الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجهنم اسم جامع لتلك الأبواب، قال:{فادْخُلُوا أبْوابَ جَهَنَّمَ} [النحل: 29]، وكل باب منها هو النار: الأعلى جهنم، ثم لظى، والنار كلها لظى، قال:{فَأَنْذَرْتُكُمْ نارًا تَلَظّى} [الليل: 14] تأجَّج، ثم الحطمة، والنار كلها حطمة، تحطم عظامهم وتأكل كل شيء إلا الفؤاد، قال:{كَلّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الحُطَمَةِ} [الهمزة: 4]، ثم السعير، والنار كلها سعير سُعِّر بهم، قال:{وسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10]، ثم الجحيم، والنار كلها جحيم، {قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيانًا فَأَلْقُوهُ فِي الجَحِيمِ} [الصافات: 97] في النار، ثم سقر، والنار كلها سقر، قال:{لا تُبْقِي ولا تَذَرُ} [المدثر: 28]، فكذلك تفعل تلك الأبواب كلها بهم، لا تبقي أجسادهم حين يدخلونها، ولا تذر حين يجدد خلقهم حتى تأكل أجسادهم، وهو قوله:{كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُودًا غَيْرَها} [النساء: 56]، ثم الهاوية، والنار كلها هاوية، يهوون فيها، قال:{فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ} [القارعة: 9]، غير أن هذه الأنواع التي وصف بها النار لكل باب مِن أبوابها اسمٌ مِن تلك الأنواع سُمِّيَتْ به، ولكل قوم مِن أهل النار منزل مِن تلك الأبواب التي سميت بهذه الأسماء
(1)
. (ز)
{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ
(24)}
65250 -
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من داعٍ دعا إلى شيء إلا كان موقوفًا يوم القيامة، لازِمًا به، لا يُغادِره ولا يُفارِقه، وإن دعا رجلٌ رجلًا» . ثم قرأ: {وقفوهم إنهم مسؤولون}
(2)
. (12/ 396)
65251 -
عن عبد الله بن عباس، في قوله:{وقِفُوهُمْ إنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} ، قال: احبسوهم إنّهم مُحاسَبون
(3)
. (12/ 396)
65252 -
قال عبد الله بن عباس: {وقِفُوهُمْ إنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} عن جميع أقوالهم وأفعالهم
(4)
. (ز)
(1)
تفسير يحيى بن سلام 2/ 827 - 828.
(2)
أخرجه الترمذي 5/ 439 (3508)، والحاكم 2/ 467 - 468 (3610، 3611)، وابن جرير 19/ 523، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 7/ 9 - .
قال الترمذي: «هذا حديث غريب» . وقال الحاكم: «للحديث أصلًا بإسناد ما» .
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم -كما في الإتقان 2/ 65 - .
(4)
تفسير البغوي 7/ 37.
65253 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: يحشر اللهُ الجنَّ والإنس إلى صُقع من الأرض، فيأخذون مقامهم منها، ثم ينزل الله سِبطًا مِن الملائكة، فيطيفون بالجن والإنس -أي: يُحْدِقون بهم-، ثم ينزل الله سبطًا من الملائكة، يطيفون بالملائكة وبالجن والإنس، ثم ينزل سبطًا ثالثًا، ورابعًا، وخامسًا، وسادسًا، وينزل الله? في السبط السابع، مجتنباه جهنم، فإذا رأوه الخلائق ابْذَعَرُّوا
(1)
فرارًا، فيقول:{وقِفُوهُمْ إنَّهُمْ مَسْئُولُونَ * ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ * بَلْ هُمُ اليَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ} . فينادي: {يا مَعْشَرَ الجِنِّ والإنْسِ إنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ تَنْفُذُوا مِن أقْطارِ السَّماواتِ والأَرْضِ فانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إلّا بِسُلْطانٍ} [الرحمن: 33]
(2)
. (ز)
65254 -
قال عبد الله بن عباس: {إنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ} عن لا إله إلّا الله
(3)
. (ز)
65255 -
قال الضحاك بن مزاحم: {إنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ} عن خطاياهم
(4)
. (ز)
65256 -
عن عطية بن سعد العوفي، في قوله:{وقِفُوهُمْ إنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} ، قال: يُوقَفون يوم القيامة حتى يُسألوا عن أعمالهم
(5)
. (12/ 396)
65257 -
قال مقاتل بن سليمان: {وقِفُوهُمْ إنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ} فلمّا سِيقوا إلى النار حُبِسوا، فسألهم خزنة جهنم: ألم تأتكم رسلكم بالبينات؟ قالوا: بلى، ولكن حقَّت كلمة العذاب على الكافرين
(6)
. (ز)
65258 -
قال يحيى بن سلّام: قوله عز وجل: {وقِفُوهُمْ} أي: احبسوهم، وهذا قبل أن يدخلوا النار؛ {إنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} عن لا إله إلا الله
(7)
[5473]. (ز)
[5473] اختُلِف في الشيء الذي يُسْأَلون عنه على خمسة أقوال: الأول: عن لا إله إلا الله. والثاني: عن أعمالهم ويوقفون على قبحها. والثالث: هل يحبون شرب الماء البارد؟ والرابع: عما دعوا إليه من بدعة. والخامس: عما كانوا يعبدون من دون الله.
وعلَّقَ ابنُ عطية (7/ 277) على القول الثاني، بقوله:«هذا قول مُتَّجه، عامٌّ في الهزء وغيره» . وعلَّقَ على القول الثالث، بقوله:«هذا على طريق الهزْء بهم» . ثم ذكر قولًا آخر محتملًا، فقال:«ويحتمل عندي أن يكون المعنى على ما فسره بقوله: {ما لكم لا تناصرون} أي: تسألون عن امتناعهم عن التناصر» .
_________
(1)
ابْذَعَرَّ الناسُ: تَفَرَّقُوا. اللسان (بذر).
(2)
أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الأهوال -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا 6/ 222 - 223 (211) -، وينظر: طبعة مكتبة آل ياسر 1413 هـ بتحقيق: مجدي فتحي السيد ص 132 (170).
(3)
تفسير الثعلبي 8/ 142، وتفسير البغوي 7/ 37.
(4)
تفسير الثعلبي 8/ 142.
(5)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(6)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 605.
(7)
تفسير يحيى بن سلام 2/ 828.