الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فليقل: الله أعلم. فإنّ مِن العلم أن يقول العالِمُ لِما لا يعلم: الله أعلم. قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: {قُلْ ما أسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِن أجْرٍ وما أنا مِنَ المُتَكَلِّفِينَ}
(1)
. (12/ 628)
67078 -
عن أبي موسى الأشعري، قال: مَن علَّمه الله علمًا فليعلمه، ولا يقولن ما ليس له به علم فيكون مِن المتكلفين ويمرق من الدين
(2)
. (12/ 630)
67079 -
عن الربيع بن خثيم -من طريق منذر الثوري- أنه قال: يا عبد الله، ما علَّمك اللهُ في كتابه مِن عِلْمٍ فاحمد الله، وما استأثر عليك به مِن علم فكِلْه إلى عالمه، ولا تتكلف؛ فإن الله عز وجل يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ ما أسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِن أجْرٍ وما أنا مِنَ المُتَكَلِّفِينَ *
إنْ هُوَ إلّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ
*
ولَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ}
(3)
. (ز)
67080 -
عن أرطاة بن المنذر، قال: آية المتكلف ثلاث: يتكلم فيما لا يعلم، وينازع من فوقه، ويتعاطى ما لا ينال
(4)
. (12/ 630)
{إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (87)}
67081 -
قال مقاتل بن سليمان: {إنْ هُوَ إلّا ذِكْرٌ} ، يقول: ما القرآن إلا بيان {لِلْعالَمِينَ}
(5)
. (ز)
{وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)}
67082 -
قال عبد الله بن عباس: {بَعْدَ حِينٍ} بعد الموت
(6)
. (ز)
67083 -
قال عبد الله بن عباس: {بَعْدَ حِينٍ} ، يعني: يوم القيامة
(7)
. (ز)
67084 -
عن مجاهد بن جبر، في قوله:{ولَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} ، قال: بعد الموت
(8)
. (12/ 631)
(1)
أخرجه البخاري (4774، 4809)، ومسلم (2798). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه. وأخرجه الطيالسي 1/ 236 مختصرًا بذكر قوله تعالى:{قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} [الشورى: 23] بدل آية سورة ص.
(2)
أخرجه ابن سعد 4/ 109 - 110.
(3)
أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 2/ 1044.
(4)
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (5064).
(5)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 654.
(6)
تفسير البغوي 7/ 103.
(7)
تفسير الثعلبي 8/ 219.
(8)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
67085 -
قال عكرمة مولى ابن عباس: {بَعْدَ حِينٍ} ، يعني: يوم القيامة
(1)
. (ز)
67086 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق أيوب- قال: سُئِلتُ عن رجل حلف أن لا يصنع كذا وكذا إلى حين. فقلت: إنّ مِن الحين حينًا لا يُدرك، ومِن الحين حينٌ يُدرَك، فالحين الذي لا يُدرك قوله:{ولَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} . والحين الذي يُدرك قوله: {تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإذْنِ رَبِّها} [إبراهيم: 25]، وذلك مِن حين تصرم النخلة إلى حين تطلع، وذلك ستة أشهر
(2)
. (ز)
67087 -
عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن محمد بن علي بن الحسين، أنه سئل: في رجل حلف على امرأته أن لا تفعل فعلًا ما إلى حين. فقال: أيَّ الأحيان أردت؛ فإن الأحيان ثلاثة: قال الله عز وجل {تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} [إبراهيم: 25] كل ستة أشهر، وقوله تعالى:{ليسجننه حتى حين} [يوسف: 35] فذلك ثلاثة عشر عامًا، وقوله تعالى:{ولتعلمن نبأه بعد حين} فذلك إلى يوم القيامة
(3)
. (ز)
67088 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: {ولَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} : أي: بعد الموت. وقال الحسن: يا ابن آدم، عند الموت يأتيك الخبر اليقين
(4)
. (12/ 631)
67089 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: {ولَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} قال بعضهم: يوم بدر. وقال بعضهم: يوم القيامة
(5)
. (12/ 631)
67090 -
قال محمد بن السائب الكلبي: {بَعْدَ حِينٍ} مَن بقي عَلِم ذلك إذا ظهر أمرُه وعلا، ومَن مات علِمه بعد موته
(6)
. (ز)
67091 -
قال مقاتل بن سليمان: {ولَتَعْلَمُنَّ} يعني: كفار مكة {نَبَأَهُ} يعني: نبأ القرآن {بَعْدَ حِينٍ} هذا وعيد لهم: القتل ببدر، مثل قوله:{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتّى حِينٍ} [الصافات: 174]، يعني: القتل ببدر
(7)
. (ز)
67092 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {ولَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} ، قال: صِدْقَ هذا الحديث؛ نبأ ما كذَّبوا به {بَعْدَ حِينٍ} من
(1)
تفسير البغوي 7/ 103.
(2)
أخرجه ابن جرير 20/ 153.
(3)
أخرجه ابن حزم في المحلى 8/ 58.
(4)
أخرجه ابن جرير 20/ 151. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وأخرجه عبد الرزاق 2/ 169 من طريق معمر دون قول الحسن.
(5)
أخرجه ابن جرير 20/ 152. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(6)
تفسير البغوي 7/ 103.
(7)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 654 - 655.
الدنيا، وهو يوم القيامة. وقرأ:{لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ} [الأنعام: 67]، قال: وهذا أيضًا الآخرة؛ يستقر فيها الحق، ويبطل الباطل
(1)
[5601]. (12/ 631)
[5601] اختلف السلف في مدة الحين على أقوال: الأول: أن نهايته الموت. الثاني: نهايته يوم بدر. الثالث: أن نهايته القيامة.
وقد رجّح ابنُ جرير (20/ 152) التعميم لدلالة اللغة والعموم في ذلك، فقال:«وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يُقال: إن الله أعلم المشركين المكذبين بهذا القرآن أنهم يعلمون نبأه بعد حين، مِن غير حَدٍّ منه لذلك الحين بحَدٍّ، وقد علم نبأه من أحيائهم الذين عاشوا إلى ظهور حقيقته، ووضوح صحته في الدنيا، ومنهم مَن علم حقيقة ذلك بهلاكه ببدر وقبل ذلك، ولا حدَّ عند العرب للحين، لا يجاوز ولا يقصر عنه؛ فإذ كان ذلك كذلك فلا قول فيه أصحُّ مِن أن يطلق كما أطلقه الله من غير حصر ذلك على وقت دون وقت» . واستدل بقول عكرمة من طريق أيوب.
وذكر ابنُ كثير (7/ 83) القول الأول والثالث، ثم علّق قائلًا:«يعني: يوم القيامة، ولا منافاة بين القولين؛ فإن من مات فقد دخل في حكم القيامة» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 20/ 151 - 152.