الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا
(100)}
نزول الآية:
19883 -
عن الزبير بن العوام -من طريق هشام بن عروة، عن أبيه- قال: هاجر خالد بن حزام إلى أرض الحبشة، فنهشته حيَّة في الطريق، فمات؛ فنزلت فيه:{ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما} . قال الزبير: وكنت أتوقعه، وأنتظر قدومه وأنا بأرض الحبشة، فما أحزنني شيء حزني وفاته حين بلغني، لأنه قَلَّ أحد ممن هاجر من قريش إلا ومعه بعض أهله أو ذي رَحِمه، ولم يكن معي أحدٌ من بني أسد بن عبد العُزّى، ولا أرجو غيره
(1)
[1814]. (4/ 649)
19884 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: خرج ضَمْرَةُ بن جندب من بيته مهاجرًا، فقال لأهله: احملوني، فأخرجوني من أرض المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمات في الطريق قبل أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فنزل الوحي:{ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله} الآية
(2)
. (4/ 644)
[1814] انتَقَد ابنُ كثير (4/ 234) هذا الأثر مستندًا لمخالفته لأحوال النزول بقوله: «هذا الأثر غريب جِدًّا؛ فإن هذه القصة مكية، ونزول هذه الآية مدني» .
ثم وجَّهه بقوله: «فلعلَّه أراد: أنها أنزلت تَعُمُّ حكمَه مع غيره، وإن لم يكن ذلك سبب النزول» .
_________
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 3/ 1050، وأبو نعيم في المعرفة -كما في أسد الغابة 2/ 92 - من طريق هشام بن عروة.
(2)
أخرجه أبو يعلى (2679)، وابن أبي حاتم 3/ 1051، والطبراني (11709)، وأبو نعيم في المعرفة -كما في أسد الغابة 3/ 61 - .
سنده رجاله ثقات، وقال محقق أبي يعلى:«إسناده ضعيف» .
19885 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: كان بمكة رجل يقال له: ضمرة، من بني بكر، وكان مريضًا، فقال لأهله: أخرجوني من مكة؛ فإنِّي أجد الحَرَّ. فقالوا: أين نخرجك؟ فأشار بيده نحو طريق المدينة، فخرجوا به، فمات على ميلين من مكة؛ فنزلت هذه الآية:{ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت}
(1)
. (4/ 645)
19886 -
عن عامر الشعبي، قال: سألتُ عبد الله بن عباس عن قوله تعالى: {ومن يخرج من بيته مهاجرا} الآية. قال: نزلت في أكثم بن صيفي. قلت: فأين الليثي؟ قال: هذا قبل الليثي بزمان، وهي خاصة عامة
(2)
. (4/ 645)
19887 -
عن سعيد بن جبير-من طريق إسرائيل عن سالم- عن أبي ضَمْرَة بن العِيص الزُّرَقي الذي كان مصاب البصر، وكان بمكة، فلما نزلت:{إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة} فقال: إنني لَغَنِي، وإني لَذو حيلة. فتجَهَّز يريد النبي صلى الله عليه وسلم، فأدركه الموت بالتنعيم؛ فنزلت هذه الآية:{ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله}
(3)
. (4/ 645)
19888 -
عن سعيد بن جبير -من طريق قيس عن سالم الأفطس- قال: لَمّا نزلت هذه الآية: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر} رخَّص فيها قومٌ من المسلمين مِمَّن بمكة من أهل الضرر، حتى نزلت فضيلة المجاهدين على القاعدين، فقالوا: قد بيَّن الله فضيلة المجاهدين على القاعدين، ورخص لأهل الضرر. حتى نزلت:{إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} إلى قوله: {وساءت مصيرا} قالوا: هذه مُوجِبة. حتى نزلت: {إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا} فقال ضَمْرَة بن العِيص أحد بني ليث، وكان مصاب البصر: إنِّي لَذو حيلة؛ لي مال فاحملوني. فخرج وهو مريض، فأدركه الموت عند التنعيم، فدُفِن عند مسجد التنعيم؛ فنزلت فيه
(1)
أخرجه ابن جرير 7/ 398، وابن أبي حاتم 3/ 1050 من وجه آخر. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(2)
أخرجه أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين -كما في الإصابة 1/ 210 - .
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 3/ 1051.
هذه الآية: {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت} الآية
(1)
. (4/ 646)
19889 -
عن سعيد بن جبير -من طريق أبي بشر-: أنّ رجلًا من خزاعة كان بمكة، فمرض، وهو ضَمْرَة بن العِيصِ -أو العِيصُ بن ضَمْرَة- بن زِنباعٍ، فلمّا أُمِروا بالهجرة كان مريضًا، فأمر أهله أن يفرشوا له على سريره، ففرشوا له، وحملوه، وانطلقوا به متوجهًا إلى المدينة، فلما كان بالتنعيم مات؛ فنزل:{ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله}
(2)
. (4/ 645)
19890 -
عن إبراهيم التيمي، بنحوه، وقال: كان رجلًا من خزاعة
(3)
[1815]. (ز)
19891 -
عن الضحاك بن مزاحم -من طريق قُرَّة بن خالد- قال: سمع رجل من بني كنانة أنّ بني كنانة قد ضربت الملائكةُ وجوههم وأدبارهم يوم بدر، وقد أدنف للموت، فقال: أخرجوني إلى النبي. فوُجِّه إلى النبي عليه السلام، فانتهى إلى عقبة سماها، فتوفي بها؛ فأنزل الله فيه هذه الآية
(4)
. (ز)
19892 -
عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد بن سليمان- قال: لَمّا أنزل الله في الذين قتلوا مع مشركي قريش ببدر: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} الآية؛ سمع بما أنزل الله فيهم رجلٌ من بني ليث كان على دِين النبي صلى الله عليه وسلم مقيمًا بمكة، وكان مِمَّن عذر اللهُ، كان شيخًا كبيرًا، فقال لأهله: ما أنا ببائِتٍ الليلةَ بمكة. فخرجوا به، حتى إذا بلغ التنعيم من طريق المدينة أدركه الموت؛ فنزل فيه:{ومن يخرج من بيته} الآية
(5)
. (4/ 648)
19893 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عمرو بن دينار- قال: لَمّا أنزل الله: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} الآيتين؛ قال رجلٌ مِن
[1815] ذكر ابنُ عطية (2/ 645) أنّ المهدوي حكى أنّ الرجل الذي نزلت فيه الآية هو ضمرة بن نعيم.
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 7/ 398.
(2)
أخرجه سعيد بن منصور (685 - تفسير)، وابن جرير 7/ 393، والبيهقي في سُنَنِه 9/ 14 - 15. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(3)
ذكره عبد بن حميد كما في قطعة من تفسيره ص 114.
(4)
أخرجه يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 1/ 401 - .
(5)
أخرجه ابن جرير 7/ 397. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
بني ضَمْرَة، وكان مريضًا: أخرجوني إلى الرَّوْحِ
(1)
. فأخرجوه، حتى إذا كان بالحصحاص مات؛ فنزل فيه:{ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله} الآية
(2)
. (4/ 647)
19894 -
عن عكرمة مولى ابن عباس، في الآية، قال: نزلت في رجل من بني ليث أحد بني جُندَع
(3)
. (4/ 649)
19895 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- قال: لَمّا نزلت: {إن الذين توفاهم الملائكة} الآية؛ قال جُندُب بن ضَمْرَة الجُندَعِيّ: اللَّهُمَّ، أبْلَغْت المعذرة والحجة، ولا معذرة لي ولا حجة. ثم خرج وهو شيخ كبير، فمات ببعض الطريق، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مات قبل أن يُهاجِر، فلا ندري أعلى ولاية أم لا؟ فنزلت:{ومن يخرج من بيته} الآية
(4)
. (4/ 648)
19896 -
عن أبي مالك غزوان الغفاري، قال: كان رجلًا من خزاعة
(5)
. (ز)
19897 -
عن الحسن البصري، قال: خرج رجل من مكة بعدما أسلم، وهو يريد النبي وأصحابه، فأدركه الموت في الطريق، فمات، فقالوا: ما أدرك هذا من شيء. فأنزل الله: {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله} الآية
(6)
. (4/ 649)
19898 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- قال: لَمّا نزلت: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} ؛ قال رجل من المسلمين يومئذ وهو مريض: واللهِ، ما لي من عذر، إنِّي لدليل بالطريق، وإنِّي لَمُوسِر، فاحملوني. فحملوه، فأدركه الموت بالطريق؛ فنزل فيه:{ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله}
(7)
. (4/ 647)
19899 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: لما أنزل الله هؤلاء الآيات، ورجل من المؤمنين يقال له: ضمرة -ولفظ عبد: سبرة- بمكة؛ قال: واللهِ، إنّ لي من المال ما يبلغني إلى المدينة وأبعد منها، وإني لأهتدي إلى المدينة. فقال لأهله: أخرجوني. وهو مريض يومئذ، فلما جاوز الحرم قبضه الله فمات؛ فأنزل الله: {ومن
(1)
الرَّوح: نسيم الريح. النهاية (روح).
(2)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 171، وابن جرير 7/ 395. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(3)
ذكره عَبد بن حُمَيد كما في قطعة من تفسيره ص 114.
(4)
أخرجه ابن جرير 7/ 396 - 397. وعزاه السيوطي إلى سنيد.
(5)
ذكره عبد بن حميد كما في قطعة من تفسيره ص 114.
(6)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(7)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 170 - 171، وابن جرير 7/ 394. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
يخرج من بيته مهاجرا إلى الله} الآية
(1)
. (4/ 646)
19900 -
عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قال: لَمّا سَمِع هذه -يعني: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} الآية- ضَمْرَةُ بنُ جُندُب الضَّمْرِيُّ قال لأهله وكان وجعًا: أرْحِلوا راحلتي، فإنّ الأخشبين قد غَمّانِي -يعني: جَبَلَيْ مكة-، لعلي أن أخرج فيصيبني رَوْحٌ. فقعد على راحلته، ثم توجه نحو المدينة، فمات في الطريق؛ فأنزل الله:{ومن يخرج من بيته مهاجرا} الآية. وأَمّا حين تَوَجَّه إلى المدينة فإنّه قال: اللَّهُمَّ، إنِّي مهاجر إليك وإلى رسولك
(2)
. (4/ 648)
19901 -
عن عبد الرحمن الحزامي -من طريق ابنه المغيرة- قال: خرج خالد بن حزام مهاجرًا إلى أرض الحبشة في المرة الثانية، فَنُهِشَ
(3)
في الطريق، فمات قبل أن يدخل أرض الحبشة؛ فنزلت فيه:{ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله} الآية
(4)
. (4/ 650)
19902 -
عن علباء بن أحمر -من طريق المنذر بن ثعلبة- قوله: {ومن يخرج من بيته} الآية، قال: نزلت في رجل من خزاعة
(5)
. (4/ 647)
19903 -
عن يزيد بن عبد الله بن قُسيط: أن جُندَع بنَ ضَمْرَة الجُندَعِيّ كان بمكة فمرض، فقال لبنيه: أخرجوني من مكة، فقد قتلني غمُّها. فقالوا: إلى أين؟ فأومأ بيده نحو المدينة، يريد الهجرة، فخرجوا به، فلما بلغوا أضاة
(6)
بني غِفار مات؛ فأنزل الله فيه: {ومن يخرج من بيته} الآية
(7)
. (4/ 649)
19904 -
عن عبد الملك بن عُمير، قال: بلغ أكثَمَ بن صَيْفِيٍّ مَخْرَجُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأراد أن يأتيه، فأبى قومُه، فانتدب رجلان، فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالا: نحن رسلُ أكْثَم، يسألك مَن أنت؟ وما جئت به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«أنا محمد بن عبد الله، وأنا عبد الله ورسوله» . ثم تلا عليهم: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} إلى {تذّكرون} . قالوا: ارْدُد علينا هذا القول. فردَّده عليهم حتى حفِظوه، فأَتَيا أكثم، فأخبراه، فلما سمع الآية قال: إني أُراه يأمر بمكارم الأخلاق، وينهى عن مَلائِمِها، فكونوا في هذا الأمر رءوسًا، ولا تكونوا فيه أذنابًا، وكونوا فيه أولًا، ولا تكونوا فيه آخرًا. فركب
(1)
أخرجه ابن جرير 7/ 394. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(2)
أخرجه ابن جرير 7/ 396.
(3)
فنهش، أي: لسعته حية. اللسان (نهش).
(4)
أخرجه ابن سعد 4/ 119.
(5)
أخرجه ابن جرير 7/ 395.
(6)
الأضاة: الغدير. النهاية (أضا).
(7)
عزاه السيوطي إلى ابن سعد، وابن المنذر.