الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حين أذن بالحج أهلُ اليمن
(1)
. (1/ 713)
3946 -
قال مالك بن أنس: وبلغني: أنّ الله تبارك وتعالى لَمّا أن أراد أن يُري إبراهيم موضع المناسك أوحى إلى الجبال أن تنحني له، فنِيخَت له، حتى أراه مواضع المناسك، فهو قول إبراهيم في كتاب الله تعالى:{وأرنا مناسكنا}
(2)
. (ز)
3947 -
عن حسين بن القاسم، قال: سمعت بعض أهل العلم يقول:
…
ولَمّا قال إبراهيم عليه السلام: ربَّنا، أرِنا مناسكنا. نزل إليه جبريل، فذهب به، فأراه المناسك، ووَقَفَه على حدود الحرم، فكان إبراهيم يَرْضِم الحجارة، ويَنصِب الأعلام، ويحثي عليها التراب، فكان جبريل يَقِفُه على الحدود
(3)
[516]. (1/ 640)
{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ}
3948 -
عن العِرْباض بن سارِية، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنِّي عند الله في أُمِّ الكتاب لَخاتم النبيين، وإنّ آدم لَمُنجَدِلٌ
(4)
في طِينَته، وسأُنَبِّئكم بأَوَّل ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أُمِّي التي رَأَتْ، وكذلك أمهات النبيين يَرَيْن»
(5)
. (1/ 716)
[516] علَّقَ ابن جرير (4/ 570 بتصرف) على تلك الآثار مُبَيِّنًا معنى المناسك، فقال:«أما المناسك فإنها جمع مَنسَك: وهو الموضع الذي يُنسَكُ لله فيه، ويُتَقَرَّبُ إليه فيه بما يُرْضِيهِ مِن عمل صالح؛ إمّا بذبح ذبيحة له، وإمّا بصلاة أو طواف أو سعي، وغير ذلك من الأعمال الصالحة، ولذلك قيل لمشاعر الحجِّ: مَناسِكُه؛ لأنّها أمارات وعَلامات يَعْتادُها الناس ويتردَّدون إليها. وقد قيل: إنّ معنى النُّسُك: عبادةُ الله، وأنّ النّاسِك إنّما سُمِّيَ ناسِكًا بعبادة ربِّه، فتَأَوَّل قائل هذه المقالة قولَه: {وأَرِنا مَناسِكَنا}: وعَلِّمْنا عِبادتك كيف نعبدك، وأين نعبدك، وما يُرْضِيكَ عنّا فنفعله. وهذا القول وإن كان مَذْهَبًا يَحْتَمِلُه الكلامُ فإنّ الغالب على معنى المناسك ما وصَفْنا قبلُ مِن أنّها مَناسِك الحجِّ التي ذَكَرْنا معناها» .
_________
(1)
أخرجه الأزرقي 1/ 37.
(2)
المدونة للإمام مالك ص 456.
(3)
أخرجه الأزرقي في تاريخ مكة 1/ 357 - 358.
(4)
منجدل: ملقى على الجَدالة، وهي الأرض. النهاية 1/ 248.
(5)
أخرجه أحمد 28/ 395 (17163)، وابن حِبّان 14/ 312 (6404)، والحاكم 2/ 656 (4175)، وابن جرير 2/ 573، 22/ 613، وابن أبي حاتم 1/ 236 (1254).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد» . وقال الذهبي في التلخيص: «صحيح» . وقال الذهبي في السير 1/ 160: «إسناد حسن» . وقال الهيثمي في المجمع 8/ 223 (13845): «وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح، غير سعيد بن سويد، وقد وثقه ابن حِبّان» . وقال الألباني في الضعيفة 5/ 103 (2085): «ضعيف» .
3949 -
عن أبي أُمامَة، قال: قلتُ: يا رسول الله، ما كان بَدْءُ أمرك؟ قال:«دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أُمِّي أنّه يخرج منها نورٌ أضاءَت له قصور الشام»
(1)
. (1/ 717)
3950 -
عن الضَّحّاك، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:«أنا دعوة أبي إبراهيم، قال وهو يرفع القواعد من البيت: {ربنا وابعث فيهم رسولا منهم}» حتى أتَمَّ الآية
(2)
. (1/ 717)
3951 -
عن خالد بن مَعْدان الكَلاعِيِّ: أنّ نفرًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا له: يا رسول الله، أخْبِرْنا عن نفسك. قال:«نعم، أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى عليه السلام»
(3)
. (ز)
3952 -
عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- في قوله: {ربنا وابعث فيهم رسولا منهم} ، يعني: أُمَّة محمد. فقيل له: قد استُجِيب لك وهو كائن في آخر الزمان
(4)
. (1/ 717)
3953 -
عن إسماعيل السُّدِّي -من طريق أسباط- في قوله: {وابعث فيهم رسولا منهم} ، قال: هو محمد صلى الله عليه وسلم
(5)
. (1/ 717)
3954 -
عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر-: {ربنا وابعث فيهم رسولا منهم} ، هو محمد صلى الله عليه وسلم، فقيل له: قد اسْتَجَبْتُ لك، وهو في آخر الزمان
(6)
[517]. (ز)
[517] قال ابنُ جرير (2/ 574 بتصرف) في تأويل هذه الآية: «وهذه دعوة إبراهيم وإسماعيل -صلوات الله عليهما- لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاصةً، وهي الدعوة التي كان نبينا صلى الله عليه وسلم يقول: «أنا دعوة أبي إبراهيم، وبُشْرى عيسى» ». واستدلَّ لذلك أيضًا بآثار السّلف.
وبنحوه قال ابنُ عطية (1/ 352).
_________
(1)
أخرجه أحمد 36/ 595 - 596 (22261).
قال الهيثمي في المجمع 8/ 222 (13842): «رواه أحمد، وإسناده حسن، وله شواهد تقويه، ورواه الطبراني» . وقال الألباني في الضعيفة 4/ 62 (1546): «وهذا إسناد حسن» .
(2)
أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 118، وابن عساكر في التاريخ 1/ 173 مرسلًا.
(3)
أخرجه الحاكم 2/ 656 (4174)، وابن جرير 2/ 572.
قال الحاكم: «خالد بن مَعْدان من خيار التابعين، صَحِب معاذ بن جبل فمن بعده من الصحابة فإذا أسند حديثًا إلى الصحابة فإنه صحيح الإسناد، ولم يُخَرِّجاه» . وقال الذهبي: «صحيح» .
(4)
أخرجه ابن أبي حاتم 1/ 236. وعزاه السيوطي إلى ابن جرير، وهو عنده من قول الربيع كما سيأتي.
(5)
أخرجه ابن جرير 2/ 575، وابن أبي حاتم 1/ 236.
(6)
أخرجه ابن جرير 2/ 575.