الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7549 -
عن عكرمة مولى ابن عباس، أنّه كان يقرأ هذا الحرف:(قَتْلٍ فِيهِ)
(1)
. (2/ 543)
7550 -
عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- أنّه كان يقرؤها: (عَن قِتالٍ فِيهِ)
(2)
. (2/ 542)
نزول الآية:
7551 -
عن جُندُب بن عبد الله -من طريق أبي السَّوّارِ- عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنّه بَعَثَ رَهْطًا، وبعث عليهم أبا عبيدة ابن الجراح، أو عبيدة بن الحارث، فلمّا ذهب لينطلق بكى صَبابَة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس، وبعث مكانه عبد الله بن جَحْش، وكتب له كتابًا، وأمره ألا يقرأ الكتاب حتى يَبْلُغَ مكان كذا وكذا، وقال:«لا تُكْرِهَنَّ أحدًا من أصحابك على المسير معك» . فلما قرأ الكتاب اسْتَرْجَعَ، وقال: سمعًا وطاعة لله ولرسوله. فخَبَّرهم الخبرَ، وقرأ عليهم الكتاب، فرجع رجلان، ومضى بَقِيَّتُهم، فلَقُوا ابن الحَضْرَمِيِّ فقتلوه، ولم يدروا أنّ ذلك اليوم من رجب أو جُمادى، فقال المشركون للمسلمين: قتلتم في الشهر الحرام. فأنزل الله: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه}
(3)
. (2/ 534)
7552 -
عن عبد الله بن عباس: في قوله: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} ، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن فلان في سَرِيَّة، فلَقُوا عمرو بن الحضرميِّ ببَطْنِ نَخْلَة
(4)
. فذكر الحديث
(5)
. (2/ 535)
7553 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قال: إنّ المشركين صَدُّوا
(1)
أخرجه ابن أبي داود ص 89.
وهي قراءة شاذة، تروى أيضًا عن عكرمة، وأبي السمال. انظر: مختصر ابن خالويه ص 20.
(2)
أخرجه ابن جرير 3/ 648.
(3)
أخرجه النسائي في الكبرى 8/ 107 (8752)، وابن جرير 3/ 655 - 656، وابن أبي حاتم 2/ 384 (2022)، والطبراني في الكبير 2/ 162 (1670).
قال الهيثمي في المجمع 6/ 198 (10336): «رواه الطبراني، ورجاله ثقات» . وقال ابن حجر في العُجاب في بيان الأسباب 1/ 539: «أخرج الطبراني في المعجم الكبير
…
وهذا سنده حسن، وقد علَّق البخاري طَرَفًا منه في كتاب العلم من صحيحه». وقال السيوطي:«بسند صحيح» .
(4)
بطن نخلة: موضع بين مكة والطائف. لسان العرب (نخل).
(5)
أخرجه البزار -كما في كشف الأستار 3/ 41 (2191) -.
قال الهيثمي في المجمع 6/ 198 - 199 (10337): «رواه البزار، وفيه أبو سعيد البَقّال، وهو ضعيف» .
رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وردُّوه عن المسجد الحرام في شهرٍ حرام، ففتح الله على نبيِّه في شهرٍ حرام من العام المقبل، فعاب المشركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم القتالَ في شهر حرام، فقال الله:{قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله} من القتال فيه، وإنّ محمدًا صلى الله عليه وسلم بعث سَرِيَّةً، فلَقُوا عمرو بن الحضرميِّ وهو مُقْبِلٌ من الطائف في آخر ليلة من جمادى وأول ليلة من رجب، وإنّ أصحاب محمد كانوا يظُنُّون أنّ تلك الليلة من جمادى، وكانت أول رجب ولم يشعروا، فقتله رجل منهم، وأخذوا ما كان معه، وإن المشركين أرسلوا يعيِّرونه بذلك؛ فقال الله:{يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه}
(1)
. (2/ 536)
7554 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- قال: نزل فيما كان من مُصاب عمرو بن الحضرميِّ: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} إلى آخر الآية
(2)
. (2/ 536)
7555 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة-: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم بَعَثَ صفوان ابن بيضاء في سَرِيَّة عبد الله بن جحشٍ قِبَل الأَبْواء، فغَنِمُوا، وفيهم نزلت:{يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} الآية
(3)
.
7556 -
عن عروة بن الزبير -من طريق الزُّهْرِيِّ-: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سَرِيَّةً من المسلمين، وأمَّر عليهم عبد الله بن جحش الأسدي، فانطلقوا حتى هبطوا نَخْلَة، فوجدوا بها عمرو بن الحضرميِّ في عِير تجارة لقريش في يوم بَقِي من الشهر الحرام، فاختصم المسلمون؛ فقال قائل منهم: هذه غِرَّةٌ من عدوٍّ، وغُنْمٌ رُزِقْتُموه، ولا ندري أمن الشهر الحرام هذا اليوم أم لا؟ وقال قائل منهم: لا نعلم اليوم إلا من الشهر الحرام، ولا نرى أن تَسْتَحِلُّوه لطَمَعٍ أشْفَيْتُم عليه. فغَلَبَ على الأمر الذين يريدون عَرَضَ الدنيا، فشدُّوا على ابن الحضرميِّ، فقتلوه، وغنموا عِيرَه، فبلغ ذلك كفّار
(1)
أخرجه ابن جرير 3/ 657 - 658، وابن أبي حاتم 2/ 385 (2028)، عن محمد بن سعد العوفي، عن أبيه، عن عمه الحسين بن الحسن، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس.
وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء، كما بين ذلك الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه لتفسير الطبري 1/ 263.
(2)
أخرجه ابن إسحاق -كما في تفسير ابن كثير 1/ 575 - .
وإسناده تالف، شيخ ابن إسحاق هو محمد بن السائب الكلبي، متهم بالكذب. ينظر: ميزان الاعتدال 3/ 556.
(3)
أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة 3/ 1504 (3825)، وابن عساكر في تاريخه 24/ 177 (2891) في ترجمة صفوان بن بيضاء.
قال ابن عساكر: «قال ابن منده: هذا حديث غريب بهذا الإسناد؛ تفرد به ابن عائذ» . وفيه عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني أبو مسعود المقدسي، ضعيف كما في التقريب (4534).
قريش، وكان ابنُ الحضرميِّ أولَ قتيل قُتِل بين المسلمين والمشركين، فركب وفدُ كفار قريش حتى قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فقالوا: أتُحِلُّ القتال في الشهر الحرام؟! فأنزل الله عز وجل: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله} إلى آخر الآية
…
فبَلَغَنا: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم عَقَلَ ابنَ الحضرمي
(1)
، وحرَّم الشهر الحرام كما كان يُحَرِّمُه، حتى أنزل الله عز وجل:{براءة من الله ورسوله} [التوبة: 1]
(2)
. (2/ 539)
7557 -
عن عروة بن الزبير -من طريق يزيد بن رَوْمان- قال: بعث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش إلى نَخْلَة، فقال له:«كُن بها حتى تأتينا بخبرٍ من أخبار قريش» . ولم يأمره بقتال، وذلك في الشهر الحرام، وكتب له كتابًا قبل أن يُعْلِمَه أين يسير، فقال:«اخرج أنت وأصحابُك، حتى إذا سِرْتَ يومين فافتح كتابك، وانظر فيه، فما أمرْتُك به فامضِ له، ولا تَسْتَكْرِهَنَّ أحدًا من أصحابك على الذهاب معك» . فلمّا سار يومين فتح الكتاب، فإذا فيه أن:«امضِ حتى تنزل نخلةً، فتأتينا من أخبار قريش بما اتَّصل إليك منهم» . فقال لأصحابه حين قرأ الكتاب: سمعٌ وطاعةٌ، مَن كان منكم له رغبة في الشهادة فلينطلق معي، فإنِّي ماضٍ لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومَن كَرِه ذلك منكم فلْيَرْجِع، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهاني أن أسْتَكْرِه منكم أحدًا. فمضى معه القوم، حتى إذا كانوا ببُحْران أضَلَّ سعدُ بنُ أبي وقاص وعتبةُ بن غَزْوان بعيرًا لهما كانا يَتَعَقَّبانِه، فتخلَّفا عليه يَطْلُبانِه، ومضى القوم حتى نزلوا نخلةً، فمَرَّ بهم عمرو بن الحضرمي، والحكم بن كَيْسان، وعثمان والمغيرة ابنا عبد الله، معهم تجارة قد مَرُّوا بها من الطائف؛ أُدْمٌ
(3)
، وزبيب، فلمّا رآهم القومُ أشرف لهم واقدُ بن عبد الله، وكان قد حَلَق رأسه، فلما رأوه حَلِيقًا قالوا: عُمّار، ليس عليكم منهم بأس. وائْتَمَر القوم بهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو آخرُ يوم من رجب، فقالوا: لَئِن قتلتموهم إنّكم لتقتلونهم في الشهر الحرام، ولئن تركتموهم ليدخُلُنَّ في هذه الليلة مكة الحرم، فَلَيَمْتَنِعُنَّ منكم. فأجمع القوم على قتلهم، فرمى واقدُ بن عبد الله التميمي عمرَو بن
(1)
عَقَلَ القتيلَ: وداه. يعني: دفع ديته. لسان العرب (عقل).
(2)
أخرجه البيهقي في الدلائل 3/ 17 - 18.
(3)
أدم -بالضم-: ما يؤكل بالخبز أي شيء كان. لسان العرب (أدم).
الحضرميِّ فقتله، واسْتَأْسَر عثمانَ بن عبد الله، والحكمَ بن كيسان، وهرب المغيرةُ فأَعْجَزَهم، واسْتاقُوا العِيرَ، فقَدِموا بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهم:«واللهِ، ما أمرتُكم بقتالٍ في الشهر الحرام!» . فأوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسيرين والعِير، فلم يأخُذْ منها شيئًا، فلمّا قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال سُقِط في أيديهم، وظنُّوا أن قد هَلَكوا، وعنَّفهم إخوانُهم من المسلمين، وقالت قريش حين بلغهم أمر هؤلاء: قد سفك محمدٌ الدمَ الحرامَ، وأخذ المال، وأسر الرجال، واستحل الشهر الحرام. فأنزل الله:{يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} الآية. فلمّا نزل ذلك أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم العيرَ، وفَدى الأسيرين، فقال المسلمون: يا رسول الله، أتَطْمَعُ أن يكون لنا غزوة؟ فأنزل الله:{إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله} . وكانوا ثمانية، وأميرُهم التاسع عبدُ الله بن جحش
(1)
. (2/ 540)
7558 -
عن مِقْسَم -من طريق مَعْمَر، عن الزُّهْرِيِّ- قال: لَقِي واقدُ بنُ عبد الله عمروَ بنَ الحضرميِّ أوَّل ليلةٍ من رجب، وهو يرى أنه من جُمادى، فقتله، فَعَيَّر المشركون المسلمين، فقالوا: أتقتلون في الشهر الحرام؟! فأنزل الله: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} الآية
(2)
. (2/ 540)
7559 -
عن مجاهد بن جَبْر -من طريق ابن أبي نَجِيح- قال: إن رجلًا من بني تميم أرسله النبي صلى الله عليه وسلم في سَرِيَّة، فمَرَّ بابن الحضرمي يحمل خمرًا من الطائف إلى مكة، فرماه بسهم، فقتله، وكان بين قريش ومحمد عَقْدٌ، فقتله في آخر يوم من جمادى الآخرة وأول يوم من رجب، فقالت قريش: في الشهر الحرام ولنا عهد! فأنزل الله: {قل قتال فيه كبير} الآية
(3)
. (2/ 538)
(1)
أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام 1/ 601 - 605 - ، والبيهقي في الكبرى 9/ 99 - 100 (17989)، وابن جرير 3/ 650 - 653، وابن أبي حاتم 2/ 388 (2042).
قال ابن حجر في تغليق التعليق 2/ 76: «رواه عبد الملك بن هشام في تهذيب السيرة، عن زياد بن عبد الله، عن ابن إسحاق نحوه، وهو مرسل جَيِّدٌ قوي الإسناد، وقد صرح فيه ابن إسحاق بالسماع» .
(2)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 87 - 88، وابن جرير 3/ 657، وابن أبي حاتم 2/ 384 (2023). وعزاه السيوطي إلى أبي داود في ناسخه، وذكره عن مقسم والزهري من قولهما معًا، وفي المصادر السابقة عن مقسم من طريق الزهري.
(3)
تفسير مجاهد ص 231، وأخرجه ابن جرير 3/ 656 - 657. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 1/ 217 - . وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
7560 -
عن مجاهد بن جبر =
7561 -
وعكرمة مولى ابن عباس =
7562 -
ومحمد ابن شهاب الزهري -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرامِ قِتالٍ فِيهِ} أنّها نزلت في عمرو بن الحضرمي
(1)
. (ز)
7563 -
عن أبي مالك الغِفارِيِّ -من طريق حصين بن عبد الرحمن- قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش، فلقي ناسًا من المشركين ببطَنِ نَخْلة، والمسلمون يحسبون أنه آخر يوم من جمادى، وهو أول يوم من رجب، فقتل المسلمون ابن الحضرمي، فقال المشركون: ألستم تزعمون أنكم تُحَرِّمون الشهر الحرام، والبلد الحرام، وقد قتلتم في الشهر الحرام؟! فأنزل الله:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرامِ قِتالٍ فِيهِ}
(2)
. (2/ 538)
7564 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق أبي جعفر- قال: -وكان يُسَمِّيهُما- يقول: لَقِيَ واقدُ بن عبد الله التميميُّ عمروَ بن الحضرميِّ ببَطْنِ نخلةَ، فقتله
(3)
.
7565 -
عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسْباط-: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سَرِيَّة، وكانوا سبعة نفر، عليهم عبد الله بن جحش الأسدي، وفيهم عمار بن ياسر، وأبو حذيفة ابن عتبة بن ربيعة، وسعد بن أبي وقاص، وعتبة بن غَزْوان السُّلَمِيّ حليفٌ لبني نَوْفَل، وسهيل بن بيضاء، وعامر بن فُهَيْرَة، وواقد بن عبد الله اليَرْبُوعِيّ حليفٌ لعمر بن الخطاب، وكتب مع ابن جحش كتابًا، أمره ألّا يقرأه حتى ينزل مَلَل، فلما نزل ببَطْنِ مَلَل فتح الكتاب، فإذا فيه أن:«سِر حتى تنزل بَطْنَ نَخْلَة» . قال لأصحابه: مَن كان يريد الموت فليمضِ ولْيُوصِ، فإني مُوصٍ وماضٍ لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسار، وتخلَّف عنه سعد بن أبي وقاص، وعُتْبَةُ بن غُزْوان، أضَلّا راحلةً لهما، وسار ابن جحش إلى بطن نخلة، فإذا هم بالحكم بن كَيْسان، وعبد الله بن المغيرة، والمغيرة بن عثمان، وعمرو بن الحضرمي، فاقتتلوا، فأسروا الحكم بن كيسان، وعبد الله بن المغيرة، وانقلب المغيرة، وقُتِل عمرو الحضرمي، قَتَله واقدُ بن عبد الله، فكانت أولَ غنيمة غنمها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فلمّا رجعوا
(1)
أخرجه ابن جرير 3/ 659.
(2)
أخرجه آدم بن أبي إياس -كما في تفسير مجاهد ص 232 - ، وابن جرير 3/ 658. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(3)
أخرجه ابن جرير 3/ 659.
إلى المدينة بالأسيرين وما غَنِموا من الأموال قال المشركون: محمد يَزْعُمُ أنه يتَّبِعُ طاعةَ الله، وهو أوَّلُ مَنِ اسْتَحَلَّ الشهرَ الحرامَ، وقتل صاحبنا في رجب! فقال المسلمون: إنّما قتلناه في جُمادى. فأنزل الله: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير}
(1)
[784]. (2/ 537)
7566 -
قال مقاتل بن سليمان: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرامِ} ، وذلك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث عُبَيْدة بن الحارِث بن عبد المطَّلِب على سَرِيَّة في جمادى الآخرة قبل قتال بدر بشهرين، على رأس ستة عشر شهرًا بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فلَمّا ودَّع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فاضت عيناه، ووَجِدَ مِن فِراق النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن عَقَدَ له اللِّواء، فلَمّا رَأى النبيُّ صلى الله عليه وسلم وجْدَه بَعَثَ مكانه عبد الله بن جَحْشٍ الأَسَديّ -من بني غَنْم بن دُودان، وأُمُّه عَمَّة النبي صلى الله عليه وسلم أُمَيْمَةُ بنت عبد المطَّلِب، وهو حليفٌ لبني عبد شمس-، وكتب له كتابًا، وأمره أن يَتَوَجَّهَ قِبَل مكة، ولا يقرأ الكتابَ حتّى يسيرَ ليلتين، فلَمّا سار عبدُ الله ليلتين قرأ الكتاب، فإذا فيه:«سِرْ باسم الله إلى بَطْنِ نَخْلَة على اسم الله وبركته، ولا تُكْرِهَن أحدًا من أصحابك على السَّيْر، وامضِ لأمري ومَنِ اتَّبَعَك منهم، فتَرَصَّد بها عِير قريش» . فلَمّا قرأ الكتابَ اسْتَرْجَعَ عبدُ الله، وأَتْبَع اسْتِرْجاعَه بسمعٍ وطاعةٍ لله عز وجل، ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قال عبد الله لأصحابه: مَن أحَبَّ منكم أن يسير معي فلْيَسِرْ، ومَن أحَبَّ أن يرجع فلْيَرْجِع. وهم ثمانية رهط من المهاجرين: عبد الله بن جحش الأَسَديّ، وسعد بن أبي وقّاص الزُّهْرِيّ، وعُتْبَة بن غَزْوان المُزَني حليف لقريش، وأبي حُذَيْفة ابن عُتْبَة بن ربيعة بن عبد شمس، وسهل بن بيضاء القُرَشِيّ، ويُقال: سهل من بني الحارِث بن فهد، وعامر بن رَبِيعَة القُرَشِيّ من بني عَدِيّ بن كَعْب، وواقِد بن عبد الله التَّميْميّ. فرجع من القوم سعدُ بن أبي وقّاص، وعُتْبَة بن غَزْوان، وسار عبد الله ومعه خمسة نفر، وهو سادسُهم، فلَمّا قَدِموا لبَطْنِ نَخْلَةَ بين مكة والطائف حملوا على أهل العِير، فقتلوا عمرو بن الحَضْرَمِيِّ القُرَشِيَّ، قتله واقِدُ بن عبد الله التَّميْميّ، رماه بسهم،
[784] اختُلِفَ هل كان لقاء سرية عبد الله بن جحش بابن الحضرمي ومن معه في آخر يوم من رجب؟ أم في آخر يوم من جمادى الآخرة؟ أم كان في أول ليلة من رجب؟ ذكر ذلك ابنُ عطية (1/ 520) وقال: إنّ «القول الأول أشهر» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 3/ 654 - 655، وفي تاريخه 2/ 413 - 414 مرسلًا.
فكان أول قتيل في الإسلام من المشركين، وأسروا عثمان بن عبد الله بن المُغِيرَة، والحَكَم بن كَيْسان مَوْلى هشام بن المُغِيرَة المَخْزُومِيّ، فغَدَيا بعد ذلك في المدينة، وأَفْلَتَهم نوفلُ بن عبد الله بن المغيرة المَخْزُومِيّ على فرس له جواد أنثى، فقَدِم مكةَ من الغد، وأخبر الخبر مشركي مكة، وكَرِهوا الطَّلَب؛ لأنّه أول يوم من رجب، وسار المسلمون بالأُسارى والغنيمة حتى قدِموا المدينة، فقالوا: يا نبي الله، أصَبْنا القومَ نهارًا، فلَمّا أمْسَيْنا رأينا هلال رجب، فما ندري أصبناهم في رجب أو في آخر يوم من جمادى الآخرة. وأَقْبَل مُشْرِكو مكة على مُسْلِمِيهم، فقالوا: يا مَعْشَر الصُّباة، ألا ترون أنّ إخوانكم اسْتَحَلُّوا القتال في الشهر الحرام، وأخذوا أُسارانا وأموالنا، وأنتم تزعمون أنّكم على دين الله، أفَوَجدتُم هذا في دين الله حيثُ أمِن الخائفُ، ورُبِطَتِ الخيلُ، ووُضِعَتِ الأَسِنَّةُ، وبدأ
(1)
الناس لِمعاشهم؟! فقال المسلمون: الله ورسوله أعلم. وكتب مسلمو مكة إلى عبد الله بن جحش: أنّ المشركين عابُونا في القتال وأَخْذِ الأسرى والأموال فِي الشهر الحرام، فاسألْ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألَنا في ذلك مُتَكَلَّمٌ، أو أنزل الله بذلك قرآنًا؟ فدفع عبدُ الله بنُ جَحْشٍ الأَسَديُّ الكتاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فأنزل الله عز وجل:{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وكُفْرٌ بِهِ والمَسْجِدِ الحَرامِ وإخْراجُ أهْلِهِ مِنهُ أكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ والفِتْنَةُ أكْبَرُ مِنَ القَتْلِ} ،
…
فكتب عبدُ الله بنُ جحش إلى مسلمي أهل مكة بهذه الآية، وكتب إليهم: إنْ عَيَّروكم فعَيِّرُوهم بما صنعوا.
…
فكانت هذه أوَّل سرية، وأوَّل غنيمة، وأوَّل خُمُس، وأوَّل قتيل، وأوَّل أسْر كان في الإسلام. فأمّا نَوْفَلُ بن عبد الله الذي أفْلَتَ يومئذ فإنّه يوم الخندق ضرب بَطْنَ فرسه ليدخل الخندق على المسلمين في غزوة الأحزاب، فوقع في الخندق، فتَحَطَّم هو وفرسُه، فقتله الله تعالى، وطَلَب المشركون جِيفَتَه بثَمَنٍ، فقال صلى الله عليه وسلم:«خُذُوه؛ فإنّه خبيثُ الجِيفَةِ، خبيثُ الدِّيَة»
(2)
[785]. (ز)
[785] ذكر ابن عطية (1/ 521) أن المهدوي قال بأن سبب هذه الآية أن عمرو بن أمية الضَّمْرِي قتل رجلين من بني كلاب في رجب، وانتقده بقوله:«وهذا تخليط من المهدوي» .
_________
(1)
هكذا في الأصل.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 184 - 188.