الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والحيوان وكل شيء هلك بعينه، ثم أبقاه الله فيها حتى وهب له مِن نسولها أمثالها، فهو قوله:{ووَهَبْنا لَهُ أهْلَهُ ومِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنّا} ، وكانوا ماتوا غيرَ الموت الذي أتى على آجالهم تسليطًا مِن الله للشيطان؛ فأحياهم الله، فوفّاهم آجالهم
(1)
. (ز)
66851 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله تعالى: {ووَهَبْنا لَهُ أهْلَهُ ومِثْلَهُمْ مَعَهُمْ} ، قال: فأحياهم الله بأعيانهم، وزاده مثلهم معهم
(2)
. (ز)
66852 -
قال مقاتل بن سليمان: {ووَهَبْنا لَهُ أهْلَهُ ومِثْلَهُمْ مَعَهُمْ} فأضعف الله عز وجل له، وكان له سبعَ بنين وثلاثَ بنات قبل البلاء، وولدت له امرأتُه بعد البلاء سبعَ بنين وثلاثَ بنات، فأضعف الله له {رَحْمَةً} يعني: نعمة {مِنّا} ، ثم قال:{وذِكْرى} يعني: تَفَكُّر {لِأُولِي الأَلْبابِ} يعني: أهل اللُّبِّ والعقل
(3)
. (ز)
66853 -
قال سفيان الثوري في قوله: {ووَهَبْنا لَهُ أهْلَهُ} قال: أحيينا له أهله، {ومِثْلَهُمْ مَعَهُمْ}
(4)
[5578]. (ز)
{وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ}
66854 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق يوسف بن مهران- قال: إنّ إبليس قعد على الطريق، واتَّخذ تابوتًا يداوي الناس، فقالت امرأةُ أيوب: يا عبد الله، إنّ ههنا مُبتلىً مِن أمره كذا وكذا، فهل لك أن تداويه؟ قال: نعم، بشرط إن أنا شفيته أن يقول: أنت شفيتَني. لا أريد منه أجرًا غيره، فأتت أيوبَ، فذكرت ذلك له، فقال: ويحكِ، ذاك الشيطانُ، لله عَلَيَّ إن شفاني اللهُ أن أجلدك مائة جلدة. فلمّا شفاه الله أمره أن يأخذ ضِغثًا، فيضربها به، فأخذ عِذقًا فيه مائة شِمْراخ
(5)
، فضربها به ضربة واحدة
(6)
. (12/ 599)
[5578] أفادت الآثارُ أنّ الله تعالى ردَّ على أيوب أهلَه ومَن هلك مِن حاشيته ورعيته في الدنيا. وقد ذكر ابنُ عطية (7/ 353) هذا القول، وقولًا آخر: أنّ ذلك كله وعد في الآخرة. ثم علّق بقوله: «والأول أكثر في قول المفسرين» .
_________
(1)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 4/ 94 - .
(2)
أخرجه ابن جرير 20/ 110.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 648.
(4)
تفسير سفيان الثوري (259).
(5)
الشِّمْراخ: العِثْكال الذي عليه البُسْر، وأَصله في العِذْق، وقد يكون في العنب. اللسان (شمرخ).
(6)
أخرجه ابن عساكر 10/ 76. وعزاه السيوطي إلى أحمد في الزهد، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم.
66855 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- {وخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا} ، قال: هو الأَثْل
(1)
. (12/ 603)
66856 -
عن عبد الله بن عباس، {وخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا} ، قال: الضِّغث: القبضة من الرِّيحان الرَّطْب
(2)
. (12/ 603)
66857 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- {وخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا} ، قال: حُزمة
(3)
. (12/ 603)
66858 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية- {وخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا} ، قال: أُمر أن يأخذ ضِغثًا من رطبة بقدر ما حلف عليه، فيضرب به
(4)
. (ز)
66859 -
عن عبد الله بن عباس، في قوله:{وخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا} : وذلك أنّه أمره أن يأخذ ضِغثًا فيه مائة طاق
(5)
من عيدان القتِّ
(6)
، فيضرب به امرأتَه لليمين التي كان يحلف عليها. قال: ولا يجوز ذلك لأحد بعد أيوب إلا الأنبياء
(7)
.
(12/ 605)
66860 -
عن سعيد بن المسيب، أنه بلغه: أنّ أيوب حلف لَيضربن امرأتَه مائةً في أن جاءته بزيادة على ما كانت تأتي به مِن الخبز الذي كانت تعمل عليه، وخشي أن تكون قارفت شيئًا من الخيانة، فلمّا? وكشف عنه الضر عَلِم براءةَ امرأته مما اتهمها به، فقال الله عز وجل:{وخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فاضْرِبْ بِهِ ولا تَحْنَثْ} . فأخذ ضِغثًا من ثُمام
(8)
، وهو مائة عود، فضرب به كما أمره الله تعالى
(9)
. (12/ 604)
66861 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {وخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا} ، قال: هي لأيوب خاصة =
66862 -
وقال عطاء: هي للناس عامَّة
(10)
. (12/ 604)
(1)
أخرجه ابن جرير 20/ 112. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(3)
أخرجه ابن جرير 20/ 111، وابن أبي حاتم -كما في الإتقان 2/ 40 - .
(4)
أخرجه ابن جرير 20/ 111 - 112.
(5)
الطّاقَة: شُعْبَة من ريحان أو شعر وقوة من الخيط أو نحو ذلك. ويقال: طاق نعل وطاقة رَيْحان. اللسان (طوق).
(6)
القَتُّ: الفِصْفِصَة، وهي الرَّطبة من علف الدَّواب. النهاية (قتت).
(7)
أخرجه ابن عساكر 69/ 124.
(8)
الثُّمام: نبْت ضعيف قصير لا يطول. النهاية (ثمم).
(9)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(10)
أخرجه سعيد بن منصور في سننه - التفسير 7/ 188. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر. وأخرجه سفيان الثوري (260) عن مجاهد بلفظ: كانت له رخصة. وكذا ابن عساكر في تاريخ دمشق 9/ 68. وعلقه النحاس في الناسخ والمنسوخ (648).
66863 -
عن الضحاك بن مزاحم، {وخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا} ، قال: جماعة من الشجر، وكانت لأيوب خاصة، وهي لنا عامة
(1)
. (12/ 604)
66864 -
عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد- قال في قوله: {وخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا} : يعني: ضِغثًا من الشجر الرَّطب، كان حلف على يمين، فأخذ مِن الشجر عددَ ما حلف عليه، فضرب به ضربة واحدة، فبرّت يمينه، وهو اليوم في الناس يمين أيوب، مَن أخذ بها فهو حسن
(2)
. (ز)
66865 -
عن الحسن: أنّ إبليس أتى امرأتَه، فقال لها: إن أكل أيوب ولم يُسَمِّ عوفي. فعرضت ذلك على أيوب، فحلف ليضربنها مائة، فلما عُوفي أمره الله أن يأخذ عرجونًا فيه مائة شِمراخ، فضربها ضربةً واحدةً
(3)
. (ز)
66866 -
قال يحيى بن سلّام: قال الحسن: {وخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فاضْرِبْ بِهِ ولا تَحْنَثْ} ، إنّ امرأة أيوب كانت قاربت الشيطان في بعض الأمر، ودعت أيوبَ إلى مقاربته؛ فحلف بالله لئن الله عافاه أن يجلدها مائة جلدة، ولم تكن له نِيَّةٌ بأيِّ شيء يجلدها، فمكث في ذلك البلاءِ حتى أذن الله له في الدعاء، وتمَّت له النعمة مِن الله والأجر، فأتاه الوحي مِن الله، وكانت امرأتُه مسلمةً قد أحسنت القيام عليه، وكانت لها عند الله منزلة، فأوحى الله إليه: أن يأخذ بيده ضغثًا -والضِّغث: أن يأخذ قبضة. قال بعضهم: مِن السنبل، وكانت مائة سنبلة. وقال بعضهم: من الأسَل، والأسَل: السمار
(4)
-، فيضربها به ضربة واحدة ففعل
(5)
. (ز)
66867 -
عن معاوية بن قرة، قال:
…
الضِغث: أن يأخذ الحزمة مِن السياط، فيضرب بها الضربة الواحدة
(6)
. (12/ 601)
66868 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {وخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا} ، قال:
(1)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(2)
أخرجه ابن جرير 20/ 112.
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم -كما في فتح الباري 6/ 421 - .
(4)
كذا في مطبوعة المصدر، ولعله «السَّمُر». والأَسَل: نبات له أغصان كثيرة دقاق لا ورق لها. النهاية (أسل).
(5)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 4/ 95 - .
(6)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وتقدم قريبًا بتمامه.
عودًا فيه تسعة وتسعون عودًا، والأصل تمام المائة. وذلك أنّ امرأته قال لها الشيطان: قولي لزوجك يقول: كذا وكذا. فقالت له، فحلف أن يضربها مائةً، فضربها تلك الضربة، فكانت تحِلَّةً ليمينه، وتخفيفًا عن امرأته
(1)
. (12/ 604)
66869 -
عن عبد الرحمن بن جبير -من طريق صفوان- قال: ابتُلِي أيوبُ بماله وولده وجسده، حتى طُرِح في المزبلة، جعلت امرأته تخرج تكسب عليه ما تطعمه، فحسده الشيطان على ذلك، فكان يأتي أصحابَ الخبز والشاء الذين كانوا يتصدقون عليها، فيقول: اطردوا هذه المرأة التي تغشاكم؛ فإنها تعالج صاحبَها، وتلمسه بيدها، فالناس يتقذَّرون طعامَكم مِن أجلها، إنها تأتيكم وتغشاكم. فجعلوا لا يدنونها منهم، ويقولون: تباعدي عَنّا، ونحن نطعمك ولا تقربينا. فأخبرت بذلك أيوب، فحمد الله على ذلك، وكان يلقاها إذا خرجت كالمتحزِّن بما لقي أيوب، فيقول: لَجَّ صاحبُك، وأبى إلا ما أتى، واللهِ، لو تكلم بكلمة واحدة لكُشف عنه كل ضر، ولرجع إليه ماله وولده. فتجيء فتخبر أيوب، فيقول لها: لقيك عدوُّ الله فلقّاك هذا الكلام! لئن أقامني اللهُ مِن مرضي لأجلدنك مائة. فلذلك قال الله تعالى: {وخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فاضْرِبْ بِهِ ولا تَحْنَثْ} . يعني بالضِّغث: القبضة مِن المكانس
(2)
. (12/ 602)
66870 -
عن عطاء [بن أبي رباح]-من طريق ابن جريج- في قوله: {وخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا} ، قال: عيدانًا رطبة
(3)
. (ز)
66871 -
قال مقاتل بن سليمان: {وخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا} يعني بالضغث: القبضة الواحدة، فأخذ عيدانًا رطبة -وهي الأسل- مائة عود، عدد ما حلف عليه، وكان حلف ليجلدن امرأته مائة جلدة، {فاضْرِبْ بِهِ ولا تَحْنَثْ} يعني: ولا تأثم في يمينك التي حلفت عليها، فعَمَدَ إليها، فضربها بمائة عود ضربة واحدة، فأوجعها، فبرئت يمينه، وكان اسمها: دنيا
(4)
. (ز)
66872 -
عن سفيان الثوري، في قوله:{وخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا} ، قال: لم يُجعَل لأحدٍ بعده
(5)
. (ز)
(1)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 167 - 168 من طريق معمر واللفظ له، وابن جرير 20/ 112. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(2)
أخرجه أحمد في الزهد ص 89، وابن جرير 20/ 111، 113.
(3)
أخرجه ابن جرير 20/ 112.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 648.
(5)
تفسير سفيان الثوري (259).