الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِوَكِيلٍ}، قال: بحفيظ
(1)
[5633]. (ز)
67435 -
قال مقاتل بن سليمان: {إنّا أنْزَلْنا عَلَيْكَ الكِتابَ} يعني: القرآن {لِلنّاسِ بِالحَقِّ فَمَنِ اهْتَدى} بالقرآن {فَلِنَفْسِهِ ومَن ضَلَّ} عن الإيمان بالقرآن {فَإنَّما يَضِلُّ عَلَيْها} يقول: فضلالته على نفسه، يعني: إثم ضلالته على نفسه، {وما أنْتَ} يا محمد {عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ} يعني: بمسيطر
(2)
[5634]. (ز)
النسخ في الآية:
67436 -
قال مقاتل بن سليمان: نسختها آية السيف
(3)
. (ز)
{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
(42)}
67437 -
عن عمر بن الخطاب -من طريق سُليم بن عامر- قال: العَجَب مِن رُؤيا الرجل؛ إنه يبيت فيرى الشيءَ لم يخطر له على بالٍ، فتكون رؤياه كأخْذٍ باليد، ويرى الرجل الرؤيا فلا تكون رؤياه شيئًا! فقال علي بن أبي طالب: أفلا أخبرك بذلك، يا أمير المؤمنين؟ إنّ الله يقول:{اللَّهُ يَتَوَفّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها والَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْها المَوْتَ ويُرْسِلُ الأُخْرى إلى أجَلٍ مُسَمًّى} . فالله يتوفى الأنفس كلها؛ فما رأت وهي عنده في السماء فهي الرؤيا الصادقة، وما رأت إذا أُرسلت إلى أجسادها تلقّتها الشياطين في الهواء فكَذَبَتها، وأخبرتها بالأباطيل فكذبَت
[5633] لم يذكر ابنُ جرير (20/ 214) في معنى: {وما أنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ} سوى قول قتادة، والسُّدّيّ.
[5634]
ذكر ابنُ عطية (7/ 398) في معنى: {بِالحَقِّ} احتمالين: الأول: «أن يريد: متضمِّنًا الحق في أخباره وأحكامه» . والثاني: «أن يريد: أنه أنزله بالواجب من إنزاله، وبالاستحقاق لذلك، لما فيه من مصلحة العالم وهداية الناس» . ثم علَّق بقوله: «وكأن هذا الذي فعل الله تعالى من إنزال كتاب إلى عبده هو إقامة حجة عليهم، وبقي تكسُّبُهم بَعْدُ إليهم، فمن اهتدى فلنفسه عمِل وسعى، ومن ضل فعليها جَنى» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 20/ 214.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 679.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 679.
فيها. فعجب عمر من قوله
(1)
. (12/ 665)
67438 -
عن عبد الله بن عباس، في قوله:{اللَّهُ يَتَوَفّى الأَنْفُسَ} الآية، قال: نفْسٌ وروح بينهما مثل شعاع الشمس، فيتوفى الله النفسَ في منامه، ويدع الروحَ في جوفه يتقلّب ويعيش، فإن بدا لله أن يقبضه قبض الروح فمات، وإن أخَّر أجَله ردّ النَّفْس إلى مكانها من جوفه
(2)
[5635]. (12/ 664)
67439 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جُبير- في قوله: {اللَّهُ يَتَوَفّى الأَنْفُسَ} الآية، قال: تلتقي أرواحُ الأحياء وأرواحُ الأموات في المنام، فيتساءلون بينهم ما شاء الله، ثم يُمسك الله أرواحَ الأموات، ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها {إلى أجَلٍ مُسَمًّى} لا يَغْلَط بشيء منها، فذلك قوله:{إنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
(3)
. (12/ 664)
67440 -
عن عبد الله بن عباس، في قوله:{اللَّهُ يَتَوَفّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها} الآية، قال: كل نفسٍ لها سَبَبٌ تجري فيه، فإذا قَضى عليها الموتَ نامت حتى ينقطع
[5635] أفاد أثرُ ابنِ عباس التفرقة بين النفس والروح، وقد انتقده ابنُ عطية (7/ 398) قائلًا: «وكثَّرت فرقة في هذه الآية وهذا المعنى، ففرَّقت بين النَّفْس والروح، وفرَّق قومٌ أيضًا بين نفس التمييز ونفس التَّخَيُّل، إلى غير ذلك من الأقوال التي هي غلبة ظن
…
فظاهرٌ أن التفصيل والخوض في هذا كله عناء، وإن كان قد تعرَّض للقول في هذا ونحوه الأئمة، ذكر الثعلبي وغيره، عن ابن عباس أنه قال:
…
» وذكر معنى قول ابن عباس.
ثم رجَّح -مستندًا إلى القرآن، والسنة- عدم التفريق بينهما قائلًا:«وحقيقة الأمر في هذا هي مما استأثر الله تبارك وتعالى به، وغيَّبَه عن عباده في قوله سبحانه: {قُلِ الرُّوحُ مِن أمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85]، ويكفيك أن في هذه الآية: {يَتَوَفّى الأَنْفُسَ}، وفي الحديث الصحيح: أن الله قَبَضَ أرواحنا حين شاء، وردَّها علينا حين شاء. في حديث بلال في الوادي، فقد نطقت الشريعة بقبض الرُّوح والنفس في النوم، وقد قال الله تعالى: {قُلِ الرُّوحُ مِن أمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85]» .
_________
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم، وابن مردويه.
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(3)
أخرجه ابن جرير 20/ 215، والطبراني في الأوسط (122)، وأبو الشيخ في العظمة (431، 444)، والضياء في المختارة 10/ 122، 123 (122، 123) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، إلا أنه عند ابن جرير وأبي الشيخ في الموضع الأول من قول سعيد بن جبير كما سيأتي. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه.
السبب، {والَّتِي لَمْ تَمُتْ} تُترك
(1)
. (12/ 665)
67441 -
عن عبد الله بن عباس، في قوله:{اللَّهُ يَتَوَفّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها} الآية، قال: سبب ممدودٌ ما بين المشرق والمغرب بين السماء والأرض، فأرواحُ الموتى وأرواحُ الأحياء إلى ذلك السبب، فتَعْلَق النّفْس الميّتة بالنَّفْس الحية، فإذا أُذن لهذه الحيَّة بالانصراف إلى جسدها لتستكمل رزقها أُمسكت النَّفْس الميِّتة وأُرسلت الأخرى
(2)
. (12/ 665)
67442 -
عن سعيد بن جُبير -من طريق جعفر- في قوله: {اللَّهُ يَتَوَفّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها} الآية، قال: يَجمع بين أرواح الأحياء وأرواح الأموات، فيتعارف منها ما شاء الله أن يتعارف، فيُمسك التي قَضى عليها الموت، ويُرسل الأخرى إلى أجسادها
(3)
[5636]. (ز)
67443 -
عن سعيد بن جُبير-من طريق عطاء [بن السائب]- في قوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها} ، قال: يقبض أنفس الأموات والأحياء، فيُمسك أنفس الأموات، ويُرسل أنفس الأحياء إلى أجل مسمّى لا يغلط
(4)
. (ز)
67444 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: {اللَّهُ يَتَوَفّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها} قال: تُقبض الأرواح عند نيام النائم، فيَقبِض روحه في منامه، فتلقى الأرواحُ بعضُها بعضًا؛ أرواحُ الموتى وأرواحُ النيام، فتلتقي، فتساءل. قال: فيُخلّى عن أرواح الأحياء فترجع إلى أجسادها، وتريد الأخرى أن ترجع، فيَحبِس التي قضى عليها الموت، {ويُرْسِلُ الأُخْرى إلى أجَلٍ مُسَمًّى} قال: إلى بقية آجالها
(5)
. (ز)
67445 -
قال مقاتل بن سليمان: {اللَّهُ يَتَوَفّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها} يقول: عند أجلها، يعني: التي قضى الله عليها الموت، فيمسكها على الجسد، في التقديم
[5636] لم يذكر ابنُ جرير (20/ 215 - 216) في معنى: {اللَّهُ يَتَوَفّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها والَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها} الآية، سوى قول سعيد بن جبير من طريق جعفر، وقول السُّدّي، وابن زيد.
_________
(1)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(2)
عزاه السيوطي إلى جويبر.
(3)
أخرجه ابن جرير 20/ 215.
(4)
أخرجه الثعلبي 8/ 238، وأخرج الهذيل بن حبيب -كما في تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 690 - نحوه.
(5)
أخرجه ابن جرير 20/ 216.
{والَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها} فتلك الأخرى التي يرسلها إلى الجسد، {فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْها المَوْتَ ويُرْسِلُ الأُخْرى إلى أجَلٍ مُسَمًّى إنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ} لعلامات {لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} في أمر البعث
(1)
. (ز)
67446 -
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {اللَّهُ يَتَوَفّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها والَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها} قال: فالنوم وفاة، {فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْها المَوْتَ ويُرْسِلُ الأُخْرى} التي لم يقبضها {إلى أجَلٍ مُسَمًّى}
(2)
. (ز)
67447 -
عن فرقد، قال: ما مِن ليلة من ليالي الدنيا إلا والرّب تبارك وتعالى يقبض الأرواح كلها؛ مؤمنها وكافرها، فيسأل كلَّ نفس ما عمل صاحبُها من النهار -وهو أعلم-، ثم يدعو ملك الموت فيقول: اقبض هذا، واقبض هذا. مَن قضى عليه الموت، {ويُرْسِلُ الأُخْرى إلى أجَلٍ مُسَمًّى}
(3)
[5637]. (12/ 665)
[5637] اختُلف في معنى: {اللَّهُ يَتَوَفّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها والَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها} الآيةَ على قولين: الأول: أن المُمسَكَة: مَن تُوُفِّيَت وفاة الموت، والمُرسَلَة: من توفيت وفاة النوم. وهو قول ابن عباس من طريق سعيد بن جبير وما في معناه، وقول سعيد بن جبير، والسُّدّي، وابن زيد. الثاني: أن المُمسَكَة والمُرسَلَة في الآية كلاهما توفّى وفاة النوم، وأما التي تُوفيت وفاة الموت فتلك قسم ثالث.
ووجَّه ابنُ القيم (2/ 390) القول الأول بقوله: «والمعنى على هذا القول: أنه يتوفى نفس الميت فيمسكها ولا يرسلها إلى جسدها قبل يوم القيامة، ويتوفى نفس النائم ثم يرسلها إلى جسدها إلى بقية أجلها فيتوفّاها الوفاة الأخرى» .
وعلَّق ابن تيمية (5/ 401) على القول الثاني بقوله: «وعلى هذا يدل الكتاب والسنة؛ فإن الله قال: {اللَّهُ يَتَوَفي الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِها والَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْها المَوْتَ ويُرْسِلُ الأُخْرى إلى أجَلٍ مُسَمًّى}، فذكر إمساك التي قضى عليها الموت من هذه الأنفس التي توفّاها بالنوم، وأما التي توفّاها حين موتها فتلك لم يصفها بإمساك ولا إرسال» . ثم رجَّح مستندًا إلى ظاهر لفظ الآية أنّ الآية تتناول النوعين، فقال:«والتحقيق أن الآية تتناول النوعين؛ فإن الله ذكر توفيتين: توفّي الموت، وتوفّي النوم، وذكر إمساك المُتوفاة وإرسال الأخرى. ومعلوم أنه يُمسك كل ميتة، سواء ماتت في النوم أو قبل ذلك، ويُرسل من لم تمت. وقوله: {اللَّهُ يَتَوَفي الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِها} يتناول ما ماتت في اليقظة وما ماتت في النوم، فلما ذكر التوفيتين ذكر أنه يُمسكها في أحد التوفيتين ويُرسلها في الأخرى، وهذا ظاهر اللفظ ومدلوله بلا تكلّف» .
وبيَّن ابنُ القيم (2/ 390 - 391) أن الذي يترجَّح من القولين هو القول الأول مستندًا إلى الدلالة العقلية، فقال:«والذي يترجَّح هو القول الأول؛ لأنه سبحانه أخبر بوفاتين، وفاة كبرى وهى وفاة الموت، ووفاة صغرى وهى وفاة النوم، وقسَم الأرواح قسمين: قسمًا قضى عليها بالموت فأمسكها عنده وهي التي توفّاها وفاة الموت، وقسمًا لها بقية أجل فردّها إلى جسدها إلى استكمال أجلها، وجعل سبحانه الإمساك والإرسال حكمين للوفاتين المذكورتين أولًا، فهذه مُمسَكَة وهذه مُرسَلَة، وأخبر أن التي لم تمت هي التي توفّاها في منامها، فلو كان قد قسَم وفاة النوم إلى قسمين: وفاة موت ووفاة نوم، لم يقل: {والَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها} فإنها من حين قُبضت ماتت، وهو سبحانه قد أخبر أنها لم تمت فكيف يقول بعد ذلك: {فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْها المَوْتَ}. ولمن نصر هذا القول أن يقول قوله تعالى: {فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْها المَوْتَ} بعد أن توفاها وفاة النوم، فهو سبحانه توفاها أولًا وفاة نوم، ثم قضى عليها الموت بعد ذلك» . كما قوّى بعد ذلك تناول الآية للنوعين كما اختار ابنُ تيمية.
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 679.
(2)
أخرجه ابن جرير 20/ 216.
(3)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.