الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نزول الآية، وتفسيرها
67486 -
عن ثوبان، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما أُحِبُّ أنّ لي الدنيا وما فيها بهذه الآية: {يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ}» إلى آخر الآية. فقال رجل: يا رسول الله، فمَن أشْركَ؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال:«ألا ومن أشْركَ» ثلاث مرات
(1)
. (12/ 675)
67487 -
عن عمر بن الخطاب -من طريق ابنه عبد الله- قال: اتَّعَدْتُ أنا وعيّاش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص بن وائل أن نُهاجِر إلى المدينة، فخرجتُ أنا وعيّاش، وفُتِن هشام فافتُتن، فقدم على عيّاش أخواه أبو جهل والحارث ابنا هشام، فقالا له: إن أمّك قد نذرتْ أن لا يُظلّها ظِلٌّ، ولا يمسّ رأسها غُسل حتى تراك. فقلتُ: واللهِ، إن يريداك إلا أن يفتناك عن دينك. وخرجا به، وفتنوه فافتُتن. قال: فنزلت فيهم: {يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللَّهِ} . قال عمر: فكتبتُها إلى هشام، فقدم
(2)
. (12/ 673)
67488 -
عن عمر بن الخطاب -من طريق ابن عمر- نحوه مطولًا، وفي آخره: وكنا نقول: واللهِ، لا يقبل اللهُ مِمَّن افتُتِن صَرفًا ولا عدلًا، ولا تُقبل توبةُ قومٍ عرفوا الله ثم رجعوا إلى الكفر لبلاء أصابهم، قال: وكانوا يقولون ذلك لأنفسهم، فلمّا قدِم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينة أنزل الله فيهم وفي قولنا لهم وقولهم لأنفسهم:{قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} إلى قوله: {وأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} . قال عمر: فكتبتُها في صحيفةٍ، وبعثتُ بها إلى هشام بن العاصي. قال هشام: فلم أزل أقرؤها بذي طُوى أصعد بها فيه حتى فهمتُها. قال: فأُلقي في نفسي أنها إنما أُنزلت فينا وفيما كنا نقول في أنفسنا ويقال فينا، فرجعتُ،
(1)
أخرجه أحمد 37/ 45 (22362)، وابن جرير 20/ 228 - 229، والثعلبي 8/ 243.
قال الهيثمي في المجمع 7/ 100 (11313): «فيه ابن لهيعة، وفيه ضعف، وحديثه حسن» . وقال في موضع آخر 10/ 214 (17623): «رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده حسن» . وقال المناوي في التيسير 2/ 339: «إسناده حسن» . وقال الألباني في الضعيفة 9/ 398 (4409): «ضعيف» .
(2)
أخرجه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة 1/ 319 (214)، بإسناده من طريق ابن مردويه، ثنا أحمد بن محمد بن عبد الله البزار، ثنا عبد الله بن أحمد بن موسى، ثنا خليفة بن خياط وعمرو بن العباس، قالا: ثنا وهب بن جرير، عن أبيه، عن ابن إسحاق، قال: حدثني نافع، عن ابن عمر، عن عمر به.
إسناده حسن.
فجلستُ على بعيري، فلحقتُ برسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة
(1)
. (ز)
67489 -
عن عبد الله بن عمر -من طريق نافع- قال: كُنّا نقول: ما لِمُفتَتنٍ توبةٌ، وما اللهُ بقابلٍ منه شيئًا؛ عرفوا ذلك وآمنوا به وصدّقوا رسوله، ثم رجعوا عن ذلك لبلاء أصابهم، وكانوا يقولونه لأنفسهم. فلمّا قدِم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينة أنزل الله فيهم:{قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ} الآيات. قال ابنُ عمر: فكتبتُها بيدي، ثم بعثتُ بها إلى هشام بن العاص
(2)
. (12/ 671)
67490 -
عن عبد الله بن عمر -من طريق نافع- قال: إنّما نزلت هذه الآيات في عيّاش بن أبي ربيعة، والوليد بن الوليد، ونفر من المسلمين كانوا أسلموا، ثم فُتنوا وعُذِّبوا، فافتتنوا، فكنا نقول: لا يقبل الله من هؤلاء صَرفًا ولا عدلًا أبدًا؛ قومٌ أسلموا ثم تركوا دينهم بعذاب عُذِّبوه؟! فنزلت هؤلاء الآيات، وكان عمر بن الخطاب كاتبًا، فكتبها بيده، ثم بعث بها إلى عيّاش والوليد وإلى أولئك النفر، فأسلموا، وهاجروا
(3)
. (12/ 675)
67491 -
عن عبد الله بن عباس، قال: أُنزلت: {قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ} الآية، في مشركي أهل مكة
(4)
. (12/ 671)
67492 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جُبير-: أنّ ناسًا مِن أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنَوا وأكثروا، فأَتَوا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن، لو تُخبرنا أنّ لِما عملنا كفارةً! فنزل:{والذين لا يدعون مع الله إلها آخر، ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا يزنون} [الفرقان: 68]،
(1)
أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام 1/ 475 - 476 - ، والبزار في مسنده 1/ 258 - 260 (155) مطولًا، وابن جرير 20/ 227 مختصرًا.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عمر، ولا نعلم رُوي عن عمر متصلًا إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد» . وقال الهيثمي في المجمع 6/ 61 (9918): «رواه البزار، ورجاله ثقات» .
(2)
أخرجه الحاكم 3/ 268 (5054) بنحوه، والطبراني في الكبير 22/ 177 (462) واللفظ له.
قال الذهبي متعقّبًا الحاكم: «عبد الرحمن بن بشير منكر الحديث» . وقال الهيثمي في المجمع 6/ 62 (9920): «رواه الطبراني، وفيه عبد الرحمن بن بشير الدمشقي، ضعّفه أبو حاتم» . وقال في 6/ 263 (10584): «وفيه محمد بن إسحاق، وهو مدلس» .
(3)
أخرجه ابن جرير 20/ 227 - 228.
(4)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم، وابن مردويه.
قال السيوطي: «بسند صحيح» .
ونزلت: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم، لا تقنطوا من رحمة الله}
(1)
. (ز)
67493 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء- قال: بعث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى وحْشيّ بن حرب قاتل حمزة يدعوه إلى الإسلام، فأرسل إليه: يا محمد، كيف تدعوني وأنت تزعم أنّ مَن قتل أو أشرك أو زنى {يَلْقَ أثامًا يُضاعَفْ لَهُ العَذابُ يَوْمَ القِيامَةِ ويَخْلُدْ فِيهِ مُهانًا} [الفرقان: 68 - 69] وأنا صنعتُ ذلك فهل تجد لي مِن رخصة؟ فأنزل الله: {إلّا مَن تابَ وآمَنَ وعَمِلَ عَمَلًا صالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وكانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان: 70]. فقال وحْشيّ: هذا شرط شديد؛ {إلّا مَن تابَ وآمَنَ وعَمِلَ عَمَلًا صالِحًا} ، فلعلي لا أقدر على هذا. فأنزل الله:{إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أنْ يُشْرَكَ بِهِ ويَغْفِرُ ما دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشاءُ} [النساء: 48]. فقال وحْشيّ: هذا أرى بعد مشيئة، فلا أدري يَغفر لي أم لا، فهل غير هذا؟ فأنزل الله:{يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ} الآية. قال وحْشيّ: هذا نعم. فأسلم، فقال الناس: يا رسول الله، إنّا أصبنا ما أصاب وحْشيّ. قال:«هي للمسلمين عامة»
(2)
. (12/ 672)
67494 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- في قوله: {يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللَّهِ} ، يقول: لا تيأسوا من رحمة الله، وذلك أن أهل مكة قالوا: يزعم محمدٌ أنّ مَن عبد الأوثان، ودعا مع الله إلهًا آخر، وقتل النفس التي حرّم الله، لم يُغفر له، فكيف نهاجر ونُسلم وقد عبدنا الآلهة، وقتلنا النفس التي حرّم الله، ونحن أهل الشرك؟! فأنزل الله:{يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}
(3)
. (12/ 674)
67495 -
عن أبي سعيد، قال: لما أسلم وحْشيّ أنزل الله: {والَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ ولا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلّا بِالحَقِّ} [الفرقان: 68]. قال وحْشيّ
(1)
أخرجه البخاري 6/ 125 - 126 (4810)، ومسلم 1/ 113 (122)، وابن جرير 17/ 506، وابن أبي حاتم 8/ 2728 (15398)، والثعلبي 7/ 148.
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير 11/ 197 (11480)، وابن عساكر في تاريخه 62/ 413، والثعلبي 8/ 241.
قال الهيثمي في المجمع 7/ 101 (11314): «رواه الطبراني في الأوسط، وفيه أبين بن سفيان، ضعّفه الذهبي» .
(3)
أخرجه ابن جرير 20/ 224، من طريق محمد بن سعد العوفي، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبيه عطية العوفي، عن ابن عباس به. وأورده الثعلبي 8/ 241.
إسناده ضعيف، لكنها صحيفة صالحة ما لم تأت بمنكر أو مخالفة. وينظر: مقدمة الموسوعة.
وأصحابه: فنحن قد ارتكبنا هذا كله. فأنزل الله: {قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ} الآية
(1)
. (12/ 672)
67496 -
عن وحْشيّ، قال: لَمّا كان في أمر حمزة ما كان ألقى اللهُ خوفَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم في قلبي، فخرجتُ هاربًا، أكمُن النهار وأسير الليل، حتى صرت إلى أقاويل
(2)
حِمْيَر، فنزلتُ فيهم، فأقمتُ حتى أتاني رسولُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يدعوني إلى الإسلام، قلت: وما الإسلام؟ قال: تؤمن بالله ورسوله، وتترك الشرك بالله، وقتْل النفس التي حرّم الله، وشرْب الخمر، والزنا، والفواحش كلها، وتستحمّ من الجنابة، وتصلي الخمس. وقال: إن الله قد أنزل هذه الآية: {يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ} . فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله. فصافحني، وكنّاني بأبي حرب
(3)
. (12/ 673)
67497 -
عن عطاء بن يسار -من طريق بعض أصحابه- قال: نزلت هذه الآيات الثلاث بالمدينة في وحْشيّ وأصحابه: {يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ} إلى قوله: {وأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ}
(4)
. (12/ 675)
67498 -
عن أبي مِجْلَز لاحق بن حُميد السَّدُوسِيّ، قال: لَمّا نزلت على نبي الله صلى الله عليه وسلم: {قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} إلى آخر الآية؛ قام نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم، فخطب الناس، وتلاها عليهم، فقام رجل، فقال: يا رسول الله، والشرك بالله؟ فسكت، فأعاد ذلك ما شاء الله؛ فأنزل الله:{إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أنْ يُشْرَكَ بِهِ ويَغْفِرُ ما دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشاءُ} [النساء: 48]
(5)
. (12/ 680)
67499 -
قال الحسن البصري، قال: لَمّا نزل في قاتل المؤمن والزاني وغير ذلك ما نزل؛ خاف قومٌ أن يُؤاخذوا بما عملوا في الجاهلية، فقالوا: أيُّنا لم يفعل؟! فأنزل الله:
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2731 (15418)، من طريق محمد بن أبي حماد، ثنا إبراهيم بن المختار وأبو زهير، عن الحجاج، عن عطية، عن أبي سعيد به.
إسناده ضعيف؛ في إسناده إبراهيم بن المختار التميمي أبو إسماعيل الرازي. قال عنه ابن حجر في التقريب (245): «صدوق ضعيف الحفظ» . وفيه أيضًا حجاج بن أرطأة؛ قال عنه ابن حجر في التقريب (1119): «صدوق كثير الخطأ والتدليس» . وفيه أيضًا عطية بن سعد العوفي؛ قال عنه ابن حجر في التقريب (4616): «صدوق يخطئ كثيرًا، وكان شيعيًا مدلِّسًا» .
(2)
الأقيال والأقوال: جمع قَيل، وهو الملك النافذ القول والأمر. النهاية (قيل)، والتاج (قول).
(3)
عزاه السيوطي إلى محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة.
(4)
أخرجه ابن جرير 20/ 225.
(5)
عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد مرسلًا.
{قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ} بالشرك {لا تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللَّهِ}
(1)
. (ز)
67500 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: ذُكِر لنا: أنّ ناسًا أصابوا في الشِّرك عِظامًا، فكانوا يخافون أن لا يُغفَر لهم، فدعاهم الله بهذه الآية:{يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا} الآية
(2)
. (12/ 680)
67501 -
عن إسماعيل السُّدّي -من طريق أسباط- في قوله: {يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ} ، قال: هؤلاء المشركون من أهل مكة. قالوا: كيف نُجيبك وأنت تزعُم أنّه مَن زنى، أو قتل، أو أشرك بالرحمن كان هالِكًا مِن أهل النار؟! فكل هذه الأعمال قد عملناها. فأُنزلت فيهم هذه الآية:{يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ}
(3)
. (ز)
67502 -
عن محمد بن السّائِب الكلبي -من طريق سفيان بن عُيينة- قال: قال وحْشيّ: ليست لي توبة، قتلتُ حمزة. فأنزل الله تبارك وتعالى:{يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللَّهِ}
(4)
. (ز)
67503 -
قال مقاتل بن سليمان: {قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ} نزلت في مشركي مكة، وذلك أن الله عز وجل أنزل في الفرقان [68]:{والَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ} الآية، فقال وحْشيّ مولى المُطْعِم بن عَدِيّ بن نوفل: إنِّي قد فعلتُ هذه الخصال، فكيف لي بالتوبة؟ فنزلت فيه:{إلّا مَن تابَ وآمَنَ وعَمِلَ عَمَلًا صالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وكانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان: 70]. فأسلم وحْشيّ، فقال مشركو مكة: قد قُبِلَ من وحْشيّ توبَتُهُ، وقد نزل فيه ولم ينزل فينا. فنزلت في مشركي مكة:{يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ}
(5)
. (ز)
67504 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللَّه} الآية، قال: كان قوم مسخوطين في أهل الجاهلية، فلما بعث الله نبيَّه قالوا: لو أتينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فآمنّا به، واتّبعناه. فقال بعضهم لبعض: كيف يقبلكم الله ورسولُه في دينه؟ فقالوا: ألا نبعثُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا! فلمّا بعثوا، نزل القرآن: {قل يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى
(1)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 4/ 116 - 117 - .
(2)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 174 من طريق معمر، وابن جرير 20/ 225 - 226. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.
(3)
أخرجه ابن جرير 20/ 226.
(4)
أخرجه إسحاق البستي ص 264.
(5)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 683.
أنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللَّه}، فقرأ حتى بلغ:{فَأَكُونَ مِنَ المُحْسِنِين}
(1)
. (ز)
67505 -
عن عبد الله بن مسعود -من طريق أبي الكَنُود- أنه مرّ على قاصٍّ يذكر النار، فقال: يا مذكِّر النار، لا تُقنِّط الناس. ثم قرأ:{يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللَّهِ}
(2)
. (12/ 676)
67506 -
عن عبد الله بن عباس، في قوله:{يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ} الآية، قال: قد دعا اللهُ إلى مغفرته مَن زعم أنّ المسيح هو الله، ومَن زعم أنّ المسيحَ ابنُ الله، ومَن زعم أنّ عُزيرًا ابن الله، ومَن زعم أنّ الله فقير، ومَن زعم أنّ يد الله مغلولة، ومَن زعم أن الله ثالث ثلاثة، يقول الله لهؤلاء:{أفَلا يَتُوبُونَ إلى اللَّهِ ويَسْتَغْفِرُونَهُ واللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: 74]، ثم دعا إلى توبته مَن هو أعظم قولًا من هؤلاء؛ من قال:{أنا رَبُّكُمُ الأَعْلى} [النازعات: 24]، وقال:{ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِن إلَهٍ غَيْرِي} [القصص: 38]. قال ابن عباس: مَن آيس العِباد مِن التوبة بعد هذا فقد جحد كتاب الله، ولكن لا يقدر العبدُ أن يتوب حتى يتوب الله عليه
(3)
. (12/ 677)
67507 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجِيح- في قول الله: {الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ} ، قال: قتْل النفس في الجاهلية
(4)
. (ز)
67508 -
عن محمد بن كعب القُرَظيّ -من طريق أبي صخر- أنه قال في هذه الآية: {يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللَّه} ، قال: هي للناس أجمعين
(5)
. (ز)
67509 -
عن زيد بن أسلم -من طريق أبي صخر- في قوله: {يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللَّه} ، قال: إنما هي للمشركين
(6)
. (ز)
67510 -
قال مقاتل بن سليمان: {قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ} ، يعني
(1)
أخرجه ابن جرير 20/ 226.
(2)
أخرجه ابن أبي شيبة 13/ 185، وابن أبي الدنيا في حُسن الظن (50)، وابن جرير 20/ 228، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 7/ 99 - ، والطبراني (8635)، والبيهقي في شعب الإيمان (1053). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(3)
عزاه السيوطي إلى ابن جرير، وابن المنذر.
(4)
تفسير مجاهد ص 580، وأخرجه ابن جرير 20/ 225.
(5)
أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع -تفسير القرآن 2/ 72 (138)، وابن جرير 20/ 228.
(6)
أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع -تفسير القرآن 2/ 72 (138)، وابن جرير 20/ 225.