الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
63404 -
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن نظر في الدين إلى مَن فوقه، وفي الدنيا إلى مَن تحته؛ كتبه الله صابرًا وشاكرًا، ومَن نظر في الدين إلى مَن تحته، ونظر في الدنيا إلى مَن فوقه؛ لم يكتبه الله صابرًا ولا شاكرًا»
(1)
. (12/ 203)
63405 -
عن عامر الشعبي -من طريق مغيرة- قال: الشكر نصف الإيمان، والصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله
(2)
. (12/ 202)
63406 -
عن الربيع بن برة -من طريق محمد بن سنان- قال: ابنَ آدم، إنما أنت جِيفة مُنتِنة، طيَّبَ نسيمَك ما رُكِّب فيك مِن روح الحياة، فلو قد نُزِع منك رُوحك أُلقيتَ جثةً ملقاة، وجيفة مُنتِنَة، وجسدًا خاويًا، وقد جيَّف بعد طيب ريحه، واستوحش منه بعد الأُنس بقربه، فأيُّ الخليقة -ابنَ آدم- منك أجهل؟! وأيُّ الخليقة منك أعجب؟! إذا كنتَ تعلم أنّ هذا مصيرك، وأنّ التراب مقِيلك، ثم أنت بعد هذا لِطُول جهلك تَقَرَّ بالدنيا عينًا، أما سمعته يقول:{فَجَعَلْناهُمْ أحادِيثَ ومَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكُورٍ} ؟! أما -واللهِ- ما حداك على الصبر والشكر إلا لعظيم ثوابهما عنده لأوليائه، أما سمعته يقول -جل ثناؤه-:{لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7]، أوَما سمعته يقول -عزَّ شأنُه-:{إنَّما يُوَفّى الصّابِرُونَ أجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ} [الزمر: 10]، فهاهما منزلتان عظيمتا الثواب عند الله قد بذلهما لك، يا ابنَ آدم، فمَن أعظمُ في الدنيا منك غفلة؟! أو مَن أطول في القيامة حسرة؟! إن كنتَ ترغب عمّا رغب لك فيه مولاك، وإنك تقرأ في الليل والنهار في الصباح والمساء:{نِعْمَ المَوْلى ونِعْمَ النَّصِيرُ} [الأنفال: 40]
(3)
. (ز)
{وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
(20)}
قراءات:
63407 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي الجوزاء- أنّه كان يقرؤها: {ولَقَدْ
(1)
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 6/ 317 - 318 (4255)، وأبو نعيم في الحلية 8/ 286.
قال الألباني في الضعيفة 2/ 94 (633): «لا أصل له بهذا اللفظ» .
(2)
أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الشكر (57)، وابن جرير 18/ 578 في سورة إبراهيم، والبيهقي في شعب الإيمان (4448).
(3)
أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب ذكر الموت -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا 5/ 547 - 548 (479) -.
صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إبْلِيسُ ظَنَّهُ} مشددة، وقال: ظنَّ بهم ظنًّا، فصدّقه
(1)
. (12/ 203)
63408 -
قرأ مجاهد بن جبر: {ولَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إبْلِيسُ ظَنَّهُ} . قال يحيى بن سلّام: يقول: صدَّق إبليس ظنَّه فيهم حيث جاء أمرهم على ما ظنَّ
(2)
. (ز)
63409 -
عن الحسن البصري -من طريق سليمان بن الأرقم- أنه كان يقرأ هذا الحرف: (ولَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إبْلِيسُ ظَنُّه). قال يحيى بن سلّام: أي: ولقد صدَّق عليهم ظن إبليس، فيها تقديم. ثم قال: ظن ظنه، ولم يقل ذلك بعلم، يقول: فصدق ظنه فيهم
(3)
. (ز)
63410 -
عن عبد الله بن القاسم -من طريق قرة بن خالد-: أنه قرأ: (ولَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إبْلِيسُ ظَنُّه)
(4)
[5325]. (ز)
[5325] ذكر ابنُ جرير (19/ 269) قراءة من قرأ {صدَّق} بالتشديد و «صَدَق» بتخفيف الدال، وعلّق عليهما بقوله:«اختلفت القراء في قراءة قوله: {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه}؛ فقرأ ذلك عامة قراء الكوفيين: {ولقد صدق} بتشديد الدال من {صدق}، بمعنى أنه قال ظنًا منه: {ولا تجد أكثرهم شاكرين} [الأعراف: 17]، وقال: {فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين} [ص: 82]، ثم صدق ظنه ذلك فيهم، فحقق ذلك بهم، وباتباعهم إياه. وقرأ ذلك عامة قراء المدينة والشام والبصرة: «ولَقَدْ صَدَقَ» بتخفيف الدال، بمعنى: ولقد صدق عليهم ظنه». ثم قال معلّقًا عليهما: «والصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان معروفتان متقاربتا المعنى؛ وذلك أن إبليس قد صدق على كفرة بني آدم في ظنه، وصدق عليهم ظنه الذي ظن حين قال: {ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين} [الأعراف: 17]، وحين قال: {ولأضلنهم ولأمنينهم} [النساء: 119] الآية، قال ذلك عدو الله ظنًّا منه أنه يفعل ذلك لا علمًا، فصار ذلك حقًّا باتباعهم إياه، فبأي القراءتين قرأ القارئ فمصيب» .
ثم قال موجّهًا معنى الآية على قراءة التشديد: «فتأويل الكلام على قراءة مَن قرأ بتشديد الدال: ولقد ظن إبليس بهؤلاء الذين بدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط، عقوبة منا لهم، ظنًّا غير يقين، علم: أنهم يتبعونه ويطيعونه في معصية الله، فصدق ظنه عليهم، بإغوائه إياهم، حتى أطاعوه، وعصوا ربهم، إلا فريقًا من المؤمنين بالله، فإنهم ثبتوا على طاعة الله ومعصية إبليس» .
وعلّق ابنُ عطية (7/ 181) على القراءتين، فقال:«قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر «ولَقَدْ صَدَقَ» بتخفيف الدال {إبليس} رفعًا {ظنَّه} نصبًا على المصدر، وقيل: على الظرفية، أي: في ظنه، وقيل: على المفعول، على معنى: أنه لما ظن عمل عملًا يصدق به ذلك الظن، فكأنه إنما أراد أن يصدق ظنه، وهذا نحو من قولك: أخطأت ظني، وأصبت ظني. وقرأ عاصم وحمزة والكسائي {صدّق} بتشديد الدال، والظن على هذا مفعول بـ {صدّق} ، وهي قراءة ابن عباس وقتادة وطلحة وعاصم والأعمش».
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 19/ 270 بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.
و {صَدَّقَ} بالتشديد هي قراءة متواترة، قرأ بها حمزة، والكسائي، وعاصم، وخلف، وبقية العشرة:{صَدَقَ} بالتخفيف. انظر: النشر 2/ 350، والإتحاف ص 460.
(2)
تفسير يحيى بن سلام 2/ 756.
(3)
تفسير يحيى بن سلام 2/ 756.
و (ظَنُّه) بالرفع قراءة شاذة، تروى أيضًا عن الزهري، وعبد الوارث عن أبي عمرو، وعبد الله بن القاسم. انظر: المحتسب 2/ 190، ومختصر ابن خالويه ص 122.
(4)
علقه يحيى بن سلام 2/ 756.