الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
68291 -
قال مقاتل بن سليمان: {حم تَنْزِيلٌ} ، {حم} يعني: ما حمّ في اللوح المحفوظ، يعني: ما قُضي من الأمر {مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} اسمان رقيقان، أحدهما أرقّ من الآخر {الرَّحْمَنِ} يعني: المسترحِم على خلقه، و {الرَّحِيمِ} أرقّ مِن الرحمن، {الرَّحِيمِ} اللطيف بهم، {كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} ليفقهوه، ولو كان غير عربي ما علموه {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} ما فيه. ثم قال: القرآن {بَشِيرًا} بالجنة، {ونَذِيرًا} من النار، {فَأَعْرَضَ أكْثَرُهُمْ} يعني: أكثر أهل مكة عن القرآن، {فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ} الإيمان به
(1)
[5724]. (ز)
{وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ
(5)}
68292 -
عن عمر بن الخطاب -من طريق ابن عمر- في قوله: {وقالُوا قُلُوبُنا فِي أكِنَّةٍ} الآية، قال: أقبلتْ قريشُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لهم: «ما يمنعكم من
[5724] ذكر ابنُ عطية (7/ 462 - 463) أن فرقة قالت بأن قوله تعالى: {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} : معناه: يعلمون الأشياء، ويعقلون الدلائل، وينظرون على طريق النظر. وعلَّق عليه بقوله:«فكأنّ القرآن فُصِّلت آياته لهؤلاء، إذ هم أهل الانتفاع بها، فخُصّوا بالذكر تشريفًا، ومَن لم ينتفع بالتفصيل فكأنه لم يفصل له» . ثم ذكر أنّ فرقة قالت: {يَعْلَمُونَ} متعلق في المعنى بقوله: {عَرَبِيًّا} . وعلَّق عليه بقوله: «أي: جعلناه بكلام العرب لقوم يعلمون ألفاظه، ويتحققون أنها لم يخرج شيء منها عن كلام العرب. وكأنّ الآية رادَّةٌ على مَن زعم أنّ في كتاب الله ما ليس في كلام العرب، فالعلم -على هذا التأويل- أخصُّ من العلم على التأويل الأوّل» .
ثم قوّى الأول بقوله: «والأول أشرف معنى، وبيِّنٌ أنه ليس في القرآن إلا ما هو من كلام العرب، إمّا على أصل لغتها، وإما ما عرَّبته من لغة غيرها، ثم ذُكر في القرآن، وهو معرّب مستعمل» .
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 735.
الإسلام؛ فتسُودوا العرب؟». فقالوا: يا محمد، ما نفقه ما تقول، ولا نسمعه، وإنّ على قلوبنا لغُلْفًا. وأخذ أبو جهل ثوبًا، فمدّه فيما بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، {قُلُوبُنا فِي أكِنَّةٍ مِمّا تَدْعُونا إلَيْهِ وفِي آذانِنا وقْرٌ ومِن بَيْنِنا وبَيْنِكَ حِجابٌ}. فقال لهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«أدعوكم إلى خَصلتين: أن تشهدوا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأني رسول الله» . فلما سمعوا شهادة أن لا إله إلا الله {ولَّوْا عَلى أدْبارِهِمْ نُفُورًا} [الإسراء: 46]، وقالوا:{أجَعَلَ الآلِهَةَ إلَهًا واحِدًا إنَّ هَذا لَشَيْءٌ عُجابٌ} [ص: 5]. وقال بعضهم لبعض: {امْشُوا واصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إنَّ هَذا لَشَيْءٌ يُرادُ ما سَمِعْنا بِهَذا فِي المِلَّةِ الآخِرَةِ إنْ هَذا إلّا اخْتِلاقٌ أأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنا} [ص: 6 - 8]. فهبط جبريل، فقال: يا محمد، إنّ الله يقرئك السلام، ويقول: أليس يزعم هؤلاء أن على قلوبهم أكِنّة أن يفقهوه، وفي آذانهم وقْر، فليس يسمعون قولك؟! كيف {وإذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي القُرْآنِ وحْدَهُ ولَّوْا عَلى أدْبارِهِمْ نُفُورًا} [الإسراء: 46]، لو كان كما زعموا لم ينفروا، ولكنهم كاذبون، يسمعون ولا ينتفعون بذلك كراهية له. فلما كان من الغَد أقبل منهم سبعون رجلًا إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد، اعْرض علينا الإسلام. فلما عرض عليهم الإسلام أسلموا عن آخرهم، فتبسم النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقال:«الحمد الله، بالأمس تزعمون أنّ على قلوبكم غُلفًا، وقلوبكم في أكِنّة مما ندعوكم إليه، وفي آذانكم وقْرًا، وأصبحتم اليوم مسلمين» . فقالوا: يا رسول الله، كذبنا -واللهِ- بالأمس، لو كان كذلك ما اهتدينا أبدًا، ولكن الله الصادق، والعباد الكاذبون عليه، وهو الغني، ونحن الفقراء إليه
(1)
. (13/ 86)
68293 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {وقالُوا قُلُوبُنا فِي أكِنَّةٍ} ، قالوا: كالجَعبة للنبل
(2)
. (13/ 86)
68294 -
عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- في قوله -جلَّ ذِكْرُه-: {في أكنة} ، يعني: الغطاء على القلب
(3)
. (ز)
68295 -
عن إسماعيل السُّدّيّ -من طريق أسباط- في قوله: {وقالُوا قُلُوبُنا فِي أكِنَّة} قال: عليها أغطية، {وفِي آذانِنا وقْرٌ} قال: صمَم
(4)
. (ز)
(1)
عزاه السيوطي إلى أبي سهل السري بن سهل الجنديسابوري في حديثه.
(2)
تفسير مجاهد ص 585، وأخرجه عبد الرزاق 2/ 183 من طريق ابن جريج، وابن جرير 20/ 377. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(3)
أخرجه إسحاق البستي ص 288.
(4)
أخرجه ابن جرير 20/ 377.