الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اليهوديين، وعازر بن أبي عازر {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} يعني: ممسكة، أمسك الله يده عنّا، فلا يبسطها علينا بخير، وليس بجواد. وذلك أنّ الله عز وجل بسط عليهم في الرزق، فلمّا عصوا واستحلوا ما حرَّم عليهم أمسك عنهم الرزق، فقالوا عند ذلك: يد الله محبوسة عن البسط. يقول الله عز وجل: {غُلَّتْ أيْدِيهِمْ}
(1)
. (ز)
تفسير الآية:
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}
22980 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- {وقالت اليهود يد الله مغلولة} ، أي: بخيلة
(2)
. (5/ 375)
22981 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: {وقالت اليهود يد الله مغلولة} ، قال: لا يعنونَ بذلك أنّ يدَ الله مُوثَقة، ولكن يقولون: إنّه بخيلٌ، أمسَك ما عندَه. تعالى الله عما يقولون عُلوًّا كبيرًا
(3)
[2130]. (5/ 375)
22982 -
عن عكرمة مولى ابن عباس، نحو ذلك
(4)
. (ز)
22983 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قول الله: {يد الله
[2130] ذكر ابن عطية (3/ 210) قول ابن عباس ووجّهه، فقال:«وقال ابن عباس وجماعة من المتأولين معنى قولهم التبخيل، وذلك أنهم لحقتهم سَنَةٌ وجهد فقالوا هذه العبارة، يعنون بها أن الله بخل عليهم بالرزق والتوسعة، وهذا المعنى يشبه ما في قوله تعالى: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك} [الإسراء: 29] فإنما المراد لا تبخل، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل البخيل والمتصدق، الحديث» ».
وذكر -إضافة إلى ما جاء في أقوال السلف- قولًا عن الحسن أنه قال: «قولهم: يد الله مغلولة إنما يريدون عن عذابهم» ووجّهه بقوله: «فهي على هذا في معنى قولهم: {نحن أبناء الله وأحباؤه} [المائدة: 18]» .
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 490.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 4/ 1167 (6575). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(3)
أخرجه ابن جرير 8/ 553 - 554، وابن أبي حاتم 4/ 1167 (6576).
(4)
علَّقه ابن أبي حاتم 4/ 1167 (6576).
مغلولة}، قال: لقد تَجَهَّدنا
(1)
اللهُ، يا بني إسرائيل، حتى جعل اللهُ يده إلى نحره. وكذبوا
(2)
. (ز)
22984 -
قال مجاهد بن جبر =
22985 -
وإسماعيل السُّدِّيّ: هو أنّ اليهود قالوا: إنّ الله لما نزع ملكنا مِنّا وضع يده على صدره، يحمد إلينا، ويقول: يا بني إسرائيل، يا بني أحباري، لا أبسطها حتى أرد عليكم الملك
(3)
. (ز)
22986 -
عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد بن سليمان- في قوله: {مغلولة} ، يقولون: إنه بخيلٌ، ليس بجواد
(4)
.
(5/ 375)
22987 -
قال الحسن البصري: معناه: يد الله مكفوفةٌ عن عذابنا، فليس يعذبنا إلا بما يقربه قيمة قدر ما عبد آباؤنا العجل، وهو سبعة أيام
(5)
. (ز)
22988 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا} إلى: {والله لا يحب المفسدين} ، أما قوله {يد الله مغلولة} قالوا: الله بخيل، غير جواد. قال الله:{بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء}
(6)
. (ز)
22989 -
قال سفيان الثوري: {وقالت اليهود يد الله مغلولة} ، قالوا: لا يُنفِق شيئًا
(7)
[2131]. (ز)
[2131] ذكر ابنُ عطية (3/ 211) في قوله تعالى: {غلت أيديهم} احتمالين: الأول: أن يكون ذلك في الدنيا، ووجّهه بقوله:«وإذا كان خبرًا عن الدنيا فالمعنى: غُلَّت أيديهم عن الخير والإنفاق في سبيل الله ونحوه» . الثاني: أن يكون ذلك في الآخرة. ووجّهه بقوله: «وإذا كان خبرًا عن الآخرة فالمعنى: غُلَّت في نار جهنم، أي: حَتَم هذا عليهم ونفذ به القضاء، كما حَتَمت عليهم اللعنة بقولهم هذا، وبما جرى مجراه» .
_________
(1)
تَجَهَّدنا: أي ألحَّ علينا أن نفعل كذا. اللسان (جهد).
(2)
تفسير مجاهد ص 312، وأخرجه ابن جرير 8/ 554.
(3)
تفسير الثعلبي 4/ 88.
(4)
أخرجه ابن جرير 8/ 555، وابن أبي حاتم 4/ 1168 (6578).
(5)
تفسير الثعلبي 4/ 88.
(6)
أخرجه ابن جرير 8/ 554.
(7)
تفسير سفيان الثوري ص 104.