الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7336 -
عن مُقاتِل بن حَيّان -من طريق معروف بن بُكَيْر- أنّه قال: عبد الله بن سلام ومؤمنو أهل الكتاب
(1)
. (ز)
7337 -
قال مقاتل بن سليمان: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا
فِي السِّلْمِ
كافَّةً}، وذلك أنّ عبد الله بن سلام، وسلام بن قيس، وأُسَيْد وأَسَد ابنا كعب، ويامين بن يامين، وهم مؤمنو أهل التوراة؛ اسْتَأْذَنُوا النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة التوراة في الصلاة، وفي أمر السَّبْت، وأن يعملوا ببعض ما في التوراة، فقال الله عز وجل: خُذُوا سُنَّةَ محمد صلى الله عليه وسلم وشرائعه، فإنّ قرآن محمد يَنسَخُ كُلَّ كتاب كان قبله، فقال:{ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كافَّةً}
(2)
[762]. (ز)
{فِي السِّلْمِ}
7338 -
قال حذيفة بن اليمان، في هذه الآية: الإسلامُ ثمانيةُ أسهم. فعَدَّ الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والعمرة، والجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. وقال: قد خاب مَن لا سهمَ له
(3)
. (ز)
7339 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة-: «يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا
[762] اختُلِف في مَن المخاطب بذلك؛ فقال قوم: جميع المؤمنين بمحمد. وقال آخرون: المخاطب مَن آمن بالنبي من بني إسرائيل. وقال غيرهم: هم أهل الكتاب.
وجَمَع ابنُ جرير (3/ 600) بين الأقوال باندراجها تحت عموم الآية، فقال:«والصواب من القول في ذلك عندي أن يُقال: إنّ الله -جَلَّ ثناؤه- أمَر الذين آمنوا بالدخول في العمل بشرائع الإسلام كلها، وقد يدخل في الذين آمنوا المُصَدِّقُون بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به، والمصدقون بمَن قبله من الأنبياء والرسل وما جاءوا به، وقد دعا الله عز وجل كِلا الفريقين إلى العمل بشرائع الإسلام وحدوده، والمحافظة على فرائضه التي فرضها، ونهاهم عن تضييع شيء من ذلك؛ فالآية عامَّةٌ لِكُلِّ مَن شَمِلَه اسمُ الإيمان، فلا وجه لخصوص بعض بها دون بعض» .
وكذا ذكر ابنُ تيمية (1/ 487) أنّه لا منافاة بين الأقوال؛ إذ الجميع مأمورون بما في الآية.
_________
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 2/ 370 (عَقِب 1944).
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 179.
(3)
تفسير الثعلبي 2/ 126، وتفسير البغوي 1/ 240.
فِي السَّلْمِ كافَّةً»، كذا قرأها بالنصب، يعني: مؤمني أهل الكتاب؛ فإنهم كانوا مع الإيمان بالله مستمسكين ببعض أمر التوراة والشرائع التي أُنزِلت فيهم. يقول: ادخلوا في شرائع دين محمد، ولا تَدَعُوا منها شيئًا، وحسبكم بالإيمان بالتوراة وما فيها
(1)
. (2/ 490)
7340 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قال: {السِّلم} : الإسلام
(2)
. (2/ 492)
7341 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي رَوْق، عن الضحاك- قال:{السلم} : الطاعة
(3)
. (2/ 492)
7342 -
عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس-، نحو ذلك
(4)
. (ز)
7343 -
عن مجاهد بن جَبْر -من طريق ورْقاء، عن ابن أبي نجيح- في قول الله عز وجل:{ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كافَّةً} ، قال: يعني: في الإسلام جميعًا
(5)
. (ز)
7344 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق عيسى، عن ابن أبي نجيح- في قول الله عز وجل:{ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كافَّةً} : ادخلوا في الإسلام كافة، ادخلوا في الأعمال كافة
(6)
. (ز)
7345 -
عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد بن سليمان- قال: {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كافَّةً} : في الإسلام
(7)
. (ز)
7346 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله تعالى: {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كافَّةً} ، قال: ادخلوا في الإسلام
(8)
. (ز)
7347 -
قال قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- {فِي السِّلْمِ} ، يعني: الموادَعة
(9)
. (ز)
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 2/ 369 - 370.
(2)
أخرجه ابن جرير 3/ 595، وابن أبي حاتم 2/ 370 (1947).
(3)
أخرجه أبي حاتم 2/ 370 (1946).
(4)
أخرجه ابن أبي حاتم 2/ 370 (عَقِب 1946).
(5)
تفسير مجاهد ص 231، وأخرجه ابن جرير 3/ 595 من طريق النَّضْر بن عربي بلفظ: ادخلوا في الإسلام. وعلَّقه ابن أبي حاتم 2/ 370 (عَقِب 1947).
(6)
أخرجه ابن جرير 3/ 601، كما أخرجه ابن أبي حاتم 2/ 370 (1948) من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح بلفظ: في أنواع البر كلها.
(7)
أخرجه ابن جرير 3/ 596. وعلَّقه ابن أبي حاتم 2/ 370 (عَقِب 1947).
(8)
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/ 82، وابن جرير 3/ 595. وعلَّقه ابن أبي حاتم 2/ 370 (عَقِب 1947).
(9)
أخرجه أبي حاتم 2/ 370 (1949).
7348 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ} ، يقول: في الإسلام
(1)
. (ز)
7349 -
عن عكرمة مولى ابن عباس =
7350 -
وطاووس، نحو ذلك
(2)
. (ز)
7351 -
عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ} ، يقول: ادخلوا في الطاعة
(3)
. (ز)
7352 -
قال مقاتل بن سليمان: {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ} ، يعني: في شرائع الإسلام
(4)
. (ز)
7353 -
عن سفيان الثوري: في أنواع البِرِّ كلها
(5)
. (ز)
7354 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ} ، قال:{السلم} : الإسلام
(6)
[763]. (ز)
[763] اختُلِف في المراد بالسلم؛ فقال قوم: معناه: الإسلام. وقال آخرون: بل معناه: ادخلوا في الطاعة.
واختلف القراء في قراءة {السلم} ؛ فمنهم من قرأ بالكسر، ومنهم من قرأ بالفتح بمعنى: المسالمة والصلح، ومن قرأوا بالكسر اختلفوا؛ فمنهم مَن وجَّه المعنى إلى الإسلام، ومنهم مَن وجَّهه إلى الصلح.
ورَجَّح ابنُ جرير (3/ 597 - 599) قراءة الكسر مستندًا إلى اللغة، فقال: "لأنّ ذلك إذا قُرِئ كذلك، وإن كان قد يحتمل معنى الصلح، فإنّ معنى الإسلام ودوام الأمر الصالح عند العرب أغلبُ عليه من الصلح والمسالمة، وينشد بيت أخي كندة:
دَعَوْتُ عشيرتي للسِّلم لَمّا رأيتهم تَوَلَّوْا مُدْبِرِينا
بكسر السين، بمعنى: دعوتهم للإسلام لَمّا ارتدوا، وكان ذلك حين ارْتَدَّت كندةُ مع الأشعث بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم".
ورجَّح (3/ 598 - 599) توجيه المعنى إلى الإسلام، وهو القول الأول الذي قاله ابن عباس من طريق العوفي، ومجاهد، وقتادة، والسدي، والضحاك، وابن زيد، وعكرمة، وطاووس، مستندًا إلى الدلالات العقلية بما مفاده الآتي: أنّ الآية في خطاب المؤمنين؛ فإن كانوا المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم فلا معنى لأن يُقال لهم: ادخلوا في صلح المؤمنين؛ لأنّ المسالمة إنما يؤمر بها من كان حربًا بترك الحرب. وإن كانوا المؤمنين بِمَن قبل محمد صلى الله عليه وسلم فهؤلاء إنّما دعاهم الله إلى الإسلام لا الصلح، بل ولم يؤمر المؤمنون قط بالابتداء بالدخول في المسالمة، وإنّما قيل للنبي أن يجنح للسلم إذا جنحوا لها، أما أن يَبْتَدِئ بها فلا.
وجَمَعَ ابنُ تيمية (1/ 487) بين القولين، فقال:«وكلاهما حقٌّ؛ فإنّ الإسلام هو الطاعة» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 3/ 596، وابن أبي حاتم 2/ 370 (عَقِب 1947).
(2)
علَّقه ابن أبي حاتم 2/ 370 (عَقِب 1947).
(3)
أخرجه ابن جرير 3/ 596، وابن أبي حاتم 2/ 370 (عَقِب 1946).
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 180.
(5)
تفسير الثعلبي 2/ 126.
(6)
أخرجه ابن جرير 3/ 596.