الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نزول الآية:
69650 -
عن أبي يحيى مولى ابن عقيل الأنصاري، عن عبد الله بن عباس، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقريش:«إنّه ليس أحد يُعبَد من دون الله فيه خير» . فقالوا: ألست تزعم أنّ عيسى كان نبيًّا وعبدًا مِن عباد الله صالحًا وقد عَبَدَتْهُ النصارى! فإن كنتَ صادقًا فإنه كآلهتهم. فأنزل الله: {ولَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إذا قَوْمُكَ مِنهُ يَصِدُّونَ} . قلت: ما يصدون؟ قال: يضجّون
(1)
. (13/ 219)
69651 -
قال محمد بن السّائِب الكلبي: لما نزلت: {إنَّكُمْ وما تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أنْتُمْ لَها وارِدُونَ} [الأنبياء: 98] قام رسول الله مقابل باب الكعبة، ثم اقترأ هذه الآية، فوجد منها أهل مكة وجْدًا شديدًا، فدخل عليهم ابن الزِّبَعْرى الشاعر وقريشٌ يخوضون في ذِكر هذه الآية، فقال: أمحمد تكلّم بهذه؟ قالوا: نعم. قال: واللهِ، إن اعترف لي بهذا لأخصمنه. فلَقِيه، فقال: يا محمد، أرأيتَ الآية التي قرأتَ آنفًا، أفينا وفي آلهتنا نزلت خاصّة أم في الأمم وآلهتهم؟ قال:«لا، بل فيكم وفي آلهتكم، وفي الأمم وآلهتهم» . فقال: خصمتُك، وربِّ الكعبة، أليس تُثْنِي على عيسى ومريم والملائكة خيرًا، وقد علمتَ أنّ النصارى تعبد عيسى وأمه، وأنّ طائفة من الناس يعبدون الملائكة، أفليس هؤلاء مع آلهتنا في النار؟! فسكتَ رسولُ الله، وضحكتْ قريش وضجّوا
(2)
. (ز)
69652 -
وعن محمد بن إسحاق، نحوه
(3)
. (ز)
(1)
أخرجه أحمد 5/ 85 - 86 (2918)، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 7/ 234 - .
قال الهيثمي في المجمع 7/ 104 (11331): «رواه أحمد والطبراني
…
وفيه عاصم بن بهدلة، وثّقه أحمد وغيره، وهو سيّئ الحفظ، وبقيّة رجاله رجال الصحيح». وأورده الألباني في الصحيحة 7/ 632 (3208).
(2)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 4/ 189 - 190 - .
(3)
سيرة ابن هشام 1/ 359.
69653 -
قال مقاتل بن سليمان: {ولَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا} المثل: حين زعموا أنّ الملائكة بنات الله، وذلك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنمًا، وفي المسجد العاص بن وائل السهمي، والحارث وعدي ابنا قيس، كلهم مِن قريش من بني سهم، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:{إنَّكُمْ وما تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أنْتُمْ لَها وارِدُونَ} [الأنبياء: 98] إلى آيتين. ثم خرج إلى باب الصفا، فخاض المشركون في ذلك، فدخل عبد الله بن الزِّبَعْرى السهمي، فقال: تخوضون في ذكر الآلهة! فذكروا له ما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لهم ولآلهتهم، فقال عبد الله بن الزبعرى: يا محمد، أخاصّة لنا ولآلهتنا؟ أم لنا ولآلهتنا ولجميع الأمم وآلهتهم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«بل هي لكم ولآلهتكم، ولجميع الأمم ولآلهتهم» . فقال عبد الله: خصمتُك، وربِّ الكعبة؛ ألست تزعم أنّ عيسى ابن مريم نبيٌّ وتُثْنِي عليه وعلى أُمّه خيرًا، وقد علمتَ أنّ النصارى يعبدونهما؟! وعُزير يُعبد، والملائكة تُعبد، فإن كان هؤلاء في النار فقد رضينا أن نكون معهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«لا» . فقال عبد الله: أليس قد زعمتَ أنها لنا ولآلهتنا ولجميع الأمم وآلهتهم؟! خصمتُك، وربّ الكعبة. فضجّوا من ذلك؛ فأنزل الله تعالى:{إنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنّا الحُسْنى} يعني: الملائكة، وعُزيز، وعيسى، ومريم {أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ}. وأنزل:{ولَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إذا قَوْمُكَ مِنهُ يَصِدُّونَ}
(1)
. (ز)
69654 -
عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جَده، عن عليٍّ، قال: جئتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يومًا في ملأٍ مِن قريش، فنظر إلَيَّ، وقال:«يا علي، إنما مَثلك في هذه الأمة كمَثل عيسى ابن مريم؛ أحبّه قومٌ فأفرطوا فيه، وأبغضه قوم فأفرطوا فيه» . قال: فضحك الملأُ الذين عنده، وقالوا: انظروا كيف يشبّه ابنَ عمه بعيسى! فأنزل الله القرآن: {ولما ضرب ابن مريم مثلا اذا قومك منه يصدون}
(2)
. (ز)
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 798 - 799.
(2)
أخرجه ابن حبان في المجروحين 2/ 121، وابن الجوزي في العلل المتناهية 1/ 224 (358)، وفيه عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب.
قال ابن حبان في ترجمة عيسى بن عبد الله: «يروي عن أبيه عن آبائه أشياء موضوعة، لا يَحِلُّ الاحتجاج به» . قال ابن القيسراني في تذكرة الحفاظ ص 141 (328): «عيسى هذا عنده نسخة موضوعة بهذا الإسناد» .