الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثناؤه-: يا قابيلُ، أين أخوك هابيل؟ قال: ما أدري، ما كنت عليه رقيبًا. فقال الله -جل وعزَّ- له: إنّ صوت دمِ أخيك لَيُناديني من الأرض، الآن أنتَ ملعون من الأرض التي فتحت فاها فبَلَعَتْ دمَ أخيك من يدك، فإذا أنت عملت في الأرض فإنها لا تعود تعطيك حرثها، حتى تكون فزِعًا تائهًا في الأرض. قال قابيل: عَظُمت خطيئتي عن أن تغفرها، قد أخرجتني اليوم عن وجه الأرض، وأتوارى من قُدّامك، وأكون فزِعًا تائهًا في الأرض، وكلُّ مَن لقيني قتلني. فقال الله جل وعز: ليس ذلك كذلك، ولا يكون كُلُّ مَن قتل قتيلًا يُجزى واحدًا، ولكن يجزي سبعة، ولكن من قتل قابيل يجزي سبعة. وجعل الله في قابيل آية، لئلا يقتله كُلُّ مَن وجده، وخرج قابيل من قُدّام الله عز وجل، من شرقي عدن الجنة
(1)
. (ز)
{مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ}
22238 -
عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد- في قوله: {من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل} ، يقول: من أجل ابن آدم الذي قتل أخاه ظلمًا
(2)
. (ز)
22239 -
قال مقاتل بن سليمان: {مِن أجْلِ ذَلِكَ} يعنى: من أجل ابني آدم تعظيمًا للدم {كَتَبْنا عَلى بَنِي إسْرائِيلَ} في التوراة
(3)
. (ز)
22240 -
عن عبد الله بن مسعود، وناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم -من طريق السُّدِّي، عن مرة الهمداني- = (5/ 275)
22241 -
وعبد الله بن عباس -من طريق السدي، عن أبي مالك وأبي صالح- في قوله:{من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا} عند المقتول يقول: في الإثم، {ومن أحياها} فاستنقذها مِن هَلَكَة {فكأنما أحيا الناس جميعا} عند المُستنقَذ
(4)
. (ز)
(1)
أخرجه ابن جرير 8/ 344.
(2)
أخرجه ابن جرير 8/ 348.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 471 - 472.
(4)
أخرجه ابن جرير 8/ 349 - 350. وعزاه السيوطي إليه دون ذكر ابن عباس.
22242 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- في قوله: {فكأنما قتل الناس جميعا} قال: أوْبَقَ نفسَه كما لو قتل الناس جميعًا، وفي قوله:{ومن أحياها} قال: مَن سَلِم مِن قتلها
(1)
. (5/ 275)
22243 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- {من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا} قال: هو كما قال. وقال: {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} ، فإحياؤها لا يقتل نفسًا حرَّمها الله، فذلك الذي أحيا الناس جميعًا، يعني: أنّه مَن حَرَّم قتلها إلا بحقٍّ حَيِيَ الناسُ منه جميعًا
(2)
. (5/ 278)
22244 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في الآية، قال: مَن قتل نبيا أو إمامَ عدلٍ فكأنما قتل الناس جميعًا، ومَن شدَّ على عَضُد نبي أو إمام عدل فكأنما أحيا الناس جميعًا
(3)
[2052]. (5/ 278)
22245 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: {مِن أجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إسْرائِيلَ أنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أوْ فَسادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النّاسَ جَمِيعًا} مَن قتل نفسًا واحدة حرَّمتُها فهو مثلُ مَن قتل الناس جميعًا، {ومَن أحْياها} يقول: مَن ترك قتل نفس واحدة حرَّمتُها مخافتي واستحيا أن يقتلها فهو مثل استحياء الناس جميعًا، يعني بذلك: الأنبياء
(4)
. (ز)
22246 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {فكأنما قتل الناس جميعا} ، قال: هذه مثل التي في سورة النساء: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما (93)} ، يقول: لو قتل الناس جميعًا لم يُزد على مثل ذلك من العذاب
(5)
. (5/ 278)
22247 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق منصور- في قوله: {ومن أحياها} ، قال:
[2052] انتقد ابنُ عطية (3/ 151) قول ابن عباس من طريق عكرمة، وما في معناه من طريق عطية العوفي بقوله:«وهذا قول لا تعطيه الألفاظ» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 8/ 350. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(2)
أخرجه ابن جرير 8/ 352.
(3)
أخرجه ابن جرير 8/ 348 - 349.
(4)
أخرجه ابن جرير 8/ 349.
(5)
تفسير مجاهد ص 306، وأخرجه ابن جرير 8/ 353. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
مَن أنجاها مِن غرق، أو حرق، أو هدم، أو هلكة
(1)
. (5/ 279)
22248 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق خصيف- {فكأنما قتل الناس جميعا} قال: أوْبَق نفسه حتى كأنما قتل الناس جميعًا، {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} لم يقتلها، وقد سَلِم منه الناس جميعًا لم يقتل أحدًا
(2)
[2053]. (ز)
22249 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق منصور- قال: في الإثم
(3)
. (ز)
22250 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق العلاء بن عبد الكريم- {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} ، قال: مَن كفَّ عن قتلها فقد أحياها
(4)
. (ز)
22251 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ليث- {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أوْ فَسادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النّاسَ جَمِيعًا} ، وقوله:{ومَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء: 93]، قال: يصير إلى جهنم بقتل المؤمن، كما أنّه لو قتل الناس جميعًا لصار إلى جهنم
(5)
. (ز)
[2053] معنى الآية على هذا القول: أنّ قاتل النفس المحرَّم قتلها يصلى النار كما لو قتل الناس جميعًا، {ومن أحياها} مَن سلِم من قتلها فقد سلِم من قتل الناس جميعًا.
ورجَّح ابنُ جرير (8/ 358) هذا القول الذي قاله ابن عباس من طريق مجاهد وعلي، ومجاهد من طريق شريك عن خصيف وليث وعبدة بن أبي لبابة والعلاء بن عبد الكريم مستندًا إلى الدلالات العقلية، والنظائر، فقال:«لأنه لا نفس يقوم قتلها في عاجل الضر مقام قتل جميع النفوس، ولا إحياؤها مقام إحياء جميع النفوس في عاجل النفع، فكان معلومًا بذلك أنّ معنى الإحياء: سلامة جميع النفوس منه؛ لأنّه مَن لم يتقدم على نفس واحدة فقد سلم منه جميع النفوس، وأن الواحدة منها التي يقوم قتلها مقام جميعها إنما هو في الوِزر؛ لأنه لا نفس من نفوس بني آدم يقوم فقدها مقام فقد جميعها، وإن كان فقد بعضها أعم ضررًا من فقد بعض» . وقال: «وذلك نظير خبر الله -عزَّ ذكره- عمَّن حاجَّ إبراهيم في ربه، إذ قال له إبراهيم: {ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت} [البقرة: 258]. فكان معنى الكافر في قيله: {أنا أحيي وأميت}: أنا أترك من قدرت على قتله. وفي قوله: وأميت: قتله من قتله. فكذلك معنى الإحياء في قوله: {ومن أحياها}: مَن سَلِم الناس من قتله إياهم، إلا فيما أذن الله جل وعز في قتله منهم {فكأنما أحيا الناس جميعا}» .
وكذا رجَّحه ابنُ كثير (5/ 181)، ولم يذكر مستندًا.
وساق ابنُ عطية (3/ 152) الأقوال الواردة في تفسير الآية، ثم علَّق بقوله:«والذي أقول: إنّ الشبه بين قاتل النفس وقاتل الكل لا يَطَّرد من جميع الجهات، لكن الشبه قد تحصَّل من ثلاث جهات: إحداها: القَوَد فإنه واحد. والثانية: الوعيد، فقد توعد الله قاتل النفس بالخلود في النار، وتلك غاية العذاب، فإن فرضناه يخرج من النار بعدُ بسبب التوحيد فكذلك قاتل الجميع إن لو اتفق ذلك. والثالثة: انتهاك الحرمة، فإنّ نفسًا واحدة في ذلك وجميع الأنفس سواء، والمنتهك في واحدة ملحوظ بعين منتهك الجميع، ومثال ذلك رجلان حلفا على شجرتين ألا يطعما من ثمرهما شيئًا، فطعم أحدهما واحدة من ثمر شجرته، وطعم الآخر ثمر شجرته كله، فقد استويا في الحنث» . ثم نقل عن قوم أنهم قالوا: لما كان المؤمنون كلهم يطلبون القاتل كان كمن قتل الناس جميعًا. وانتقده بقوله: «وهذا قول مُتَداعٍ، ولم يتخلص التشبيه إلى طرف في شيء من هذه الأقوال [أي: الأقوال الواردة في تفسير الآية]» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 8/ 355. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(2)
أخرجه ابن جرير 8/ 350 - 352.
(3)
أخرجه سعيد بن منصور في سننه (ت: سعد آل حميد) 4/ 1453 (728)، وابن جرير 8/ 352.
(4)
أخرجه ابن جرير 8/ 352. وفي رواية: ومن حرَّمها فلم يقتلها.
(5)
أخرجه ابن جرير 8/ 352. و 8/ 351 بنحوه من طريق عبدة بن أبي لبابة.
22252 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق الأعرج- {فَكَأَنَّما قَتَلَ النّاسَ جَمِيعًا} ، قال: الذي يقتل النفس المؤمنة متعمدًا جعل الله جزاءه جهنم، وغضب الله عليه، ولعنه، وأعدَّ له عذابًا عظيمًا. يقول: لو قتل الناس جميعًا لم يزِد على مثل ذلك من العذاب. قال ابن جريج، قال مجاهد:{ومَن أحْياها فَكَأَنَّما أحْيا النّاسَ جَمِيعًا} قال: مَن لم يقتل أحدًا فقد استراح الناس منه
(1)
. (ز)
22253 -
عن الضحاك بن مزاحم -من طريق أبي عامر- {من قتل نفسا بغير نفس} ، قال: مَن تورَّع، أو لم يتورَّع
(2)
. (ز)
22254 -
عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد بن سليمان- في قوله: {فكأنما أحيا الناس جميعا} ، يقول: لو لم يقتله لكان قد أحيا الناس، فلم يستحِلَّ مُحَرَّمًا
(3)
. (ز)
22255 -
عن الحسن البصري -من طريق يونس- {من قتل نفسا بغير نفس أو
(1)
أخرجه ابن جرير 8/ 351.
(2)
أخرجه ابن جرير 8/ 355.
(3)
أخرجه ابن جرير 8/ 355.
فساد في الأرض}، قال: عظَّم ذلك
(1)
. (ز)
22256 -
عن الحسن البصري -من طريق يونس- في قوله: {ومن أحياها} ، قال: مَن قُتِل له حميمٌ فعفا عنه فكأنما أحيا الناس جميعًا
(2)
. (5/ 279)
22257 -
قال الحسن البصري: مِن إحيائها أن ينجيها مِن القَوَد، فيعفو عنها، أو يفاديها من العدوان، وينجيها من الغرق، ومن الحرق، ومن السبع، وأفضل إحيائها أن ينجيها من كفرها وضلالتها
(3)
. (ز)
22258 -
عن الحسن البصري - من طريق عاصم - في قوله: {من قتل نفسا بغير نفس} {فكأنما قتل الناس جميعا} قال: في الوزر، {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} قال: في الأجر
(4)
. (5/ 279)
22259 -
عن خالد أبي الفضل قال: سمعت الحسن تلا هذه الآية: {فطوعت له نفسه قتل أخيه} إلى قوله: {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} ، ثم قال: عظَّم -واللهِ- في الوِزْر كما تسمعون، ورغَّب -واللهِ- في الأجر كما تسمعون، إذا ظننت يا ابن آدم أنّك لو قتلت الناس جميعًا فإنّ لك من عملك ما تفوز به من النار؛ كذبتك -واللهِ- نفسُك، وكذبك الشيطانُ
(5)
. (ز)
22260 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- أنّه تلا: {من قتل نفسا بغير نفس} {فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} ، قال: عظم -واللهِ- أجرها، وعظم -واللهِ- وزرها
(6)
. (ز)
22261 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: {من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس} الآية، قال: من قتلها على غير نفس، ولا فساد أفسدته {فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} ، عظم -واللهِ- أجرها، وعظم وزرها، فأحيِها -يا ابن آدم- بمالك،
(1)
أخرجه ابن جرير 8/ 356.
(2)
أخرجه ابن جرير 8/ 354. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر. وفي رواية عند ابن جرير 8/ 354: العفو بعد القدرة.
(3)
ذكره يحيى ين سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 2/ 23 - 24 - .
(4)
أخرجه ابن جرير 8/ 357 بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(5)
أخرجه ابن جرير 8/ 357.
(6)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 188، وابن جرير 8/ 356.