الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نزلت في أُميّة بن خلف الجُمحي، وعقبة بن أبي مُعيط، قُتلا جميعًا، وذلك أن عُقبة كان يجالس النبي صلى الله عليه وسلم ويستمع إلى حديثه، فقالت قريش: قد صَبَأ عقبة، وفارَقنا. فقال له أُميّة بن خلف: وجهي من وجهك حرام إنْ لقيتَ محمدًا فلم تتفُل في وجهه؛ حتى يعلم قومك أنّك غير مفارقهم. ففعل عُقبة ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«أمّا أنا؛ لله عَلَيَّ لئن أخذتُك خارجًا مِن الحرم لأهريقنّ دمك» . فقال له: يا ابن أبى كبشة، ومِن أين تقدر عليّ خارجًا مِن الحرم فتكون لك مني السوء؟! فلما كان يوم بدر أُسِر، فلمّا عاينه النبي صلى الله عليه وسلم ذكر نَذْره، فأمر عليَّ بن أبي طالب، فضرب عُنُقه، فقال عقبة: يا معشر قريش، ما بالي أُقتل مِن بينكم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«بتكذيبك الله ورسوله» . فقال: مَن لأولادي؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لهم النار»
(1)
. (ز)
تفسير الآية:
69735 -
عن سعد بن معاذ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يومُ القيامة انقطعت الأرحام، وقلّت الأسباب، وذهبت الأُخُوّة، إلا الأُخُوّة في الله» . وذلك قوله: {الأَخِلّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إلّا المُتَّقِينَ}
(2)
. (13/ 225)
69736 -
عن علي بن أبي طالب -من طريق أبي إسحاق، عن الحارث- في قوله:{الأَخِلّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إلّا المُتَّقِينَ} ، قال: خليلان مؤمنان، وخليلان كافران، توفي أحد المُؤمِنَين؛ فبُشِّر بالجنة، فذَكَر خليله، فقال: اللهم، إنّ خليلي فلانًا كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالخير، وينهاني عن الشرّ، وينبِّئني أنِّي ملاقيك، اللهم، فلا تُضلّه بعدي حتى تُريه ما أريتني وترضى عنه كما رضيتَ عني. فيقال له: اذهب، فلو تعلم ما له عندي لضحكتَ كثيرًا ولبكيتَ قليلًا. ثم يموت الآخر، فيُجمَع بين أرواحهما، فيقال: لِيُثنِ كلُّ واحد منكما على صاحبه. فيقول كلُّ واحد منهما لصاحبه: نِعْم الأخ، ونِعْم الصاحب، ونِعم الخليل. وإذا مات أحدُ الكافِرَيْن بُشِّر بالنار، فيذكر خليله، فيقول: اللهم، إنّ خليلي فلانًا كان يأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك، ويأمرني بالشرّ وينهاني عن الخير، وينبِّئني أنِّي غير ملاقيك، اللهم، فلا تَهْدِه بعدي حتى تُريه مثل ما أريتني، وتسخط عليه كما
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 801 - 802.
(2)
أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان 1/ 354. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
قال الألباني في الضعيفة 7/ 264 (3266): «موضوع» .
سخطتَ عَلَيَّ. فيموت الآخر، فيُجمع بين أرواحهما، فيقال: ليُثن كلُّ واحد منكما على صاحبه. فيقول كل واحد لصاحبه: بئس الأخ، وبئس الصاحب، وبئس الخليل
(1)
. (13/ 228)
69737 -
عن عبد الله بن عباس، في قوله تعالى:{الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} : يريد: أُبيّ بن خلف عدوّ لعُقبة بن أبي مُعيط، والعاص بن وائل عدوّ للوليد بن المغيرة، والأسود بن عبد المطلب عدوّ للحارث بن قيس، والنّضر بن الحارث عدوّ لأبي جهل بن هشام، {إلا المتقين} فإنهم ليسوا أعداء لمن واخاهم، يرى أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخى
(2)
بين المهاجرين والأنصار
(3)
. (ز)
69738 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- قوله: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} : فكلّ خُلّة هي عداوةٌ، إلا خُلّة المتقين
(4)
[5888]. (ز)
69739 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {الأَخِلّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إلّا المُتَّقِينَ} ، قال: على معصية الله في الدنيا متعادون
(5)
. (13/ 225)
69740 -
عن قتادة بن دعامة، {الأَخِلّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إلّا المُتَّقِينَ} ، قال: صارت كلّ خُلّة عداوة على أهلها يوم القيامة، إلا خُلّة المتقين. قال: وذُكر لنا: أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «الأخلّاء أربعة: مؤمنان وكافران، فمات أحد المُؤمِنَين، فسُئل عن خليله، فقال: اللهم، لم أرَ خليلًا آمَرَ بمعروف ولا أنهى عن
[5888] ذكر ابنُ عطية (7/ 561) أنّ الله تعالى وصف حال بعض القيامة، وأنها - لهول مطلعها والخوف المطيف بالناس فيها- يتعادى ويتباغض كلُّ خليل كان في الدنيا على غير تقىً؛ لأنّه يرى أنّ الضرر دخل عليه مِن قِبَل خليله، وأما المتقون فيرون أن النفع دخل بهم من بعضهم على بعض، ثم قال:«هذا معنى كلام علي بن أبي طالب، وابن عباس» .
_________
(1)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 199 - 200، وابن جرير 20/ 640، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 7/ 224 - ، والبيهقي في شعب الإيمان (9443). وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وحميد بن زنجويه في ترغيبه، وابن مردويه.
(2)
كذا في المطبوع، ولعلها: واخى، بمعنى آخى. كما في لسان العرب (أخا).
(3)
عزاه الرافعي في تاريخ قزوين إلى بكر بن سهل الدمياطي 3/ 338.
(4)
أخرجه ابن جرير 20/ 640.
(5)
تفسير مجاهد ص 595، وأخرجه ابن جرير 20/ 639 - 640 بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حُمَيد.