الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفسير الآية:
24088 -
عن أبي أميةَ الشَّعبانيِّ، قال: أتيتُ أبا ثعلبةَ الخُشَنيَّ، فقلتُ له: كيفَ تصنعُ في هذه الآية؟ قال: أيَّةُ آية؟ قلتُ: قوله: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} . قال: أما واللهِ لقد سألتَ عنها خبيرًا؛ سألتُ عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:«بل ائتمِرُوا بالمعروف، وتناهَوا عن المنكر، حتى إذا رأيتَ شُحًّا مُطاعًا، وهوى متبَعًا، ودُنيًا مؤثَرةً، وإعجابَ كلِّ ذي رأيٍ برأيه؛ فعليك بخاصَّةِ نفسِك، ودَع عنك أمرَ العَوامِّ، فإن من ورائِكم أيامَ الصبر، الصابرُ فيهنَّ مثلُ القابض على الجمر، للعامِل فيهنَّ مثلُ أجرِ خمسينَ رجلًا يعملون مثلَ عملِكم»
(1)
. (5/ 565)
24089 -
عن معاذ بن جبل أنّه قال: يا رسول الله، أخبِرني عن قول الله عز وجل:{يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} . قال: «يا معاذ، مُرُوا بالمعروف، وتناهَوا عن المنكر، فإذا رأيتم شُحًّا مُطاعًا، وهوًى مُتبعًا، وإعجابَ كلِّ امرئ برأيه؛ فعليكم أنفسَكم لا يضرُّكم ضلالةُ غيرِكم، فهو من ورائِكم أيامُ صبرٍ، المتمسكُ فيها بدينِه مثلُ القابضِ على الجمر، فللعاملِ منهم يومئذٍ مثلُ عملِ أحدِكم اليومَ كأجرِ خمسين منكم» . قلتُ: يا رسول الله، خمسين منهم؟ قال:«بل خمسين منكم أنتم»
(2)
. (5/ 569)
24090 -
عن أبي عامر الأشعري أنّه كان فيهم شيءٌ، فاحتَبس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أتاه، فقال:«ما حبَسك؟» . قال: يا رسول الله، قرأتُ هذه الآية: {يا أيها الذين
(1)
أخرجه أبو داود 6/ 396 (4341)، والترمذي 5/ 297 - 299 (3310)، وابن ماجه 5/ 146 (4014)، والحاكم 4/ 358 (7912)، وابن حبان 2/ 108 (385)، وابن جرير 9/ 48 - 49، وابن أبي حاتم 4/ 1225 (6915).
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب» . وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه» ، وقال الذهبي في التلخيص:«صحيح» . وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام 3/ 603 (1406) عن أبي أمية: «لا تعرف حاله، ولا يعرف روى عنه غير عمرو بن جارية اللخمي، وعمرو بن جارية أيضًا لا تُعْرَف حاله، ولا يعرف روى عنه غير عتبة بن أبي حكيم، وعتبة مختلف فيه، فابن معين يضعفه، وغيره يقول: لا بأس به» . وقال في موضع آخر 4/ 634: «وهو بثلاثة مجهولين» . وقال ابن مفلح في الآداب الشرعية 1/ 171: «عتبة مختلف فيه، وباقيه جيد» . وقال الألباني في الضعيفة 3/ 94 (1025): «ضعيف» .
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم}. قال: فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أين ذهبتُم؟! إنما هي: لا يَضُرُّكم مَن ضلَّ مِن الكفار إذا اهتديتم»
(1)
. (5/ 566)
24091 -
عن أبي سعيد الخدري، قال: ذكرتُ هذه الآيةَ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قول الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} . فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: «لَم يجئْ تأويلُها، لا يجيءُ تأويلُها حتى يهبِطَ عيسى ابن مريم عليه السلام»
(2)
. (5/ 569)
24092 -
عن أبي بكر الصديق: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما ترَك قومٌ الجهادَ في سبيل الله إلا ضرَبهم الله بذلٍّ، ولا أقرَّ قومٌ المنكرَ بينَ أظهُرِهم إلا عمَّهم الله بعقاب» . وما بينكم وبين أن يعمَّكم اللهُ بعقابٍ من عنده إلا أن تأولوا هذه الآية على غيرِ أمرٍ بمعروفٍ، ولا نهي عن منكر:{يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم}
(3)
. (5/ 570)
24093 -
عن أبي بكر الصديق، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سَتُغَرْبَلون
(4)
حتى تصيروا في حُثالَة في قوم قد مَرِجَت
(5)
عهودهم، وخربت أماناتهم». قال: فكيف بنا؟ قال: «تعرفون ما تعرفون، وتنكرون ما تنكرون» . قال أبو بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك المجلس يقول: «ما ترك قوم القتال في سبيل الله إلا ضربهم الله بذُلٍّ، ولا قَرَّ قوم المنكر بين أظهرهم إلا عمهم الله بعقاب» . وما بينكم وبين أن يعمكم الله بعقاب من عنده إلا أن تتلو هذه الآية على غير ما أنزلها الله عز وجل عليه على غير أمر بمعروف ولا نهي عن منكر: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَن ضَلَّ إذا اهْتَدَيْتُمْ}
(6)
. (ز)
(1)
أخرجه أحمد 28/ 397 - 398 (17165)، 29/ 334 (17798)، وابن أبي حاتم 4/ 1226 (6920) واللفظ له.
قال الهيثمي في المجمع 7/ 19 (10988): «ورجالهما ثقات، إلا أني لم أجد لعلي بن مدرك سماعًا من أحد من الصحابة» . وأورده الألباني في الصحيحة 6/ 128 (2560). وقال في الضعيفة 9/ 136 (4132): «منكر» .
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(3)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(4)
أي: يذهب خياركم ويبقى أرذالكم. النهاية (غربل).
(5)
أي: اختلطت. النهاية (مرج).
(6)
أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا 2/ 217 (91) -. من طريق الحكم بن عبدالله الأيلي أنه سمع محمد بن عبدالله التيمي يحدث عن أبيه عن أبي بكر به.
إسناده واهٍ؛ فيه الحكم بن عبدالله بن سعد الأيلي، قال أحمد: أحاديثه كلها موضوعة، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال السعدي وأبوحاتم: كذاب، وقال النسائي والدارقطني وجماعة: متروك الحديث، وقال البخاري: تركوه، كما في لسان الميزان لابن حجر 3/ 244.
24094 -
عن كثير بن أبي كثير المُزني -وكان خادمًا لابن عباس- قال: حدثنا ابن عباس، وهو يومئذ ضرير في بصره، وذكر عتيق بن عثمان أبا بكر، فقال: ?، قعد على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم سُمِّي فيه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله، وأثنى عليه، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم مدَّ يديه فوضعهما على المجلس الذي كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يجلس عليه من منبره، ثم قال: سمعت الحبيب وهو جالس في هذا المجلس يتأول: {يأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} ، ثم فسرها، وكان تفسيره لها أن قال:«نعم، ليس من قوم عُمل فيهم بمنكر، ويُفْسَد فيهم بقبيح، فلم يغيروه ولم ينكروه، إلا حقَّ على الله عز وجل أن يعمهم بالعقوبة جميعًا، ثم لا يستجاب لهم» . ثم أدخل إصبعيه في أذنيه، فقال: إلا أكون سمعته من الحبيب فصُمَّتا
(1)
. (ز)
24095 -
عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال: خطَب أبو بكر الناس، فكان في خُطبتِه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيُّها الناس، لا تتَّكِلوا على هذه الآية:{يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} ، إن الدّاعرَ
(2)
ليكونُ في الحيِّ فلا يمنعُوه، فيعُمُّهم اللهُ بعقاب»
(3)
. (5/ 570)
24096 -
عن قيسٍ، قال: قام أبو بكرٍ، فحَمِد اللهَ، وأثنى عليه، وقال: يا أيُّها الناسُ، إنكم تقرءون هذه الآية:{يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} . وإنكم تضَعونها على غيرِ موضعِها، وإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ:«إنّ الناسَ إذا رأوُا المنكرَ ولم يغيِّروه أوشَك أن يَعُمَّهم اللهُ بعقاب»
(4)
. (5/ 564)
(1)
أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان 2/ 172، 2/ 276، والخطيب في المتفق والمفترق 3/ 1787، من طريق محمد بن عامر بن إبراهيم حدثني أبي حدثنا عمر بن خليفة الأنصاري أبو ليث حدثنا كثير بن أبي كثير المزني به.
إسناده ضعيف كثير بن أبي كثير، لم أجد فيه جرحا ولا تعديلا، وكذا لم يذكر فيه المزي في تهذيب الكمال شيئا 24/ 154، لذا قال ابن حجر في التقريب (5629):«مقبول» .
(2)
رجل داعر: خبيث مفسد. النهاية (دعر).
(3)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(4)
أخرجه أحمد 1/ 177 - 178 (1)، 1/ 197 - 198 (16)، 1/ 208 (29، 30)، 1/ 221 (53)، وأبو داود 6/ 393 - 394 (4338)، والترمذي 4/ 242 - 243 (2307)، 5/ 297 (3309) بنحوه، وابن ماجه 5/ 139 - 140 (4005)، وابن حبان 1/ 539 (304)، 1/ 540 (305)، وابن جرير 9/ 51 - 53، وابن أبي حاتم 4/ 1226 (6919).
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» . وقال البزار في مسنده 1/ 135 (65): «وقد أسند هذا الحديث عن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم جماعة، وأوقفه جماعة» . وقال الدارقطني في العلل 1/ 119: «هذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ من وجه أعلى من هذا الوجه، ولا أحسن إسنادًا منه من أبي بكر
…
رواه عنه جماعة من الثقات». وقال ابن مفلح في الآداب الشرعية 1/ 171: «إسناد صحيح» . وقال الذهبي في معجم الشيوخ 1/ 121: «هذا حديث صالح الإسناد
…
وله علة ليست بمؤثرة فيه ضعفًا». وقال ابن كثير في تفسيره 3/ 212: «وقد روى هذا الحديث أصحاب السنن الأربعة، وابن حبان في صحيحه، وغيرهم من طرق كثيرة عن جماعة كثيرة، عن إسماعيل بن أبي خالد، به متصلًا مرفوعًا، ومنهم من رواه عنه به موقوفًا على الصديق، وقد رجّح رفعه الدارقطني وغيره» . وصححه الألباني في الصحيحة 4/ 88 (1564).
24097 -
عن قيس بن أبي حازم، قال: صَعِد أبو بكر منبرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحَمِد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أيُّها الناس، إنّكم لتَتلون آيةً مِن كتابِ الله، وتعُدُّونها رخصةً، واللهِ، ما أنزَل اللهُ في كتابِه أشدَّ منها:{يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} . واللهِ، لتأمُرُنَّ بالمعروف، ولتَنهَوُنَّ عن المنكر، أو ليَعُمَّنَّكم اللهُ منه بعقاب
(1)
. (5/ 564)
24098 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قوله: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} ، يقول: مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر. =
24099 -
قال أبو بكر بن أبي قحافة: يا أيها الناس، لا تغتروا بقول الله:{عليكم أنفسكم} . فيقول أحدكم: عَلَيَّ نفسي. واللهِ، لتأمرن بالمعروف، وتنهون عن المنكر، أو لتستعملن عليكم شراركم فليسومنكم سوء العذاب، ثم ليدعو اللهَ خيارُكم فلا يستجيب لهم
(2)
. (ز)
24100 -
عن رجل -من طريق قتادة- قال: كنتُ في خلافة عثمان بالمدينة في حلقةٍ فيهم أصحابُ النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا فيهم شيخٌ -حسِبتُ أنه قال: أبيُّ بن كعب- فقرأ: {عليكم أنفسكم} . فقال: إنما تأويلُها في آخرِ الزمان
(3)
.
(5/ 568)
24101 -
عن الحسن: أنّ عبد الله بن مسعود سأله رجلٌ عن قوله: {عليكم أنفسكم} . فقال: أيُّها الناس، إنّه ليس بزمانِها، فإنها اليومَ مقبولةٌ، ولكنه قد أوشَك أن يأتيَ زمانٌ تأمرون بالمعروف فيُصنعُ بكم كذا وكذا -أو قال: فلا يُقبَلُ منكم-، فحِينَئذٍ {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم}
(4)
. (5/ 566)
(1)
أخرجه ابن جرير 9/ 52 - 53.
(2)
أخرجه ابن جرير 9/ 51.
(3)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 199، وابن جرير 9/ 45 - 46.
(4)
أخرجه يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 2/ 51 - ، وعبد الرزاق 1/ 199، وسعيد بن منصور (843، 849 - تفسير)، وابن جرير 9/ 43 - 45، والطبراني (9072). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.
24102 -
عن عبد الله بن مسعود - من طريق الضحاك - في قوله: {عليكم أنفسكم} الآية. قال: مُرُوا بالمعروف وانهَوا عن المنكر، مالم يكن مِن دونِ ذلك السَّوطُ والسيف، فإذا كان ذلك كذلك فعليكم أنفسَكم.
(1)
(5/ 566)
24103 -
عن أبي العالية، قال: كانوا عندَ عبد الله بن مسعود، فوقَع بين رجلين بعضُ ما يكونُ بين الناس، حتى قام كلُّ واحدٍ منهما إلى صاحبه، فقال رجلٌ مِن جُلَساءِ عبد الله: ألا أقومُ فآمُرَهما بالمعروفِ وأنهاهما عن المنكر؟ فقال آخرُ إلى جنبِه: عليك بنفسِك؛ فإنّ الله تعالى يقول: {عليكم أنفسكم} . فسمِعها ابن مسعود، فقال: مَهْ، لم يجئ تأويلُ هذه الآية بعد، إنّ القرآن أُنزِل حيثُ أُنزِل، ومنه آيٌ قد مضى تأويلُهن قبلَ أن يَنزِلن، ومنه ما وقَع تأويلُهن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنه آيٌ يقعُ تأويلُهن بعدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنين
(2)
، ومنه آيٌ يقعُ تأويلُهن بعدَ اليوم، ومنه آيٌ يقعُ تأويلُهن عندَ الساعة؛ ما ذُكِر من أمر الساعة، ومنه آيٌ يقعُ تأويلُهن عندَ الحساب؛ ما ذُكِر من أمرِ الحساب والجنة والنار، فما دامت قلوبُكم واحدةً، وأهواؤُكم واحدة، ولم تُلبَسوا شِيَعًا، ولم يذُق بعضُكم بأسَ بعض؛ فمُرُوا وانهَوا، فإذا اختَلَفَتِ القلوبُ والأهواءُ، وأُلبِستم شِيَعًا، وذاقَ بعضُكم بأسَ بعض، فامرؤٌ ونفسَه، فعندَ ذلك جاء تأويلُ هذه الآية
(3)
. (5/ 567)
24104 -
عن حذيفة بن اليمان -من طريق أبي البختري- في قوله: {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} ، قال: إذا أمَرتم بالمعروف، ونَهَيتم عن المنكر
(4)
. (5/ 563)
24105 -
عن جبير بن نُفَيرٍ، قال: كنتُ في حلقةٍ فيها أصحابُ النبي صلى الله عليه وسلم، وإني لأصغرُ القوم، فتذاكَروا الأمرَ بالمعروف والنهيَ عن المنكر، فقلتُ: أليس اللهُ يقولُ:
(1)
أخرجه سعيد بن منصور (844 - تفسير). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(2)
عند نعيم: بقليل. وعند ابن جرير: بيسير
(3)
أخرجه نعيم بن حماد (38)، وابن جرير 9/ 46 - 47، وابن أبي حاتم 4/ 227، والبيهقي في شعب الإيمان (7552). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، ونعيم بن حماد في الفتن، وأبي الشيخ، وابن مردويه.
(4)
أخرجه ابن جرير 9/ 50 - 51، وابن أبي حاتم 4/ 1228 بلفظ: أطيعوا أمري، واحفظوا وصيتي. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
{عليكم أنفسكم} ؟ فأقبَلوا عليَّ بلسانٍ واحدٍ، فقالوا: تنزِعُ آيةً من القرآن لا تعرفُها ولا تدرِي ما تأويلُها! حتى تمنَّيتُ أني لم أكن تكلَّمتُ، ثم أقبَلوا يتحدَّثون، فلما حضَر قيامُهم قالوا: إنك غلام ٌحَدَثُ السِّنِّ، وإنك نزَعتَ آيةً لا تدرِي ما هي، وعسى أن تُدرك ذلك الزمان؛ إذا رأيتَ شُحًّا مُطاعًا، وهوًى مُتَّبعًا، وإعجابَ كلِّ ذي رأيٍ برأيِه؛ فعليك بنفسِك، لا يضرُّك من ضلَّ إذا اهتدَيت
(1)
. (5/ 568)
24106 -
عن أبي مازن -من طريق قتادة- قال: انطَلَقتُ على عهد عثمانَ إلى المدينة، فإذا قومٌ جُلوسٌ، فقرَأ أحدُهم:{عليكم أنفسكم} . فقال أكثرهم: لم يجئ تأويلُ هذه الآية اليوم
(2)
. (5/ 568)
24107 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} ، يقول: أطيعوا أمري، واحفَظُوا وصيَّتي
(3)
. (5/ 571)
24108 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} ، يقول: إذا ما أطاعني العبدُ فيما أمَرتُه من الحلال والحرام فلا يضرُّه من ضلَّ بعدَه إذا عمِل بما أمَرتُه به
(4)
. (5/ 572)
24109 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق الضَّحّاك- قال: {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} مالم يكن سيفٌ، أو سَوط
(5)
. (5/ 572)
24110 -
عن عبد الله بن عمر -من طريق سفيان بن عقال- أنّه قيل له: لو جلَستَ في هذه الأيام فلم تأمُر ولم تنه؛ فإنّ الله قال: {عليكم أنفسكم} . فقال: إنها ليست لي ولا لأصحابي؛ لأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا فليُبلِّغِ الشاهدُ الغائب» . فكنا نحنُ الشهودَ وأنتم الغُيَّبَ، ولكنَّ هذه الآيةَ لأقوامٍ يجيئون من بعدِنا، إن قالوا لم يُقبَل منهم
(6)
. (5/ 568)
(1)
أخرجه ابن جرير 9/ 46.
(2)
أخرجه ابن جرير 9/ 46. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ.
(3)
أخرجه ابن جرير 9/ 49، وهو عند ابن أبي حاتم من طريق أبي البختري، عن حذيفة.
(4)
أخرجه ابن جرير 9/ 49، وابن أبي حاتم 4/ 1228.
(5)
أخرجه ابن جرير 9/ 50.
(6)
أخرجه ابن جرير 9/ 44. وأورده الثعلبي 4/ 116، من طريق الحسن بن عرفة، قال: حدثنا شَبابة بن سوّار، قال: حدثنا الربيع بن صبيح، عن سفيان بن عقال، عن ابن عمر به.
إسناده ضعيف؛ سفيان بن عقيل مجهول، ذكره ابن حبان في الثقات 4/ 320، والربيع بن صبيح قال عنه ابن حجر في التقريب (1895):«صدوق، سيء الحفظ» .
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «فليبلغ الشاهد الغائب» محفوظ في الصحيحين من حديث عدد من الصحابة، منها حديث أبي بكرة، أخرجه البخاري 1/ 26 (67)، ومسلم 3/ 1305 (1679) وغيره.
24111 -
عن الحسن البصري -من طريق حزم- يقول: تأوَّل بعضُ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} ، فقال بعض أصحابه: دعوا هذه الآية، فليست لكم
(1)
. (ز)
24112 -
عن كعب الأحبار -من طريق يزيد بن أبي حبيب- في قول الله: {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} ، قال: إذا هُدِمت كنيسة مسجد دمشق، فجعلوها مسجدًا، وظهر لبس العَصْب
(2)
؛ فحينئذ تأويل هذه الآية
(3)
. (ز)(ز)
24113 -
عن سعيد بن المسيب -من طريق أبي سعد البقال- في قوله: {لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} ، قال: إذا أمَرتَ بالمعروف، ونهَيتَ عن المنكر؛ لا يضرُّكَ من ضلَّ إذا اهتَدَيتَ
(4)
. (5/ 573)
24114 -
قال سعيد بن جبير =
24115 -
ومجاهد بن جبر: الآية في اليهود والنصارى، يعني: عليكم أنفسكم، لا يضركم من ضل من أهل الكتاب، فخذوا منهم الجزية، واتركوهم
(5)
. (ز)
24116 -
عن الحسن البصري أنّه تلا هذه الآية: {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} . فقال: يا لها مِن سَعةٍ ما أوسعَها! ويا لها مِن ثقةٍ ما أوثَقَها!
(6)
. (5/ 573)
24117 -
عن الحسن البصري -من طريق ضمرة بن ربيعة- أنّه تلا هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم} ، فقال: الحمدُ لله بها، والحمدُ لله عليها، ما كان مؤمنٌ فيما مضى، ولا مؤمنٌ فيما بقِيَ، إلّا وإلى جانِبِه منافقٌ يَكرَهُ عملَه
(7)
. (5/ 573)
24118 -
عن مكحول الشامي -من طريق حبيب- أنّ رجلًا سأله عن قول الله: {عليكم أنفسكم} الآية. فقال: إنّ تأويلَ هذه الآية لم يجئ بعدُ؛ إذا هاب الواعظُ،
(1)
أخرجه سعيد بن منصور في سننه (ت: سعد آل حميد) 4/ 1654 (842)، وابن جرير 9/ 48.
(2)
العَصْب: برود يمنية يُعصب غزلها، أي: يُجمع ويُشد ثم يُصبغ وينسج فيأتي موشيًا لبقاء ما عُصب منه أبيض لم يأخذه صِبغ. النهاية (عصب).
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 4/ 1227.
(4)
أخرجه ابن جرير 9/ 50.
(5)
تفسير البغوي 3/ 110.
(6)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ.
(7)
أخرجه ابن جرير 9/ 50.
وأنكَر الموعوظ؛ فعليك بنفسِك، لا يضرُّك حينئذٍ من ضَلَّ إذا اهتَديت
(1)
. (5/ 572)
24119 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قوله: {عليكم أنفسكم} ، يقول: أهلَ ملتكم، مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر
(2)
. (ز)
24120 -
قال مقاتل بن سليمان: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أنْفُسَكُمْ} يقول: أقْبِلُوا على أنفسكم، فانظروا ما ينفعكم فِي أمر آخرتكم، فاعملوا به، {لا يَضُرُّكُمْ مَن ضَلَّ} من أهل هجر، نزلت فِي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم {إذا اهْتَدَيْتُمْ إلى} الله عز وجل {مَرْجِعُكُمْ فِي الآخرة جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
(3)
. (ز)
24121 -
عن مقاتل بن حيان -من طريق بكير بن معروف- قوله: {لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} ، قال: لا يضركم ضلالة مَن ضل من مجوس أهل هجر وغيرهم من المشركين وأهل الكتاب من النصارى واليهود
(4)
. (ز)
24122 -
عن? أبي سنان [سعيد بن سنان البُرجمي] ? {تت} -من طريق عبيد الله بن حمزة، عن أبيه- في قوله:{لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} قال: من الأمم {إذا اهتديتم}
(5)
[2189]. (ز)
[2189] أفادت الآثار اختلاف المفسرين في معنى قوله تعالى: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَن ضَلَّ إذا اهْتَدَيْتُمْ} على أقوال: الأول: يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم إذا أمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر فلم يُقْبَل منكم. الثاني: أن العبد إذا عمل بطاعة الله لم يضره من ضل بعده وهلك. الثالث: لا يضركم من حاد عن قصد السبيل وكفر بالله من أهل الكتاب. الرابع: عُنِي بذلك كل من ضل عن دين الله الحق.
وقد رجَّح ابنُ جرير (9/ 54) مستندًا إلى السنة، والدلالة العقلية القول الثالث، فقال:«لأنّ الله -تعالى ذِكْرُه- أمر المؤمنين أن يقوموا بالقسط، ويتعاونوا على البر والتقوى، ومن القيام بالقسط الأخذ على يَدَيِ الظالم، ومن التعاون على البر والتقوى الأمر بالمعروف، وهذا مع ما تظاهرت به الأخبار عن رسول صلى الله عليه وسلم من أمره بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولو كان للناس ترك ذلك لم يكن للأمر به معنًى إلا في الحال التي رخص فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك ذلك، وهي حال العجز عن القيام به بالجوارح الظاهرة، فيكون مرخَّصًا له تركه، إذا قام حينئذٍ بأداء فرض الله عليه في ذلك بقلبه» .
وذكر ابنُ عطية (3/ 279) حديث أبي أمية الشعباني، ثم رجَّحه مستندًا إلى السنة قائلًا:«وهذا هو التأويل الذي لا نظر لأحد معه؛ لأنه مستوفٍ للصلاح، صادر عن النبي عليه الصلاة والسلام» .ونقل ابنُ عطية (3/ 280) عن المهدوي قوله: «وقد قيل: هي منسوخة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» . ثم انتقده قائلًا: «وهذا ضعيف، ولا يعلم قائله» .
_________
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 4/ 1227.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 4/ 1226.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 511.
(4)
أخرجه ابن أبي حاتم 4/ 1228.
(5)
أخرجه ابن أبي حاتم 4/ 1226.