الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قالوا: يا إلهنا، هذا فلان ابن فلان، قد أردنا به كذا وكذا، فأَخْرِج الحَقَّ فيه. ثم يقولون لصاحب القِداح: اضرب. فيضرب، فإن خرج عليه: منكم؛ كان وسيطًا، وإن خرج عليه: من غيركم؛ كان حليفًا، وإن خرج: ملصق؛ كان على منزلته منهم، لا نسب له ولا حِلْف، وإن خرج فيه شيء سوى هذا مما يعملون به: نعم؛ عَمِلوا به، وإن خرج: لا؛ أخَّروه عامهم ذلك، حتى يأتوا به مرة أخرى، ينتهون في أمورهم إلى ذلك مما خرجت به القِداح
(1)
. (ز)
{الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ}
21476 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: {اليوم يئس الذين كفروا من دينكم} ، قال: يئسوا أن ترجعوا إلى دينهم أبدًا [1958]
(2)
. (5/ 179)
5/ -179)
21477 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- في قوله:{اليوم يئس الذين كفروا من دينكم} ، يقول: يئس أهلُ مكة أن ترجعوا إلى دينهم -عبادة الأوثان- أبدًا، {فلا تخشوهم} في اتِّباع محمد، {واخشون} في عبادة الأوثان وتكذيب محمد
(3)
. (5/ 179)
21478 -
عن مجاهد بن جَبْر -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: {اليوم يئس الذين كفروا من دينكم} ، {اليوم أكملت لكم دينكم} ، قال: هذا حين فعلْتُ. قال ابن جُرَيج: وقال آخرون: ذلك يوم عرفة في يوم جمعة، لَمّا نظر النبي صلى الله عليه وسلم فلم يَرَ إلا
[1958] علَّقَ ابنُ عطية (3/ 101) على قول ابن عباس هذا، فقال:«قوله تعالى: {اليوم يئس الذين كفروا من دينكم} معناه عند ابن عباس رضي الله عنهما: مِن أن ترجعوا إلى دينهم. وقاله السدي، وعطاء. وظاهر أمْرِ النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابِه ظهور دينه يقتضي أنّ يأْس الكفار عن الرجوع إلى دينهم قد كان وقع منذ زمان، وإنما هذا اليأس عندي من اضمحلال أمر الإسلام وفساد جمعه؛ لأن هذا أمر كان يَتَرَجّاه من بَقِي من الكفار، ألا ترى إلى قول أخي صفوان بن أمية في يوم هوازن حين انكشف المسلمون وظنها هزيمة: ألا بَطَل السِّحْرُ اليوم؟! إلى غير هذا من الأمثلة» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 8/ 76 - 77.
(2)
أخرجه ابن جرير 8/ 78. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(3)
أخرجه البيهقي (32).
مُوَحِّدًا ولم ير مشركًا؛ حَمِد الله، فنزل عليه جبريل عليه السلام:{اليَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ} أن يعودوا كما كانوا
(1)
. (5/ 180)
21479 -
قال الحسن البصري: {اليوم يئس الذين كفروا من دينكم} : يَئِسوا أن يَسْتَحِلُّوا فيه ما اسْتَحَلُّوا في دينهم
(2)
. (ز)
21480 -
عن عطاء -من طريق ابن جريج- {اليَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ} ، قال: أظن يئسوا أن ترجعوا عن دينكم
(3)
. (ز)
21481 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {اليَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ} ، قال: أن ترجعوا إليهم
(4)
. (ز)
21482 -
قال مقاتل بن سليمان: {اليَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ} يعني: لا تخشوا الكفار، {واخْشَوْنِ} في ترك أمري
(5)
. (ز)
21483 -
عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج- في قوله: {فلا تخشوهم واخشون} ، قال: فلا تخشوهم أن يظهروا عليكم
(6)
[1959]. (ز)
21484 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- {اليَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ
[1959] ذكر ابنُ عطية (3/ 102) أنّ قوله تعالى: {اليَوْمَ} يحتمل احتمالين: الأول: أن يكون إشارة إلى اليوم بعينه لا سيما في قول الجمهور -عمر بن الخطاب وغيره- أنها نزلت في عشية عرفة يوم الجمعة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الموقف على ناقته، وليس في الموسم مشرك. الثاني: أن يكون إشارة إلى الزمن والوقت، أي: في هذا الأوان يَئِسَ الذين كفروا من دينكم.
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 8/ 79. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.
(2)
تفسير ابن أبي زمنين 2/ 8.
(3)
أخرجه ابن جرير 8/ 78.
(4)
أخرجه ابن جرير 8/ 78.
(5)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 452.
(6)
أخرجه ابن جرير 8/ 78.