الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
22841 -
قال مقاتل بن سليمان: {ويَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا} بعضهم لبعض: {أهؤُلاءِ الَّذِينَ أقْسَمُوا بِاللَّهِ} يعني: المنافقين {جَهْدَ أيْمانِهِمْ} إذ حلفوا بالله عز وجل فهو جهد اليمين {إنَّهُمْ لَمَعَكُمْ} على دينكم، يعني: المنافقين، {حَبِطَتْ أعْمالُهُمْ} يعني: بطلت أعمالهم؛ لأنّها كانت في غير الله عز وجل، {فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ} في الدنيا
(1)
. (ز)
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ}
22842 -
عن محمد بن كعب القرظي -من طريق أبي صخر- أنّ عمر بن عبد العزيز أرسل إليه يومًا، وعمرُ أميرُ المدينة يومئذ، فقال: يا أبا حمزة، آيةٌ أسهرتني البارحة. قال محمد: وما هي، أيها الأمير؟ قال: قول الله: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه} حتى بلغ: {ولا يخافون لومة لائم} . فقال محمد: أيها الأمير، إنما عنى الله بالذين آمنوا الولاة من قريش، مَن يَرْتَدَّ عن الحق
(2)
[2110]. (ز)
{فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}
نزول الآية، وتفسيرها:
22843 -
عن شُرَيْح بن عُبَيْد، قال: لَمّا أنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} قال عمر: أنا وقومي هم، يا رسول الله؟ قال:«لا، بل هذا وقومه» . يعني: أبا موسى الأشعري
(3)
. (5/ 353)
[2110] لم يذكر ابنُ جرير (8/ 517 - 518) في تفسير قوله: {يا أيها الذين آمنوا} غير قول محمد بن كعب.
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 485.
(2)
أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن 1/ 62 - 63 (139)، وابن جرير 8/ 518.
(3)
أخرجه ابن جرير 8/ 522 - 523.
قال الألباني في الصحيحة 7/ 1106: «إسناده مرسل صحيح، رجاله كلهم ثقات» .
22844 -
عن عياضٍ الأشعري، قال: لَمّا نزَلت: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هم قومُ هذا» . وأشارَ إلى أبي موسى الأشعري
(1)
. (5/ 354)
22845 -
عن أبي موسى الأشعري، قال: تَلَيْتُ عندَ النبي صلى الله عليه وسلم: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} . فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هم قومُك، يا أبا موسى؛ أهل اليمن»
(2)
. (5/ 354)
22846 -
عن جابر بن عبد الله، قال: سُئِلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} . قال: «هؤلاءِ قومٌ مِن أهل اليمن، ثمَّ مِن كِندةَ، ثُمَّ مِن السَّكونِ، ثم من تُجِيبَ»
(3)
. (5/ 354 - 355)
22847 -
عن علي بن أبي طالب -من طريق أبي أيوب- في قوله: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَنْ دِينِهِ} ، قال: علم الله المؤمنين، ووقعَ معنى السوءِ على الحَشْوِ الذي فيهم مِن المنافقين، ومَن في عِلْمِه أن يَرْتَدُّوا، قال:{يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ} المرتدةَ عن دينهم بقوم يحبهم ويحبونه؛ بأبي بكر وأصحابه
(4)
. (ز)
22848 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: {يا أيها
(1)
أخرجه الحاكم 2/ 342 (3220)، وابن جرير 8/ 521 - 522، وابن أبي حاتم 4/ 1160 (6535)، من طريق شعبة، عن سماك بن حرب، عن عياض الأشعري به.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه» . وقال الذهبي في التلخيص: «على شرط مسلم» . وقال الهيثمي في المجمع 7/ 16 (10976): «رجاله رجال الصحيح» . وقال البوصيري في إتحاف الخيرة 6/ 205 (5688): «رواته ثقات» . وأورده الألباني في الصحيحة 7/ 1103 (3368).
(2)
أخرجه البيهقي في الدلائل 5/ 351 - 352، وابن عساكر في تاريخه 32/ 34 (6583)، من طريق سماك بن حرب، عن عياض الأشعري، عن أبي موسى به.
وفي سنده سماك بن حرب، قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب (2624):«صدوق، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بأخرة، فكان ربما تَلَقَّن» .
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 4/ 1160 (6534)، من طريق محمد بن المصفى، عن معاوية بن حفص، عن أبي زياد الخلقاني، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله به.
وأخرجه الطبراني في الأوسط 2/ 103 (1392)، فزاد في السند محمد بن قيس بين الخلقاني ومحمد بن المنكدر.
قال ابن أبي حاتم في العلل 5/ 25 (1779): «سمعت أبي يقول: هذا حديث باطل» . وقال الهيثمي في المجمع 7/ 16 (10977): «إسناده حسن» . وقال ابن كثير في تفسيره 3/ 136: «وهذا حديث غريب جدًّا» . وقال السيوطي: «سند حسن» . وقال الألباني في الصحيحة عن إسناد الطبراني 7/ 1105: «الإسناد جيد» .
(4)
أخرجه ابن جرير 8/ 521، 524.
الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه}، قال: هذا وعيدٌ من الله أنّه مَن ارتدَّ منهم سَيستبدِلُ بهم خيرًا منهم
(1)
. (5/ 355)
22849 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} ، قال: هم قومٌ من أهل اليمن، ثم من كندةَ، ثمَّ مِن السَّكون
(2)
. (5/ 355)
22850 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن سَمْعان- أنّه كان يقول في هذه الآية: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ أذِلَّةٍ عَلى المُؤْمِنِينَ أعِزَّةٍ عَلى الكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ولا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ} : هم ناس من أهل اليمن، سابقتهم الأنصارُ
(3)
. (ز)
22851 -
عن عبد الله بن عباس، {فسوف يأتي الله بقوم} ، قال: هم أهل القادسية
(4)
. (5/ 355)
22852 -
عن القاسمِ بن مُخَيمِرةَ، قال: أتيتُ ابنَ عمرَ، فرَحَّبَ بي، ثم تلا:{من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم} . ثم ضرَب على مَنكِبي، وقال: أحلِفُ بالله إنّهم لَمِنكُم أهلَ اليمن. ثلاثًا
(5)
. (5/ 355)
22853 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ليث بن أبي سليم- {فسوف يأتي الله بقوم} ، قال: هم قومُ سبأ
(6)
. (5/ 355)
22854 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {يحبهم ويحبونه} ، قال: أناس من أهل اليمن
(7)
. (ز)
22855 -
عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جويبر- في قوله: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} ، قال: هو أبو بكرٍ وأصحابُه، لما ارتدَّ مَن ارتد مِن العرب عن الإسلام جاهَدهم أبو بكرٍ وأصحابُه حتى ردَّهم إلى الإسلام
(8)
. (5/ 353)
(1)
أخرجه ابن جرير 8/ 524، وابن أبي حاتم 4/ 1160 من طريق سعيد بن جبير.
(2)
أخرجه البخاري في تاريخه 1/ 194، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 3/ 135 - . وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(3)
أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن 1/ 86 (192).
(4)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة.
(5)
أخرجه البخاري في تاريخه 7/ 160 - 161، 8/ 386 - 387.
(6)
أخرجه ابن جرير 8/ 523. وعلَّقه ابن كثير في تفسيره 3/ 135. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(7)
تفسير مجاهد ص 311، وأخرجه ابن جرير 8/ 523.
(8)
أخرجه ابن جرير 8/ 519، وابن أبي حاتم 4/ 1161 (6538).
22856 -
قال الحسن البصري: علم الله تبارك وتعالى أنّ قومًا يرجعون عن الإسلام بعد موت نبيهم صلى الله عليه وسلم، فأخبر أنه سيأتي بقوم يحبهم الله ويحبونه
(1)
. (ز)
22857 -
عن الحسن البصري -من طريق الفضل بن دَلْهَم- في قوله: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} ، قال: هم الذين قاتلوا أهل الردَّة من العرب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أبو بكر وأصحابُه
(2)
[2111]. (5/ 353)
22858 -
عن شهر بن حوشب -من طريق شعبة، عمَّن سمع شهر بن حوشب- قال: هم أهل اليمن
(3)
[2112]. (ز)
[2111] أفادت الأقوال اختلاف السلف فيمن عُني بقوله: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} على خمسة أقوال: الأول: عُني به: أبو بكر وأصحابه. الثاني: عُني به: رهط أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما من أهل اليمن. الثالث: عُني به: أهل اليمن جميعًا. الرابع: عُني به: الأنصار. الخامس: عُني به: أهل القادسية.
وقد رجّح ابنُ جرير (8/ 524) القول الثاني منها لدلالة السنّة، وذكرَ أخبارًا في أنّ الآية لَمّا نزلت أومأَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى أبي موسى الأشعريّ، وقال:«هم قومُ هذا» .
واستدرك ابنُ تيمية (2/ 498) على القول بكونها في أهل اليمن بقوله: «وأهل اليمن مِمَّن جاء الله بهم لَمّا ارتدَّ مَن ارتد إذ ذاك. وليست الآية مختصة بهم، ولا في الحديث ما يوجب تخصيصهم، بل قد أخبر الله أنه يأتي بغير أهل اليمن كأبناء فارس، لا يختص الوعد بهم» .
[2112]
وجّه ابنُ جرير (8/ 524 بتصرف) معنى الآية على قول شهر بن حوشب ومَن قال بقوله، فقال:«وتأويل الآية على قول مَن قال: عني بذلك: أهل اليمن. فإنّ تأويله: يا أيها الذين آمنوا، من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله المؤمنين الذين لم يرتدوا بقوم يحبهم ويحبونه، أعوانًا لهم وأنصارًا» .
ووجَّهه ابنُ عطية (3/ 197)، فقال:«ومعنى الآية على هذا القول [أي: قول من قال هم أهل اليمن]: مخاطبة جميع مَن حضر عصر النبي صلى الله عليه وسلم على معنى التنبيه لهم، والعتاب، والتوعد» .
_________
(1)
تفسير البغوي 3/ 69.
(2)
أخرجه ابن جرير 8/ 518، وابن أبي حاتم 4/ 1160، والبيهقي في الدلائل 6/ 362 من طريق أبي بشر. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ، وخيثمة الأترابُلُسيُّ في فضائل الصحابة. ولفظ ابن أبي حاتم 4/ 1160 - وفيه عن الحسين وهو تحريف، ينظر تفسير ابن كثير 3/ 135 - : هو -واللهِ- أبو بكر وأصحابه.
(3)
أخرجه ابن جرير 8/ 523.
22859 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قال: أنزَل الله هذه الآية وقد علِم أنه سيرتدُّ مرتدُّون من الناس، فلمّا قبَض الله نبيه ارتد عامَّةُ العربِ عن الإسلام، إلا ثلاثةَ مساجدَ؛ أهل المدينة، وأهل مكة، وأهل الجُواثا
(1)
من عبد القيس. وقال الذين ارتدوا: نُصَلِّي الصلاةَ ولا نزكِّي، واللهِ، لا تُغصَبُ أموالُنا. فكُلِّمَ أبو بكرٍ في ذلك ليَتَجاوزَ عنهم، وقيل له: إنهم لو قد فُقِّهوا أدَّوُا الزكاة. فقال: واللهِ، لا أُفَرِّقُ بين شيءٍ جمَعه الله، ولو منَعوني عِقالًا مما فرَض اللهُ ورسوله لقاتَلتُهم عليه. فبعَث اللهُ عصائبَ مع أبي بكر فقاتلوا حتى أقرُّوا بالماعون، وهو الزكاة. قال قتادة: فكنا نُحَدَّثُ: أن هذه الآية نزلت في أبي بكر وأصحابه: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} إلى آخر الآية
(2)
[2113]. (5/ 352)
22860 -
عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} ، يزعم أنهم الأنصار
(3)
[2114]. (ز)
[2113] وجّه ابنُ جرير (8/ 524) معنى الآية على قول قتادة، فقال:«وتأويل الآية على قول مَن قال: عنى الله بقوله: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه}: أبا بكر وأصحابه في قتالهم أهل الردة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فلن يضر الله شيئًا، وسيأتي الله مَن ارتَدَّ منكم عن دينه بقوم يحبهم ويحبونه، ينتقم بهم منهم على أيديهم» .
وبنحو هذا التوجيه وجَّه ابنُ جرير (8/ 524) معنى الآية على قول مَن قال هي في الأنصار.
ووجَّهه ابنُ عطية مُبَيِّنًا أنّ معنى الآية: «أنّ الله وعد هذه الأمة مَن ارتَدَّ منها فإنه يجيء بقوم ينصرون الدين، ويغنون عن المرتدين، فكان أبو بكر وأصحابه ممن صدق فيهم الخبر في ذلك العصر، وكذلك هو عندي أمر علي مع الخوارج» .
وبنحوه قال ابنُ تيمية (2/ 498).
[2114]
ذكر ابنُ عطية (3/ 197) قول السدي، ثم وجَّهه بقوله:«وهذا على أن يكون قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا} خطابًا للمؤمنين الحاضرين، يعُمُّ مؤمنهم ومنافقهم؛ لأن المنافقين كانوا يظهرون الإيمان، والإشارة بالارتداد إلى المنافقين، والمعنى: أنّ مَن نافق وارتدَّ فإنّ المحققين من الأنصار يحمون الشريعة، ويسد الله بهم كل ثَلم» .
_________
(1)
جواثا: يمد ويقصر، حصن لعبد القيس بالبحرين، وهو أول موضع جمعت فيه الجمعة بعد المدينة. ينظر: معجم البلدان 2/ 136، 137.
(2)
أخرجه ابن جرير 8/ 520، والبيهقي 8/ 177 - 178، وابن عساكر 30/ 319. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.
(3)
أخرجه ابن جرير 8/ 524.
22861 -
قال محمد بن السائب الكلبي، في قوله:{فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} : هم أحياء من اليمن؛ ألفان من النَّخَع، وخمسة آلاف من كِندة وبَجِيلة، وثلاثة آلاف من أفياء الناس، فجاهدوا في سبيل الله يوم القادسية في أيام عمر?
(1)
. (ز)
22862 -
عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج- قوله: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} ، قال: ارْتَدُّوا حين تُوُفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقاتلهم أبو بكر
(2)
. (ز)
22863 -
قال مقاتل بن سليمان: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَنْ دِينِهِ} وذلك حين هُزموا يوم أحد، شكَّ أُناسٌ من المسلمين، فقالوا ما قالوا، {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ} فارتدَّ بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنو تميم، وبنو حنيفة، وبنو أسد، وغطفان، وأناس من كِنْدة منهم الأشعث بن قيس، فجاء الله عز وجل بخير من الذين ارتَدُّوا: بوَهْب بطن من كندة، وبأحْمَس بَجِيلة، وحضرموت، وطائفة من حِمْيَر، وهمدان، أبدلهم مكان الكافرين
(3)
. (ز)
22864 -
عن أبي بكر بن عياش -من طريق أبي بكر بن أبي شيبة- في قوله: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} ، قال: هم أهل القادسية
(4)
[2115]. (ز)
[2115] ذهب ابنُ تيمية (2/ 501 بتصرف) في تفسير قوله: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} مستندًا إلى دلالة العموم إلى عدم التَّخصيصِ، وقال:«قوله: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} لفظ مطلق، ليس فيه تعيين، وهو متناول لمن قام بهذه الصفات كائنًا من كان، لا يختص ذلك بأبي بكر ولا بعلي، بل هذه الآية تدُلُّ على أنه لا يرتد أحد عن الدين إلى يوم القيامة إلا أقام الله قومًا يحبهم ويحبونه، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين، يجاهدون هؤلاء المرتدين» .
_________
(1)
تفسير البغوي 3/ 71.
(2)
أخرجه ابن جرير 8/ 520.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 485.
(4)
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (ت: محمد عوامة) 18/ 275 (34452)، وابن أبي حاتم 4/ 1161 (6539).