الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7312 -
عن أبي صخر [حميد بن زياد المدني]، قال: بَلَغَنِي: أنّ هذه الآية أُنزِلت في صهيب بن سنان:
{ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله
والله رؤوف بالعباد}
(1)
. (ز)
تفسير الآية:
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ}
7313 -
عن عكرمة: أنّ عمر بن الخطاب كان إذا تلا هذه الآية: {ومن الناس من يعجبك قوله} إلى قوله: {ومن الناس من يشري نفسه} ، قال: اقْتَتَل الرجلان
(2)
. (2/ 489)
7314 -
عن صالح أبي خليل، قال: سمع عمر إنسانًا يقرأ هذه الآية: {وإذا قيل له اتق الله} إلى قوله: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله} . فاسترجع، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، قام الرجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فقُتِل
(3)
.
(2/ 490)
7315 -
عن المغيرة بن شعبة، قال: كُنّا في غَزاةٍ، فتقدم رجلٌ، فقاتل حتى قُتِل، فقالوا: ألقى بيده إلى التهلكة. فكتب فيه إلى عمر، فكتب عمر: ليس كما قالوا، هو مِن الذين قال الله فيهم:{ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله}
(4)
. (2/ 486)
7316 -
عن علي بن أبي طالب -من طريق أبي رَجاء العُطارِدِيِّ- أنّه قرأ هذه الآية، فقال: اقْتَتَلا، وربِّ الكعبة
(5)
. (2/ 490)
7317 -
عن محمد بن سيرين، قال: حَمَل هشام بن عامر على الصفِّ حتى خَرَقَه، فقالوا: ألْقى بِيَدِه. فقال أبو هريرة: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله}
(6)
. (2/ 486)
(1)
أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن 2/ 152 (311).
(2)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(3)
أخرجه ابن جرير 3/ 593. وعزاه السيوطي إلى وكيع، وعبد بن حميد.
(4)
أخرجه ابن جرير 3/ 593، وابن أبي حاتم 2/ 369.
(5)
أخرجه ابن جرير 3/ 588، وابن أبي حاتم 2/ 368، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11/ 135. وعزاه السيوطي إلى وكيع، وعبد بن حميد، والبخاري في تاريخه.
(6)
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (ت: محمد عوامة) 10/ 305 (19785)، وابن جرير 3/ 591. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
7318 -
عن ابن زيد قال: كان عمر بن الخطاب إذا صلى السُّبْحة
(1)
وفرغ دخل مِرْبدًا
(2)
له، فأرسل إلى فِتْيانٍ قد قرؤوا القرآن، منهم ابن عباس، وابن أخي عُيَيْنة، قال: فيأتون فيقرؤون القرآن ويتدارسونه، فإذا كانت القائلة انصرف. قال فمروا بهذه الآية:{وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم} ، {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد} ، فقال ابن عباس، لبعض من كان إلى جنبه: اقتتل الرجلان. فسمع عمر ما قال، فقال: وأيُّ شيء قلتَ؟ قال: لا شيء يا أمير المؤمنين. قال: ماذا قلت؟ اقتتل الرجلان؟ قال: فلما رأى ذلك ابن عباس، قال: أرى هاهنا مَن إذا أُمِر بتقوى الله أخذته العزة بالإثم، وأرى من يَشْري نفسه ابتغاء مرضاة الله؛ يقوم هذا فيأمر هذا بتقوى الله، فإذا لم يقبل وأخذته العزة بالإثم، قال هذا: وأنا أشتري نفسي. فقاتله، فاقتتل الرجلان. فقال عمر: لله تلادك
(3)
، يا ابن عباس
(4)
. (2/ 489)
7319 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- قال: {ومِنَ النّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ} الآية: الذين شَرَوْا أنفسَهم من الله بالجهاد في سبيله، والقيامِ بحقه حتى هَلَكُوا في ذلك. يعني: هذه السَّرِيَّة
(5)
. (2/ 475)
7320 -
عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: {ومن الناس من يشري نفسه} الآية، قال: هم المهاجرون، والأنصار
(6)
[759]. (ز)
[759] اختُلِف فيمن عُنِي بهذه الآية؛ فقال قوم: المهاجرون والأنصار. وقال آخرون: رجال من المهاجرين بأعيانهم. وقال غيرهم: بل عني بذلك كلّ شارٍ نفسَه في طاعة الله، أو أمر بمعروف.
ورجَّح ابنُ جرير (3/ 594) القول الأخير الذي قاله عمر، وعلي، وابن عباس الذي أخرجه الحاكم، وأبو هريرة، والحسن، مستندًا إلى دلالة العقل في ظاهر الآية، فقال:«وذلك أنّ الله -جل ثناؤه- وصف صفة فريقين: أحدهما: منافق يقول بلسانه خلاف ما في نفسه، وإذا اقتدر على معصية الله ركبها، وإذا لم يقتدر رامها، وإذا نُهِي أخذته العزة بالإثم بما هو به آثم. والآخر منهما: بائعٌ نفسَه، طالِبٌ من الله رضا الله. فكان الظاهر من التأويل أنّ الفريق الموصوف بأنه شرى نفسه لله وطلب رضاه إنّما شراها للوثوب بالفريق الفاجر طلب رضا الله. فهذا هو الأغلب الأظهر من تأويل الآية. وأمّا ما رُوِي من نزول الآية في أمر صهيب فإنّ ذلك غيرُ مستنكر، إذ كان غيرَ مدفوع جوازُ نزول آية من عند الله على رسوله صلى الله عليه وسلم بسبب من الأسباب والمعنيُّ بها كلُّ من شمله ظاهرها» .
وبنحوه قال ابنُ عطية (1/ 502)، وكذا ابنُ تيمية (1/ 486).
وذكر ابنُ عطية (1/ 502 - 503) أنّ من قال بنزول الآيات السابقة في الأخنس جعل هذه في المهاجرين والأنصار، ومن جعلها عامَّة جعل هذه كذلك. وبيَّن أن {يشري} معناه: يبيع، ومنه قوله:{وشروه بثمن بخس} [يوسف: 20]، ثم نقل عن قوم أنهم قالوا: شرى بمعنى: اشترى، ثم عَلَّق، بقوله:«ويحتاج إلى هذا من تأوَّل الآية في صُهيب، لأنه اشترى نفسه بماله ولم يبعها، اللهم إلا أن يقال: إن عزْم صُهيب على قتالهم بيْعٌ لنفسه من الله تعالى فتستقيم اللفظة على معنى باع» .
_________
(1)
السُّبْحة: صلاة النافلة. النهاية (سبح).
(2)
المِرْبد: الحُجرة في الدار. لسان العرب (ربد).
(3)
في الدر: لله دَرُّك، وفي مطبوعة الشيخ شاكر 4/ 245: لله بلادك. وعقَّب على ذلك بقوله: في المطبوعة: «لله تلادك» بالتاء في أوله، ولا معنى له، والصواب ما أثبت. وفي الدر المنثور:«لله دَرُّك» . والعرب تقول: «لله درُّ فلان، ولله بلاده» .
(4)
أخرجه ابن جرير 3/ 588 - 589.
(5)
أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام 2/ 174 - 175 - ، وابن جرير 3/ 573 - 574، وابن أبي حاتم 2/ 369 (1941). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
والسرية المقصود بها: سرية عاصم ومرثد. ينظر: تفسير قوله تعالى: {ومِنَ النّاسِ مَن يُعْجِبُك} الآية.
(6)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 18، وابن جرير 3/ 591، وابن أبي حاتم 2/ 369. وفي تفسير الثعلبي 2/ 124 بلفظ: ما هم بأهل حروراء المُرّاق من دين الله تعالى، ولكن هم المهاجرون والأنصار.