الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
26809 -
عن الحسن البصري، نحو شطره الأول
(1)
. (ز)
26810 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط-: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة} عند الموت
(2)
. (ز)
26811 -
قال مقاتل بن سليمان: ثم وعَدهم، فقال:{هل ينظرون} يعني: ما ينتظر كفار مكة بالإيمان {إلا أن تأتيهم الملائكة} يعني: ملك الموت وحده بالموت، {أو يأتي ربك} يوم القيامة في ظُلَل من الغمام
(3)
. (ز)
26812 -
عن مقاتل بن حيان -من طريق بُكَيْر بن معروف- في قوله: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة} قال: بالموت، {أو يأتي ربك} قال: يوم القيامة في ظُلَلٍ من الغمام
(4)
. (6/ 265)
26813 -
عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجّاج- قوله: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة} بقبض الأنفس بالموت، {أو يأتي ربك} يوم القيامة، {أو يأتي بعض آيات ربك}
(5)
. (ز)
{أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ
(158)}
26814 -
عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، في قوله عز وجل:{يوم يأتي بعض آيات ربك} ، قال:«طلوع الشمس من مغربها»
(6)
. (6/ 265)
26815 -
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، في قوله:{يوم يأتي بعض آيات ربك} ، قال:«طلوع الشمس من مغربها»
(7)
. (6/ 266)
(1)
علَّقه ابن أبي حاتم 5/ 1427 فقط في تفسير قوله {إلا أن تأتيهم الملائكة} .
(2)
أخرجه ابن جرير 10/ 12. وعلَّقه ابن أبي حاتم 5/ 1426.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 598.
(4)
علَّق ابن أبي حاتم 5/ 1427 شطره الأول، وأخرج شطره الثاني.
(5)
أخرجه ابن جرير 10/ 13.
(6)
أخرجه أحمد 17/ 368 (11266)، 18/ 421 (11938)، والترمذي 5/ 309 (3325)، وابن جرير 10/ 14، وابن أبي حاتم 5/ 1427 (8141).
قال الترمذي: «هذا حديث غريب، ورواه بعضهم ولم يرفعه» . وقال أبو نعيم في الحلية 8/ 377: «لا أعلم رواه عن عطية مرفوعًا إلا ابن أبي ليلى» .
(7)
أخرجه الطبراني في الأوسط 2/ 294 (2023)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان 1/ 152 في ترجمة أحمد بن الحسن بن عبد الملك.
قال الهيثمي في المجمع 7/ 22 (11007): «رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات» .
26816 -
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمَنوا أجمعون، فذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانُها» ثم قرأ الآية
(1)
. (6/ 266)
26817 -
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:«ثلاثٌ إذا خرجت لم ينفَعْ نفسًا إيمانُها لم تكن آمنت من قبل: الدَّجّال، والدّابَّة، وطلوع الشمس من مغربها»
(2)
. (6/ 267)
26818 -
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن تاب قبل أن تطلُعَ الشمس من مغربها تاب الله عليه»
(3)
. (6/ 275)
26819 -
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خمسٌ لا أدرِي أيَّتهن أولُ من الآيات، وأيَّتهن جاءتْ لم ينفَعْ نفسًا إيمانُها لم تكن آمنتْ من قبلُ أو كسَبتْ في إيمانِها خيرًا: طلوعُ الشمس من مغربها، والدجال، ويأجوج ومأجوج، والدُّخان، والدّابَّة»
(4)
. (6/ 290)
26820 -
عن حذيفة، قال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا رسول الله، ما آيةُ طلوع الشمس من مغربها؟ فقال:«تطولُ تلك الليلة حتى تكون قدْرَ ليلتين، فينتَبِهُ الذين كانوا يصلُّون فيها، فيعملون كما كانوا، والنجوم لا تُرى قد قامت مكانها، ثم يرقُدُون، ثم يقومون فيعمَلون، ثم يرقُدُون، ثم يقومون، فتَكِلُّ عليهم جُنوبُهم حتى يتطاول عليهم الليل، فيَفزَعُ الناس ولا يُصبِحون، فبينما هم ينتظرون طلوع الشمس من مشرقها إذا هي طلعتْ من مغربها، فإذا رآها الناس آمَنوا ولا ينفعُهم إيمانُهم»
(5)
. (6/ 268)
26821 -
عن أبي ذرٍّ، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال يوًما:«أتدرون أين تذهب هذه الشمس؟» .
(1)
أخرجه البخاري 6/ 58 (4635، 4636)، 8/ 106 (6506)، 9/ 59 (7121)، ومسلم 1/ 137 (157)، وابن جرير 10/ 16، 19، 22، 25.
(2)
أخرجه مسلم 1/ 137 - 138 (158)، وابن جرير 10/ 27.
(3)
أخرجه مسلم 4/ 2076 (2703).
(4)
أخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن 2/ 653 (1839)، من طريق سويد بن عبد العزيز، عن إسحاق بن أبي فروة، عن زيد بن أبي عتاب، سمع أبا هريرة به.
إسناده ضعيف جدًّا؛ فيه سويد بن عبدالعزيز السلمي، قال عنه ابن حجر في التقريب (2692):«ضعيف جدًّا» . وفيه إسحاق بن عبد الله ابن أبي فروة الأموي، قال عنه ابن حجر في التقريب (368):«متروك» .
(5)
أخرجه ابن مردويه -كما في اللآلئ المصنوعة للسيوطي 1/ 59 - .
قال ابن كثير في تفسيره 3/ 373: «وليس في الكتب الستة من هذا الوجه» .
قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «إنّ هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخِرُّ ساجدةً، فلا تزال كذلك حتى يُقال لها: ارتفعي، ارجعي من حيث جئتِ. فترجع، فتصبح طالعة من مطلعها، ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخِرُّ ساجدة، ولا تزال كذلك حتى يُقال لها: ارتفعي، ارجعي من حيث جئت. فترجع فتصبح طالعة من مطلعها، ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئًا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش، فيقال لها: ارتفعي، أصبِحي طالعةً من مغربِكِ. فتصبح طالعةً من مغربها» . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتدرون متى ذاكُم؟ ذاك حين {لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا}»
(1)
. (6/ 269)
26822 -
عن عبد الله بن أبي أوفى: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لَيَأْتِيَنَّ على الناس ليلةٌ بقدْرِ ثلاث ليال من ليالِيكم هذه، فإذا كان ذلك يعرفُها المصلُّون، يقوم أحدُهم فيقرأُ حزبه، ثم ينام، ثم يقوم، فيقرأُ حزبه، ثم ينام، ثم يقوم، فبينما هم كذلك ماجَ الناسُ بعضُهم في بعض، فقالوا: ما هذا؟ فيفزَعُون إلى المساجد، فإذا هم بالشمس قد طلَعتْ من مغربها، فضجَّ الناس ضجَّةً واحدة، حتى إذا صارت في وسط السماء رجَعتْ وطَلعتْ من مَطْلِعِها، وحينَئذٍ لا ينفعُ نفسًا إيمانُها»
(2)
.
(6/ 273)
26823 -
عن صفوان بن عسّال، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:«إنّ الله جعل بالمغرب بابًا عرضُه سبعون عامًا، مفتوحًا للتوبة، لا يُغلَقُ ما لم تطلُعِ الشمس من قِبَلِه، فذلك قوله: {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها}» الآية. ولفظ ابن ماجه: «فإذا طلَعت من نحوِه لم ينفَعْ نفسًا إيمانُها لم تكن آمنتْ من قبل أو كسبتْ في إيمانها خيرًا»
(3)
. (6/ 274)
(1)
أخرجه مسلم 1/ 138 (159)، وابن جرير 10/ 14 - 15، 20، وابن أبي حاتم 5/ 1427 - 1428 (8143).
(2)
أخرجه أبو الفضل الزهري في حديثه ص 217 - 218 (155). وأورده الديلمي في الفردوس 2/ 320 (3454).
قال ابن كثير في تفسيره 3/ 374: «هذا حديث غريب من هذا الوجه، وليس هو في شيء من الكتب الستة» . وقال البوصيري في إتحاف الخيرة 8/ 109 (7602): «رواه أبو يعلى الموصلي، وفي سنده سليمان بن زيد أبو إدام، وهو ضعيف» . وأورده السيوطي في اللآلئ المصنوعة 1/ 59.
(3)
أخرجه أحمد 30/ 16 - 17 (18093)، 30/ 18 - 20 (18095)، 30/ 24 (18100)، والترمذي 6/ 137 - 139 (3845، 3846)، وابن ماجه 5/ 187 (4070)، وابن حبان 4/ 149 (1321)، وابن خزيمة 1/ 300 - 301 (193)، وعبد الرزاق 2/ 72 (877)، وسعيد بن منصور في التفسير من سننه 5/ 119 - 120 (940)، وابن جرير 10/ 15 - 16، 10/ 18 - 19.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» . وقال الزيلعي في نصب الراية 1/ 183: «قال الشيخ تقي الدين في الإمام: ذكر أنه رواه عن عاصم أكثر من ثلاثين من الأئمة، وهو مشهور من حديث عاصم» . وقال المناوي في فيض القدير 5/ 289 (7336): «رمز المصنف -السيوطي- لحسنه» . وقال ابن علان في دليل الفالحين 1/ 106: «وليس في هذه الروايات ولا الأولى تصريح برفعه كما صرّح به البيهقي، وإسناده صحيح أيضًا» .
26824 -
عن صفوان بن عسّال، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنشَأ يحدِّثُنا:«إنّ للتوبة بابًا عرضُ ما بينَ مصراعَيْه ما بين المشرق والمغرب، لا يُغلَقُ حتى تطلُعَ الشمس من مغربها» . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يوم يأتي بعض آيات ربك} الآية
(1)
. (6/ 274)
26825 -
عن عبد الله بن عمرو، قال: حفِظتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ أول الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة ضُحًى [2443]، فأيتُهما كانت قبل صاحبتِها فالأُخرى على أثرِها.
26826 -
ثم قال عبد الله [بن عمرو]-وكان قرأ الكتب-: وأظنُّ أولَهما خروجًا طلوع الشمس من مغربها، وذلك أنها كلما غرَبتْ أتَتْ تحت العرش، فسجدتْ، واستأذَنَتْ في الرجوع، فأُذِنَ لها في الرجوع، حتى إذا بدا لله أن تطلُع عن مغربها فعَلت كما كانت تفعل؛ أتت تحت العرش، فسجدتْ، واستأذنتْ في الرجوع، فلم يُرَدَّ عليها شيء، ثم تستأذنُ في الرجوع، فلا يُرَدَّ عليها شيء، حتى إذا ذهَب من الليل ما شاء الله أن يذهب، وعرَفت أنّه إن أُذِن لها في الرجوع لم تدرك المشرق قالت: ربِّ، ما أبعدَ المشرق! مَن لي بالناس؟ حتى إذا صار الأفق كأنه طَوْقٌ استأذنتْ في الرجوع، فيُقال لها: من مكانِك فاطلُعي. فطلعتْ على الناس مِن مغربها. ثم تلا عبد الله هذه الآية: {لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت
[2443] وجَّه ابنُ كثير في البداية والنهاية (19/ 254) ذلك بقوله: «أي: أول الآيات التي ليست مألوفة، وإن كان الدجال ونزول عيسى عليه السلام من السماء قبل ذلك، وكذلك خروج يأجوج ومأجوج، فكل ذلك أمور مألوفة؛ لأنهم بشر، مشاهدتهم وأمثالهم معروفة مألوفة، فأما خروج الدابة على شكل غير مألوف، ومخاطبتها الناس، ووسمها إياهم بالإيمان والكفر؛ فأمر خارج عن مجارى العادات، وذلك أول الآيات الأرضية، كما أنّ طلوع الشمس من مغربها أول الآيات السماوية، فإنها تطلع على خلاف عادتها المألوفة» .
_________
(1)
أخرجه الطبراني في الكبير 8/ 65 (7383).
قال الألباني في الضعيفة 14/ 1044 (6951): «منكر جدًّا بلفظ: المشرق والمغرب» .
في إيمانها خيرا}
(1)
. (6/ 267)
26827 -
عن معاوية بن أبي سفيان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تنقطِعُ الهجرةُ حتى تنقطِعَ التوبة، ولا تنقطِعُ التوبةُ حتى تطلُعَ الشمس من مغربها»
(2)
. (6/ 275)
26828 -
عن مالك بن يَخامِرَ السَّكْسَكِيِّ، عن عبد الرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان، وعبد الله بن عمرو بن العاص، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«الهجرةُ خصلتان: إحداهما أن تَهجُر السيئات، والأخرى أن تهاجر إلى الله ورسوله، ولا تنقطِعُ الهجرة ما تُقْبلُ التوبة، ولا تزالُ التوبة مقبولة حتى تطلُعَ الشمس من المغرب، فإذا طَلَعتْ طُبِعَ على كلِّ قلبٍ بما فيه، وكُفِي الناسُ العَمَل»
(3)
. (6/ 275)
26829 -
عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صبيحةَ تطلُعُ الشمس من مغربها يصيرُ في هذه الأمة قِرَدةٌ وخنازير، وتُطْوى الدَّواوين، وتجِفُّ الأقلام، لا يُزادُ في حسنة، ولا يُنقَصُ من سيئة، ولا ينفعُ نفسًا إيمانُها لم تكن آمنتْ من قبل أو كسَبَتْ في إيمانها خيرًا»
(4)
. (6/ 276)
26830 -
عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «خلقَ الله عند المشرق حجابًا من الظُّلمة على البحر السابع على مِقْدار ليالي الدُّنيا كلِّها، فإذا كان غروب الشمس أقبَل ملَكٌ من الملائكة قد وُكِّلَ بالليل، فيقبِضُ قبضةً من ظُلمة ذلك الحجاب، ثم يستقبِلُ المغرب، فلا يزالُ يُرْسِلُ تلك الظُّلمة من خلال أصابعه قليلًا قليلًا، وهو يُراعي الشَّفَق، فإذا غاب الشَّفَقُ أرسَل الظُّلمة كلَّها، ثم ينشُرُ جناحيه، فيبلغان أقطار الأرض
(1)
أخرجه أحمد 11/ 469 - 470 (6881)، وابن جرير 10/ 17 - 18. وأخرج مسلم 4/ 2260 (2941)، وأبو داود 6/ 368 - 369 (4310)، وابن ماجه 5/ 187 (4069) المرفوع منه فقط.
قال الهيثمي في المجمع 8/ 8 - 9 (12579): «في الصحيح طرف من أوله. رواه أحمد، والبزار، والطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح» .
(2)
أخرجه أحمد 28/ 111 (16906)، وأبو داود 4/ 136 (2479).
قال البغوي في شرح السنة 10/ 371: «وهذا حديث في إسناده مقال» . وقال الألباني في الإرواء 5/ 33 (1208): «صحيح» . وكذا في صحيح أبي داود 7/ 243 (2241).
(3)
أخرجه أحمد 3/ 206 (1671).
قال ابن عساكر في تاريخه 31/ 306: «قال ابن منده: غريب، لا يعرف إلا من هذا الوجه» . وقال ابن كثير في تفسيره 3/ 375: «هذا الحديث حسن الإسناد، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة» . وقال في البداية والنهاية 19/ 263: «وهذا إسناد جيد قوي» . وقال الهيثمي في المجمع 5/ 250 - 251 (9280): «ورجال أحمد ثقات» . وقال الألباني في الإرواء 5/ 34: «وهذا إسناد شامي حسن» .
(4)
عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ، وابن مردويه.
وأكناف السماء، فيُجاوِزان ما شاء الله أن يُجاوِزا في الهواء، فيشُقُّ ظلمة الليل بجناحيه بالتسبيح والتقديس لله، حتى يبلُغَ المغرب على قدْرِ ساعات الليل، فإذا بلَغَ المغرب انفجَرَ الصُّبحُ من المشرق، ضمَّ جناحَه، وضمَّ الظُّلمة بعضَها إلى بعض بكفَّيه، حتى يقبِضَ عليها بكفٍّ واحدة مثل قبضتِه حين تناوَلَها من الحجاب بالمشرق، ثم يضعُها عند المغرب على البحر السابع، فمِن هناك تكون ظلمة الليل، فإذا حوَّلَ ذلك الحجاب من المشرق إلى المغرب نَفَخَ في الصُّور، فضوء النهار من قِبَلِ الشمس، وظُلمة الليل من قِبَلِ ذلك الحجاب، فلا تزال الشمس تجري من مَطْلِعِها إلى مَغْرِبِها حتى يأتي الوقت الذي جعلَ الله لتوبة عباده، فتستأذن الشمس من أين تطلُعُ، ويَستأذِنُ القمر من أين يطلُعُ، فلا يؤذَنُ لهما، فيُحبسان مقدار ثلاث ليال للشمس وليلتين للقمر، فلا يَعْرِفُ مقدار حبسِهما إلا قليلٌ من الناس، وهم بقيةُ أهل الأرض، وحمَلةُ القرآن، يقرأُ كلُّ رجلٍ منهم وِرْدَهُ في تلك الليلة، حتى إذا فرَغَ منه نظَرَ فإذا ليلتُه على حالِها، فيعودُ، فيقرأُ وِرْدَه، فإذا فرَغَ منه نظَرَ فإذا الليلة على حالها، فيعودُ، فيقرأُ وِرْدَه، فإذا فرغَ منه نظر فإذا الليلة على حالها، فلا يعرِف طول تلك الليلة إلا حملة القرآن، فينادي بعضُهم بعضًا، فيجتمِعون في مساجدهم بالتضرُّع والبكاء والصُّراخ بقية تلك الليلة، ومقدار تلك الليلة مقدار ثلاث ليال، ثم يرسِلُ الله جبريل عليه السلام إلى الشمس والقمر، فيقول: إنّ الرب عز وجل أمَرَكما أن ترجعا إلى مغارِبِكما فتطلُعا منها، فإنّه لا ضوء لكما عندنا ولا نور. فتبكي الشمس والقمر من خوف يوم القيامة وخوف الموت، فيرجِعُ الشمس والقمر فيطلُعان مِن مغارِبهما، فبينا الناس كذلك يبكون ويتضرعون إلى الله عز وجل، والغافلون في غَفَلاتِهم، إذْ نادى منادٍ: ألا إنّ باب التوبة قد أُغلِقَ، والشمس والقمر قد طلَعا من مغارِبِهما. فينظر الناس فإذا هما أسودان كالعِكْمين، لا ضوء لهما ولا نور، فذلك قوله:{وجمع الشمس والقمر} [القيامة: 9]. فيرتفعان مثل البعيرين المقرونين المعقورَين، يُنازِعُ كلُّ واحدٍ منهما صاحبه استباقًا، ويتصايحُ أهل الدنيا، وتذهَلُ الأُمهات، وتضعُ كلُّ ذاتِ حَمْلٍ حملَها، فأمّا الصالحون والأبرار فإنه ينفَعُهم بكاؤُهم يومئذ، ويُكتَبُ لهم عبادة، وأمّا الفاسقون والفجّار فلا ينفعُهم بكاؤُهم يومئذ، ويُكتبُ عليهم حسرة، فإذا بلغتِ الشمس والقمر سُرَّةَ السماء -وهو مَنصِفُها- جاءَهما جبريل عليه السلام، فأخَذَ بقرونهما، فردَّهما إلى المغرب، فلا يُغرِبُهما في مغارِبِهما، ولكن يُغرِبُهما مغارِبِها التي في باب التوبة». فقال عمر بن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم: وما بابُ التوبة؟ فقال: «يا عمر، خلَقَ الله بابًا
للتوبة خلفَ المغرب، وهو من أبواب الجنة، له مِصْراعان من ذهب، مُكَلَّلان بالدُّرِّ والجوهر، ما بين المصراعِ إلى المصراعِ مسيرة أربعين عامًا للراكب المُسْرِع، فذلك الباب المفتوح منذ خلقَ الله خلقه إلى صبيحة تلك الليلة عند طُلوع الشمس والقمر من مغاربهما، ولم يَتُبْ عبدٌ من عباد الله توبةً نصوحًا من لدُنْ آدم إلى ذلك اليوم إلا ولَجَتْ تلك التوبة في ذلك الباب، ثم تُرفعُ إلى الله». فقال معاذ بن جبل: يا رسول الله، وما التَّوبة النَّصُوح؟ قال:«أن يندمَ العبدُ على الذنب الذي أصاب، فيهرُبَ إلى الله منه، ثم لا يعود إليه حتى يعود اللبن في الضَّرْع» . قال: «فيُغرِبُهما جبريل في ذلك الباب، ثم يَرُدُّ المصراعين، فيلتئمُ ما بينهما، ويصيران كأنّهما لم يكن فيهما صَدْعٌ قطُّ ولا خَلَلٌ، فإذا أُغلِقَ باب التوبة لم تُقبَلْ لعبدٍ بعد ذلك توبة، ولم تنفعْهُ حسنةٌ يعمَلُها بعد ذلك إلا ما كان قبلَ ذلك، فإنه يجري لهم وعليهم بعد ذلك ما كان يجري لهم قبل ذلك، فذلك قوله: {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا}» . فقال أُبَيُّ بن كعب: يا رسول الله، فِداكَ أبي وأمي، فكيف بالشمس والقمر بعد ذلك؟ وكيف بالناس والدنيا؟ قال:«يا أُبَيُّ، إنّ الشمس والقمر يُكسَيانِ بعدَ ذلك ضوء النُّور، ثم يطلُعان على الناس ويَغرُبان كما كانا قبل ذلك، وأمّا الناس فإنهم حين رأَوْا ما رأَوْا من تلك الآية وعِظَمْها يُلِحُّونَ على الدنيا فيعمُرُونها، ويُجرُون فيها الأنهار، ويغرِسُون فيها الأشجار، ويبنُون فيها البنيان، فأمّا الدنيا فإنه لو نُتِجَ رجلٌ مُهرًا لم يُركَبْ حتى تقوم الساعة من لدُن طلوع الشمس من مغربها إلى يوم يُنْفَخُ في الصُّور»
(1)
. (6/ 281)
26831 -
عن أبي سَرِيحة حذيفة بن أسِيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تجيءُ الريحُ التي يَقبِضُ الله تعالى فيها نفسَ كلِّ مؤمن، ثم طلوع الشمس من مغربها، وهي الآية التي ذكَرها الله في كتابه»
(2)
. (6/ 290)
26832 -
عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «بين أُذُنَي حِمارِ الدَّجّال أربعون ذراعًا، وخطوةُ حِمارِه مسيرة ثلاثة أيام، يخوضُ البحرَ على حماره كما يخوضُ
(1)
أخرجه ابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير 3/ 376 - .
قال ابن كثير: «وهو حديث غريب جدًّا، بل منكر، بل موضوع -والله أعلم- إنّ ادعى أنه مرفوع، فأما وقفه على ابن عباس أو وهب بن منبه -وهو الأشبه- فغير مدفوع» . وقال السيوطي: «بسند واهٍ» .
(2)
أخرجه الحاكم 3/ 686 (6520).
قال الهيثمي في المجمع 8/ 9 (12580): «رواه الطبراني، وفيه عبيد بن إسحاق العطار، وهو متروك» .
أحدُكم السّاقيةَ على فرسه، ويقول: أنا ربُّ العالمين، وهذه الشمس تجري بإذني، أفتُريدُون أن أحبِسَها؟ فتُحبَسُ الشمس حتى يجعلَ اليوم كالشهر والجُمُعة، ويقول: أتريدُون أن أُسيِّرَها؟ فيقولون: نعم. فيجعلُ اليوم كالساعة، وتأتيه المرأة فتقول: يا ربِّ، أحْيِ لي ابني وأخي وزوجي. حتى إنّها تُعانِقُ شيطانًا، وبيوتُهم مملوءةٌ شياطين، ويأتيه الأعرابي، فيقول: يا ربِّ، أحْيِ لنا إبلَنا وغَنَمنا. فيُعطيهم شياطين أمثال إبلِهم وغنمهم سواءً بالسِّنِّ والسِّمَة، فيقولون: لو لم يكن هذا ربَّنا لم يُحْيِ لنا موتانا. ومعه جبلٌ من مَرَقٍ، وعُراقُ اللحم حارٌّ لا يبرُدُ، ونهر جارٍ، وجبلٌ من جِنان وخُضرة، وجبلٌ من نار ودُخان، يقول: هذه جنتي، وهذه ناري، وهذا طعامي، وهذا شرابي. واليَسَعُ عليه السلام معه يُنذِرُ الناس، يقول: هذا المسيح الكذّاب؛ فاحذَرُوه -لعَنَه الله-. ويُعطيه اللهُ من السُّرعة والخِفَّة ما لا يلحَقُه الدجال، فإذا قال: أنا ربُّ العالمين. قال له الناس: كذَبْتَ. ويقول اليَسَع: صدَقَ الناس. فيمُرُّ بمكة، فإذا هو بخَلْقٍ عظيم، فيقول: مَن أنت؟ فيقول: أنا ميكائيل، بعثني الله لأمنَعَه من حَرَمِه. ويمرُّ بالمدينة، فإذا هو بخَلْقٍ عظيم، فيقول: مَن أنت؟ فيقول: أنا جبريل، بعثني الله لأمنَعَهُ مِن حَرَم رسوله. فيمُرُّ الدجال بمكة، فإذا رأى ميكائيل ولّى هاربًا، ويَصيحُ، فيخرُجُ إليه من مكة منافقُوها، ومن المدينة كذلك، ويأتي النذير إلى الذين فتَحُوا القسطنطينية، ومَن تألَّفَ من المسلمين ببيت المقدس. قال: فيتناولُ الدجال ذلك الرجل، فيقول: هذا الذي يزعُمُ أنِّي لا أقدِرُ عليه، فاقتُلُوه. فيُنشَرُ، ثم يقول: أنا أُحْيِيه، قُمْ. ولا يأذنُ الله لنفسٍ غيرِها، فيقول: أليسَ قد أمتُّكَ ثم أحييتُكَ؟ فيقول: الآن ازدَدتُ فيك يقينًا؛ بشَّرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّك تقتُلُني ثم أُحْيا بإذن الله. فيوضَعُ على جلْدِه صفائحُ من نُحاس فلا يَحِيكُ
(1)
فيه سلاحُهم، فيقول: اطرَحُوه في ناري. فيُحَوِّلُ اللهُ ذلك الجبلَ على النذير جِنانًا، فيشُكُّ الناس فيه، ويبادِرُ إلى بيت المقدس، فإذا صعِدَ على عَقَبَةِ أفِيقَ
(2)
وقَعَ ظِلُّه على المسلمين، فيُوتِرونَ قِسِيَّهم لقتاله، فأقواهم مَن بَرَكَ أو جَلَسَ من الجوع والضَّعف، ويسمعون النداء: جاءكُمُ الغَوْث. فيقولون: هذا كلام رجلٍ شبعان. وتُشرِقُ الأرض بنور ربِّها، وينزِلُ عيسى ابن مريم، ويقول: يا معشر المسلمين، احمَدُوا ربَّكم، وسبِّحُوهُ. فيفعلون، ويُريدون الفِرار، فيُضيِّقُ الله عليهم الأرض، فإذا
(1)
حاك السيف يحيك حَيكًا: إذا أثَّر. تاج العروس (حيك).
(2)
أفِيق: قرية من حوران في طريق الغور -وهو الأردن-. معجم البلدان 1/ 332، 333.
أتَوا باب لُدٍّ
(1)
في نصف ساعة فيُوافِقون عيسى، فإذا نظَرَ إلى عيسى يقول: أقِمِ الصلاة. فيقول الدجال: يا نبي الله، قد أُقيمتِ الصلاة. فيقول: يا عدوَّ الله، زعَمتَ أنك ربُّ العالمين، فلمَن تُصلِّي؟! فيضرِبهُ بمِقْرَعةٍ فيقتُلُه، فلا يبقى أحدٌ من أنصاره خلفَ شيءٍ إلا نادى: يا مؤمن، هذا دجالي فاقتُلْه. فيُمتَّعُون أربعين سنة، لا يموتُ أحدٌ، ولا يمرَضُ أحد، ويقول الرجل لغَنَمِه ولدوابِّه: اذهَبُوا فارعَوا. وتمرُّ الماشية بين الزَّرعين لا تأكلُ منه سُنبُلة، والحيّاتُ والعقارب لا تُؤذِي أحدًا، والسَّبُعُ على أبواب الدُّورِ لا يؤذي أحدًا، ويأخُذُ الرجل المُدَّ من القمح فيَبذُرُه بلا حرثٍ، فيجيءُ منه سبعمائة مُدٍّ، فيمكثُون في ذلك حتى يُكسَرَ سدُّ يأجوج ومأجُوج، فيموجُون ويُفسِدون، ويستغيثُ الناس فلا يُسْتجابُ لهم، وأهل طور سَيْناءَ هُمُ الذين فتَحَ الله عليهم، فيَدْعُون، فيبعثُ الله دابَّةً من الأرض ذاتَ قوائم، فتدخُلُ في آذانهم، فيُصبحون مَوْتى أجمعين، وتُنتِنُ الأرضُ منهم، فيؤذُون الناس بنَتَنِهم أشدَّ من حياتهم، فيستغيثُون بالله، فيبعثُ الله ريحًا يَمانيةً غبراءَ، فتصيرُ على الناس غمًّا ودخانًا، وتقعُ عليهم الزُّكْمة، ويُكشَفُ ما بهم بعدَ ثلاث، وقد قُذِفتْ جِيَفُهم في البحر، ولا يلبَثُون إلا قليلًا حتى تطلُعَ الشمس من مغرِبِها، وجفَّتِ الأقلام، وطُويتِ الصُّحف، ولا يُقبَلُ من أحد توبة، ويَخِرُّ إبليس ساجدًا يُنادِي: إلهي، مُرْنِي أن أسجُدَ لمن شئتَ. وتجتمعُ إليه الشياطين، فتقول: يا سيِّدَنا، إلى مَن تَفزَعُ؟ فيقول: إنّما سألتُ ربِّي أن يُنظِرني إلى يوم البعث، وقد طلَعتِ الشمس من مغربها، وهذا الوقتُ المعلوم. وتصيرُ الشياطين ظاهرةً في الأرض حتى يقولَ الرجل: هذا قريني الذي كان يُغويني، فالحمد لله الذي أخزاه. ولا يزالُ إبليسُ ساجدًا باكيًا حتى تخرُجَ الدابَّةُ فتقتُلَه وهو ساجد، ويتمتَّعُ المؤمنون بعد ذلك أربعين سنة لا يتمنَّوْن شيئًا إلا أُعطُوه، حتى تتِمَّ أربعون سنة بعد الدابة، ثم يعودُ فيهم الموت ويُسرِعُ، فلا يَبقى مؤمن، ويَبقى الكُفّار يتهارَجُون في الطُّرُق كالبهائم، حتى يَنكِحَ الرجلُ أُمَّه في وسَطِ الطريق، يقومُ واحدٌ عنها، وينزِلُ واحد، وأفضلُهم يقول: لو تنحَّيتُم عن الطريق كان أحسن. فيكونون على مثلِ ذلك حتى لا يولَدَ أحدٌ من نكاح، ثم يَعْقِمُ اللهُ النساءَ ثلاثين سنة، ويكونون كلُّهم أولادَ زنى، شرارَ الناس، عليهم تقومُ الساعة»
(2)
. (6/ 285)
(1)
لدّ: قرية قرب بيت المقدس من نواحي فلسطين. معجم البلدان 4/ 354.
(2)
أخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن 2/ 543 - 546 (1527)، وأخرج الحاكم بعضه 4/ 566 (8590)، وفيه محمد بن ثابت بن أسلم البناني.
قال الحاكم: «محمد بن ثابت بن أسلم البناني من أعزِّ البصريين وأولاد التابعين، إلا أن عبد الوهاب بن الحسين مجهول» . وقال الذهبي في التلخيص: «موضوع» . وقال ابن كثير في البداية والنهاية 19/ 211 - 214: «خبر عجيب، ونبأ غريب
…
قال شيخنا الحافظ الذهبي: وهذا الحديث شبه موضوع، وأبو عمر مجهول، وعبد الوهاب كذلك، وشيخه يقال له: البناني».
26833 -
عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:«إذا طلَعتِ الشمس من مغربها تَذهَلُ الأمهات عن أولادها، والأَحِبَّةُ عن ثمرات قلوبها، وتَشتغِلُ كلُّ نفسٍ بما أتاها، ولا يُقبَلُ بعدها لأحدٍ توبة، إلا مَن كان محسنًا في إيمانه، فإنه يُكتبُ لهم بعدَ ذلك كما كان يُكتبُ لهم قبلَ ذلك، وأمّا الكُفّار فتكون عليهم حسرةً وندامة، لو أنّ رجلًا أنتَج فرسًا لم يَرْكَبْه حتى تقوم الساعة، مِن لَدُن طلوع الشمس من مغربها إلى أن تقوم الساعة، ولَتَقُومَنَّ الساعةُ والناسُ في أسواقهم، قد نشَر الرجلان الثوبَ فلا يَتبايعانِه ولا يَطويانِه، وقد رفَع الرجل لقمتَه إلى فيهِ فلا يَطْعَمُها» . ثم تلا: {وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون} [العنكبوت: 53]
(1)
. (6/ 291)
26834 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية- في قوله: {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل} ، فهو آية، لا ينفعُ مشركًا إيمانُه عند الآيات، وينفعُ أهل الإيمان عند الآيات إن كانوا اكتسَبوا خيرًا قبل ذلك. قال ابن عباس: خرَج رسول الله صلى الله عليه وسلم عشيةً من العشيّات، فقال لهم: «يا عباد الله، توبوا إلى الله بقِرابٍ
(2)
، فإنّكم تُوشِكون أن ترَوُا الشمس من قِبَلِ المغرب، فإذا فعلتْ ذلك حُبِست التوبة، وطُوِي العمل، وخُتِم الإيمان». فقال الناس: هل لذلك من آيةٍ، يا رسول الله؟ فقال:«آيةُ تلكم الليلة أن تطولَ كقدْرِ ثلاث ليال، فيَستَيْقِظ الذين يخشون ربهم، فيُصَلُّون له، ثم يقضُون صلاتَهم والليلُ كأنه لم ينقضِ، فيضطجعون، حتى إذا استيقَظوا والليل مكانَه، فإذا رأوا ذلك خافوا أن يكونَ ذلك بينَ يدَيْ أمر عظيم، فإذا أصبَحوا فطال عليهم طلوع الشمس، فبينما هم ينتظِرونها إذ طلَعتْ عليهم من قِبَلِ المغرب، فإذا فعَلتْ ذلك لم ينفَعْ نفسًا إيمانُها لم تكُنْ آمنتْ مِن قبل»
(3)
. (6/ 270)
(1)
أخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن 2/ 655 (1844)، من طريق نوح بن أبي مريم، عن مقاتل بن حيان، عن عكرمة، عن ابن عباس به.
إسناده تالف؛ فيه نوح بن أبي مريم، قال عنه ابن حجر في التقريب (7210):«كذّبوه في الحديث، وقال ابن المبارك: كان يضع» .
(2)
بقِراب: مثلثة القاف، أي: بقُرَب. التاج (قرب).
(3)
أخرجه ابن جرير 10/ 21 دون قوله: «بقِرابٍ» ، وابن أبي حاتم 5/ 1428 (8145) واللفظ له، من طريق محمد بن سعد العوفي، عن أبيه، قال: حدِّثني عمي الحسين بن الحسن، عن أبيه، عن جدِّه عطية العوفي، عن ابن عباس به.
إسناده ضعيف، لكنها صحيفة صالحة ما لم تأت بمنكر أو مخالفة. وينظر: مقدمة الموسوعة.
26835 -
عن قتادة بن دعامة، في قوله:{يوم يأتي بعض آيات ربك} الآية، قال: ذُكِر لنا: أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «بادِروا بالأعمال سِتًّا: طلوع الشمس من مغربها، والدَّجّال، والدُّخان، ودابة الأرض، وخُوَيْصَّةَ أحدِكم
(1)
، وأمرَ العامة؛ القيامة». ذُكِر لنا: أنّ قائلًا قال: يا نبي الله، ما آيةُ طلوع الشمس من مغربها؟ قال:«تطولُ تلك الليلة حتى تكون قدْرَ ليلتين، فيقوم المتهَجِّدون لحينِهم الذي كانوا يُصَلُّون فيه، فيُصَلُّون حتى يقضوا صلاتَهم والنجومُ مكانها لا تَسْرِى، ثم يأتون فُرُشَهم، فيرقُدون حتى تَكِلَّ جُنوبُهم، ثم يقومون فيُصَلُّون حتى يتطاول عليهم الليل، فيفزَعُ الناس، ثم يُصْبِحون، ولا يُصْبِحون إلا عصرًا عصرًا، فبينما هم ينتظِرونها من مشرقها إذ فجِئَتْهم من مغربها»
(2)
. (6/ 270)
26836 -
عن عبد الله بن مسعود -من طريق زُرارة بن أوْفى- في قوله: {يوم يأتي بعض آيات ربك} ، قال: طلوع الشمس من مغربها
(3)
. (6/ 266)
26837 -
عن عبد الله بن مسعود -من طريق مسروق- {يوم يأتي بعض آيات ربك} ، قال: طلوع الشمس والقمر من مغربهما مُقْتَرِنَيْن، كالبعيرين القَرِينَيْن. ثم قرأ:{وجمع الشمس والقمر} [القيامة: 9]
(4)
. (6/ 266)
26838 -
عن عبد الله بن مسعود -من طريق القاسم- قال: التوبة معروضةٌ على ابن آدم، ما لم يخرُجْ إحدى ثلاث: ما لم تطلُعِ الشمس من مغربها، أو تخرُجِ الدّابَّةُ، أو يخرُجْ يأجوج ومأجوج. وقال: مهما يأتي عليكم عامٌ فالآخرُ شرٌّ
(5)
[2444]. (6/ 275)
[2444] رجَّح ابنُ جرير (10/ 28) مستندًا إلى السُّنَّة قول ابن عباس، وعبد الله بن عمرو من طريق عبدالله بن أبي مليكة، وابن مسعود من طريق أشعث بن أبي الشعثاء، ومسروق، وصفوان بن عسال، وعبيد بن عمير، ومجاهد، والضحاك، ومحمد بن كعب، والسدي؛ أنّ الآية في قوله:{يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ} هي: طلوع الشمس من مغربها؛ لتظاهر الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «ذلك حين تطلع الشمس من مغربها» .
وانتَقَد ابنُ عطية (3/ 500) مستندًا إلى السُّنَّة قول ابن مسعود، فقال:«وهذا فيه نظر؛ لأن الأحاديث تردُّه، وتُخَصِّص الشمس» .
_________
(1)
يريد: حادثة الموت التي تخص كل إنسان، وهي تصغير خاصة، وصُغِّرت لاحتقارها في جنب ما بعدها من البعث والعرض والحساب وغير ذلك. النهاية (خصص).
(2)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.
(3)
أخرجه سعيد بن منصور (939 - تفسير)، وابن جرير 10/ 22، وابن أبي شيبة 15/ 179، ونعيم بن حماد في الفِتن (1841، 1848) من طريق مسروق. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، والطبراني.
(4)
أخرجه ابن جرير 10/ 24 بلفظ: طلوع الشمس من مغربها مع القمر كالبعيرين القرينين، وابن أبي حاتم 5/ 1427 بلفظ: طلوع الشمس والقمر كالبعيرين القرينين من مغربها، وأبو الشيخ (665)، والطبراني (9019) بلفظ: طلوع الشمس مع القمر من مغربها كالبعيرين القرينين. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، والفريابي، وعبد بن حميد.
(5)
أخرجه ابن جرير 10/ 26، والطبراني (9837). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
26839 -
عن عبد الله بن مسعود -من طريق أبي عبيدة- قال: مضَتِ الآياتُ غير أربعة: الدَّجّال، والدّابَّة، ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، والآية التي يختِمُ الله بها الأعمال طلوع الشمس من مغربها. ثم قرأ:{يوم يأتي بعض آيات ربك} الآية. قال: فهي طلوع الشمس من مغربها
(1)
. (6/ 276)
26840 -
عن عبد الله بن مسعود -من طريق أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه- في قوله:{لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل} ، قال: لا تزال التوبةُ مبسوطةً ما لم تطلع الشمس من مغربها
(2)
. (ز)
26841 -
عن عبد الله بن مسعود، قال: إنّ الناس بعدَ الآية يُصَلُّون ويَصومون ويحُجُّون، فيتقبَّل الله ممن كان يتقبَّلُ منه قبل الآية، ومَن لم يتقبَّلْ منه قبل الآية لم يتقبَّلْ منه بعد الآية
(3)
. (6/ 278)
26842 -
عن عبد الله بن مسعود أنّه قال ذات يوم لجُلسائه: أرأيتم قول الله عز وجل: {تغرب في عين حمئة} [الكهف: 86]، ماذا يعني بها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنّها إذا غرَبتْ سجدَتْ له، وسبَّحتْه، وعظَّمَتْه، وكانت تحت العرش، فإذا حضَرَ طلوعُها سجَدتْ له، وسبَّحته، وعظَّمته، واستأذَنَته، فيؤذنُ لها، فإذا كان اليومُ الذي تُحبَسُ فيه سجدَتْ له، وسبَّحَتْه، وعظَّمَتْه، ثم استأذَنَته، فيقال لها: اثبُتي. فإذا حضر طلوعها سجدَت له، وسبَّحته، وعظَّمته، ثم استأذَنَته، فيُقال لها: اثبُتي. فتُحبَسُ مقدار ليلتين. قال: ويفزَعُ إليها المُتَهَجِّدون، ويُنادي الرجلُ جاره: يا فلان، ما شأنُنا الليلة؟ لقد نمِتُ حتى شبِعتُ، وصلَّيتُ حتى أعْيَيْتُ! ثم يقال لها: اطلُعي من حيث
(1)
أخرجه ابن جرير 10/ 23، وابن أبي شيبة 15/ 65 - 66، 179 - 180، والحاكم 4/ 545، والبيهقي في الاعتقاد ص 285. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن مردويه.
(2)
أخرجه ابن جرير 10/ 25.
(3)
عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
غرَبْتِ، فذاك يوم {لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل} الآية
(1)
. (6/ 280)
26843 -
عن أبي هريرة -من طريق ابن سيرين- قال: التوبةُ مقبولةٌ ما لم تطلع الشمس من مغربها
(2)
. (ز)
26844 -
عن عائشة -من طريق عامر الشعبي- قالت: إذا خرَجت أولُ الآيات طُرِحَتِ الأقلام، وطُويَتِ الصحف، وحُبِسَتِ الحفَظَة، وشهِدَتِ الأجساد على الأعمال
(3)
. (6/ 276)
26845 -
عن أبي سعيد الخدري -من طريق عطية- {يوم يأتي بعض آيات ربك} ، قال: طلوع الشمس من مغربها
(4)
. (6/ 266)
26846 -
عن عبد الله بن عمرو بن العاص -من طريق عبد الله بن أبي مليكة- قال: الآيةُ التي لا ينفع نفسًا إيمانُها: إذا طلعتِ الشمسُ من مغربها
(5)
. (6/ 273)
26847 -
عن عبد الله بن عمرو بن العاص -من طريق وهب بن جابر الخَيْوانِيِّ- قال: إنّ الشمس إذا غرَبت سلَّمتْ، وسجَدَتْ، واستأذَنتْ، فيُؤْذَنُ لها، حتى إذا كان يومًا غرَبت، فسلَّمتْ، وسجدتْ، واستأذَنتْ، فلا يُؤْذَنُ لها، فتقول: يا ربِّ، إنّ المشرق بعيد، وإنِّي إلّا يؤذَنْ لي لا أبلُغْ. قال: فتُحبَسُ ما شاء الله، ثم يقال لها: اطلُعي من حيث غرَبْتِ. فمن يومِئذٍ إلى يوم القيامة {لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت} الآية
(6)
. (6/ 273)
26848 -
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: إنّ يأجوج ومأجوج ما يموتُ
(1)
أخرجه أبو الشيخ في العظمة (637). وعزاه السيوطي إلى البيهقي.
(2)
أخرجه ابن جرير 10/ 17.
(3)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 222، وابن جرير 10/ 27، وابن أبي شيبة 15/ 179. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(4)
أخرجه ابن أبي شيبة 15/ 179. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(5)
أخرجه ابن جرير 10/ 22، وابن أبي حاتم 5/ 1428. وعزاه السيوطي إلى البيهقي في البعث.
(6)
أخرجه أبو الشيخ في العظمة (631) في تفسير قوله: {والشمس تجري لمستقر لها} [يس: 38] من طريق وهب بن جابر، والحاكم 4/ 500. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وأخرجه يحيى بن سلام 1/ 347 مطولًا بلفظ يختلف قليلًا، وفيه: ثم تستأذن فلا يؤذن لها، فتقول: يا رب إن المشرق بعيد ولا أبلغه إلا بجهد، فتُحبس حتى يجيء القمر، فيُسلِّم فلا يُردُّ عليه، فيسجد فلا يُنظر إليه، ويستأذن فلا يُؤذن له، ثم يقال لهما: ارجعا من حيث جئتما. فيطلعان من المغرب كالبعيرين المقترنين، وهو قوله:{هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا} وهو طلوع الشمس من المغرب.
الرجل منهم حتى يُولَدَ له مِن صُلْبِه ألفٌ فصاعدًا، وإنّ مِن ورائهم ثلاثَ أُمَم ما يعلم عِدَّتَهم إلا الله: منسكُ، وتأويلُ، وتاريسُ، وإنّ الشمس إذا طلَعتْ كلَّ يوم أبصَرَها الخلقُ كلُّهم، فإذا غربتْ خرَّت ساجدة، فتُسَلِّمُ، وتستأذنُ، فلا يؤذَنُ لها، ثم تستأذِنُ فلا يؤذَنُ لها، ثم الثالثة فلا يؤذَنُ لها، فتقول: يا ربِّ، إنّ عبادك ينظُرُوني والمدى بعيد. فلا يؤذَنُ لها، حتى إذا كان قدْرُ ليلتين أو ثلاث قيل لها: اطلُعي من حيثُ غرَبْتِ. فتطلُعُ، فيراها أهلُ الأرضِ كلُّهم، وهي -فيما بلَغَنا- أولُ الآيات؛ لا ينفع نفسًا إيمانُها لم تكن آمنت من قبل، فيذهب الناس فيتصدَّقون بالذهب الأحمر، فلا يؤخَذُ منهم، ويقال: لو كان بالأمس
(1)
. (6/ 279)
26849 -
عن صفوان بن عسال -من طريق زِرِّ بن حُبَيْش- قال: إذا طلعت الشمس من مغربها فيومئذ لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل
(2)
. (ز)
26850 -
عن عبد الله بن عمر -من طريق عبد الرحمن بن البَيْلَمانيِّ- قال: يبيتُ الناس يسيرون إلى جَمْعٍ
(3)
، وتبيتُ دابَّةُ الأرض تسرِي إليهم، فيُصبِحون وقد جعَلَتهم بين رأسها وذَنَبها، فما مِن مؤمن إلا تمسَحُه، ولا منافقٍ ولا كافر إلا تخطِمُه، وإنّ التوبة لَمَفتوحة، ثم يخرُجُ الدَّجّال، فيأخُذُ المؤمن منه كهيئة الزُّكْمة، ويدخُلُ في مسامع الكافر والمنافق، حتى يكون كالشيء الحنِيذ، وإنّ التوبة لَمفتوحة، ثم تطلع الشمس من مغربها
(4)
. (6/ 278)
26851 -
عن عُبيد بن عُمير -من طريق عمرو بن دينار- {يوم يأتي بعض آيات ربك} ، قال: طلوع الشمس من مغربها
(5)
. (ز)
26852 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {يوم يأتي بعض آيات ربك} ، قال: طلوع الشمس من مغربها
(6)
. (6/ 266)
26853 -
عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق الحسن بن عقبة أبي كِيرانَ- {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها} ، قال: طلوع الشمس من مغربها
(7)
. (ز)
26854 -
عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد بن سليمان- يقول، في قوله:
(1)
عزاه السيوطي إلى البيهقي.
(2)
أخرجه ابن جرير 10/ 21.
(3)
جمع: المزدلفة. النهاية (جَمَعَ).
(4)
أخرجه الحاكم 4/ 485.
(5)
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (ت: محمد عوامة) 19/ 311 (36150)، وابن جرير 10/ 25.
(6)
تفسير مجاهد ص 331، وأخرجه ابن جرير 10/ 12. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(7)
أخرجه ابن جرير 10/ 25.