الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لها، فأخذوا عنقودًا من كُرُومهم، وحملوه على عمودين بين رجلين، وعجزوا عن حمله، وحملوا رُمّانتين على بعض دوابِّهم، فعجزت الدابة عن حملهما، حتى أتوا به أصحابَهم وهم بوادٍ يُقال له: جبلان، فسموا ذلك المنزل: وادي العنقود
(1)
. (ز)
{قَالُوا يَامُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ
(22)}
22055 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: أُمِر موسى أن يدخل مدينة الجبارين، فسار بمن معه حتى نزل قريبًا من المدينة، وهي أريحاء، فبعث إليهم اثني عشر عينًا، مِن كل سِبْط منهم عينٌ، فيأتوه بخبر القوم، فدخلوا المدينة، فرأوا أمرًا عظيمًا من هيئتهم وجسمهم وعِظَمِهم، فدخلوا حائطًا لبعضهم، فجاء صاحب الحائط ليجتني الثمار من حائطه، فجعل يجتني الثمار، فنظر إلى آثارهم، فتَتَبَّعهم، فكُلَّما أصاب واحدًا منهم أخذه فجعله في كُمِّه مع الفاكهة، حتى التقط الاثني عشر كلهم، فجعلهم في كُمِّه مع الفاكهة، وذهب إلى مَلِكِهم، فنثرهم بين يديه، فقال الملك: قد رأيتم شأننا وأمرَنا، اذهبوا فأخبروا صاحبكم. قال: فرجعوا إلى موسى، فأخبروه بما عاينوا من أمرهم، فقال: اكتموا عنّا. فجعل الرجل يخبر أباه وصديقه، ويقول: اكتم عَنِّي. فأُشِيع ذلك في عسكرهم، ولم يكتم منهم إلا رجلان: يوشع بن نون، وكالب بن يوقنا، وهم اللذان أنزل الله فيهما:{قال رجلان من الذين يخافون}
(2)
. (5/ 245)
22056 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: {ادخلوا الأرض المقدسة} ، قال: هي مدينة الجبارين، لَمّا نزل بها موسى وقومُه بعث منهم اثني عشر رجلًا، وهم النقباء الذين ذكرهم الله تعالى؛ ليأتوهم بخبرهم، فساروا، فلقيهم رجل من الجبارين، فجعلهم في كسائه، فحملهم حتى أتى بهم المدينة، ونادى في قومه، فاجتمعوا إليه، فقالوا: مَن أنتم؟ قالوا: نحن قوم موسى، بعثنا لنأتيه بخبركم. فأعطوهم حبة من عِنَب تكفي الرجل، وقالوا لهم: اذهبوا إلى موسى وقومه، فقولوا لهم: اقدروا قدر فاكهتهم. فلمّا أتوهم قالوا: يا موسى، اذهب أنت وربك فقاتِلا إنا ها هنا قاعدون. (قال رجلان من الذين يُخافون أنْعَمَ الله عليهما)، وكانا من أهل
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 465 - 466.
(2)
أخرجه ابن جرير 8/ 290 - 291.
المدينة، أسلما، واتَّبعا موسى، فقالا لموسى:{ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون}
(1)
. (5/ 246)
22057 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قول الله: {اثني عشر نقيبا} ، قال: من كل سِبط من بني إسرائيل رجلٌ، أرسلهم موسى إلى الجبارين، فوجدوهم يدخل في كُمِّ أحدهم اثنان منهم، يُلقُونهم إلقاء، ولا يحمل عنقود عنبهم إلا خمسة أنفس بينهم في خشبة، ويدخل في شطر الرمانة إذا نُزِع حبُّها خمسة أنفس أو أربعة
(2)
. (5/ 247)
22058 -
عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- {إن فيها قوما جبارين} ، قال: سَفِلة، لا خلاق لهم
(3)
. (ز)
22059 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {إن فيها قوما جبارين} ، قال: ذُكر لنا: أنّهم كانت لهم أجسام وخَلْق ليس لغيرهم
(4)
. (5/ 245)
22060 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: {قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين} ، قال: هم أطولُ مِنّا أجسامًا، وأشدُّ قُوَّة
(5)
. (5/ 245)
22061 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قصة ذكرها من أمر موسى وبني إسرائيل، قال: ثم أمرهم بالسير إلى أريحاء، وهي أرض بيت المقدس، فساروا حتى إذا كانوا قريبًا منهم بعث موسى اثني عشر نقيبًا من جميع أسباط بني إسرائيل، فساروا يريدون أن يأتوه بخبر الجبارين، فلقيهم رجل من الجبارين يُقال له: عاج، فأخذ الاثني عشر، فجعلهم في حُجْزَتِهِ، وعلى رأسه حَمْلَةُ حطب، وانطلق بهم إلى امرأته، فقال: انظري إلى هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم يريدون أن يقاتلونا. فطرحهم بين يديها، فقال: ألا أطحنهم برجلي؟ فقالت امرأته: لا، بل خلِّ عنهم حتى يخبروا قومهم بما رأوا. ففعل ذلك
(6)
. (5/ 2228)
22062 -
عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قال: إنّ موسى عليه السلام قال لقومه: إنِّي سأبعث رجالًا يأتونني بخبرهم. وإنّه أخذ مِن كل سِبْطٍ رجلًا، فكانوا
(1)
أخرجه ابن جرير 8/ 298 - 299، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 3/ 70 - .
(2)
أخرجه ابن جرير 8/ 291.
(3)
أخرجه ابن جرير 8/ 292.
(4)
أخرجه ابن جرير 8/ 291.
(5)
أخرجه عبد الرازق 1/ 187 - 188. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(6)
أخرجه ابن جرير 8/ 290.
اثني عشر نقيبًا، فقال: سيروا إليهم، وحدِّثوني حديثَهم وما أمرُهم، ولا تخافوا؛ إنّ الله معكم ما أقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وآمنتم برسله، وعزرتموهم، وأقرضتم الله قرضًا حسنًا. وإنّ القوم ساروا حتى هجموا عليهم، فرأوا أقوامًا لهم أجسام عَجَبٌ عِظَمًا وقُوَّةً، وإنّه -فيما ذُكِر- أبصرهم أحد الجبارين، وهم لا يألون أن يُخفوا أنفسهم حين رأوا العجب، فأخذ ذلك الجبّار منهم رجالًا، فأتى رئيسهم، فألقاهم قُدّامه، فعجبوا، وضحكوا منهم، فقال قائل منهم: إنّ هؤلاء زعموا أنهم أرادوا غزوكم، وإنّه لولا ما دفع الله عنهم لَقُتِلوا. وإنهم رجعوا إلى موسى عليه السلام، فحدثوه العجب
(1)
. (ز)
22063 -
قال محمد بن السائب الكلبي، في قوله:{قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين} إلى قوله: {فلا تأس على القوم الفاسقين} ، قال: كانوا بجبال أريحا من الأردن، فجبُن القوم أن يدخلوها، فأرسلوا جواسيس، من كل سِبْطٍ رجلًا ليأتوهم بخبر الأرض المقدسة، فدخل الاثنا عشر، فمكثوا بها أربعين ليلة، ثم خرجوا، فصدق اثنان، وكذب عشرة، فقالت العشرة: رأينا أرضًا تأكل أهلها، ورأينا بها حصونًا منيعة، ورأينا رجالًا جبابرة، ينبغي للرجل منهم مائة مِنّا. فجبنت بنو إسرائيل، فقالوا: واللهِ، لن ندخلها حتى يخرجوا منها، فإن يخرجوا منها فإنّا داخلون
(2)
. (ز)
22064 -
قال مقاتل بن سليمان: {قالُوا يا مُوسى} ، وجدناها أرضًا مباركة، تفيض لبنًا وعسلًا كما عهد الله عز وجل إليك، ولكن إنّ فيها قومًا جبارين -يعني: قتّالين أشِدّاء-، يقتل الرجل منهم العصابة مِنّا، فإن كان الله عز وجل أراد أن يجعلها لنا منزلًا وسكنًا فلْيُسَلِّطك عليهم فتقتلهم، وإلا فليس لنا بهم قوة، وحصنهم منيعٌ. فتتابع على ذلك منهم عشرة، فقالوا لموسى:{إنَّ فِيها قَوْمًا جَبّارِينَ} ، طول كل رجل منهم سبعة أذرع ونصف، من بقايا قوم عاد. وكان عوج بن عناق بنت آدم فيهم، {وإنّا لَنْ نَدْخُلَها حَتّى يَخْرُجُوا مِنها} وهي أريحا، {فَإنْ يَخْرُجُوا مِنها فَإنّا داخِلُونَ}
(3)
. (ز)
22065 -
عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة-: أنّ كالب بن يوفنا أسكت الشعب عن موسى صلى الله عليه وسلم، فقال لهم: إنا سنعلو الأرضَ، ونرِثها، وإنّ لنا بهم قوة.
(1)
أخرجه ابن جرير 8/ 291.
(2)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 2/ 19 - 20 - .
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 466.