الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بيتها، فأخبرت زوجها بمكانه، فعمد أبوه فحفر له سَرَبًا
(1)
في الأرض، ثم جعله فيه، وسَدَّ عليه بصخرة مخافة السباع، فكانت أمه تختلف إليه وترضعه حتى فطمته وعَقِل، وكان ينبت في اليوم نبات شهر، وفي الشهر نبات سنة، وفي السنة نبات سنتين، فقال لأمه: مَن ربي؟ قالت: أنا. قال: من ربُّكِ؟ قالت: أبوك. قال: فمَن ربُّ أبي؟ فضربته، وقالت له: اسكت. فسكت الصبيُّ، ورجعت إلى زوجها، فقالت: أرأيت الغلام الذي كُنّا نُخْبَر أنّه يُغَيِّر دين أهل الأرض؟ فهو ابنك. وأخبرته الخبر، فأتاه أبوه وهو في السَّرَب، فقال: يا أبتِ، من ربي؟ قال: أمك. قال: فمن ربُّ أمي؟ قال: أنا. قال فمَن ربُّك؟ فضربه، وقال له: اسكت
(2)
. (ز)
{وَكَذَلِكَ}
25314 -
قال مقاتل بن سليمان، في قوله:{وكذلك} : يعني: هكذا
(3)
[2321]. (ز)
{نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}
25315 -
عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَمّا رأى إبراهيمُ ملكوتَ السماوات والأرض أشرَف على رجل على معصية من معاصي الله، فدَعا عليه، فهلَك، ثم أشرَف على آخر على معصية من معاصي الله، فدعا عليه، فهلك، ثم أشرف على آخر فذهب يدعُو عليه، فأوحى الله إليه: أن يا إبراهيم، إنّك رجل مستجاب الدعوة، فلا تَدْعُ على عبادي؛ فإنهم مني على ثلاث: إمّا أن يتوب فأتوبَ عليه، وإمّا أن أُخْرِج من صُلْبِه نسَمَةً تملأُ الأرض بالتسبيح، وإما أن أقبِضَهُ إلَيَّ؛ فإن شئتُ عفَوتُ، وإن شئتُ عاقَبْتُ»
(4)
. (6/ 101)
[2321] نقل ابنُ عطية (3/ 399) حكاية المهدوي «أنّ المعنى: وكما هديناك يا محمد فكذلك نري إبراهيم» . ثم انتقده مستندًا إلى لفظ الآية قائلًا: «وهذا بعيد؛ إذ اللفظُ لا يُعطِيه» .
_________
(1)
السَّرَبُ: حَفِير تحت الأرض. وقيل: بيت تحت الأرض. لسان العرب (سرب).
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 569 - 570.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 570.
(4)
أخرجه ابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير 3/ 290 - .
قال ابن كثير: «وقد روى ابن مردويه في ذلك حديثين مرفوعين، عن معاذ، وعلي بن أبي طالب، ولكن لا يصح إسنادهما» . وقال المتقي الهندي في كنز العمال 4/ 269 (10449): «فيه سوار بن مصعب، متروك» .
25316 -
عن معاذ بن جبل -من طريق شَهْر بن حَوْشَب-، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:«لَمّا رأى إبراهيمُ ملكوت السماوات والأرض أبصَر عبدًا على خطيئة، فدعا عليه، ثم أبصَر عبدًا على خطيئة، فدعا عليه، فأوحى الله إليه: يا إبراهيم، إنّك عبد مستجاب الدعوة، فلا تدْعُ على أحد، فإنِّي من عبدي على ثلاث: إما أن أُخْرِجَ مِن صُلْبِه ذُرِّيَّة يعبدوني، وإمّا أن يتوبَ في آخر عمُرِه فأتوبَ عليه، وإمّا أن يتولّى فإنّ جهنم من ورائِه»
(1)
. (6/ 107)
25317 -
عن سلمان الفارسي -من طريق أبي عثمان- قال: لَمّا رأى إبراهيمُ ملكوت السماوات والأرض رأى رجلًا على فاحشةٍ، فدعا عليه، فهلَك، ثم رأى آخر على فاحشة، فدعا عليه فهلك، ثم رأى آخر على فاحشة، فدعا عليه، فأوحى الله إليه أن: يا إبراهيم، مهلًا، فإنّك رجل مستجاب لك، وإنِّي من عبدي على ثلاث خصال: إمّا أن يتوبَ قبلَ الموت فأتوبَ عليه، وإمّا أن أُخرِجَ من صُلبِه ذرية يذكُروني، وإما أن يتولّى فجهنمُ من ورائِه
(2)
. (6/ 107)
25318 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض} ، قال: الشمس، والقمر، والنجوم
(3)
. (6/ 103)
25319 -
عن مجاهد بن جبر، نحو ذلك
(4)
. (ز)
25320 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن أبي ليلى- {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض} ، قال: كُشِف ما بين السموات والأرض حتى نظَر إليهن على صخرة، والصخرة على حُوت، وهو الحوت الذي منه طعام الناس، والحوت
(1)
أخرجه البيهقي في الشعب 9/ 69 (6274)، وابن عساكر في تاريخه 6/ 226 (1512)، من طريق ليث بن أبي سليم، عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل به.
وفي سنده ليث بن أبي سليم، قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب (5685):«صدوق، اختلط جدًّا، ولم يتميز حديثه؛ فتُرِك» .
(2)
أخرجه ابن أبي شيبة 13/ 180، وابن جرير 9/ 350، وسعيد بن منصور (884 - تفسير) من طريق شهر بن حوشب. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.
(3)
أخرجه ابن جرير 9/ 352، وابن أبي حاتم 4/ 1326، والبيهقي في الأسماء والصفات (612). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(4)
علَّقه ابن أبي حاتم 4/ 1326.
في سلسلة، والسلسلة في خاتم العزَّة
(1)
. (6/ 103)
25321 -
عن عبد الله بن عباس: {ملكوت السماوات والأرض} ، قال: مُلك السماوات والأرض، وهي بالنَّبَطِيَّةِ: ملَكُوثا
(2)
. (6/ 103)
25322 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- في قوله: {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض} ، قال: يعني: خلْقَ السماوات والأرض
(3)
. (6/ 108)
25323 -
عن سعيد بن جبير -من طريق سالم- {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض} ، قال: كُشِف له عن أديم السموات والأرض حتى نظر إليهنَّ على صخرة، والصخرة على حوت، والحوت على خاتم رب العزة، لا إله إلا الله
(4)
. (ز)
25324 -
عن سعيد بن جبير =
25325 -
ومجاهد بن جبر: يعني: آيات السماوات والأرض، وذلك أنّه أُقِيم على صخرة، وكُشِفَت له عن السماوات والأرض حتى العرش وأسفل الأرض، ونظر إلى مكانه في الجنة
(5)
[2322]. (ز)
[2322] ذكر ابنُ عطية (3/ 399) في الرؤية ثلاثة أقوال: الأول: أنها «رؤية البصر، وروي في ذلك: أنّ الله عز وجل فرَّج لإبراهيم السماوات والأرضين حتى رأى ببصره الملكوت الأعلى والملكوت الأسفل» . ثم علَّق عليه بقوله: «فإن صحَّ هذا المنقول ففيه تخصيص لإبراهيم عليه السلام بما لم يُدرِكه غيره قبله ولا بعده، وهذا هو قول مجاهد، قال: تفرجت له السماوات والأرضون، فرأى مكانه في الجنة. وبه قال سعيد بن جبير، وسلمان الفارسي» . الثاني: «هي رؤية بصر في ظاهر الملكوت، وقع له معها من الاعتبار ورؤية القلب ما لم يقع لأحد من أهل زمنه الذين بُعِث إليهم. قاله ابن عباس، وغيره» . ثم وجهه بقوله: «ففي هذا تخصيص مّا على جهة التقييد بأهل زمنه» . الثالث: «هي رؤية قلب، رأى بها ملكوت السماوات والأرض بفكرته ونظره، وذلك ولا بُدَّ متركب على ما تقدم من رؤيته ببصره وإدراكه في الجملة بحواسه» . ولم ينسبه لأحد.
ثم رَجَّح مستندًا إلى دلالة العقل قائلًا: «وهذان القولان الأخيران يناسبان الآية؛ لأن الغاية التي نصبت له إنما هي أن يؤمن ويكون من جملة موقنين كثرة، والإشارة لا محالة إلى من قبله من الأنبياء والمؤمنين وبعده، واليقين يقع له ولغيره بالرؤية في ظاهر الملكوت والاستدلال به على الصانع والخالق لا إله إلا هو» .
_________
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 4/ 1325. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(2)
عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(3)
أخرجه ابن جرير 9/ 348، 353، وابن أبي حاتم 4/ 1326، 1327.
(4)
أخرجه ابن جرير 9/ 350.
(5)
تفسير الثعلبي 4/ 161.
25326 -
عن مجاهد بن جبر، في قوله:{ملكوت السماوات والأرض} ، قال: سلطانهما
(1)
. (6/ 104)
25327 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض} ، قال: آيات، فُرِجَت له السماوات السبع، فنظر إلى ما فِيهِنَّ حتى انتهى بصرُه إلى العرش، وفُرِجَت له الأرضُون السبع، فنظر إلى ما فيهن
(2)
. (6/ 104)
25328 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق منصور- {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض} ، قال: الشمس، والقمر
(3)
. (ز)
25329 -
عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض} ، قال: الشمس، والقمر، والنجوم
(4)
[2323]. (ز)
25330 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق ابن أبي زائدة- في قوله: {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض} ، قال: إنّما هو مُلك السماوات والأرض، ولكنه بكلام النَّبَطِيَّةِ: ملَكُوثا
(5)
. (6/ 104)
25331 -
عن شهر بن حوشب -من طريق عبد الجليل بن عطية- في قوله: {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض} ، قال: رُفِع إبراهيم إلى السماء، فنظر أسفلَ منه، فرأى رجلًا على فاحشة، فدعا، فخُسِف به، حتى دعا على سبعة، كلُّهم يُخسَفُ به، فنودِي: يا إبراهيم، رفِّهْ عن عبادي -ثلاثَ مِرار-، إنِّي من عبدي بينَ
[2323] علَّق ابنُ عطية (3/ 400) على قول مجاهد من طريق منصور، وقول الضحاك: بأنّ الإشارة ها هنا بملكوت السماوات هي إلى الكوكب والشمس والقمر. بقوله: «وهذا راجع وداخل فيما قدَّمناه من أنّها رؤية بصر في ظاهر الملكوت» .
_________
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(2)
تفسير مجاهد ص 324، وأخرجه ابن جرير 9/ 348 - 349، وابن أبي حاتم 4/ 1326 - 1327، والبيهقي في الأسماء والصفات (613) مختصرًا جِدًّا. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.
(3)
أخرجه ابن جرير 9/ 351.
(4)
أخرجه ابن جرير 9/ 351.
(5)
أخرجه ابن جرير 9/ 348، وابن أبي حاتم 4/ 1326. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حُمَيد، وابن المنذر.
ثلاث: إمّا أن يتوبَ فأتوبَ عليه، وإمّا أن أستخرِجَ من صُلْبِه ذرية مؤمنة، وإما أن يكفُر فحسبُه جهنم
(1)
. (6/ 107)
25332 -
عن عطاء بن أبي رباح، قال: لَمّا رُفِع إبراهيم إلى ملكوت السماوات أشرف على عبدٍ يزني، فدعا عليه، فأُهلِك، ثم رُفِع أيضًا فأشرَف على عبد يزني، فدعا عليه، فأُهْلِك، ثم رُفِع أيضًا، فأشرَف على عبد يزني، فأراد أن يدعوَ عليه، فقال له ربُّه: على رِسْلِكَ، يا إبراهيم، فإنّك عبدٌ مستجاب لك، وإني من عبدي على إحدى ثلاثِ خلال: إما أن يتوب إلَيَّ فأتوبَ عليه، وإمّا أن أُخرِجَ منه ذريةً طيبة، وإما أن يتَمادى فيما هو فيه فأنا مِن ورائه
(2)
. (6/ 106)
25333 -
عن عطاء بن أبي رباح -من طريق طلحة بن عمرو- قال: لَمّا رُفِع إبراهيم في ملكوت السماوات رأى رجلًا يزني، فدعا عليه، فهلك، ثم رُفِع، فرأى رجلًا يزني، فدعا عليه، فهلك، ثم رُفِع، فرأى رجلًا يزني، فدعا عليه، فهلك، ثم رأى رجلًا يزني، فدعا عليه، فهلك، فقيل: على رِسْلِك، يا إبراهيم، إنّك عبدٌ يُستجابُ لك، وإنِّي من عبدي على ثلاث: إمّا أن يتوبَ إلَيَّ فأتوبَ عليه، وإمّا أن أُخرِجَ منه ذرية طيبة تعبُدُني، وإمّا أن يتمادى فيما هو فيه فإنّ جهنم من ورائه
(3)
. (6/ 108)
25334 -
عن وهب بن مُنَبِّه -من طريق إبراهيم بن كيسان الصنعاني- قال: لَمّا أُرِيَ إبراهيم ملكوت السماوات والأرض سأل ربه، أي: يريه جنَّتَي سبأ، وغوطة دمشق
(4)
. (ز)
25335 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض} أي: خلق السموات والأرض، {وليكون من الموقنين}
(5)
. (ز)
25336 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في الآية، قال: ذُكِر لنا: أنّ إبراهيم عليه السلام فُرَّ به من جبّار مُترَفٍ، فجُعِل في سَرَب، وجُعِل رزقُه في أطرافه، فجعَل لا يَمُصُّ إصبَعًا من أصابِعِه إلا جَعَل الله له فيها رزقًا، فلمّا خرَج من ذلك السَّرَب أراه الله ملكوتَ السماوات، وأَراه شمسًا وقمرًا ونجومًا وسَحابًا وخلْقًا عظيمًا، وأَراه ملكوتَ الأرض؛ فرَأى جبالًا وبحورًا وأنهارًا وشجرًا ومِن كلِّ الدوابِّ وخلْقًا
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 4/ 1325 - 1326. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حُمَيد.
(2)
أخرجه ابن جرير 9/ 350 - 351. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حُمَيد، وأبي الشيخ.
(3)
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (6699).
(4)
أخرجه ابن أبي حاتم 4/ 1327.
(5)
أخرجه ابن جرير 9/ 348.
عظيمًا
(1)
. (6/ 109)
25337 -
عن أبي صالح باذام -من طريق إسماعيل- {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض} ، قال: الحق
(2)
. (ز)
25338 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين} ، قال: أُقيم على صخرة، وفُتِحت له السموات، فنظر إلى ملك الله فيها حتى نظر إلى مكانه في الجنة، وفتحت له الأرضون حتى نظر إلى أسفل الأرض، فذلك قوله:{وآتيناه أجره في الدنيا} [العنكبوت: 27]. يقول: آتيناه مكانه في الجنة. ويُقال: أجره: الثناء الحسن
(3)
. (6/ 104)
25339 -
عن قَسامة بن زهير المازني -من طريق ابن أبي جميلة-: أنّ إبراهيم خليل الرحمن حَدَّث نفسه أنّه أرحم الخلق، وأنّ الله رفعه حتى أشرف على أهل الأرض، فأبصر أعمالهم، فلمّا رآهم يعملون بالمعاصي قال: اللَّهُمَّ، دمِّر عليهم. فقال له ربه: أنا أرحم بعبادي منك، اهبط، فلعلهم أن يتوبوا إلَيَّ ويُراجعوا
(4)
. (ز)
25340 -
قال مقاتل بن سليمان، في قوله:{نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض} ، يعني: خلق السماوات والأرض وما بينهما من الآيات
(5)
[2324]. (ز)
[2324] أفادت الآثار اختلاف المفسرين في معنى قوله تعالى: {وكَذَلِكَ نُرِي إبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَواتِ والأَرْضِ} على أقوال: الأول: نريه خلق السماوات والأرض. وهو قول ابن عباس من طريق العوفي، وقتادة من طريق سعيد. الثاني: الملكوت: الملك. وهو قول عكرمة. الثالث: نريه آيات السماوات والأرض. وهو قول مجاهد، والسدي، وسعيد بن جبير، وسلمان، وقسامة، وعطاء. الرابع: ما أخبر تعالى أنّه أراه من النجوم والقمر والشمس. وهو قول الضحاك،، ومجاهد من طريق منصور، وابن عباس من طريق ابن أبي طلحة.
وقد بيَّن ابنُ جرير (9/ 347) بأنّ معنى الملكوت في كلام العرب: الملك، فقال:«وحُكِي عن العرب سماعًا: له مَلَكُوت اليمن والعراق، بمعنى: له مُلْكُ ذلك» . ثم رجَّح مستندًا إلى لغة العرب أن الملكوت بمعنى: الملك، فقال (9/ 347 - 348، 353): «نُريه ملكوت السماوات والأرض، يعني: مُلكَه، وزيدَت فيه التاء كما زيدَت في الجَبروت من الجَبْر، وحُكيَ عن العرب سماعًا: له ملكوتُ اليمنِ والعراقِ. بمعنى: له مُلكُ ذلك
…
، وعنى الله -تعالى ذِكْره- بقوله:{وكَذَلِكَ نُرِي إبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَواتِ والأَرْضِ} أنّه أراه ملك السموات والأرض؛ وذلك ما خلق فيهما من الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب، وغير ذلك من عظيم سلطانه فيهما، وجلّى له بواطن الأمور وظواهرها؛ لما ذَكَرْنا قبلُ من معنى الملكوت في كلام العرب».
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 9/ 352، وابن أبي حاتم 4/ 1327، 1329، 1330. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 2/ 79 - 80 - . وعزاه السيوطي إلى عبد بن حُمَيد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 4/ 1327.
(3)
أخرجه ابن جرير 9/ 349، وابن أبي حاتم 4/ 1326، كما أخرجه سعيد بن منصور (833 - تفسير) من طريق الحكم بن ظُهير. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(4)
أخرجه ابن جرير 9/ 351.
(5)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 570.