الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قالوا للمؤمنين: إنّ أنبياء الله كانوا مِنّا من بني إسرائيل، فكانوا على ديننا. فأنزل الله عز وجل يُكَذِّبهم:{أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط}
(1)
. (ز)
تفسير الآية:
4143 -
عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- قال: زَعَم اليهود والنصارى أنّ إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودًا أو نصارى، وإنّما كانت اليهودية بعد هؤلاء بزمان. {ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله} ، قال: هم اليهود والنصارى، كتموا الإسلام وهم يعلمون أنّه دين الله، وكتموا محمدًا صلى الله عليه وسلم وهم يعلمون أنه رسول الله، وهم يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل أنَّه ليس يهوديًّا ولا نصرانيًّا
(2)
. (ز)
4144 -
عن مجاهد بن جَبْر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: {ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله} ، قال: في قول يهود لإبراهيم وإسمعيل ومَن ذكر معهما: إنهم كانوا يهودًا أو نصارى. فيقول الله لهم: لا تكتموا مِنِّي شهادة إن كانت عندكم فيهم. وقد عَلِم اللهُ أنهم كاذبون
(3)
. (1/ 730)
4145 -
عن الحسن البصري -من طريق عَبّاد بن منصور- قوله: {أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودًا أو نصارى قال أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهاده عنده من الله وما الله بغافل ما تعلمون} ، فقال: كانت شهادة الله الذي كتموا أنهم كانوا يقرؤون في كتاب الله الذي أتاهم أنّ الدين الإسلام، وأنّ محمدًا رسول الله، وأنّ إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا بُرَآء من اليهودية والنصرانية، فشهدوا لله بذلك، وأَقَرُّوا به على أنفسهم لله، فكتموا شهادة الله عندهم من ذلك، فذلك ما كتموا من شهادة الله، {وما الله بغافل عما تعملون}
(4)
[532]. (ز)(1/ 730)
[532] علَّقَ ابنُ عطية (1/ 363) على هذا القول بأنّه: «أشبه بسياق معنى الآية» .
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 1/ 143.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 1/ 246.
(3)
تفسير مجاهد ص 215، وأخرجه ابن جرير 2/ 610. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(4)
أخرجه ابن أبي حاتم 1/ 246، وأخرجه ابن جرير 2/ 611 من طريق أبي الأشهب مختصرًا، بلفظ: والله لقد كان عند القوم من الله شهادةٌ أنّ أنبياءَه بُرَآء من اليهودية والنصرانية، كما أن عند القوم من الله شَهادة أن أموالكم ودماءكم بينكم حرام، فبم استحلُّوها؟. وعزاه السيوطي إليه مختصرًا. كما ذكر نحوه يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 1/ 183 - ، ولفظه: يعني بذلك: علماءهم؛ لأنهم كتموا محمدًا عليه السلام ودينه؛ وفي دينه أن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا مسلمين، ولم يكونوا مشركين.