الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرزق في السموات والأرض؛ المطر والنبات
(1)
. (ز)
68859 -
قال مقاتل بن سليمان: {لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ والأَرْضِ} يعني: مفاتيح، بلغة النّبط. مقاليد السماوات: المطر. والأرض: يعني: النبات، {يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشاءُ ويَقْدِرُ} يقول: يُوَسِّع الرزق على مَن يشاء مِن عباده، ويُقتر على مَن يشاء، {إنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ} مِن البْسط والقتْر {عَلِيمٌ}
(2)
. (ز)
آثار متعلقة بالآية:
68860 -
عن عبد الله بن مسعود، قال: إنّ ربكم ليس عنده ليل ولا نهار، نورُ السموات مِن نور وجهه، وإنّ مقدار كلِّ يوم من أيامكم عنده ثنتا عشرة ساعة، فيُعرض عليه أعمالكم بالأمس أول النهار اليوم، فينظر فيها ثلاث ساعات، فيطَّلع منها على ما يكره فيُغضبه ذلك، وأول مَن يعلم بغضبه حَمَلة العرش، يجدونه يثقُل عليهم، فيسبِّحه حَمَلة العرش الذين يحملون العرش وسرادقات العرش، والملائكة المقرّبون، وسائر الملائكة، وينفخ جبريل في القرْن، فلا يبقى شيء إلا سمعه، إلا الثَّقلين الجن والإنس، فيسبّحونه ثلاث ساعات حتى يمتلئ الرحمن رحمة، فتلك ست ساعات، ثم يُؤتى بما في الأرحام فينظر فيها ثلاث ساعات، فـ {يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إلَهَ إلّا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} [آل عمران: 6]، {يَخْلُقُ ما يَشاءُ يَهَبُ لِمَن يَشاءُ إناثًا ويَهَبُ لِمَن يَشاءُ الذُّكُورَ} حتى بلغ:{عَلِيم} [الشورى: 49 - 50] فتلك تسع ساعات، ثم ينظر في أرزاق الخلق كله ثلاث ساعات فـ {يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشاءُ ويَقْدِرُ إنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} فتلك اثنتا عشرة ساعة. ثم قال:{كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: 29] فهذا من شأن ربكم كل يوم
(3)
. (13/ 134)
68861 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- قوله: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وصّى بِهِ نُوحًا} إلى آخر الآية، قال: حسبُك ما قيل لك
(4)
. (ز)
(1)
تفسير البغوي 7/ 186.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 765.
(3)
أخرجه الطبراني (8886)، وأبو الشيخ في العظمة (113، 149)، وأبو نعيم في الحلية 1/ 137 - 138. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه.
(4)
أخرجه ابن جرير 20/ 481.
68862 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وصّى بِهِ نُوحًا} : لم يبعث الله تعالى نبيًّا إلّا أوصاه بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والإقرار لله بالطاعة
(1)
. (ز)
68863 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وصّى بِهِ نُوحًا} ، قال: وصّاك -يا محمد- وأنبياءَه كلهم دينًا واحدًا
(2)
. (13/ 135)
68864 -
قال الحسن البصري: {شَرَعَ لَكُمْ} ، أي: فرض
(3)
. (ز)
68865 -
عن الحكم، في قوله:{شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وصّى بِهِ نُوحًا} ، قال: جاء نوح بالشريعة؛ بتحريم الأمهات، والأخوات، والبنات
(4)
. (13/ 136)
68866 -
عن محمّد بن كعب القُرظي-من طريق أبي معشر- قال: ما خالف نبيٌّ نبيًّا قطّ في قِبلةٍ ولا في سُنَّة، إلا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبل بيت المقدس مِن حيث قدم المدينة ستة عشر شهرًا. ثم قرأ:{شرع لكم من الدين ما وصى به نوحًا}
(5)
. (ز)
68867 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وصّى بِهِ نُوحًا} ، قال: الحلال والحرام
(6)
[5791]. (13/ 136)
68868 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد-: بُعِث نوحٌ حين بُعِث بالشريعة
[5791] ذكر ابنُ عطية (7/ 505) أن اتفاق النبوات: «كان في المعتقدات، أو في جملة أمرها، مِن أن كل نبوة فإنما مضمنها معتقدات وأحكام، فيجيء المعنى على هذا: شرع لكم شرعة هي كشرعة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى? في أنها ذات المعتقدات المشهورة التي هي في كل نبوءة وذات أحكام كما كانت تلك كلها» . ثم بيّن أن قول قتادة يتخرّج على هذا المعنى، وكذا قول الحكم، ثم قال:«وأما الأحكام بانفرادها فهي في الشرائع مختلفة، وهي المراد في قوله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنكُمْ شِرْعَةً ومِنهاجًا} [المائدة: 48]» .
_________
(1)
تفسير الثعلبي 8/ 306.
(2)
تفسير مجاهد ص 588، وأخرجه ابن جرير 20/ 480 بلفظ: بنحوه. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(3)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 4/ 163 - .
(4)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(5)
أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 209.
(6)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 190، وابن جرير 20/ 481 من طريق سعيد. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.