الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3831 -
عن محمد بن مسلم الطّائِفِي -من طريق هشام بن عبيد الله- قال: بَلَغَنِي: أنَّه لَمّا دعا إبراهيم للحرم: {وارزق أهله من الثمرات} ؛ نقل الله الطائف من فلسطين
(1)
. (1/ 652)
{قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا}
قراءات الآية، وتفسيرها:
3832 -
قال أبي بن كعب -من طريق أبي العالية- في قوله: {ومَن كَفَرَ} : إنّ هذا من قول الرب جل وعلا، قال:{ومَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا} . =
3833 -
وقال عبد الله بن عباس: هذا من قول إبراهيم يسأل ربَّه: أنّ مَن كفر (فَأَمْتِعْهُ قَلِيلًا)
(2)
[506]. (1/ 653)
[506] اختلف أهل التأويل في قوله تعالى: {ومَن كفر فأمتعه قليلًا} مَن قائله؟ وما وجه قراءته؟ على قولين: أحدهما: قائل هذا القول ربُّنا -تعالى ذِكْرُه-، وقرأ قائلو هذه المقالة ذلك:{فَأُمَتِّعُه} بتشديد التاء ورفع العين. والآخر: قائل ذلك إبراهيم عليه السلام على وجه الدعاء، وقرأ قائلو هذه المقالة ذلك:(فَأَمْتِعْهُ) بتخفيف التاء وسكون العين، على الدّعاء.
ورجَّحَ ابنُ جرير (2/ 546) القولَ الأولَ، وهو قول أُبَيِّ بن كعب وقراءته، ومجاهد من طريق سفيان بن عيينة، ورجَّحَ قراءتَه لاستفاضة النقل بتصويب تلك القراءة. وانتَقَدَ القراءةَ الثانية لشذوذها، فقال:«والصواب من القراءة في ذلك عندنا والتأويل ما قاله أبي بن كعب وقراءته؛ لقيام الحجة بالنقل المستفيض وراثةً بتصويب ذلك، وشذوذ ما خالفه من القراءة. وغير جائز الاعتراض بمن كان جائزًا عليه في نقله الخطأ والسهو على مَن كان ذلك غير جائز عليه في نقْله. وإذ كان ذلك كذلك فتأويل الآية: قال الله: يا إبراهيم، قد أجبتُ دعوتك، ورزقتُ مؤمني أهل هذا البلد من الثمرات وكفارهم متاعًا لهم إلى بلوغ آجالهم، ثم أضطرّ كفارهم بعد ذلك إلى عذاب النار» .
وانتَقَدَها ابنُ كثير (2/ 76) أيضًا؛ لشذوذها، ومخالفتها السياق، فقال:«هي قراءة شاذة مخالفة للقراء السبعة، وتركيب السياق يأبى معناها -والله أعلم-؛ فإن الضمير في {قال} راجع إلى الله تعالى في قراءة الجمهور، والسياق يقتضيه، وعلى هذه القراءة الشاذة يكون الضمير في {قال} عائدًا على إبراهيم، وهذا خلاف نظم الكلام» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 2/ 544، 546، وابن أبي حاتم 1/ 230.
(2)
أخرجه ابن جرير 2/ 545 - 546، وابن أبي حاتم 1/ 230. قال السيوطي: كان ابن عباس يقرأ: (فأَمْتِعْه) بلفظ الأمر. فلذلك قال: هو من قول إبراهيم.
وقراءة ابن عباس شاذة، وقراءة العشرة:{فَأُمَتِّعُهُ} ما عدا ابن عامر؛ فإنه قرأ «فَأُمْتِعْهُ» بالتخفيف. انظر: المحتسب 1/ 104، والنشر 2/ 223.
3834 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- في قوله: {مَن آمَنَ مِنهُم بِاللهِ واليوم الآخر} ، قال: كان إبراهيم احْتَجَرَها على المؤمنين دون الناس؛ فأنزل الله: ومَن كَفَرَ أيضًا، فأنا أرزقهم كما أرزق المؤمنين، أخلق خلقًا لأرزقهم؟ أُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ أضْطَرُّهُمْ إلى عَذابِ النّارِ. ثم قرأ ابن عباس:{كُلًّا نُّمِدُّ هَؤُلَآءِ وهَؤُلَآءِ} الآية [الإسراء: 20]
(1)
. (1/ 653)
3835 -
عن سعيد بن جبير =
3836 -
وعكرمة مولى ابن عباس =
3837 -
ومجاهد بن جبر -من طريق خُصَيْف- {فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا} ، قال: ارزقه قليلًا
(2)
. (ز)
3838 -
عن مجاهد بن جبر، في قوله {وارْزُقْ أهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَن آمَنَ} ، قال: اسْتَرْزَق إبراهيم لِمَن آمن بالله وباليوم الآخر. قال الله: {ومَن كَفَرَ} فأنا أرزقه
(3)
. (ز)
3839 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ليث- (ومَن كَفَرَ فَأَمْتِعْهُ قَلِيلًا)، يقول: ومَن كفر فارزقه أيضًا، (ثُمَّ اضْطَرَّهُ إلى عَذابِ النّارِ)
(4)
. (ز)
3840 -
عن ابن أبي نَجِيح، قال: سمعت عكرمة، قال: قال الله: {ومَن كَفَرَ} أيضًا فإني أرزقه من الدنيا حين اسْتَرْزَق إبراهيم لمن آمن. =
3841 -
قال ابن أبي نجيح: سمعت هذا من عكرمة، ثم عرضته على مجاهد، فلم ينكره
(5)
. (ز)
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 1/ 229 - 230، والطبراني (12402)، وابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير 1/ 253 - .
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 1/ 231 (1226).
(3)
عزاه السيوطي إلى سفيان بن عيينة.
(4)
أخرجه ابن جرير 2/ 546.
و (ثُمَّ اضْطَرَّهُ) بهمزة وصل وراء مفتوحة قراءة شاذة، تروى أيضًا عن ابن عباس، والأعمش، وقراءة العشرة:{ثُمَّ أضْطَرُّهُ} بقطع الهمزة، وضم الراء. انظر: مختصر ابن خالويه ص 15، والمحتسب 1/ 104.
(5)
أخرجه ابن أبي حاتم 1/ 230 (1225).