الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفسير الآية:
69284 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- في قوله: {أفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} ، قال: أحسبتم أنْ نصفح عنكم ولم تفعلوا ما أُمِرتُم به
(1)
. (13/ 186)
69285 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {أفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} ، قال: تُكَذِّبون بالقرآن، ثم لا تُعاقَبون عليه
(2)
. (13/ 186)
69286 -
عن الحسن البصري، قال: لم يبعث اللهُ رسولًا إلا أن أنزل عليه كتابًا، فإنْ قَبِله قومُه وإلّا رُفِع، فذلك قوله:{أفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ} لا تقبلونه، فتلقّته قلوب نقِيَّةٌ، قالوا: قَبِلناه، ربَّنا، قَبِلناه، ربَّنا. ولو لم يفعلوا لرُفِع، ولم يُترك منه شيء على ظهر الأرض
(3)
. (13/ 187)
69287 -
عن أبي صالح باذام -من طريق إسماعيل- {أفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} ، قال: العذاب
(4)
. (13/ 186)
69288 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: {أفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} ، قال: لو أنّ هذه الأمة لم يؤمنوا لضُرِب عنهم الذِّكر صفحًا
(5)
. (ز)
(1)
أخرجه ابن جرير 20/ 549.
(2)
تفسير مجاهد ص 592، وأخرجه الفريابي -كما في التغليق 4/ 306، والفتح 8/ 566 - ، وابن جرير 20/ 548. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(3)
عزاه السيوطي إلى محمد بن نصر في كتاب الصلاة.
(4)
أخرجه ابن جرير 20/ 548. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(5)
أخرجه ابن جرير 20/ 549.
69289 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {أفنضرب عنكم الذّكر صفحًا ان كنتم قومًا مسرفين} : أي: مشركين. واللهِ، لو أنّ هذا القرآن رُفِع حين ردَّه أوائلُ هذه الأمة لهلكوا، ولكنَّ الله عاد بعائدته ورحمته، كرّره عليهم، ودعاهم إليه عشرين سنة، أو ما شاء الله مِن ذلك
(1)
[5839]. (13/ 186)
69290 -
عن إسماعيل السُّدّيّ -من طريق أسباط- {أفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} ، قال: أفنضرب عنكم العذاب
(2)
. (ز)
69291 -
عن محمد بن السّائِب الكلبي: {صَفْحًا} أنَذَرُ الذِّكرَ مِن أجلكم؟!
(3)
. (ز)
69292 -
قال محمد بن السّائِب الكلبي: {أفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} أفنترككم سُدًى؛ لا نأمركم، ولا ننهاكم
(4)
. (ز)
69293 -
قال مقاتل بن سليمان: قوله: {أفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} يقول لأهل مكة: أفنُذهِب عنكم هذا القرآن سُدًى؛ لا تُسألون عن تكذيبٍ به {أنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ} يعني: مشركين
(5)
. (ز)
69294 -
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {أفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} قال: الذِّكر ما أُنزل عليهم مما أمرهم الله به ونهاهم {صَفْحًا} لا نذكر لكم منه شيئًا
(6)
[5840]. (ز)
[5839] علَّق ابنُ كثير (12/ 300) على هذا القول الذي قاله قتادة، وابن زيد، والحسن، فقال:«وقول قتادة لطيف المعنى جدًّا، وحاصله أنه يقول في معناه: إنّه تعالى من لطفه ورحمته بخلْقه لا يترك دعاءهم إلى الخير والذّكر الحكيم -وهو القرآن-، وإن كانوا مسرفين معرضين عنه، بل يأمر به ليهتدي مَن قَدّر هدايته، وتقوم الحجة على مَن كَتب شقاوته» .
[5840]
اختُلف في المراد بالذِّكْر على قولين: الأول: أنّه ذِكْر العذاب، فالمعنى: أفنُمْسِكُ عن عذابكم ونترُكُكم على كفركم؟!. الثاني: أنه القرآن، فالمعنى: أفنُمْسِكُ عن إنزال القرآن من أجل أنكم لا تؤمِنون به؟!
ورجَّح ابنُ جرير (20/ 550) -مستندًا إلى السياق- القولَ الأول الذي قاله ابن عباس، والسُّدّيّ، ومجاهد، وأبو صالح، ومقاتل، فقال:«لأنّ الله تبارك وتعالى أتْبَع ذلك خبرَه عن الأمم السالفة قبل الأُمَّة التي توعّدها بهذه الآية في تكذيبها رسلها، وما أحلّ بها مِن نقمته، ففي ذلك دليلٌ على أنّ قوله: {أفنضرب عنكم الذكر صفحا} وعيدٌ منه للمخاطبين به مِن أهل الشِّرك؛ إذ سلكوا في التكذيب بما جاءهم عن الله رسولهم مسلك الماضين قبلهم» .
وقال ابنُ عطية (7/ 533 - 534): "قوله تعالى: {صَفْحًا} انتصابه كانتصاب {صُنْعَ اللَّهِ} [النمل: 88]، فيحتمل أن يكون بمعنى: العفو والغفر للذنب، فكأنه يقول: أفنترك تذكيركم وتخويفكم عفوًا عنكم وغفرًا لإجرامكم أن كنتم، أو من أجل أن كنتم قومًا مسرفين، هذا لا يصلح، وهذا قول ابن عباس ومجاهد، ويحتمل قوله:{صَفْحًا} أن يكون بمعنى: مغفولًا عنه، أي: نتركه يمرُّ لا تؤخذون بقوله ولا بتدبُّره ولا تُنَبهون عليه، وهذا المعنى نظير قول الشاعر:
تمر الصبا صفحًا بساكن ذي الغضا ويصدع قلبي إن يهب هبوبها
أي: تمر مغفولًا عنها، فكأن هذا المعنى: أفنترككم سدًى، وهذا هو منحى قتادة وغيره، ومن اللفظة قول كثير:
صفوحًا فما تلقاك إلا بخيلة فمَن ملّ منها ذلك الوصل ملّت".
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 20/ 549، وإسحاق البستي ص 313، وابن أبي حاتم -كما في الفتح 8/ 569 - . وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(2)
أخرجه ابن جرير 20/ 548.
(3)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 4/ 175 - .
(4)
تفسير الثعلبي 8/ 328، وتفسير البغوي 7/ 206.
(5)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 789.
(6)
أخرجه ابن جرير 20/ 549 - 550.