الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4387 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق شهر- أنه قرأ: (ولِكُلِّ وِجْهَةٍ هُوَ مُوَلِّيها) مضاف. قال: مُواجِهها. قال: صَلّوا نحو بيت المقدس مرّة، ونحو الكعبة مرّة
(1)
[556]. (2/ 33)
4388 -
عن منصور [بن المعتمر]-من طريق جرير- قال: نحن نقرؤها: (ولِكُلٍّ جَعَلْنا قِبْلَةً يَرْضَوْنَها)
(2)
. (2/ 34)
تفسير الآية:
4389 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: {ولكل وجهة هو موليها} ، يعني بذلك: أهل الأديان. يقول: لكلٍّ قبلةٌ يَرْضَوْنَها، ووَجْهُ الله حيث توجَّه المؤمنون، وذلك أن الله قال:{فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم} [البقرة: 115]
(3)
. (2/ 33)
4390 -
عن أبي العالية: {ولكل وجهة هو موليها} ، قال: لليهود وِجْهَةٌ هو مُوَلِّيها، وللنصارى وِجْهَةٌ هو مُوَلِّيها، فهداكم الله -أنتم أيتها الأمة- القِبلةَ التي هي القِبلةُ
(4)
. (2/ 34)
4391 -
عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق أبي سِنان- في قوله: {ولكل وجهة هو موليها} ، قال: لكل أهل دِينٍ قِبْلَةٌ يُصَلُّون إليها
(5)
. (ز)
[556] انتَقَدَ ابنُ جرير (2/ 678) هذه القراءة لمخالفتها لغة العرب، فقال:«وذلك لحن، لا تجوز القراءة به؛ لأن ذلك إذا قرئ كذلك كان الخبر غير تام، وكان كلامًا لا معنى له، وذلك غير جائز أن يكون من الله» .
وتَعَقَّبه ابنُ عطية (2/ 680) بقوله: «وحكى الطبريُّ أن قومًا قرؤوا: {ولِكُلّ وِجْهَةٍ} بإضافة {كل} إلى {وجهة}، وخَطَّأها الطبري. وهي مُتَّجِهَة» .
_________
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 1/ 257.
وهي قراءة شاذة. ينظر: البحر المحيط 1/ 611.
(2)
أخرجه ابن جرير 2/ 677، وابن أبي داود في المصاحف ص 55.
وهي قراءة شاذة.
(3)
أخرجه ابن جرير 2/ 675، وابن أبي حاتم 1/ 256.
(4)
عزاه السيوطي إلى أبي داود في ناسخه.
(5)
أخرجه سعيد بن منصور في سننه (ت: سعد آل حميد) 2/ 629 (228). وعلّق ابن أبي حاتم 1/ 256 نحوه.
4392 -
عن مجاهد بن جَبْر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: {ولكل وجهة هو موليها} ، قال: لِكُلِّ صاحب مِلَّةٍ قبلةٌ، وهو مُسْتَقْبِلُها
(1)
. (2/ 34)
4393 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ليث- في قوله: {ولكل وجهة هو مولّيها} ، قال: أمَرَ كُلَّ قوم أن يُصَلُّوا إلى الكعبة
(2)
. (ز)
4394 -
عن الحسن البصري، نحو ذلك
(3)
. (ز)
4395 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- {ولكل وجهة هو موليها} ، قال: هي صلاتهم إلى بيت المقدس، وصلاتهم إلى الكعبة
(4)
[557]. (2/ 33)
4396 -
عن ابن جُرَيْج، قال: قلتُ لعطاء [بن أبي رباح]: قوله: {ولكل وجهة هو موليها} . قال: كُلُّ أهل دين؛ اليهود والنصارى
(5)
. (ز)
4397 -
عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- {ولكل وجهة هو موليها} ، يقول: لكلِّ قومٍ قِبْلَةٌ قد وُلُّوها
(6)
. (ز)
4398 -
عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- {ولكل وجهة} قال: وجْهٌ، {ولكلٍّ وجهة هو موليها} ؛ فلليهوديّ وجهة هو موليها، وللنصارى وجهة هو موليها، وهداكم الله عز وجل -أنتم أيها الأمَّة- للقِبلة التي هي قبلة
(7)
. (ز)
4399 -
قال مقاتل بن سليمان: {ولكل وجهة هو موليها} ، يقول: لكُلِّ أهل ملةٍ قِبْلَةٌ هم مستقبلوها، يريدون بها الله عز وجل
(8)
[558]. (ز)
[557] وجَّه ابنُ جرير (2/ 676) قولَ قتادة، فقال:«وتأويل قائلي هذه المقالة: ولِكُلِّ ناحيةٍ وجَّهَكَ إليها ربُّك -يا محمد- قبلةُ الله عز وجل مُوَلِّيها عباده» .
[558]
لم يذكر ابنُ جرير (2/ 677 - 678 بتصرف) في معنى قوله: {هو موليها} غير هذا القول.
ورجّح ابنُ القيم (1/ 150) ما ذهب إليه ابنُ جرير من أنّ الضمير في {موليها} عائد على {لكلٍّ} ، وليس إلى الله عز وجل.
ومنتقدًا (1/ 150 - 155 بتصرف) قولَ من قال: إنّ الضمير راجع إلى الله. مستندًا في ذلك إلى السياق، والدلالة العقلية، فقال:«وأصَحُّ القولين أنّ المعنى: هو مُتَوَجِّه إليها، أي: مُوَلِّيها وجهَه؛ فالضمير راجع إلى» كل «. وقيل: إلى الله، أي: الله مُوَلِّيها إيّاه وليس بشيء؛ لأن الله لم يُوَلِّ القبلة الباطلة أبدًا، ولا أمر النصارى باستقبال الشرق قط، بل هم تَوَلَّوا هذه القبلة من تلقاء أنفسهم، وولَّوْها وجوههم» . ثم دَلَّل على صِحَّة القول الذي نصره بما مفاده الآتي: 1 - أنّ قوله بعد ذلك: {فاسْتَبِقُوا الخَيْراتِ} مُشْعِرٌ بصحة هذا القول، أي: إذا كان أهل الملل قد تولَّوا الجهات فاستبقوا أنتم الخيرات، وبادِروا إلى ما اختاره الله لكم، ورضيه وولاّكم إياه، ولا تَتَوَقَّفُوا فيه. 2 - أنّه لم يتقدم لاسمه تعالى ذِكْرٌ يعود الضمير عليه في الآية، وإن كان مذكورًا فيما قبلها ففي إعادة الضمير إليه تعالى دون {كلٍّ} رَدُّ الضمير إلى غير من هو أولى به، ومنعه من القريب منه اللاحق به. 3 - أنّه لو عاد الضمير عليه تعالى لقال: هو مُوَلِّيه إيّاها، هذا وجه الكلام كما قال تعالى:{نوله ما تولى} [النساء: 115]، فوجه الكلام أن يُقال: ولّاه القبلة. لا يقال: ولّى القبلة إيّاه".
_________
(1)
تفسير مجاهد ص 216، وأخرجه ابن جرير 2/ 674، 676. وعلّقه ابن أبي حاتم 1/ 256. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 1/ 257 (1376).
(3)
علّقه ابن أبي حاتم 1/ 257.
(4)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 62، وابن جرير 2/ 676، وابن أبي حاتم 1/ 257. وعزاه السيوطي إلى أبي داود في ناسخه.
(5)
أخرجه ابن جرير 2/ 675. وعلّقه ابن أبي حاتم 1/ 256.
(6)
أخرجه ابن جرير 2/ 676، وابن أبي حاتم 1/ 256.
(7)
أخرجه ابن جرير 2/ 675، 677، وابن أبي حاتم 1/ 256.
(8)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 148.