الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ
(31)}
64072 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: {والَّذِي أوْحَيْنا إلَيْكَ مِنَ الكِتابِ هُوَ الحَقُّ مُصَدِّقًا لِما بَيْنَ يَدَيْهِ} : للكتب التي خلت قبله
(1)
. (ز)
64073 -
قال مقاتل بن سليمان: {والَّذِي أوْحَيْنا إلَيْكَ مِنَ الكِتابِ هُوَ الحَقُّ مُصَدِّقًا لِما بَيْنَ يَدَيْهِ} يقول: إنّ قرآن محمد صلى الله عليه وسلم يُصَدِّق ما قبله مِن الكتب التي أنزلها اللَّه عز وجل على الأنبياء?، {إنَّ اللَّهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ} بأعمالهم، {بَصِيرٌ} بها
(2)
. (ز)
64074 -
قال يحيى بن سلّام: {والَّذِي أوْحَيْنا إلَيْكَ مِنَ الكِتابِ} يعني: القرآن {هُوَ الحَقُّ مُصَدِّقًا لِما بَيْنَ يَدَيْهِ} التوراة والإنجيل
(3)
. (ز)
64075 -
عن عوف بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «أُمَّتي ثلاثة أثلاث: فثلُث يدخلون الجنة بغير حساب، وثلُث يُحاسبون حسابًا يسيرًا ثم يدخلون الجنة، وثلث يُمَحّصون ويُكْسَفون
(4)
، ثم تأتي الملائكة فيقولون: وجدناهم يقولون: لا إله إلا الله وحده. فيقول الله: أدخِلوهم الجنة بقولهم: لا إله إلا الله وحده. واحمِلوا خطاياهم على أهل التكذيب. وهي التي قال الله: {ولَيَحْمِلُنَّ أثْقالَهُمْ وأَثْقالًا مَعَ أثْقالِهِمْ} [العنكبوت: 13]، وتصديقًا في التي ذكر في الملائكة؛ قال الله تعالى:{ثُمَّ أوْرَثْنا الكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِن عِبادِنا} فجعلهم ثلاثة أفواج؛ {فَمِنهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ} فهذا الذي يُكسَف ويمحّص، {ومِنهُمْ مُقْتَصِدٌ} وهو الذي يُحاسب حسابًا يسيرًا، {ومنهم سابق بالخيرات} فهو الذي يَلِج الجنة بغير حسابٍ ولا عذاب بإذن الله، يدخلونها جميعًا لم يُفَرَّقْ بينهم، {يُحَلَّوْنَ فِيها مِن أساوِرَ مِن ذَهَبٍ} إلى قوله:{لُغُوبٌ} »
(5)
. (12/ 287)
(1)
أخرجه ابن جرير 19/ 367.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 557 - 558.
(3)
تفسير يحيى بن سلام 2/ 787.
(4)
يُكسفون: يقال: كسفت حاله: إذا ساءت وتغيرت، وكسف أمله: إذا انقطع رجاؤه. اللسان (كسف)
(5)
أخرجه الروياني في مسنده 1/ 387 - 388 (589)، والطبراني في الكبير 18/ 79 (149)، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 6/ 548 - 549 - ، من طريق محمد بن عزيز، عن سلامة، عن عقيل، عن الزهري، عن عوف به.
قال ابن كثير: «غريب جدًّا» . وقال الهيثمي في المجمع 7/ 96 (11292): «فيه سلامة بن روح، وثقه ابن حبان، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات» .
64076 -
عن عمر بن الخطاب: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «سابِقُنا سابِقٌ، ومقتصدنا ناج، ٍ وظالمنا مغفور له» . وقرأ عمر: {فَمِنهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ} الآية
(1)
. (12/ 288)
64077 -
عن عمر بن الخطاب -من طريق شهر بن حوشب- أنّه كان إذا نزع بهذه الآية: {ثُمَّ أوْرَثْنا الكِتابَ} قال: ألا إنّ سابقنا سابق، ومقتصدنا ناجٍ، وظالمنا مغفور له
(2)
. (12/ 288)
64078 -
عن أنس بن مالك، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية:{ثُمَّ أوْرَثْنا الكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِن عِبادِنا فَمِنهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ ومِنهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنهُمْ سابِقٌ بِالخَيْراتِ} : «سابقنا سابق، ومقتصدنا ناجٍ، وظالمنا مغفور له»
(3)
. (12/ 289)
64079 -
(4)
. (12/ 285)
(1)
أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير 3/ 443، والثعلبي 8/ 111، والواحدي 3/ 505، عن عمرو بن الحصين، عن الفضل بن عميرة، عن ميمون بن سياه، عن أبي عثمان النهدي، عن عمر بن الخطاب به.
قال العقيلي: «وهذا يروى مِن غير هذا الوجه بنحو هذا اللفظ بإسناد أصلح مِن هذا» . وقال الثعلبي: «قال أبو قلابة: فحدثت به يحيى بن معين، فجعل يتعجب منه» . وقال الألباني في الضعيفة 8/ 154 (3678): «ضعيف جدًّا» .
(2)
أخرجه يحيى بن سلام 2/ 790، وسعيد بن منصور فى سننه (2308)، والبيهقي في البعث (66). وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر.
(3)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 41/ 434، من طريق أبي اليقظان بن عبد الرحمن بن مسلم الحراني، عن أبيه عبد الرحمن بن مسلم، عن رجل، عن أنس بنحوه.
وسنده ضعيف؛ لجهالة شيخ عبد الرحمن بن مسلم.
(4)
أخرجه أحمد 57 - 58 (21727)، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 6/ 548 - ، والثعلبي 8/ 108 واللفظ له، من طريق إسحاق بن عيسى، عن أنس بن عياض الليثي، عن موسى بن عقبة، عن علي بن عبد الله الأزدي، عن أبي الدرداء به.
وسنده حسن.
64080 -
عن حذيفة بن اليمان: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يبعث اللهُ الناسَ على ثلاثة أصناف، وذلك في قول الله: {فَمِنهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ ومِنهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنهُمْ سابِقٌ بِالخَيْراتِ بِإذْنِ اللَّهِ}، فالسابق بالخيرات يدخل الجنة بلا حساب، والمقتصد يُحاسب حسابًا يسيرًا، والظالم لنفسه يدخل الجنة برحمة الله»
(1)
. (12/ 291)
64081 -
عن أسامة بن زيد، {فَمِنهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ ومِنهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنهُمْ سابِقٌ بِالخَيْراتِ بِإذْنِ اللَّهِ} ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلهم مِن هذه الأمة، وكلهم في الجنة»
(2)
. (12/ 286)
64082 -
عن البراء بن عازب، قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {ثُمَّ أوْرَثْنا الكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِن عِبادِنا} ، قال:«كلهم ناجٍ، وهي هذه الأمة»
(3)
. (12/ 290)
64083 -
عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال في هذه الآية:{ثُمَّ أوْرَثْنا الكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِن عِبادِنا فَمِنهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ ومِنهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنهُمْ سابِقٌ بِالخَيْراتِ} ، قال:«هؤلاء كلهم بمنزلة واحدة، وكلهم في الجنة»
(4)
. (12/ 285)
(1)
أخرجه ابن الفاخر الأصبهاني في كتاب موجبات الجنة ص 186 - 188 (273)، عن أبي سفيان الخزاعي، عن الحسن بن سالم، عن سعيد بن ظريف، عن أبي هاشم الطائي، عن حذيفة بن اليمان به.
وسنده ضعيف جدًّا، فيه عبد الحكيم بن منصور الخزاعي أبو سفيان الواسطي، قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب (3750):«متروك، كذَّبه ابن معين» .
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير 1/ 167 (410)، من طريق عبد الله بن محمد بن العباس، عن أبي مسعود، عن سهل بن عبد ربه الرازي، عن عمرو بن أبي قيس، عن ابن أبي ليلى، عن أخيه عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أسامة بن زيد بنحوه.
وأخرجه البيهقي في البعث والنشور ص 84 (59، 60)، والواحدي 3/ 505، من طريق أبي عبد الله الصفار الأصبهاني، عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن عبد السلام الأصبهاني، عن محمد بن سعيد بن سابق، عن عمرو بن أبي قيس، عن ابن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، عن أبيه، عن أسامة بن زيد بنحوه.
قال الهيثمي في المجمع 7/ 96 (11293): «رواه الطبراني، وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو سيئ الحفظ» .
(3)
عزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن مردويه.
(4)
أخرجه أحمد 18/ 270 - 271 (11745)، والترمذي 5/ 437 - 438 (3505)، وابن جرير 19/ 376، من طريق الوليد بن عيزار، عن رجل من ثقيف، عن رجل من كنانة، عن أبي سعيد الخدري به.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا مِن هذا الوجه» . وقال ابن كثير في تفسيره 6/ 547: «هذا حديث غريب من هذا الوجه، وفي إسناده مَن لم يُسَمّ» .
64084 -
عن عبد الله بن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، في قوله:{فَمِنهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ} ، قال:«الكافر»
(1)
. (12/ 292)
64085 -
عن عبد الله بن مسعود -من طريق شقيق- قال: هذه الأمة ثلاثة أثلاث يوم القيامة: ثلُث يدخلون الجنة بغير حساب، وثلُث يحاسبون حسابًا يسيرًا، وثلُث يجيئون بذنوبٍ عظام إلا أنهم لم يشركوا، فيقول الرب: أدخِلوا هؤلاء في سعة رحمتي. ثم قرأ: {ثُمَّ أوْرَثْنا الكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِن عِبادِنا} الآية
(2)
. (12/ 288)
64086 -
عن أبي الدرداء -من طريق أبان، عمَّن حدَّثه- في قوله:{ثُمَّ أوْرَثْنا الكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِن عِبادِنا} الآية، قال: السابِقُ يدخل الجنةَ بغير حساب، والمقتصد يُحاسَب حسابًا يسيرًا، ويُحبس الظالم لنفسه ما شاء الله ثم يدخل الجنة
(3)
. (ز)
64087 -
عن عثمان بن عفان -من طريق الأزهر بن عبد الله، عمَّن حدَّثه- أنّه نزع بهذه الآية قال: ألا إنّ سابقنا أهلُ جهادنا، ألا وإن مقتصدنا أهل حَضَرنا، ألا وإن ظالمنا أهل بدْوِنا
(4)
. (12/ 289)
64088 -
عن عقبة بن صهبان، قال: قلت لعائشة: أرأيتِ قول الله: {ثُمَّ أوْرَثْنا الكِتابَ} الآية؟ قالت: أمّا السابق: فمَن مضى في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشَهد له بالجنة. وأَمّا المقتصد: فمَن اتَّبع آثارَهم، فعَمِل بمثل أعمالهم حتى يلحق بهم. وأَمّا الظالم لنفسه: فمثلي ومثلك ومَن اتبعنا، وكلٌّ في الجنة
(5)
. (12/ 286)
64089 -
عن أبي بكر بن عبدوس، قال: قالت عائشة: السابق: الذي أسلم قبل الهجرة. والمقتصد: الذي أسلم بعد الهجرة. والظالم: نحن
(6)
. (ز)
64090 -
عن عبد الرحمن بن أبي عبد الرحمن: أنّهم سألوا أمَّ المؤمنين عائشة في قوله في الملائكة: {ثم أورثنا الكتاب} . قالت: السابق بالخيرات: محمد صلى الله عليه وسلم.
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(2)
أخرجه ابن جرير 19/ 368.
(3)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 135.
(4)
أخرجه سعيد بن منصور فى سننه (2308)، وابن أبي حاتم -كما فى تقسير ابن كثير 6/ 535 - . وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.
(5)
أخرجه الطيالسي (1592)، وعبد الرزاق 2/ 135 مختصرًا، والطبراني (6094)، والحاكم 2/ 426، والثعلبي 8/ 109، والخطيب في تاريخ بغداد 3/ 211 بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وابن مردويه.
(6)
أخرجه الثعلبي 8/ 109.
والمقتصد: أصحابه. والظالم لنفسه: مثلي، ومثلك، ومثل هذا
(1)
. (ز)
64091 -
عن عبد الله بن عباس - من طريق عطاء- قال: السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب، والمقتصد يدخل الجنة برحمة الله، والظالم لنفسه وأصحاب الأعراف يدخلون الجنة بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم
(2)
. (12/ 289)
64092 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- في قوله: {ثُمَّ أوْرَثْنا الكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِن عِبادِنا} الآية، قال: هي مثل التى في الواقعة [8 - 10]: {فَأَصْحابُ المَيْمَنَةِ ما أصْحابُ المَيْمَنَةِ * وأَصْحابُ المَشْأَمَةِ ما أصْحابُ المَشْأَمَةِ * والسّابِقُونَ السّابِقُونَ} ؛ صنفان ناجيان، وصنف هالك
(3)
. (12/ 290)
64093 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- في قوله: {ثُمَّ أوْرَثْنا الكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِن عِبادِنا} الآية، قال: جعل الله أهلَ الإيمان على ثلاثة منازل، كقوله:{وأَصْحابُ الشِّمالِ ما أصْحابُ الشِّمالِ} [الواقعة: 41]، {وأَصْحابُ اليَمِينِ ما أصْحابُ اليَمِينِ} [الواقعة: 27]، {والسّابِقُونَ السّابِقُونَ * أُولَئِكَ المُقَرَّبُونَ} [الواقعة: 10 - 11] فهم على هذا المثال
(4)
. (12/ 291)
64094 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عمرو بن دينار- في قوله: {فَمِنهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ} الآية، قال: هو الكافر، والمقتصد: أصحاب اليمين
(5)
. (12/ 290)
64095 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق على- في قوله: {ثُمَّ أوْرَثْنا الكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِن عِبادِنا} ، قال: هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ورَّثهم اللهُ كلَّ كتاب أُنزل، فظالمهم مغفور له، ومقتصدهم يُحاسب حسابًا يسيرًا، وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب
(6)
[5380]. (12/ 284)
[5380] وجَّه ابنُ عطية (7/ 219) قول ابن عباس: أنّ {الذين اصطفينا} يراد بهم: أمة محمد صلى الله عليه وسلم. بقوله: «وكأن اللفظ يحتمل أن يريد جميع المؤمنين مِن كل أمَّة، إلا أن عبارة توريث الكتاب لم تكن إلا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، والأُوَل لم يُوَرَّثوه» .
ونقل ابنُ عطية (7/ 221) في الآية قولًا عن فرقة أن معنى «قوله تعالى: {الَّذِينَ اصْطَفَيْنا}: هم الأنبياء، والظالم لنفسه منهم من وقع في صغيرة» . ثم انتقدهم قائلًا: «وهذا قول مردود مِن غير ما وجْه» .
_________
(1)
أخرجه أبو حاتم الرازي في الزهد ص 36 (10).
(2)
أخرجه الطبراني (11454).
(3)
أخرجه الثوري فى تفسيره (246 - 247). وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد.
(4)
أخرجه ابن جرير 19/ 371. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(5)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 135، والبيهقي في البعث (74) مقتصِرَيْن على الشطر الأول. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم.
(6)
أخرجه ابن جرير 19/ 368، والبيهقي في البعث (73). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
64096 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- {فَمِنهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ ومِنهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنهُمْ سابِقٌ بِالخَيْراتِ بِإذْنِ اللَّهِ} ، قال: اثنان في الجنة، وواحد في النار
(1)
. (ز)
64097 -
عن عبد الله بن عباس، قال:{فَمِنهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ ومِنهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنهُمْ سابِقٌ بِالخَيْراتِ بِإذْنِ اللَّهِ} السابق: المؤمن المخلص. والمقتصد: المرائي. والظالم: الكافر نعمة الله غير الجاحد لها. لأنه حكم للثلاثة بدخول الجنة، فقال:{جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها}
(2)
. (ز)
64098 -
عن البراء بن عازب، في قوله:{فَمِنهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ} الآية، قال: أشهد على الله أنه يُدخلهم جميعًا الجنة
(3)
.
(12/ 289)
64099 -
عن عبد الله بن عباس، أنّه سأل كعبًا عن قوله:{ثُمَّ أوْرَثْنا الكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِن عِبادِنا} الآية. قال: نجَوْا كلهم. ثم قال: تحاكَّت مناكبهم، وربِّ الكعبة، ثم أُعطوا الفضل بأعمالهم
(4)
. (12/ 290)
64100 -
عن كعب الأحبار -من طريق عبد الله بن الحارث- أنّه تلا هذه الآية: {ثُمَّ أوْرَثْنا الكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِن عِبادِنا} إلى قوله: {لغوب} . قال: دخلوها، وربِّ الكعبة. وفي لفظٍ قال: كلهم في الجنة؛ ألا ترى على أثره: {والَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ} [فاطر: 36]؟ فهؤلاء أهل النار. =
64101 -
فذُكر ذلك للحسن، فقال: أبتْ ذلك عليهم الواقعة
(5)
. (12/ 290)
64102 -
عن كعب الأحبار -من طريق عبد الله بن الحارث- في قوله: {ثُمَّ أوْرَثْنا
(1)
أخرجه ابن جرير 19/ 371.
(2)
تفسير البغوي 6/ 422.
(3)
أخرجه البيهقي في البعث (67). وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور.
(4)
أخرجه ابن جرير 19/ 369 - 370. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(5)
أخرجه البيهقي (70، 71). وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
الكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِن عِبادِنا} إلى قوله: {جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها} ، قال: دخلوها، وربِّ الكعبة. =
64103 -
فأُخبر الحسن بذلك، فقال: أبتْ -واللهِ- ذلك عليهم الواقعة
(1)
. (12/ 294)
64104 -
قال كعب الأحبار -من طريق صالح أبي الخليل-: يلومني أحبارُ بني إسرائيل أنِّي دخلتُ في أمةٍ فرَّقهم الله، ثم جمعهم، ثم أدخلهم الجنة جميعًا! ثم تلا هذه الآية:{ثُمَّ أوْرَثْنا الكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِن عِبادِنا} حتى بلغ: {جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها} . قال: فأدخلهم اللهُ الجنةَ جميعًا
(2)
. (12/ 293)
64105 -
قال ابن جريج: سمعت عطاء [بن أبي رباح] يقول: {فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات} زعم أن هؤلاء الأصناف الثلاثة نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وزعم أن قوله:{جنات عدن يدخلونها} [الرعد: 23] في هؤلاء الأصناف الثلاثة. =
64106 -
وأن كعبًا قال: هم أمة محمد هؤلاء الأصناف الثلاثة، فأنا أقيم على اليهودية وأدعُ هذا الدين؟!
(3)
. (ز)
64107 -
عن أبي مسلم الخولاني، قال: قرأتُ في كتاب الله: أنّ هذه الأمة تُصنّف يوم القيامة على ثلاثة أصناف: صنف منهم يدخلون الجنة بغير حساب، وصنف يحاسبهم الله حسابًا يسيرًا ويدخلون الجنة، وصنف يُوقفون فيُؤخذ منهم ما شاء الله ثم يدركهم عفوُ الله وتجاوزه
(4)
. (12/ 293)
64108 -
قال عبيد بن عمير -من طريق عمرو بن دينار- في الآية: كلهم صالح
(5)
. (12/ 293)
64109 -
عن إبراهيم النخعي -من طريق المغيرة- في قوله: {ثم أورثنا الكتاب الذين
(1)
أخرجه سفيان الثوري (246)، وعبد الرزاق 2/ 136 كلاهما دون ذكر قول الحسن. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وأخرجه عبد الرزاق 2/ 135 من طريق معمر عمن بلَّغه بلفظ: يدخل الجنة كلهم؛ السابق، والمقتصد، والظالم لنفسه.
(2)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وأخرجه يحيى بن سلام 2/ 789 - 790 من طريق أبي المتوكل الناجي مطولًا.
(3)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 50/ 165.
(4)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(5)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 135، وإسحاق البستي ص 167، والبيهقي (69). وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد.
اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات}، قال: كلهم بمنزله واحدة، كلهم في الجنة
(1)
. (ز)
64110 -
قال مجاهد بن جبر: {أوْرَثْنا} أعطينا؛ لأن الميراث عطاء
(2)
. (ز)
64111 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {فَمِنهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ} قال: هم أصحاب المشأمة، {ومِنهُمْ مُقْتَصِدٌ} قال: هم أصحاب الميمنة، {ومِنهُمْ سابِقٌ بِالخَيْراتِ بِإذْنِ اللَّهِ} قال: هم السابقون من الناس كلهم
(3)
. (12/ 294)
64112 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق جابر- في قوله تعالى: {ثُمَّ أوْرَثْنا الكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِن عِبادِنا} ، قال: هذا مثل التي في الواقعة [7]: {وكنتم أزواجا ثلاثة}
(4)
. (ز)
64113 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق عاصم بن حكيم- قال في قوله: {فَمِنهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ} : هو الجاحد، والمنافق
(5)
. (ز)
64114 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق يزيد- {فَمِنهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ ومِنهُمْ مُقْتَصِدٌ} الآية، قال: الاثنان في الجنة، وواحد في النار، وهي بمنزلة التي في الواقعة:{وأَصْحابُ اليَمِينِ ما أصْحابُ اليَمِينِ} [الواقعة: 27]، {وأَصْحابُ الشِّمالِ ما أصْحابُ الشِّمالِ} [الواقعة: 41]، {والسّابِقُونَ السّابِقُونَ * أُولَئِكَ المُقَرَّبُونَ} [الواقعة: 10 - 11]
(6)
. (ز)
64115 -
عن الضحاك بن مزاحم -من طريق قرة- في قوله: {ثُمَّ أوْرَثْنا الكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِن عِبادِنا فَمِنهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ} قال: سقط هذا، {ومِنهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنهُمْ سابِقٌ بِالخَيْراتِ بِإذْنِ اللَّهِ} قال: سبق هذا بالخيرات، وهذا مقتصد على أثره
(7)
. (ز)
64116 -
عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جويبر =
(1)
أخرجه إسحاق البستي ص 171.
(2)
تفسير البغوي 6/ 420.
(3)
تفسير مجاهد (557)، وأخرجه ابن جرير 19/ 371 - 372 من طريق ابن جريج. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(4)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 135. وأخرجه يحيى بن سلام 2/ 791 بنحوه من طريق عاصم بن حكيم.
وجاء في جزء أبي جعفر الرملي ص 62 (تفسير مسلم الزنجي) عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: {ثلة من الأولين وثلة من الآخرين} [الواقعة: 13] قال: مثل قوله: {فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات} .
(5)
أخرجه يحيى بن سلام 2/ 791.
(6)
أخرجه ابن جرير 19/ 371.
(7)
أخرجه ابن جرير 19/ 373، وأخرجه يحيى بن سلام 2/ 790 - 791 مقتصرًا على الشطر الأول، ثم عقب عليه فقال: فلا أدري، أيعني ما قال الحسن: أنه المنافق، أم يعني به: الجاحد؟.
64117 -
والحسن البصري -من طريق منصور بن زاذان- قال: هلك الظالم لنفسه، ونجا المقتصد والسابق بالخيرات
(1)
. (ز)
64118 -
عن الحسن البصري -من طريق عوف- {فَمِنهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ} ، قال: هو المنافق سقط، والمقتصد والسابق بالخيرات في الجنة
(2)
. (12/ 292)
64119 -
عن الحسن البصري، قال:{فَمِنهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ ومِنهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنهُمْ سابِقٌ بِالخَيْراتِ بِإذْنِ اللَّهِ} السابق: من رجَحت حسناته على سيئاته. والمقتصد: مَن استوت حسناته وسيئاته. والظالم: مَن رجحت سيئاته على حسناته
(3)
. (ز)
64120 -
عن الحسن البصري =
64121 -
وقتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله تعالى: {فَمِنهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ} ، قال: هو المنافق
(4)
. (ز)
64122 -
عن الحسن البصري -من طريق الحسن بن دينار- قال: {فَمِنهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ ومِنهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنهُمْ سابِقٌ بِالخَيْراتِ بِإذْنِ اللَّهِ} السابقون: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. والمقتصد: رجل سأل عن آثار أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فاتبعهم. والظالم لنفسه: منافق قُطع به دونهم
(5)
. (ز)
64123 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {فَمِنهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ} قال: هذا المنافق، {ومِنهُمْ مُقْتَصِدٌ} قال: هذا صاحب اليمين، {ومنهم سابق بالخيرات} قال: هذا المقرّب. قال قتادة بن دعامة: كان الناس ثلاث منازل عند الموت، وثلاث منازل في الدنيا، وثلاث منازل في الآخرة، فأما الدنيا فكانوا [مؤمنًا، ومنافقًا، ومشركًا]، وأَمّا عند الموت فإن الله قال:{فَأَمّا إنْ كانَ مِنَ المُقَرَّبِينَ} الآية [الواقعة: 88]، {وأَمّا إنْ كانَ مِن أصْحابِ اليَمِينِ} الآية [الواقعة: 90]، {وأَمّا إنْ كانَ مِنَ المُكَذِّبِينَ الضّالِّينَ} الآية [الواقعة: 92]، وأَمّا الآخرة فكانوا أزواجًا ثلاثة:{فَأَصْحابُ المَيْمَنَةِ ما أصْحابُ المَيْمَنَةِ * وأَصْحابُ المَشْأَمَةِ ما أصْحابُ المَشْأَمَةِ * والسّابِقُونَ السّابِقُونَ}
(1)
أخرجه سعيد بن منصور في سننه - التفسير 7/ 118 (1778).
(2)
أخرجه ابن جرير 19/ 372 بنحوه، والبيهقي فى البعث (75). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(3)
تفسير الثعلبي 8/ 109، وتفسير البغوي 6/ 422.
(4)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 135، وابن جرير 19/ 372 عن الحسن من طريق عوف دون قتادة.
(5)
أخرجه يحيى بن سلام 2/ 790 وعقب عليه فقال: نراه، يعني: أن المنافق أقر به المؤمن فلم يدخل في الآية.
[الواقعة: 8 - 10]
(1)
. (12/ 292)
64124 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق عثمان-: أن أصحاب اليمين هم الذين يُحاسبون حسابًا يسيرًا، وهو المقتصد في حديث أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم أصحاب المنزل الآخر في سورة الرحمن [62] حيث يقول:{ومِن دُونِهِما جَنَّتانِ} فوصفهما، ومنزل السابقين المنزل الآخر في سورة الرحمن [46] في قوله:{ولِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ} فوصفهما
(2)
. (ز)
64125 -
قال إسماعيل السُّدِّيّ: {فَمِنهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ} ، يعني: أصحاب الكبائر مِن أهل التوحيد ظلموا أنفسهم بذنوبهم، مِن غير شرك
(3)
. (ز)
64126 -
قال إسماعيل السُّدِّيّ: هي في سورة الواقعة [10] السابقون هم السابقون، يعني:{والسّابِقُونَ السّابِقُونَ} . قال: من الناس كلهم، فوصف صفتهم في أول سورة الواقعة، والمقتصد أصحاب اليمين، وهو المنزل الآخر في سورة الواقعة [27]:{وأَصْحابُ اليَمِينِ ما أصْحابُ اليَمِينِ} ، فوصف صفتهم، والظالم لنفسه أصحاب المشأمة
(4)
. (ز)
64127 -
عن أبي إسحاق السبيعي -من طريق عمرو بن قيس- في هذه الآية: {ثُمَّ أوْرَثْنا الكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِن عِبادِنا} ، قال: قال أبو إسحاق: أمّا ما سمعتُ منذ ستين سنة، فكلهم ناج
(5)
. (ز)
64128 -
قال جعفر الصادق: {فَمِنهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ ومِنهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنهُمْ سابِقٌ بِالخَيْراتِ بِإذْنِ اللَّهِ} ، بدأ بالظالمين إخبارًا بأنه لا يُتقرب إليه إلا بكرمه، وأن الظلم لا يؤثر في الاصطفاء، ثم ثنّى بالمقتصدين لأنهم بين الخوف والرجاء، ثم ختم بالسابقين لئلا يأمن أحدٌ مكره، وكلهم في الجنة
(6)
. (ز)
64129 -
قال مقاتل بن سليمان: {ثُمَّ أوْرَثْنا الكِتابَ} قرآن محمد صلى الله عليه وسلم {الَّذِينَ اصْطَفَيْنا} اخترنا {مِن عِبادِنا} مِن هذه الأمة؛ {فَمِنهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ} أصحاب
(1)
أخرجه ابن جرير 19/ 372 - 373 بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(2)
أخرجه يحيى بن سلام 2/ 791.
(3)
علقه يحيى بن سلام 2/ 789، وعقب عليه بقوله: عن الحسن قال: أهل الكبائر لا شفاعة لهم، أي: لا يشفعون لأحد.
(4)
علقه يحيى بن سلام 2/ 791.
(5)
أخرجه ابن جرير 19/ 370.
(6)
تفسير الثعلبي 8/ 107، وتفسير البغوي 6/ 422 واللفظ له.
الكبائر من أهل التوحيد، {ومِنهُمْ مُقْتَصِدٌ} عدل في قوله، {ومِنهُمْ سابِقٌ بِالخَيْراتِ} الذين سبقوا إلى الأعمال الصالحة وتصديق الأنبياء، {بِإذْنِ اللَّهِ} بأمر الله عز وجل
(1)
[5381]. (ز)
[5381] اختلف في معنى الكتاب الموروث، وفي المراد بالمصطَفَين من عباد الله، وفي المراد بالظالم لنفسه، على أقوال: الأول: أن الكتاب: ما أنزله الله من الكتب قبل الفرقان. والمصطَفَيْن من عباده: أمة محمد صلى الله عليه وسلم. والظالم لنفسه: أهل الإجرام منهم. الثاني: أن الكتاب: هو شهادة أن لا إله إلا الله. والمصطَفَيْن: هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم. والظالم لنفسه منهم: هو المنافق، وهو في النار؛ والمقتصد والسابق بالخيرات في الجنة.
ورجَّح ابنُ جرير (19/ 373 - 374) مستندًا إلى دلالة السياق واللغة والعقل والسنة القول الأول، وهو قول ابن مسعود من طريق شقيق، وابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة، وما في معناه، وعلَّل ذلك بقوله:«لأن الله -جلَّ ثناؤه- قال لنبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم: {والَّذِي أوْحَيْنا إلَيْكَ مِنَ الكِتابِ هُوَ الحَقُّ مُصَدِّقًا لِما بَيْنَ يَدَيْهِ}، ثم أتْبَع ذلك قوله: {ثُمَّ أوْرَثْنا الكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا}، فكان معلومًا -إذ كان معنى الميراث إنما هو انتقال معنًى من قومٍ إلى آخرين، ولم تكن أمَّةٌ على عهد نبيِّنا صلى الله عليه وسلم انتقل إليهم كتابٌ من قومٍ كانوا قبلهم غير أمَّته- أن ذلك معناه. وإذ كان ذلك كذلك فبيِّنٌ أن المصطَفَيْن من عباده هم مؤمنو أمَّته؛ وأما الظالم لنفسه فإنه لأن يكون من أهل الذنوب والمعاصي -التي هي دون النفاق والشرك عندي- أشْبَهُ بمعنى الآية مِن أن يكون المنافق أو الكافر، وذلك أن الله -تعالى ذِكْره- أتْبَع هذه الآية قوله: {جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها}، فعَمَّ بدخول الجنة جميع الأصناف الثلاثة» . ثم قال (19/ 375): «وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو الذي قلنا مِن ذلك أخبار، وإن كان في أسانيدها نظر، مع دليل الكتاب على صحته، على النحو الذي بيَّنتُ» . وذكر حديث أبي الدرداء، وأبي سعيد الخدري.
ورجَّح ابنُ تيمية (5/ 311 - 312) وكذا ابنُ كثير (11/ 323)، وابن القيم (2/ 352 - 354) استنادًا إلى دلالة ظاهر الآية، والسنة، والسياق، والعقل أنّ الظالم لنفسه من هذه الأمة، فقال ابنُ كثير: «والصحيح أن الظالم لنفسه من هذه الأمة، وهذا اختيار ابن جرير كما هو ظاهر الآية، وكما جاءت به الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من طُرُق يشد بعضها بعضًا
…
»، ثم أورد حديث أبي الدرداء، وأبي سعيد الخدري، وما في معناهما من الأحاديث والآثار، ثم علَّق بقوله:«فهذا ما تيسر من إيراد الأحاديث والآثار المتعلقة بهذا المقام، وإذا تقرر هذا فإنّ الآية عامة في جميع الأقسام الثلاثة من هذه الأمة، فالعلماء أغبط الناس بهذه النعمة، وأولى الناس بهذه الرحمة» .
وقال ابنُ القيم بعد أن ذكر الأحاديث والآثار الدالة على هذا المعنى: «فهذه الآثار يشد بعضُها بعضًا، وأنها قد تعددت طرقها واختلفت مخارجها، وسياق الآية يشهد لها بالصحة فلا تعدل عنها» .
وذكر ابنُ تيمية أن القول الجامع «أن الظالم لنفسه: هو المفرط بترك مأمور أو فعل محظور. والمقتصد: القائم بأداء الواجبات وترك المحرمات، والسابق بالخيرات: بمنزلة المقرب الذي يتقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض حتى يحبه الحق» . ثم ذكر أنواعًا تدخل تحت كلٍّ منها.
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 558.