الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ
(65)}
نزول الآية:
25078 -
عن جابر بن عبد الله -من طريق عمرو- قال: لَمّا نزلت هذه الآية: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعوذُ بوجهِك» . {أو من تحت أرجلكم} قال: «أعوذُ بوجهك» . {أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض} قال: «هذا أهْون» أو «أيْسر»
(1)
. (6/ 73)
25079 -
عن مجاهد بن جبر =
25080 -
ومقاتل بن حيان، مثله
(2)
. (ز)
25081 -
عن جابر بن عبد الله -من طريق أبي الزبير- قال: لَمّا نزلت: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعوذ بالله من ذلك» . {أو يلبسكم شيعا} قال: «هذا أيسر» . ولو استَعاذه لأعاذه
(3)
. (6/ 74)
25082 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عمرو بن قيس، عن رجل حدَّثه- قال: لَمّا نزلت هذه الآية: {قل هو القادر} قام النبي صلى الله عليه وسلم فتَوَضَّأ، ثم قال:«اللَّهُمَّ، لا تُرسِل على أمتي عذابًا من فوقهم ولا من تحت أرجلهم، ولا تَلْبِسهم شِيعًا، ولا تُذِق بعضَهم بأسَ بعض» . فأتاه جبريل، فقال: إنّ الله قد أجار أُمَّتَك أن يُرسِل عليهم
(1)
أخرجه البخاري 6/ 56 (4628)، 9/ 101 (7313)، 9/ 121 (7406)، وعبد الرزاق في تفسيره 2/ 54 (815)، وسعيد بن منصور في التفسير من سننه 5/ 23 - 24 (882)، وابن جرير 9/ 302، 305، وابن أبي حاتم 4/ 1309 (7396)، 4/ 1310 (7406).
(2)
أخرجه مجاهد في تفسيره ص 323، وابن جرير 9/ 299، 301 - 302، وابن أبي حاتم 4/ 1310 (7404)، 4/ 1311 (7413).
(3)
أخرجه الطبراني في الأوسط 9/ 36 - 37 (9068)، وابن جرير 9/ 302، وابن أبي حاتم 4/ 1311 (7411)، من طريق ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن أبي الزبير، عن جابر به.
إسناده ضعيف؛ فيه ابن لهيعة، قال عنه ابن حجر في التقريب (3663):«صدوق من السابعة، خلط بعد احتراق كتبه» . وقال ابن حجر في الفتح 8/ 293: «ما زاده الطبراني من طريق أبي الزبير عن جابر في حديث الباب بعد قوله قال ليس هذا قال:» ولو استعاذه لأعاذه «فهو محمول على أنّ جابرًا لم يسمع بقية الحديث، وحفظه سعد بن أبي وقاص وغيره، ويحتمل أن يكون قائل:» ولو استعاذه «الخ بعض رواته دون جابر» .
عذابًا من فوقِهم، أو من تحت أرجلهم
(1)
. (6/ 75)
25083 -
عن معاوية بن أبي سفيان، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:«تَحَدَّثون أنِّي مِن آخركم وفاة؟» . قلنا: أجل. قال: «فإنِّي من أوَّلِكم وفاة، وتتبعوني أفْنادًا
(2)
، يُهلِكُ بعضُكم بعضًا». ثم نزع بهذه الآية:{قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم} حتى بلغ: {لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون}
(3)
. (6/ 76)
25084 -
عن عبد الله بن شداد، قال: فقَد معاذُ بن جبل أو سعدُ بن معاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجده قائمًا يُصلِّي في الحرَّة، فأتاه فتَنَحْنَح، فلمّا انصرف قال: يا رسول الله، رأيتُك صلَّيتَ صلاةً لم تُصلِّ مثلَها! قال:«صلَّيتُ صلاة رغبة ورهبة، سألتُ ربي فيها ثلاثًا، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة؛ سألتُه ألا يُهلِكَ أمتي جوعًا، ففعل» . ثم قرأ: {ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين} الآية [الأعراف: 130]. «وسألتُه ألّا يُسلِّط عليهم عدوًّا من غيرهم، ففعل» . ثم قرأ: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق} إلى آخر الآية [التوبة: 33، الفتح: 28]. «وسألتُه ألّا يجعل بأسهم بينهم، فمنعني» . ثم قرأ: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم} إلى آخر الآية. ثم قال: «لا يزالُ هذا الدينُ ظاهرًا على مَن ناوَأهم»
(4)
. (6/ 80)
(1)
أخرجه ابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير 3/ 274 - 275 - ، من طريق شجاع بن الوليد، حدثنا عمرو بن قيس، عن رجل، عن ابن عباس به.
إسناده ضعيف؛ فيه إبهام وجهالة الراوي عن ابن عباس.
وأخرجه الخطيب في موضّح أوهام الجمع 2/ 407، من طريق القاسم بن الوليد، عن أبي هشام، عن أبي صالح، عن ابن عباس به.
إسناده ضعيف؛ فيه أبو هشام، وهو عطية العوفي، وأبو صالح وهو باذام، وكلاهما ضعيف.
(2)
أفنادًا: أي: جماعات متفرقين قومًا بعد قوم، واحدهم فِنْد. يقال: هم فند على حدة، أي: فئة. النهاية (فَنِدَ).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير 19/ 386 (905)، وفي مسند الشاميين 3/ 251 - 252 (2192)، وأخرجه أبو يعلى 13/ 355 (7366) دون ذكر الآية.
قال الهيثمي في المجمع 7/ 306 (12351): «رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط، والكبير
…
، ورجالهم ثقات». وقال ابن حجر في إتحاف المهرة 8/ 56 (7469):«رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف؛ لتدليس الوليد بن مسلم» .
(4)
أخرجه أحمد 36/ 400 (22081)، وابن ماجه 2/ 1303 (3951)، وابن خزيمة 2/ 225 بنحوه.
قال البوصيري في مصباح الزجاجة 4/ 170: «هذا إسناد صحيحٌ، رجاله ثقات» . وقال الألباني في الصحيحة 2/ 302: «رجاله ثقات، رجال الشيخين، غير رجاء الأنصاري، وهو مجهول، فقد قال الذهبي: ما روى عنه سوى الأعمش. فأنّى لإسناده الصحة! نعم للحديث طريق آخر وشواهدُ يَتَقَوّى بها» .
25085 -
عن عبد الله بن خباب بن الأَرتّ عن أبيه في قوله: {أو يلبسكم شيعا} ، أنه راقب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يُصلِّي، حتى إذا كان في الصبح قال له: يا نبي الله، لقد رأيتُك تُصلِّي هذه الليلة صلاةً ما رأيتُك تُصلِّي مثلَها! قال:«أجل، إنّها صلاة رغبة ورهبة، سألتُ ربي فيها ثلاثَ خصال، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة؛ سألتُه ألّا يُهلِكَنا بما أهلك به الأممَ قبلكم، فأعطاني، وسألتُه ألّا يُسلِّط علينا عدوًّا من غيرنا، فأعطاني، وسألتُه ألّا يَلبِسَنا شِيَعًا، فمنعني»
(1)
. (6/ 80)
25086 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا} الآية، ذُكِرَ لنا: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى ذات يوم الصبحَ، فأطالها، فقال له بعض أهله: يا نبي الله، لقد صليت صلاة ما كنت تصليها، قال:«إنها صلاة رغبة ورهبة، وإني سألتُ ربي فيها ثلاثًا: سألته أن لا يُسَلِّط على أمتي عدوًّا من غيرهم فيهلكهم، فأعطانيها، وسألته أن لا يُسَلِّط على أمتي السَّنة، فأعطانيها، وسألته أن لا يلبسهم شيعًا ولا يذيق بعضُهم بأس بعض، فمنعنيها» . ذُكِر لنا: أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين، لا يضرهم مَن خذلهم، حتى يأتي أمر الله»
(2)
. (ز)
25087 -
عن الحسن -من طريق أبي بكر- قال: لَمّا نزلت هذه الآية: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا} قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتَوَضَّأ، فسأل ربَّه ألّا يرسلَ عليهم عذابًا مِن فوقهم، أو من تحت أرجلهم، ولا يَلبِسَ أمته شِيَعًا ويُذِيقَ بعضهم بأس بعض كما أذاق بني إسرائيل، فهبط إليه جبريل، فقال: يا محمد، إنّك سألتَ ربَّك أربعًا، فأعطاك اثنتين، ومنَعك اثنتين؛ لن يأتيهم عذابٌ مِن فوقهم، ولا مِن تحت أرجلهم يَستأصِلُهم، فإنّهما عذابان لكل أمة استَجْمعت على تكذيب نبيها وردِّ كتاب ربِّها، ولكنهم يَلبِسُهم شِيعًا ويُذِيقُ بعضهم بأس بعض، وهذان عذابان لأهل الإقرار بالكتب والتصديق بالأنبياء، ولكن يُعذَّبون بذنوبهم. وأوحى إليه:{فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} يقول: مِن أمتك، {أو نرينك الذي وعدناهم} من العذاب وأنت حيٌّ {فإنا عليهم مقتدرون} [الزخرف: 41 - 42]. فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم، فراجع ربَّه، فقال: «أيُّ
(1)
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/ 52 (813). وأخرجه أحمد 34/ 532 - 533 (21053)، والترمذي 4/ 247 (2316)، والنسائي 3/ 216 (1638)، وابن حبان 16/ 218 (7236) دون ذكر الآية.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» . وقال النووي في خلاصة الأحكام 1/ 595: «بإسناد صحيح» .
(2)
أخرجه ابن جرير 9/ 302 مرسلًا.
مصيبة أشدُّ مِن أن أرى أُمَّتي يُعَذِّبُ بعضُها بعضًا؟!». وأوحى إليه: {الم * أحسب الناس أن يتركوا} الآيتين [العنكبوت: 1 - 2]. فأعلَمه أنّ أُمَّته لم تُخصَّ دونَ الأمم بالفتن، وأنها ستُبتَلى كما ابتُلِيتِ الأمم، ثم أنزَل عليه:{قل رب إما تريني ما يوعدون * رب فلا تجعلني في القوم الظالمين} [المؤمنون: 93 - 94]، فتعوَّذ نبي الله، فأعاذه الله، لم يَرَ من أمته إلا الجماعة والأُلفة والطاعة، ثم أنزَل عليه آيةً حذَّر فيها أصحابه الفتنة، فأخبره أنه إنما يُخصُّ بها ناسٌ منهم دون ناس، فقال:{واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب} [الأنفال: 25]، فخصَّ بها أقوامًا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بعده، وعصَم بها أقوامًا
(1)
. (6/ 83)
25088 -
عن أبي الزبير محمد بن مسلم المكي -من طريق خالد بن يزيد- قال: لَمّا نزلت هذه الآية: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعوذ بالله من ذلك» . قال: {أو من تحت أرجلكم} قال: «أعوذ بالله من ذلك» . قال: {أو يلبسكم شيعا} قال: «هذه أيسر» . ولو استعاذه لأعاذه
(2)
. (ز)
25089 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {من فوقكم أو من تحت أرجلكم} لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأعفاكم منه، {أو يلبسكم شيعا} قال: ما كان فيكم من الفتن والاختلاف
(3)
. (ز)
25090 -
عن الحسن البصري -من طريق حفص بن سليمان - في قوله: {عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم} قال: هذا للمشركين، {أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض} قال: هذا للمسلمين
(4)
. (6/ 85)
25091 -
قال الحسن البصري =
25092 -
وقتادة بن دعامة: قوله عز وجل: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم} نزلت الآية في أهل الإيمان
(5)
[2292]. (ز)
[2292] اختُلِف فيمن عني بهذه الآية على قولين: الأول: عني بها المؤمنين من أمة محمد، وفيهم نزلت. والثاني: عني ببعضها أهل الشرك، وببعضها أهل الإسلام.
ورجَّح ابنُ جرير (9/ 308) أنها في المشركين، وأنها خطاب لهم مستندًا إلى السياق، وعلَّل ذلك بقوله:«وذلك أنها تتلو قوله: {قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين. قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون}. ويتلوها قوله: {وكذب به قومك وهو الحق}. وغير جائز أن يكون المؤمنون كانوا به مكذبين، فإذا كان غير جائز أن يكون ذلك كذلك، وكانت هذه الآية بين هاتين الآيتين؛ كان بيِّنًا أنّ ذلك وعيد لمن تقدَّم وصف الله إيّاه بالشرك، وتأخَّر الخبرُ عنه بالتكذيب، لا لمن لم يَجْرِ له ذِكْرٌ، غير أنّ ذلك وإن كان كذلك فإنه قد عَمَّ وعيده بذلك كل مَن سلك سبيلهم مِن أهل الخلاف على الله وعلى رسوله، والتكذيب بآيات الله من هذه وغيرها» .
وبنحوه رجَّح ابنُ عطية (3/ 382).وعلَّق ابنُ عطية (3/ 382) على هذا الخلاف بقوله: «وهذا الاختلاف إنما هو بحسب ما يظهر من أنّ الآية تتناول معانيها المشركين والمؤمنين» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 9/ 305 - 306 مرسلًا.
(2)
أخرجه ابن جرير 9/ 307 مرسلًا.
(3)
تفسير مجاهد ص 323 بنحوه، وأخرجه ابن جرير 9/ 301.
(4)
أخرجه ابن جرير 9/ 308، وابن أبي حاتم 4/ 1310. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(5)
تفسير البغوي 3/ 153.