الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
67217 -
عن ابن عمر -من طريق نافع- قال: لَمّا نزلت: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل} [البقرة: 261] إلى آخرها؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ربّ، زِد أمتي» . فنزلت: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة} [البقرة: 245]. قال: «ربّ، زِد أمتي» . فنزلت: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}
(1)
. (3/ 125)
67218 -
عن سفيان، قال: لما نزلت: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} [الأنعام: 160] قال: «ربِّ، زِد أمتي» . فنزلت: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا} الآية [البقرة: 245] قال: «ربِّ، زِد أمتي» . فنزلت: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة} الآية [البقرة: 261] قال: «ربِّ، زِد أمتي» . فنزلت: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} فانتهى
(2)
. (3/ 126)
تفسير الآية:
67219 -
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله إذا أحبَّ عبدًا أو أراد أن يصافيه صبَّ عليه البلاء صبًّا، ويَحُثُّه عليه حثًّا، فإذا دعا قالت الملائكة: صوت معروف. قال جبريل: يا ربّ، عبدك فلان اقضِ حاجته. فيقول الله: دَعْه، إنِّي أحب أن أسمع صوته. فإذا قال: يا ربّ. قال الله: لبّيك عبدي وسعديك، وعِزَّتي، لا تدعوني بشيء إلا استجبتُ لك، ولا تسألني شيئًا إلا أعطيتُك؛ إما أن أُعَجِّل لك ما سألتَ، وإما أن أدَّخر لك عندي أفضل منه، وإما أن أدفع عنك من البلاء أعظم منه» . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وتُنصب الموازين يوم القيامة، فيأتون بأهل الصلاة، فيُوفَّون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الصيام، فيُوفَّون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل
(1)
أخرجه ابن حبان 10/ 505 (4648)، وابن أبي حاتم 2/ 461 (2435)، 2/ 514 (2724).
قال ابن شاهين في الجزء الخامس من الأفراد ص 223: «وهذا حديث غريب، صحيح الإسناد» . وقال الهيثمي في المجمع 3/ 112 (4623): «رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عيسى بن المسيب، وهو ضعيف» . وقال ابن حجر في العجاب 1/ 606: «تفرَّد به عيسى، وهو ضعيف عند أهل الحديث، حتى إنّ ابن حبان ذكره في الضعفاء، ولكن له شاهد» . وأورده الألباني في ضعيف الترغيب (792).
(2)
أخرجه ابن المنذر -كما في العجاب في بيان الأسباب 1/ 606 - . وأورده الثعلبي 2/ 205.
الصدقة، فيُوفَّون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الحج، فيُوفَّون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل البلاء، فلا يُنصب لهم ميزان، ولا يُنشر لهم ديوان، ويُصبّ عليهم الأجر صبًّا بغير حساب، حتى يتمنى أهلُ العافية أنهم كانوا في الدنيا تُقرض أجسادهم بالمقاريض؛ مما يذهب به أهلُ البلاء من الفضل، وذلك قوله:{إنَّما يُوَفّى الصّابِرُونَ أجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ} »
(1)
. (12/ 639)
67220 -
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«مَن سَرَّهُ أن يلحق بذوي الألباب والعقول فليصبِر على الأذى والمكاره، فذلك آيةُ العقل وكمال التقوى، وآية الجهل الجزع، ومن جزع صيَّره جزعُه إلى النار، وما نال الفوزَ في القيامة إلا الصابرون؛ إن الله عز وجل يقول: {إنَّما يُوَفّى الصّابِرُونَ أجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ}، وقال: {والمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِن كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبى الدّارِ} [الرعد: 24]»
(2)
. (ز)
67221 -
عن الحسن بن علي، قال: سمعت جدّي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ في الجنة شجرة يُقال لها: شجرة البَلْوى. يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة فلا يُرفع لهم ديوان، ولا يُنصب لهم ميزان، يُصبّ عليهم الأجر صبًّا» . وقرأ: {إنَّما يُوَفّى الصّابِرُونَ أجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ}
(3)
. (12/ 639)
(1)
أخرجه السمرقندي في تنبيه الغافلين ص 250 - 251 (331)، وأبو القاسم الأصبهاني في الترغيب والترهيب 1/ 333 - 334 (561)، والثعلبي 8/ 225 مختصرًا، وابن مردويه -كما في تخريج أحاديث الكشاف 3/ 200 - 201 (1131) -.
قال الزيلعي في تخريج الكشاف: «وبكر بن حبيش، وضرار، والرقاشي، كلهم ضعاف» . وقال ابن حجر في الكافي الشاف ص 143 (319): «إسناده ضعيف جدًّا» . وقال الألباني في الضعيفة 10/ 768 (4993): «ضعيف» .
(2)
أخرجه الثعلبي 8/ 226، من طريق الحارث بن أبي أسامة، حدثنا داود بن المحبّر، حدثنا عباد بن كثير، عن أبي الزناد، عن [
…
] عن أبي هريرة.
إسناده تالف؛ فيه داود بن المحبّر بن قحذم الثقفي، قال عنه ابن حجر في التقريب (1811):«متروك» . وفيه أيضًا عبّاد بن كثير الثقفي البصري، قال عنه ابن حجر في التقريب (3139):«متروك، قال أحمد: روى أحاديث كذب» .
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير 3/ 93 (2760)، والخطيب في الزهد والرقائق ص 77 - 78 (34)، والثعلبي 8/ 225 - 226.
قال ابن الجوزي في الموضوعات 3/ 202: «هذا حديث لا يصح» . وقال الهيثمي في المجمع 2/ 305 (3818): «رواه الطبراني في الكبير، وفيه سعد بن طريف، وهو ضعيف جدًّا» . وقال السيوطي في اللآلئ المصنوعة 2/ 333: «لا يصح؛ الأصبغ متروك، وكذا سعد» . وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة ص 264 (171): «في إسناده متروكان» .
67222 -
قال علي بن أبي طالب: كل مطيع يُكال له كيلًا، ويوزن له وزنًا، إلا الصابرون، فإنه يُحثى لهم حثْيًا
(1)
. (ز)
67223 -
عن علي بن الحسين -من طريق أبي حمزة الثُّمالِيّ- قال: إذا جمع اللهُ الأولين والآخرين يُنادي منادٍ: أين الصابرون؛ ليدخلوا الجنة قبل الحساب؟ قال: فيقوم عنق مِن الناس، فتلقاهم الملائكة، فيقولون: إلي أين، يا بني آدم؟ فيقولون: إلى الجنة. قالوا: وقبل الحساب؟ قالوا: نعم. قالوا: ومن أنتم؟ قالوا: الصابرون. قالوا: وما كان صبْرُكم؟ قالوا: صَبَرنا على طاعة الله، وصَبَرنا [عن] معصية الله، حتى توفّانا الله. قالوا: أنتم كما قلتم، ادخلوا الجنة، فنِعم أجر العاملين
(2)
. (ز)
67224 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {إنَّما يُوَفّى الصّابِرُونَ أجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ} ، قال: لا، واللهِ، ما هناك مكيال ولا ميزان
(3)
[5615]. (12/ 638)
67225 -
عن إسماعيل السُّدّيّ -من طريق أسباط- {إنَّما يُوَفّى الصّابِرُونَ أجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ} ، قال: في الجنة
(4)
. (ز)
[5615] أفادت الآثارُ أنّ معنى قوله تعالى: {بِغَيْرِ حِسابٍ} : «أن أجور الصابرين توفّى بغير حصر ولا عدٍّ، بل جزافًا» .
ثم علَّق عليه ابنُ عطية (7/ 381 - 382) بقوله: «وهذه استعارة للكثرة التي لا تُحصى
…
وإلى هذا التأويل ذهب جمهور المفسرين، حتى قال قتادة: ما ثَمَّ -واللهِ- مكيال ولا ميزان، وفي بعض الحديث أنه لما نزلت:{واللَّهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُ} [البقرة: 261] قال عليه الصلاة والسلام: «اللهم، زِدْ أُمَّتي» . فنزلت: {فَيُضاعِفَهُ لَهُ أضْعافًا كَثِيرَةً} [البقرة: 245]، فقال:«اللهم، زِدْ أُمَّتي» . فنزلت هذه الآية، فقال:«رضيتُ، يا رب» ». ثم ذكر (7/ 381) احتمالًا آخر في معنى الآية: «أن الصابر يوفّى أجره، ثم لا يحاسب عن النعيم، ولا يُتابَع بذنوب» . ثم وجَّهه بقوله: «فيقع {الصّابِرُونَ} في هذه الآية على الجماعة التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام أنها تدخل الجنة بغير حساب، وفي قوله: «يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفًا بغير حساب، الذين لا يتطيَّرون ولا يَكْتَوُون ولا يَسْتَرْقُون، وعلى ربهم يتوكلون، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر
…
» الحديثَ على اختلاف ترتيباته».
_________
(1)
تفسير البغوي 7/ 111.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 1/ 262 (1406).
(3)
أخرجه ابن جرير 20/ 179. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(4)
أخرجه ابن جرير 20/ 180.