الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سألنا عنك أهل الكتاب، فزعموا أنّه ليس لك عندهم ذِكْر، فمن يشهد لك أنّ الله هو الذي أرسلك؟ فقال الله للنبي صلى الله عليه وسلم:{قل أي شيء أكبر شهادة}
(1)
. (ز)
تفسير الآية:
{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ}
24621 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {قل أي شيء أكبر شهادة} قال: أُمِر محمدٌ صلى الله عليه وسلم أن يسألَ قريشًا: {أي شيء أكبر شهادة} ؟ ثم أمَره أن يُخبِرَهم فيقول: {الله شهيد بيني وبينكم}
(2)
[2238]. (6/ 28)
24622 -
قال مقاتل بن سليمان: {قل} لهم: {أي شيء أكبر شهادة} قالوا: الله أكبر شهادة من غيره. فقال الله: قل لهم يا محمد: {الله شهيد بيني وبينكم} بأنِّي رسول، وأنّه أُوحِي إلَيَّ هذا القرآن من عند الله
(3)
. (ز)
{وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}
24623 -
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن بلَغه القرآن فكأنّما شافَهْتُه به» . ثم قرأ: {وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ}
(4)
. (6/ 29)
[2238] على هذا القول -الذي قاله مجاهد، ومقاتل- فالنبي صلى الله عليه وسلم أُمِرَ أن يقول هذه المقالة للكفرة الذين دعوه إلى عبادة أوثانهم، فتجيء الآية على هذا جوابًا لكلامهم. وهو ما علَّق ابنُ عطية (3/ 330) عليه بقوله:«فـ {شَهِيدٌ} على هذا التأويل خبر لـ {الله}، وليس في هذا التأويل مبادرة من السائل إلى الجواب المراد بقوله: {شَهِيدٌ بَيْنِي وبَيْنَكُمْ} أي: في تبليغي» .
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 553 - 554.
(2)
تفسير مجاهد ص 320، وأخرجه ابن جرير 9/ 181، وابن أبي حاتم 4/ 1271، والبيهقي في الأسماء والصفات (614). وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 553 - 554.
(4)
أخرجه الخطيب في تاريخه 2/ 385 (343)، من طريق محمد بن إسماعيل الرازي، عن أبي عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس، عن هوذة، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس به.
وحكم الخطيب البغدادي على إسناده بالبطلان.
24624 -
عن أبي بن كعب، قال: أُتِي رسول الله صلى الله عليه وسلم بأُسارى، فقال لهم:«هل دُعِيتُم إلى الإسلام؟» . قالوا: لا. فخلّى سبيلَهم، ثم قرأ:{وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ} . ثم قال: «خلُّوا سبيلَهم حتى يأتوا مأمنَهم؛ مِن أجل أنهم لم يُدعَوا»
(1)
. (6/ 29)
24625 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: {وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ} ، إنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:«بَلِّغوا عن الله، فمَن بلَغَته آيةٌ مِن كتاب الله فقد بلَغه أمرُ الله»
(2)
. (6/ 30)
24626 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- {وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به} يعني: أهل مكة، {ومن بلغ} يعني: مَن بلَغه هذا القرآن مِن الناس فهو له نذير
(3)
. (6/ 28)
24627 -
عن حسن بن صالح، قال: سألتُ ليثًا: هل بَقِى أحدٌ لم تبلُغه الدعوة؟ قال: كان مجاهد بن جبر يقول: حيثُما يأتي القرآنُ فهو داعٍ، وهو نذير. ثم قرأ:{لأنذركم به ومن بلغ}
(4)
. (6/ 30)
24628 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به} قال: العرب، {ومن بلغ} قال: العجم
(5)
. (6/ 30)
24629 -
عن محمد بن كعب القرظي -من طريق موسى بن عبيدة- في قوله تعالى: {وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ} ، قال: مَن بلَغه القرآنُ فكأنّما رأى النبي صلى الله عليه وسلم. وفي لفظٍ: مَن بلَغه القرآنُ حتى يفهمَه ويَعقِلَه كان كمَن عايَن
(1)
أخرجه البيهقي في الكبرى 9/ 107، من طريق روح بن مسافر، عن مقاتل بن حيان، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب بنحوه.
قال البيهقي: «روح بن مسافر ضعيف» .
(2)
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/ 44 (781)، وابن جرير 9/ 182، وابن أبي حاتم 4/ 1272 (7166) مرسلًا.
(3)
أخرجه ابن جرير 9/ 183، وابن أبي حاتم 4/ 1271، والبيهقي في الأسماء والصفات (594). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(4)
أخرجه ابن جرير 9/ 183. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(5)
تفسير مجاهد ص 320، وأخرجه ابن جرير 9/ 183 من طريق سفيان الثوري، وابن أبي حاتم 4/ 1271، والبيهقي في الأسماء والصفات (595). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ. وأخرجه ابن جرير 9/ 183 من طريق ابن أبي نجيح بلفظ: مَن أسلم مِن العجم وغيرهم.
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلَّمه
(1)
. (6/ 29)
24630 -
عن محمد بن كعب القرظي، قال: كأنّ الناسَ لم يسمعوا القرآن قبلَ يوم القيامة حينَ يَتلوه اللهُ عليهم
(2)
.
(6/ 31)
24631 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {لأنذركم به ومن بلغ} ، أمّا {من بلغ} فمَن بلغه القرآنُ فهو له نذير
(3)
. (ز)
24632 -
عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر الرازي- قال: {وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ} ، فحقٌّ على مَن اتَّبع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو كالذي دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يُنذِر كالذي أنذَر، فلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل أحدًا من الناس حتى يدعوه إلى الإسلام، فإذا أبَوْا ذلك نبذ إليهم على سواء
(4)
. (ز)
24633 -
قال مقاتل بن سليمان: {وأوحي إلي هذا القرآن} من عند الله {لأنذركم به} يعني: لكي أنذركم بالقرآن، يا أهل مكة، {ومن بلغ} القرآنُ مِن الجن والإنس فهو نذير لهم، يعني: القرآن إلى يوم القيامة
(5)
. (ز)
24634 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ} ، قال: يقول: مَن بلغه القرآن فأنا نذيرُه. وقرأ: {يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا} [الأعراف: 158]. قال: فمَن بلغه القرآنُ فرسول الله صلى الله عليه وسلم نذيره
(6)
[2239]. (ز)
[2239] ذكر ابنُ عطية (3/ 330) أنّ قوله: {بَلَغ} معناه عند الجمهور: بلاغ القرآن. وذكر أنّ هناك مَن قال بأنّ معناه: بلغ الحلم. ثم قال: «ورُوي في معنى التأويل الأول أحاديث، منها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يا أيها الناس، بلِّغوا عني ولو آية، فإنه من بلغ آية من كتاب الله تعالى فقد بلغه أمر الله تعالى؛ أخذه أو تركه» . ونحو هذا من الأحاديث كقوله: «مَن بلغه هذا القرآن فأنا نذيره» ».
_________
(1)
أخرجه آدم بن أبي إياس -كما في تفسير مجاهد ص 320 - ، وابن أبي شيبة 10/ 468، وابن جرير 9/ 182، وابن أبي حاتم 4/ 1271. وعزاه السيوطي إلى ابن الضُّريس، وابن المنذر، وأبي الشيخ.
(2)
عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(3)
أخرجه ابن جرير 9/ 184.
(4)
أخرجه ابن أبي حاتم 4/ 1272.
(5)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 553 - 554.
(6)
أخرجه ابن جرير 9/ 184.