الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قبله حَمِي أنفًا أن يُسْلِم، ويقول: سبقني هذا بالإسلام! فلا يُسْلِم
(1)
. (ز)
24953 -
قال مقاتل بن سليمان: {وكذلك فتنا بعضهم ببعض} يقول: وهكذا ابتلينا فقراء المسلمين من العرب والموالي بالعرب من المشركين: أبي جهل، والوليد، وعتبة، وأمية، وسهيل بن عمرو، ونحوهم؛ {ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم} يعني: أنعم الله عليهم بالإسلام {من بيننا} ؟! يقول الله: {أليس الله بأعلم بالشاكرين} يعني: بالموحدين منكم من غيره. وفيهم نزلت في الفرقان [20]: {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة
…
}
(2)
. (ز)
24954 -
عن عبد الملك ابن جُريج، في قوله:{أهؤلاء من الله عليهم من بيننا} : لو كان بهم كرامةٌ على الله ما أصابهم هذا مِن الجَهد
(3)
. (6/ 60)
{وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
(54)}
نزول الآية:
24955 -
قال أنس بن مالك: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجالٌ، فقالوا: إنّا أصبنا ذنوبا كثيرة عظيمة. فسكت عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأنزل الله على الرجال: {وإذا جاءَكَ الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة}
(4)
. (ز)
24956 -
عن ماهانَ الحنفي -من طريق مُجَمِّع- قال: أتى قومٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إنّا أصَبنا ذنوبًا عظامًا. فما ردَّ عليهم شيئًا، فانصَرَفوا؛ فأنزَل الله:{وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا} الآية، فدعاهم فقرَأها عليهم
(5)
[2278]. (6/ 60)
[2278] علَّق ابنُ عطية (3/ 371) على قول ماهان بقوله: «وهي [أي: الآية] على هذا تَعُمُّ جميع المؤمنين دون أن تشير إلى فرقة» .
_________
(1)
تفسير الثعلبي 4/ 151.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 563.
(3)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(4)
أورده الثعلبي 4/ 152.
(5)
أخرجه مسدد -كما في المطالب العالية (3973) -، وابن جرير 9/ 272 - 273، وابن أبي حاتم 4/ 1300. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.
24957 -
قال عكرمة مولى ابن عباس: نزلت في الذين نهى الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم عن طردهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رآهم بدأهم بالسلام، وقال:«الحمد لله الذي جعل في أمتي مَن أمرني أن أبدأهم بالسلام»
(1)
. (ز)
24958 -
قال عطاء: نزلت في أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وبلال، وسالم، وأبي عبيدة، ومصعب بن عُمير، وحمزة، وجعفر، وعثمان بن مظعون، وعمّار بن ياسر، والأرقم بن أبي الأرقم، وأبي سلمة بن عبد الأسد رضي الله عنهم أجمعين-
(2)
. (ز)
24959 -
قال محمد بن السائب الكلبي: لَمّا نزلت هذه الآية: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم} جاء عمر? إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فاعتذر إليه من مقالته، واستغفر الله تعالى منها، وقال: يا رسول الله، والله ما أردتُّ بهذا إلا الخير. فنزل في عمر?:{وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم} الآية
(3)
. (ز)
24960 -
قال مقاتل بن سليمان: ثم قال يعنيهم: {وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا} يعني: يُصَدِّقون بالقرآن أنّه من الله {فقل سلام عليكم} يقول: مغفرة الله عليكم. كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رآهم بدأهم بالسلام، وقال:«الحمد لله الذي جعل في أُمَّتي مَن أُمِرْت أن أصبر معهم، وأُسَلِّم عليهم» . وقال: {كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده} نزلت في عمر بن الخطاب، تاب من بعد السوء، يعني: الشرك، {وأصلح} العمل، {فأنه غفور رحيم}
(4)
[2279]. (ز)
[2279] اختُلِف فيمن عُنِي بهذه الآية؛ فقال قوم: هم القوم الذين كان عرض طردهم، فنهى الله رسوله صلى الله عليه وسلم عن طردهم. وقال آخرون: هم القوم من المؤمنين الذين صوَّبوا رأي أبي طالب في طرد الضعفة، فأمر الله نبيه أن يسلم عليهم ويعلمهم أنّ الله يغفر لهم مع توبتهم من ذلك السوء وغيره. وقال غيرهم: هم قوم استفتوا النبي صلى الله عليه وسلم في ذنوب سلفت منهم فلم يؤيسهم من التوبة.
ورجَّح ابنُ جرير (9/ 273) القول الأخير الذي قاله ماهان، وأنس بن مالك مستندًا إلى اللغة، وظاهر القرآن، فقال:«لأنّ قوله: {وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا} خبرٌ مُسْتَأْنَف بعد تقضي الخبر عن الذين نهى الله نبيه صلى الله عليه وسلم عن طردهم، ولو كانوا هم لقيل: وإذا جاءوك فقل: سلام عليكم. وفي ابتداء الله الخبر عن قصة هؤلاء وتركه وصل الكلام بالخبر عن الأولين ما يُنبِئُ عن أنهم غيرهم» .
_________
(1)
أورده الثعلبي 4/ 151 - 152، والواحدي في أسباب النزول ص 218.
(2)
تفسير الثعلبي 4/ 152، وتفسير البغوي 3/ 148.
(3)
تفسير الثعلبي 4/ 152.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 563 - 564.