الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العلانية، فإذا خلا مع أهل ثقته قال: ما محمد مِن أهل الكذب، وإنِّي لَأحسبه صادقًا. وكان إذا لقي النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنّا لنعلم أن هذا الذي تقول حق، وإنّه لا يمنعنا أن نتَّبِع الهدى معك إلا مخافة أن يتخطفنا الناس -يعني: العرب- من أرضنا إن خرجنا، فإنما نحن أكلة رأس، ولا طاقة لنا بهم. نظيرها في القصص [57]:{وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا} . فأنزل الله: {قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون}
(1)
. (ز)
تفسير الآية:
{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ}
24761 -
عن علي بن أبي طالب -من طريق سالم بن أبي حفصة- أنّه قرَأ: «فَإنَّهُمْ لا يُكْذِبُونَكَ» خفيفةً. قال: لا يجيئون بحقٍّ هو أحقُّ مِن حقِّك
(2)
. (6/ 41)
24762 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- أنّه قرَأ: «فَإنَّهُم لا يُكْذِبُونَكَ» مخففةً. قال: لا يقدِرون على ألّا تكونَ رسولا، ولا على ألّا يكونَ القرآنُ قرآنًا، فأمّا أن يُكَذِّبوك بألسنتِهم فهم يكذِّبونك، فذاك الإكذابُ، وهذا التكذيب
(3)
[2256]. (6/ 41)
[2256] وجَّه ابنُ جرير (9/ 219) هذه القراءة بأنها جاءت بمعنى: إنهم لا يكذبونك فيما أتيتهم به من وحي الله، ولا يدفعون أن يكون ذلك صحيحًا، بل يعلمون صحته، ولكنهم يجحدون حقيقته قولًا، فلا يؤمنون به. ثم قال:«وكان بعض أهل العلم بكلام العرب يحكي عن العرب أنهم يقولون: أكذبت الرجل: إذا أخبرت أنه جاء بالكذب ورواه. قال: ويقولون: كذبته: إذا أخبرت أنه كاذب» .
وبنحوه وجَّه ابنُ عطية (3/ 350 - 351)، غير أنّه ذكر أنّ المعنى على هذه القراءة يحتمل أن يكون: فإنهم لا يكذبونك تكذيبًا يضرُّك؛ إذ لست بكاذب في حقيقتك، فتكذيبهم كلا تكذيب. ويحتمل أن يكون: فإنهم لا يكذبونك على جهة الإخبار عنهم أنهم لا يكذبون، وأنهم يعلمون صدقه ونبوته، ولكنهم يجحدون عنادًا منهم وظلمًا.
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 558.
(2)
أخرجه سعيد بن منصور (877 - تفسير)، وابن أبي حاتم 4/ 1283، والضياء في المختارة (749). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ.
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم 4/ 1282، والطبراني (12658). وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.