الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أوحيت إلى الحواريين}، قال: قذف في قلوبهم
(1)
[2206]. (ز)
24303 -
قال مقاتل بن سليمان: {وإذْ أوْحَيْتُ إلى الحَوارِيِّينَ} ، وهم: القَصّارون مُبَيِّضو الثياب، وكانوا اثني عشر رجلًا، والوحي إليهم من الله عز وجل هو إلهام، قَذَف في قلوبهم التصديق بالله عز وجل بأنّه واحد لا شريك له
(2)
. (ز)
{أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ
(111)}
24304 -
قال مقاتل بن سليمان: {أنْ آمِنُوا بِي} : أن صدِّقوا بأنِّي واحد ليس معي شريك، {وبِرسولي} عيسى ابن مريم أنّه نبي رسول. {قالُوا آمَنّا} يعني: صدَّقنا بما جاء به من عند الله، ونشهد أنّ الله عز وجل واحد لا شريك له، وأنك رسوله، {واشْهَدْ} يا عيسى {بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ} يعني: مخلصون بالتوحيد
(3)
[2207]. (ز)
[2206] اختلف المفسرون في معنى {أوحيت} على قولين: الأول: ألهمتهم. والثاني: قذفت في قلوبهم.
ورأى ابنُ جرير (9/ 116) تقارب المعاني بينهما، فقال:«وقد اختلفت ألفاظ أهل التأويل في تأويل قوله: {وإذ أوحيت}، وإن كانت متفقة المعاني» .
وذكر ابنُ كثير (5/ 413) القول بكونه وحي إلهام، وجعل نظيرًا له قوله تعالى:«{وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه [القصص: 7]، وقوله تعالى: {وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا} [النحل: 68]» .
ثم ذكر (5/ 414) احتمالًا آخر في معنى الوحي غير الإلهام، والقذْف في القلب، فقال:«ويحتمل أن يكون المراد: وإذ أوحيت إليهم بواسطتك، فدعوتهم إلى الإيمان بالله وبرسوله، واستجابوا لك وانقادوا وتابعوك، فقالوا: {آمنا واشهد بأننا مسلمون}» .
[2207]
ذكر ابنُ عطية (3/ 298) أن قوله تعالى: {واشهد} يحتمل احتمالين: الأول: أن يكون مخاطبة منهم لله تعالى. الثاني: أن يكون لعيسى عليه السلام.
_________
(1)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 200.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 517.
وتقدمت الآثار مفصلة في معنى الحواريين عند تفسير قوله تعالى: {قالَ الحَوارِيُّونَ نَحْنُ أنْصارُ اللَّهِ} [آل عمران: 52]، وقد أحال ابن جرير 9/ 116 إليها، بينما أعادها هنا ابن أبي حاتم 4/ 1242 - 1243.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 517.