الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يضاعف له العذاب
(1)
. (ز)
62806 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ} قال: يقْفُون {بِغَيْرِ ما اكْتَسَبُوا} يقول: بغير ما عملوا؛ {فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتانًا} قال: إثمًا
(2)
. (12/ 137)
62807 -
عن قتادة بن دعامة، في الآية، قال: إيّاكم وأذى المؤمن؛ فإنّ الله يحوطه ويغضبُ له. وقد زعموا: أنّ عمر بن الخطاب قرأها ذاتَ يومٍ، فأفزعه ذلك، حتى ذهب إلى أُبَيّ بن كعب، فدخل عليه فقال: يا أبا المنذر، إنِّي قرأتُ آيةً مِن كتاب الله تعالى فوقعت مِنِّي كل موقع:{والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ} ، واللهِ، إني لأعاقبهم وأضربهم. فقال له: إنّك لست منهم، إنما أنت مُؤدِّب، إنما أنت مُعَلِّم
(3)
. (12/ 138)
62808 -
قال مقاتل بن سليمان: {والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ ما اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتانًا} والبهتان: ما لم يكن، {وإثما مبينا} يعني: بيِّنًا. يقال: نزلت في علي بن أبي طالب?، وذلك أنّ نفرًا من المنافقين كانوا يؤذونه ويكذبون عليه. وأن عمر بن الخطاب? قال في خلافته لأُبَيّ بن كعب الأنصاري: إنِّي قرأت هذه الآية: {والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ} إلى آخر الآية، فوقعت مني كل موقع، والله، إني لأضربهم وأعاقبهم. فقال له أُبَيّ بن كعب?: إنك لست منهم، إنك مُؤدِّب مُعَلِّم
(4)
. (ز)
62809 -
قال يحيى بن سلّام: {والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ ما اكْتَسَبُوا} بغير ما جنوا، هم المنافقون؛ {فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتانًا} كذبًا، {وإثْمًا مُبِينًا} بيّنًا
(5)
. (ز)
آثار متعلقة بالآية:
62810 -
عن ابن عمر، قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر، فنادى بصوت رفيع،
(1)
أخرجه ابن جرير 19/ 180.
(2)
تفسير مجاهد (552) مختصرًا، وأخرجه ابن سعد 8/ 177، وابن جرير 19/ 179. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(3)
أخرج ابن جرير 19/ 180 شطره الأول من طريق سعيد. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 506.
(5)
تفسير يحيى بن سلام 2/ 737.
فقال: «يا معشر مَن أسلم بلسانه ولم يفضِ الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيّروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنّه مَن تَتَبَّع عورة أخيه المسلم تَتَبَّع اللهُ عورته، ومَن تتبع الله عورتَه يفضحه ولو في جوف رحله» . قال نافع: ونظر ابنُ عمر يومًا إلى الكعبة، فقال: ما أعظمك! وأعظم حرمتك! والمؤمن أعظمُ حرمةٍ عند الله منك
(1)
. (ز)
62811 -
عن عمر بن الخطاب -من طريق الشعبي- قال: إنِّي لَأُبغِضُ فلانًا. فقيل للرجل: ما شأن عمر يُبغِضك! فلما كثر القوم في الدار جاء فقال: يا عمر، أفتقتُ في الإسلام فتقًا؟ قال: لا. قال: فجنيتُ جنايةً؟ قال: لا. قال: أحدثتُ حدثًا؟ قال: لا. قال: فعلامَ تبغضني وقد قال الله: {والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ ما اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتانًا وإثْمًا مُبِينًا} ؟! فقد آذيتني، فلا غفرها الله لك. فقال عمر: صدق، واللهِ، ما فتقَ فتقًا، ولا، ولا، فاغفرها لي. فلم يزل به حتى غفرها له
(2)
. (12/ 138)
62812 -
عن إبراهيم، قال: جاء رجلٌ إلى علقمة، فشتمه، فقال علقمة:{والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا} . فقال الرجل: أمُؤْمِنٌ أنت؟ قال: أرجو
(3)
. (ز)
62813 -
عن مجاهد بن جبر، قال: يُلقى الجرب على أهل النار، فيحكُّون حتى تبدو العظام، فيقولون: ربَّنا، بِمَ أصابنا هذا؟ فيقال: بأذاكم المسلمين
(4)
. (12/ 137)
62814 -
قال الحسن البصري: إيّاكم وأذى المؤمن؛ فإنّه حبيبُ ربه، أحبَّ اللهَ فأحبَّه، وغَضِب لربه فغَضِبَ اللهُ له، وإنّ الله يحوطه، ويؤذي مَن آذاه
(5)
. (ز)
(1)
أخرجه الترمذي 3/ 446 (2032)، من حديث أوفى بن دلهم، عن نافع، عن ابن عمر.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث الحسين بن واقد» . وقال الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف 3/ 344: «وهو سند صحيح» . وقال الألباني في صحيح الترمذي (1655): «حسن صحيح» .
وأخرج نحوه يحيى بن سلام 2/ 737 - 738 عن أنس بإسناد ضعيف.
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(3)
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 2/ 100، وابن عساكر في تاريخه 41/ 13.
(4)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(5)
تفسير الثعلبي 8/ 63.