الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
له ذلك وأجزأه عن صومه. وأما صوم المريض وصوم المسافر فإنّ العامة اختلف فيه، فقال بعضهم: يصوم. وقال قوم: لا يصوم. وقال قوم: إن شاء صام، وإن شاء أفطر. وأما نحن فنقول: يفطران في الحالين جميعًا، فإن صام في السفر والمرض فعليه القضاء، قال الله عز وجل:{فعدة من أيام أخر}
(1)
. (ز)
{أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ}
5419 -
عن جابر بن سَمُرَة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بصيام يوم عاشوراء، ويَحُثُّنا عليه، ويتعاهدنا عنده، فلما فُرِض رمضان لم يأمرْنا، ولم ينهَنا عنه، ولم يتعاهدنا عنده
(2)
. (2/ 236)
5420 -
عن ابن أبي ليلى -من طريق عمرو بن مرّة-: حدّثنا أصحابُنا: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لَمّا قَدِم المدينة أمرهم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر تَطَوُّعًا من غير فريضة، ثم نزل صيام رمضان
(3)
. (2/ 180)
5421 -
عن معاذ بن جبل -من طريق ابن أبي ليلى- قال: أُحيلَت الصلاة ثلاثة أحوال، وأحيل الصيامُ ثلاثة أحوال؛
…
وأما أحوال الصيام فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَدِم المدينة، فجعل يصوم من كل شهر ثلاثة أيام -وقال يزيد: فصام سبعة عشر شهرًا من ربيع الأول إلى رمضان من كل شهر ثلاثة أيام-، وصام يوم عاشوراء، ثُمَّ إنّ الله فرض عليه الصيام، وأنزل الله:{يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم} إلى قوله: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين}
(4)
. (2/ 170)
5422 -
عن عبد الله بن مسعود -من طريق عبد الرحمن بن يزيد- قال: كان يوم عاشوراء يُصام قبل أن ينزل شهر رمضان، فلما نَزَل رمضانُ تُرِك
(5)
. (2/ 236)
(1)
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 3/ 141 - 142.
(2)
أخرجه مسلم 2/ 794 (1128).
(3)
أخرجه ابن جرير 3/ 159، 162.
(4)
أخرجه أحمد 36/ 436 (22124) واللفظ له، وأبو داود (507)، وابن جرير 3/ 158، وابن أبي حاتم 1/ 304، والحاكم 2/ 274، والبيهقي 4/ 200 مطوّلًا في أحوال الصلاة والصيام.
قال محققو المسند: «رجاله ثقات؛ رجاله رجال الشيخين، غير المسعودي، وابن أبي ليلى لم يسمع من معاذ؛ فهو منقطع» .
(5)
أخرجه البخاري (4503)، ومسلم (1127)، وابن أبي شيبة 3/ 56.
5423 -
عن عائشة -من طريق عروة- قالت: كان عاشوراء يُصام قبل رمضان، فلَمّا نَزَل رمضانُ قال:«مَن شاء صام، ومَن شاء أفطر»
(1)
. (2/ 177)
5424 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: {كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم} ، قال: كان ثلاثةَ أيام من كل شهر، ثم نُسِخ بالذي أنزل الله من صيام شهر رمضان، فهذا الصوم الأول من العَتَمَة
(2)
. (2/ 175)
5425 -
عن عطاء بن أبي رباح -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: {أياما معدودات} ، قال: وكان هذا صيام الناس ثلاثة أيام من كل شهر -ولم يُسَمَّ الشهر- أيامًا معدودات. قال: وكان هذا صيام الناس قبل ذلك، ثم فرض الله على الناس شهر رمضان
(3)
. (2/ 174)
5426 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- قال: كتب الله على الناس قبل أن ينزل رمضان صومَ ثلاثة أيام من كل شهر
(4)
. (2/ 175)
5427 -
عن مقاتل بن حَيّان -من طريق بُكَيْر بن معروف- {أيامًا معدودات} ، يعني: أيام رمضان ثلاثين يومًا
(5)
[639]. (2/ 175)
[639] رجَّحَ ابنُ جرير (3/ 159 - 160) قولَ مقاتل بأنّ المقصود بقوله: {أيّامًا معدودات} أيام شهر رمضان، بدلالة السياق، وعدم الدليل على خلافِه، فقال:«وأَوْلى ذلك بالصواب عندي قولُ من قال: عنى الله -جَلَّ ثناؤه- بقوله: {أياما معدودات}: أيام شهر رمضان. وذلك أنّه لم يأتِ خبرٌ تقوم به حجةٌ بأنّ صومًا فُرِض على أهل الإسلام غيرَ صوم شهر رمضان، ثم نُسِخ بصوم شهر رمضان، وبأنّ الله تعالى قد بيَّن في سياق الآية أنّ الصيام الذي أوجبه علينا هو صيام شهر رمضان دون غيره من الأوقات، بإبانته عن الأيّام التي أخبرنا أنه كتب علينا صومها بقوله: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}» .
_________
(1)
أخرجه البخاري (452) واللفظ له، ومسلم (1125).
(2)
أخرجه ابن جرير 3/ 157، وابن أبي حاتم 1/ 304 دون آخره.
(3)
أخرجه ابن جرير 3/ 157، وابن أبي حاتم 1/ 305 - 306.
(4)
أخرجه ابن جرير 3/ 155. وذكر يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 1/ 200 - نحوه. وعزا السيوطي إلى عبد بن حميد نحوه.
(5)
أخرجه ابن أبي حاتم 1/ 306.