أبو عمرو: تقديره: وهم عابد الطاغوت» . ثم قال مُعَلِّقًا: «فهو اسم جنس» .
[2124]
وجّه ابنُ عطية (3/ 205) هذه القراءة، فقال: "وذلك على أنّ المراد: عبدة الطاغوت، وحذفت الهاء تخفيفًا، ومثله قول الراجز:
قام ولاها فسقوها صرخدا
أراد: ولاتها. فحذف تخفيفًا".
وقال ابنُ كثير (5/ 274 بتصرف) موجِّهًا معنى الآية على هذه القراءة: «المعنى على هذه القراءة: وجعل منهم من عبد الطاغوت» .
وعند ابن جرير نحوه (8/ 541).
وقد رجّح ابنُ جرير (8/ 544 - 545 بتصرف) هذه القراءة مستندًا إلى بعض القراءات، قال:«وأَوْلى هذه القراءات بالصواب قراءة من قرأ ذلك: {وعبد الطاغوت}، بمعنى: وجعل منهم القردة والخنازير ومَن عبد الطاغوت؛ لأنه ذكر أن ذلك في قراءة أُبَيّ بن كعب وابن مسعود: (وجَعَلَ مِنهُمُ القِرَدَةَ والخَنازِيرَ وعَبَدُوا الطّاغُوتَ)، بمعنى: والذين عبدوا الطاغوت. ففي ذلك دليل واضح على صحة المعنى الذي ذكرنا من أنّه مراد به: ومن عبد الطاغوت» . ثم بين معنى الآية على هذا الترجيح، فقال:«فتأويل الآية: قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله؛ مَن لعنه، وغضب عليه، وجعل منهم القردة والخنازير، ومَن عبد الطاغوت» .
وانتَقَدَ ابنُ تيمية (6/ 504 - 505) هذا الذي ذهب إليه ابنُ جرير مُرَجِّحًا أنّ قوله تعالى: {وعبد الطاغوت} معطوف على قوله تعالى: {لعن} ، وأنه فعل ماضٍ، وليس داخلًا في خبر «جعل» ، مستندًا إلى الدلالة العقلية، قال:«قوله: {وعبد الطاغوت} ليس المراد: وجعل منهم من عبد الطاغوت، كما ظنه بعض الناس، فإن اللفظ لا يدل على ذلك، والمعنى لا يناسبه، فإنّ المراد ذمهم على ذلك، والإخبار بأن الله جعل فيهم القردة والخنازير، فإن ذلك عقوبة منه لهم على ذنوبهم، وذلك خزي لهم، فعابهم بلعنة الله، وعقوبتهم بالشرك الذي هم فيه، وهو عبادة الطاغوت» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 8/ 543.
وهي قراءة شاذة، تروى أيضًا عن عون العقيلي. انظر: مختصر ابن خالويه ص 39، والمحتسب 1/ 215.
(2)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
22933 -
عن يحيى بن وثّاب -من طريق الأعمش- أنّه قرأ: «وعَبُدَ الطّاغُوتِ» . يقولُ: خدَمَ =
22934 -
قال عبد الرحمن: وكان حمزة يقرؤُها كذلك
(1)
[2125]. (5/ 370)
22935 -
عن سليمان بن مهران الأعمش -من طريق جرير- أنّه كان يقرؤها كذلك
(2)
. (ز)
22936 -
قال الحسن البصري: يقول: جعل الله ذلك منهم بما عبدوا الطاغوت؛ يعني: الشيطان
(3)
. (ز)
22937 -
عن زهير، قال: قلت لابن أبي ليلى: كيف كان طلحة يقرأُ هذا الحرف؟ قال: (وعَبُدَ الطّاغُوتِ). =
22938 -
فسَّره ابن أبي ليلى: وخدَمَه
(4)
. (5/ 369)
[2125] قال ابنُ عطية (3/ 204) مُعَلِّقًا على هذه القراءة: «قرأ حمزة وحده: «وعَبُدَ الطّاغُوتِ» بفتح العين، وضم الباء، وكسر التاء من الطاغوت، وذلك أن «عَبُد» لفظ مبالغة، كيَقظ، وندس، فهو لفظ مفرد يراد به الجنس، وبني بناء الصفات؛ لأن «عبدًا» في الأصل صفة، وإن كان استعمل استعمال الأسماء، وذلك لا يخرجه عن حكم الصفة، فلذلك لم يمتنع أن يبنى منه بناء الصفات، وقرأ بهذه القراءة الأعمش ويحيى بن وثاب، ومنه قول الشاعر:
أبني لبينى إن أمكم أمَةٌ وإن أباكم عبد".
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 8/ 542.
وقرأ بقية العشرة {وعَبَدَ الطّاغُوتَ} بفتح الباء، وكسر التاء، وتقدمت في الأثر السابق عن أبي عبد الرحمن. انظر: النشر 2/ 255، والإتحاف ص 255.
(2)
أخرجه ابن جرير 8/ 542.
(3)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 2/ 35 - .
(4)
أخرجه ابن أبي حاتم 4/ 1165 (6563). وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وأبي الشيخ.