الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رِسالَتَهُ واللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ)
(1)
[2138]. (5/ 383)
نزول الآية:
23051 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي ظَبْيان- قال: سُئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ آيةٍ أُنزِلت مِن السماءِ أشدُّ عليك؟ فقال: «كنتُ بمنًى أيامَ مَوْسمٍ، واجْتَمَع مشركو العرب وأفناءُ الناس في الموسم، فأُنزِل عليَّ جبريلُ، فقال: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}» . قال: «فقُمْتُ عند العَقَبة، فنادَيتُ: يا أيُّها الناس، مَن يَنصُرُني على أن أُبَلِّغَ رسالات ربي ولكم الجنة؟ أيُّها الناس، قولوا: لا إله إلا الله وأنا رسول الله إليكم. تُفْلِحوا، وتُنجِحوا، ولكم الجنة» . قال: «فما بقِي رجلٌ ولا امرأة ولا صبيٌّ إلا يَرمُون عليَّ بالتراب والحجارة، ويَبْزقُون في وجهي، ويقولون: كذّابٌ صابِئٌ. فعرَض عَلَيَّ عارِضٌ، فقال: يا محمد، إن كنتَ رسول الله فقد آن لك أن تَدْعُوَ عليهم كما دعا نوحٌ على قومِه بالهلاك» . فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ، اهْدِ قومي فإنهم لا يَعلَمون، وانصُرْني عليهم أن يُجيبُوني إلى طاعتك» . فجاء العباس عمُّه، فأنقذَه منهم، وطرَدهم عنه. قال الأعمش: فبذلك تَفْتَخرُ بنو العباس، ويقولون: فيهم نزَلت: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء} [القصص: 56]. هَوِي النبي صلى الله عليه وسلم أبا طالب، وشاء اللهُ عباس بن عبد المطلب
(2)
. (5/ 384)
23052 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- في قوله عز وجل:
[2138] قال ابنُ تيمية (2/ 508) مُعَلِّقًا على ما جاء في قول ابن مسعود من أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتبليغ الناس أنّ عليًّا مولى المؤمنين: «دعوى المُدَّعي أنّ إمامة عليٍّ هي مما بلَّغها، أو مِمّا أُمر بتبليغها لا تثبت بمجرد القرآن، فإنّ القرآن ليس فيه دلالة على شيء معين، فإن ثبت ذلك بالنقل كان ذلك إثباتًا بالخبر لا بالقرآن، فالقرآن لا يدل على ذلك عمومًا ولا خصوصًا» .
_________
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
وهي قراءة شاذة من دسائس الرافضة. انظر: فتح القدير 2/ 86، وفتح البيان 4/ 19.
(2)
أخرجه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة 10/ 13 - 14 (2) من طريق الأعمش، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس به.
وفي سنده قابوس بن أبي ظبيان، قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب (5445):«فيه لين» .
{يا أيُّها الرسول بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إلَيْكَ مِن رَبِّكَ وإنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ واللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ} ، قال: نزلت في علِيٍّ، أُمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يبلغ فيه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيد عَليٍّ، فقال:«مَن كنت مولاه فعَلِيٌّ مولاه، اللَّهُمَّ، والِ مَن والاه، وعادي مَن عاداه»
(1)
. (ز)
23053 -
عن أبي سعيد الخدري -من طريق العوفي- قال: نزلت هذه الآية: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} على رسول الله صلى الله عليه وسلم يومَ غَديرِ خُمٍّ
(2)
، في عليِّ بن أبي طالب
(3)
[2139]. (5/ 383)
23054 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق سفيان، عن رجل- قال: لَمّا نزلت: {بلغ ما أنزل إليك من ربك} ، قال:«يا ربِّ، إنما أنا واحدٌ، كيف أصنعُ يَجْتَمِعُ عليَّ الناس؟» . فنزلت: {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته}
(4)
. (5/ 382)
23055 -
عن الحسن، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«إنّ الله بَعَثني برسالتِه، فضِقْتُ بها ذَرْعًا، وعرَفتُ أنّ الناس مُكَذِّبِيَّ، فوعَدني لأُبَلِّغَنَّ أو لَيُعَذِّبَنِّي، فأنزل: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك}»
(5)
. (5/ 382)
[2139] انتقد ابنُ تيمية (ينظر 2/ 508) مستندًا إلى زمن النزول ما جاء في قول أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أنّ الآية نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنهما يوم غدير خُمٍّ، وذهب إلى أنّ هذه الآية إنما نزلت قبل حجة الوداع بمدة طويلة، ويوم الغدير إنما كان ثامن عشر ذي الحجة بعد رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من الحج.
_________
(1)
أخرجه الثعلبي 4/ 92.
إسناده ضعيف جدًّا، وينظر مقدمة الموسوعة.
والمرفوع منه أخرجه أحمد 2/ 262 (950)، 2/ 434 (1311)، 30/ 430 (18479) علي والبراء وبعضه مختصرًا دون آخره، وأخرجه الترمذي 5/ 633 (3713) عن أبي سريحة، أو زيد بن أرقم مختصرًا دون آخره، وكذلك ابن ماجه عن سعد بن أبي وقاص 1/ 45 (121).
(2)
غدير خُم: غدير معروف بين مكة والمدينة. لسان العرب (خمم).
(3)
أخرجه الواحدي في أسباب النزول ص 202، وابن عساكر في تاريخه 42/ 237 من طريق علي بن عابس، عن الأعمش وأبي الجحاف، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري به.
قال الألباني في الضعيفة 10/ 589 (4922): «موضوع» .
(4)
أخرجه سفيان الثوري في تفسيره ص 104، ومن طريقه ابن جرير 8/ 568، وابن أبي حاتم 4/ 1173 (6613) مرسلًا.
(5)
أورده الثعلبي 4/ 91 مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ مرسلًا.