الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
23138 -
قال مقاتل بن سليمان: {ولا تَتَّبِعُوا أهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا} عن الهدى {مِن قَبْلُ وأَضَلُّوا} عن الهدى {كَثِيرًا} من الناس، {وضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ} يعني: وأخطأوا عن قصد سبل الهدى
(1)
. (ز)
{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ
(79)}
23139 -
عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ أول ما دخلَ النقصُ على بني إسرائيل كان الرجلُ يَلْقى الرجلَ فيقولُ له: يا هذا، اتقِ اللهَ، ودَعْ ما تَصْنَعُ؛ فإنّه لا يَحِلُّ لك. ثم يَلْقاه من الغد، فلا يَمْنَعُه ذلك أن يكونَ أكيلَه وشريبَه وقعيدَه، فلمّا فعَلوا ذلك ضرَب الله قلوبَ بعضِهم ببعضٍ» . ثم قال: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود} إلى قوله: {فاسقون} . ثم قال: «كلا، واللهِ، لَتَأْمُرُنَّ بالمعروف، ولَتَنْهَوُنَّ عن المنكر، ولَتَأْخُذُنَّ على يَدَي الظالم، ولتأطِرُنَّه
(2)
على الحقِّ أطْرًا»
(3)
[2146]. (5/ 395)
[2146] علّق ابنُ عطية (3/ 229) على هذا الحديث قائلًا: «والإجماع على أنّ النهي عن المنكر واجبٌ لمن أطاقه، ونهى بمعروف، وأمن الضرر عليه وعلى المسلمين، فإن تعذر على أحد النهي لشيء من هذه الوجوه ففرض عليه الإنكار بقلبه، وأن لا يخالط ذا المنكر. وقال حُذّاق أهل العلم: ليس من شروط الناهي أن يكون سليمًا من المعصية، بل ينهى العصاةُ بعضُهم بعضًا. وقال بعض الأصوليين: فرض على الذين يتعاطون الكؤوس أن ينهى بعضهم بعضًا. واستدل قائل هذه المقالة بهذه الآية؛ لأن قوله: {يتناهون} و {فعلوه} يقتضي اشتراكَهم في الفعل، وذمَّهم على ترك التناهي» .
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 496.
(2)
أي: تعطفوه عليه. النهاية (أطر).
(3)
أخرجه أبو داود 6/ 391 (4336)، 6/ 392 (4337) واللفظ له، والترمذي 5/ 290 (3297)، 5/ 292 (3299) من طريق علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود به.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب» . وقال الألباني في الضعيفة 3/ 227 (1105): «ضعيف» .
23140 -
عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ بني إسرائيل لَمّا عمِلوا الخطيئةَ نهاهم علماؤُهم تعذيرًا
(1)
، ثم جالَسوهم وآكَلوهم وشارَبوهم، كأن لم يَعْمَلوا بالأمس خطيئةً! فلمّا رأى اللهُ ذلك منهم ضرَب بقلوبِ بعضهم على بعض، ولعَنهم على لسان نبي من الأنبياء». ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:{لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم} حتى فرَغ من الآية. ثم قال: «لبئس ما كانوا يَصنعون» . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «واللهِ، لَتَأْمُرُنَّ بالمعروف، ولَتَنْهَوُنَّ عن المنكر، ولَتأطِرُنَّهم على الحقِّ أطْرًا، أو لَيَضرِبَنَّ الله بقلوب بعضكم على بعض، وليلعنَنَّكم كما لعَنهم»
(2)
. (5/ 396)
23141 -
(3)
. (5/ 402)
23142 -
عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خذوا العطاءَ ما كان عطاءً،
(1)
تعذيرًا: أي نهيًا قصَّروا فيه ولم يبالغوا. وُضع المصدر موضع اسم الفاعل حالًا، كقولهم: جاء مشيًا. النهاية (عذر).
(2)
أخرجه أبو داود (4337) مختصرًا، وابن جرير 8/ 588 - 589 من طريق أبي عبيدة، عن ابن مسعود به.
وقال الشيخ شاكر في تعليقه على ابن جرير: «إسناد ضعيف على كل حال، لانقطاعه» . وضعفه الألباني في الضعيفة 3/ 227.
(3)
أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 3/ 205 من طريق العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى به.
قال الهيثمي في المجمع الزوائد (7/ 269): «رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح» .
فإذا كان رِشوةً عن دينكم فلا تأخُذوه، ولن تَتْرُكُوه، يَمْنَعُكم مِن ذلك الفقر والمخافة، إنّ بني مرحٍ قد جاءوا، وإن رَحى الإسلام ستدورُ، فحيثُما دارَ القرآنُ فدُوروا به، إنّه يوشِكُ السلطانُ والقرآنُ أن يَقْتَتِلا ويَتَفرَّقا، إنه سيكونُ عليكم ولاةٌ يحكُمون لكم بحكمٍ ولهم بغيره، فإن أطَعْتُموهم أضَلُّوكم، وإن عَصَيْتُموهم قَتَلوكم». قالوا: يا رسول الله، فكيف بنا إن أدْركنا ذلك؟ قال:«تكونوا كأصحاب عيسى؛ نُشِروا بالمناشير، ورُفِعوا على الخُشُب؛ مَوْتٌ في طاعةٍ خيرٌ من حياةٍ في معصية، إنّ أولَ ما كان نَقْصٌ في بني إسرائيل أنهم كانوا يأمُرون بالمعروف ويَنْهَونَ عن المنكر شِبْه التعذير، فكان أحدُهم إذا لَقِي صاحبَه الذي كان يَعِيبُ عليه آكَلَه وشارَبَه، كأنه لم يَعِبْ عليه شيئًا، فلَعَنهم الله على لسان نبيهم داود وعيسى ابن مريم، {ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون}. والذي نفسي بيده، لتَأْمُرُنَّ بالمعروف، ولَتَنْهَوُنَّ عن المنكر، أو لَيُسَلِّطَنَّ الله عليكم شرارَكم، ثم لَيَدْعُوَنَّ خِيارُكم فلا يُستجابُ لهم. والذي نفسي بيده، لتَأْمُرُنَّ بالمعروف، ولَتَنْهُنَّ عن المنكر، ولَتأخُذُنَّ على يد الظالم فلَتأطِرُنَّه عليه أطْرًا، أو ليَضْرِبَنَّ الله قلوبَ بعضكم ببعض»
(1)
. (5/ 396)
23143 -
عن ابن أبْزى، عن أبيه، قال: خطَب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحَمِد الله، وأثنى عليه، وذكَر طوائفَ من المسلمين فأثنى عليهم خيرًا، ثم قال:«ما بالُ أقوامٍ لا يُعَلِّمون جيرانَهم، ولا يُفَقِّهونهم، ولا يُفَطِّنونهم، ولا يأمُرُونهم، ولا يَنْهَونهم؟! وما بالُ أقوامٍ لا يَتَعلَّمون مِن جيرانِهم، ولا يَتَفقَّهون، ولا يَتَفَطَّنون؟! والذي نفسي بيده، ليُعَلِّمُنَّ جيرانهم، ولَيُفقِّهُنَّهم، وليُفطِّنُنَّهم، وليأمُرُنَّهم، ولينهَوُنَّهم. وليتعَلمَنَّ قومٌ من جيرانِهم، وليَتَفَقَّهُنَّ، وليتَفَطَّنُنَّ، أو لأُعاجِلَنَّهم بالعقوبة في دار الدنيا» . ثم نزَل فدخَل بيته، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بينَهم: مَن يعني بهذا الكلام؟ قالوا: ما نعلم يعني بهذا الكلام إلا الأشْعريِّين، إنّ الأشْعريين فقهاءُ علماءُ، ولهم جيرانٌ مِن أهل المياه
(1)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
وأخرجه الطبراني في الكبير 20/ 90 (172)، وأبو نعيم في الحلية 5/ 165، كلاهما مختصرًا دون ذكر الشاهد، من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن الوضين بن عطاء، عن يزيد بن مرثد، عن معاذ بن جبل به.
قال أبو نعيم: «غريب من حديث معاذ» . وقال الهيثمي في المجمع 5/ 227 - 228 (9153): «يزيد بن مرثد لم يسمع من معاذ، والوضين بن عطاء وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات» . وقال البوصيري في إتحاف الخيرة 8/ 98 (7571): «رواه إسحاق بن راهويه، عن سويد بن عبد العزيز الدمشقي، وهو ضعيف، ورواه أحمد ابن منيع، ورواته ثقات، ولفظهما واحد» .
جُفاةٌ جَهَلةٌ. فاجتمَع جماعةٌ مِن الأشْعَريِّين، فدخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ذكَرْتَ طوائفَ مِن المسلمين بخير، وذكَرْتَنا بشَرٍّ، فما بالُنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لَتُعَلِّمُنَّ جيرانَكَم، ولَتُفَقِّهُنَّهم، ولتُفَطِّنُنَّهم، ولَتَأْمُرُنَّهم، ولَتَنْهَوُنَّهم، أو لأُعاجِلَنَّكم بالعقوبة في دار الدنيا» . فقالوا: يا رسول الله، فأما إذن فأَمْهِلْنا سنةً، ففي سنةٍ ما نُعلِّمُهم ويتعلَّمون. فأَمْهَلهم سنةً، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:{لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون* كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون}
(1)
. (5/ 397)
23144 -
عن أبي عبيدة بن الجراح مرفوعًا: «قَتلَتْ بنو إسرائيل ثلاثةً وأربعين نبيا مِن أول النهار، فقام مائة واثنا عشر من عُبّادِهم، فأمروهم بالمعروف، ونَهَوْهم عن المنكر، فقُتِلوا جميعًا في آخر النهار، فهم الذين ذكَر الله: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل}» الآيات
(2)
. (5/ 400)
23145 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود} يعني: في الزبور، {وعيسى} يعني: في الإنجيل
(3)
. (5/ 398)
23146 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- في قوله: {لعن الذين كفروا} الآية، قال: لُعِنوا بكلِّ لسانٍ؛ على عهد موسى في التوراة، ولُعنوا على عهد عيسى في الإنجيل، ولُعنوا على عهد داود في الزبور، ولُعِنوا على عهد محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن
(4)
. (5/ 398)
(1)
أخرجه ابن عساكر في تاريخه 32/ 57 - 58 (6618)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 1/ 366 (1118) مختصرًا من طريق بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، عن أبي سلمة، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه به.
قال أبو نعيم: «ولا يصح لابن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم رواية، ولا له صحبة ورؤية» . وقال الهيثمي في المجمع 1/ 164 (748): «فيه بكير بن معروف، قال البخاري: ارم به. ووثقه أحمد في رواية، وضعفه في أخرى. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به» .
(2)
أخرجه ابن جرير 5/ 291، وابن أبي حاتم 2/ 620 (3332). وأورده الديلمي في الفردوس 5/ 361 (8441) واللفظ له، من طريق أبي الحسن مولى بني أسد، عن مكحول، عن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي، عن أبي عبيدة بن الجراح به.
قال البزار 4/ 110: «لم أسمع أحدًا سمّى أبا الحسن» . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 272: «فيه ممن لم أعرفه اثنان» . وقال الألباني في الضعيفة 6/ 297 - 298 (2783): «منكر جِدًّا» .
(3)
أخرجه ابن جرير 8/ 586 - 587، وابن أبي حاتم 4/ 1181 - 1182 (6662).
(4)
أخرجه ابن جرير 8/ 586، وابن أبي حاتم 4/ 1182 (6663). وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
23147 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جريج- قوله: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل} بكل لسان؛ لُعِنوا على عهد موسى في التوراة، وعلى عهد داود في الزبور، وعلى عهد عيسى في الإنجيل، ولعنوا على لسان محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن. =
23148 -
قال ابن جريج: وقال آخرون: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود} ، دعا عليهم داود على عهده، فلعنوا بدعوته. قال: مرَّ داود على نفر منهم وهم في بيت، فقال: مَن في البيت؟ قالوا: خنازير. قال: اللهم اجعلهم خنازير. فكانوا خنازير، ثم أصابتهم لعنته، ودعا عليهم عيسى، فقال: اللهم العن مَن افترى علَيَّ وعلى أمي، واجعلهم قردة خاسئين
(1)
. (ز)
23149 -
عن أبي مالك الغفاري -من طريق حصين- في الآية، قال: لُعِنوا على لسان داود فجُعِلوا قِردةً، وعلى لسان عيسى فجُعِلوا خنازير
(2)
. (5/ 399)
23150 -
وعن مجاهد بن جبر -من طريق حصين- مثلَه
(3)
. (5/ 399)
23151 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في الآية، قال: لعَنهم الله على لسان داود في زمانِه فجعَلهم قردةً خاسئين، ولعَنهم في الإنجيل على لسان عيسى فجعلهم خنازير
(4)
[2147]. (5/ 399)
23152 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قوله: {ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون} ، قال: اجتنبوا المعصية والعدوان؛ فإنّ بهما هلك مَن هلك قبلكم من الناس
(5)
. (ز)
[2147] انتَقَد ابنُ عطية (3/ 228) مستندًا إلى ظاهر القرآن ما أفاده قولُ قتادة وقول ابن جريج بأنّه اقترن بلعنهم في الآية مسخهم قردة وخنازير، فقال:«وذِكْرُ المسخ ليس مما تعطيه ألفاظ الآية، وإنما تعطي ألفاظُ الآية أنهم لعنهم الله وأبعدهم من رحمته، وأَعْلَمَ بذلك العباد المؤمنين على لسان داود النبي في زمنه، وعلى لسان عيسى في زمنه» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 8/ 587.
(2)
أخرجه ابن جرير 8/ 588، وابن أبي حاتم 4/ 1182 (6664). وعزاه السيوطي إلى أبي عبيد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.
(3)
أخرجه ابن جرير 8/ 587.
(4)
أخرجه ابن جرير 8/ 588. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 2/ 41 - . وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ.
(5)
أخرجه ابن أبي حاتم 4/ 1182 (6665).