الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
24700 -
عن عطاء بن دينار -من طريق سعيد بن أبي أيوب- في قوله: {وهم ينهون عنه وينئون عنه} ، قال: نزلت في أبي طالب، كان ينهى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويَنْأى عمّا جاء به من الهُدى
(1)
. (6/ 35)
24701 -
قال مقاتل بن سليمان: {وهم ينهون عنه وينأون عنه} ، وذلك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أبي طالب بن عبد المطلب يدعوه إلى الإسلام، فاجتمعت قريش إلى أبي طالب ليريدوا بالنبي عليه السلام سوءًا، فسألوا أبا طالب أن يدفعه إليهم فيقتلوه، فقال أبو طالب: ما لي عنه صبر. قالوا: ندفع إليك من سبايانا مَن شئت مكان ابن أخيك. فقال أبو طالب: حين تروح الإبل فإن جاءت ناقة إلى غير فصيلها دفعته إليكم، وإن كانت الناقة لا تَحِنُّ إلّا إلى فصيلها فأنا أحقُّ من الناقة. فلمّا أبى عليهم اجتمع منهم سبعة عشر رجلًا من أشرافهم ورؤسائهم، فكتبوا بينهم كتابًا ألّا يُبايِعُوا بني عبد المطلب، ولا يُناكحوهم، ولا يخالطوهم، ولا يؤاكلوهم، حتى يدفعوا إليهم محمدًا صلى الله عليه وسلم فيقتلوه، فاجتمعوا في دار شيبة بن عثمان صاحب الكعبة، وكان هو أشد الناس على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أبو طالب:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم
…
حتى أُغَيَّب في التراب دَفينا
فانفذ لأمرك ما عليك غضاضة
…
أبشر وقرَّ بذاك منك عيونا
ودعوتني وزعمت أنّك ناصحي
…
فلقد صدقتَ وكُنتَ [ثَمَّ] أمينا
وعرضت دِينًا قد علمتُ بأنه
…
من خير أديان البرِيَّة دِينا
لولا الدمامة أو أخادن سبة
…
لوجدتني سمحًا بذاك مبينا
فأنزل الله في أبي طالب -واسمه: عبد مناف بن شيبة، وهو عبد المطلب-:{وهم ينهون عنه وينأون عنه} ، كان ينهى قريش عن أذى النبي صلى الله عليه وسلم، ويتباعد هو عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يتبعه على دينه، {وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون} يعني: أبا طالب
(2)
. (ز)
تفسير الآية:
24702 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: {وهم ينهون عنه} قال: ينهَون الناس عن محمدٍ أن يُؤمِنوا به، {وينئون عنه}: يتباعدون
(1)
أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن 1/ 103 (235)، وابن جرير 9/ 205.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 555.
عنه
(1)
. (6/ 35)
24703 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: {وهم ينهون عنه وينئون عنه} ، يقول: لا يَلقَونَه، ولا يَدَعون أحدًا يأتِيه
(2)
. (6/ 35)
24704 -
عن محمد بن علي ابن الحنفية -من طريق سالم المكي- في قوله: {وهم ينهون عنه وينئون عنه} ، قال: كفارُ مكة، كانوا يَدفعون الناسَ عنه، ولا يُجِيبون النبي صلى الله عليه وسلم
(3)
. (6/ 35)
24705 -
عن الضحاك بن مزاحم =
24706 -
وحبيب بن أبي ثابت، نحو ذلك
(4)
. (ز)
24707 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {وهم ينهون عنه} قال: قريشٌ عن الذِّكر، {وينئون عنه} يقول: يتباعدون
(5)
. (6/ 33)
24708 -
قال الحسن البصري: {وهم ينهون عنه وينئون عنه} : ينهون عن اتِّباع محمد، ويتباعدون عنه
(6)
. (ز)
24709 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: {وهم ينهون عنه وينأون عنه} ، جمعوا النهي والنأي، والنأي: التَّباعد
(7)
. (ز)
24710 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: {وهم ينهون عنه} قال: ينهَون عن القرآن، وعن النبي صلى الله عليه وسلم، {وينئون عنه}: يتباعدون عنه
(8)
. (6/ 36)
(1)
أخرجه ابن جرير 9/ 201، وابن أبي حاتم 4/ 1277 - 1278. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.
(2)
أخرجه ابن جرير 9/ 202.
(3)
أخرجه ابن جرير 9/ 201، وابن أبي حاتم 4/ 1277، وفيه لفظ: وينهون الناس عنه. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر.
(4)
علَّقه ابن أبي حاتم 4/ 1277.
(5)
تفسير مجاهد ص 321، وأخرجه ابن جرير 9/ 203، وابن أبي حاتم 4/ 1277. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(6)
ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 2/ 63 - .
(7)
أخرجه ابن جرير 9/ 202.
(8)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 205، وابن جرير 9/ 203، وابن أبي حاتم 4/ 1277. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.
24711 -
عن حبيب بن أبي ثابت -من طريق عبد العزيز بن سِياهٍ- قال: ذاك أبو طالب، في قوله:{وهم ينهون عنه وينأون عنه}
(1)
[2249]. (ز)
24712 -
عن محمد بن كعب القرظي -من طريق أبي معشر- في قوله: {وهم ينهون عنه} قال: عن قتله، {وينئون عنه} قال: لا يتَّبِعونه
(2)
. (6/ 36)
24713 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {وهم ينهون عنه وينأون عنه} أن يُتَّبع محمد، ويتباعدون هم منه
(3)
. (ز)
24714 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {ينأون عنه} قال: {ينأون عنه} : يُبعِدونه
(4)
. (ز)
24715 -
عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ يقول في قوله: {وهم ينهون عنه} ، يقول: عن محمد صلى الله عليه وسلم
(5)
[2250]. (ز)
[2249] ذكر ابنُ عطية (3/ 340) أنّ المعنى على هذا القول الذي قاله ابن عباس من طريق حبيب، والقاسم، وحبيب بن أبي ثابت من طريق عبد العزيز، وعطاء بن دينار: وهم ينهون عنه من يريد إذايته، وينأون عنه بإيمانهم، فهم يفعلون الشيء وخلافه. وانتَقَده مستندًا لمخالفته واقع الحال، فقال:«ويُقْلِق على هذا القول ردُّ قوله: {وهُمْ} على جماعة الكفار المتقدم ذكرها؛ لأن جميعهم لم يكن ينهى عن إذاية النبي صلى الله عليه وسلم» . ثم وجَّهه بقوله: «ويتخرج ذلك ويحسن على أن تقدر القصد ذكر ما ينعى على فريق من الجماعة التي هي كلها مجمعة على الكفر، فخرجت العبارة عن فريق من الجماعة بلفظ يعم الجماعة؛ لأنّ التوبيخ على هذه الصورة أغلظ عليهم، كما تقول إذا شنعت على جماعة فيها زناة وسرقة وشربة خمر: هؤلاء يزنون ويسرقون ويشربون الخمر. وحقيقة كلامك: أنّ بعضهم يفعل هذا، وبعضهم يفعل هذا، فكأنه قال: من هؤلاء الكفرة من يستمع وهم ينهون عن إذايته ولا يؤمنون به، أي: منهم من يفعل ذلك» .
[2250]
اختُلِف في تفسير قوله: {وهم ينهون عنه وينأون عنه} على ثلاثة أقوال: الأول: هؤلاء المشركون ينهون الناس عن اتباع محمد، {وينأون عنه}: يتباعدون عنه. والثاني: وهم ينهون عن القرآن أن يسمع له ويعمل بما فيه. والثالث: وهم ينهون عن أذى محمد صلى الله عليه وسلم، ويتباعدون عن دينه واتباعه.
ورجَّح ابنُ جرير (9/ 205) القول الأول الذي قاله ابن عباس من طريقي العوفي وأبي طلحة، وابن الحنفية، والسدي، وأبي معاذ، والضحاك، وقتادة من طريق سعيد، وحبيب بن أبي ثابت مستندًا إلى السياق، فقال:«وذلك أنّ الآيات قبلها جرت بذكر جماعة المشركين العادلين به، والخبر عن تكذيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والإعراض عما جاءهم به من تنزيل الله ووحيه، فالواجب أن يكون قوله: {وهم ينهون عنه} خبرًا عنهم، إذ لم يأتنا ما يدلُّ على انصراف الخبر عنهم إلى غيرهم، بل ما قبل هذه الآية وما بعدها يدل على صحة ما قلنا من أنّ ذلك خبر عن جماعة مشركي قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن يكون خبرًا عن خاصٍّ منهم» .
وكذا رجَّحه ابنُ كثير (6/ 21)، ولم يذكر مستندًا.
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 9/ 205.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 4/ 1277 - 1278.
(3)
أخرجه ابن جرير 9/ 202.
(4)
أخرجه ابن جرير 9/ 203، وابن أبي حاتم 4/ 1278 من طريق أصبغ بن الفرج.
(5)
أخرجه ابن جرير 9/ 202.