الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
64326 -
قال مقاتل بن سليمان: {لَقَدْ حَقَّ القَوْلُ} لقد وجَبَ العذابُ على أكثر أهل مكة، {فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} لا يُصَدِّقون بالقرآن
(1)
. (ز)
64327 -
قال يحيى بن سلّام: {لَقَدْ حَقَّ القَوْلُ} لقد سبق القول {عَلى أكْثَرِهِمْ} يعني: مَن لا يؤمن
(2)
. (ز)
{إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ
(9)}
نزول الآية، وتفسيرها
64328 -
عن ابن عباس =
(64329)
- وعلي =
64330 -
وعائشة بنت أبي بكر =
64331 -
وعائشة بنت قدامة =
64332 -
وسُراقة بن جُعْشُم، دخل حديثُ بعضِهم في بعض، قالوا: خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والقومُ جلوسٌ على بابه، فأخذ حَفْنَةً مِن البطحاء، فجعل يَذُرُّها على رءوسهم، ويتلو:{يس، والقرآن الحكيم} الآيات. ومضى، فقال لهم قائلٌ: ما تَنتَظِرون؟ قالوا: محمدًا. قال: قد -واللهِ- مرَّ بكم. قالوا: واللهِ، ما أبصَرْناه. وقاموا يَنفُضون الترابَ عن رءوسهم، وخرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى غار ثور، فدخلاه، وضرَبَتِ العنكبوتُ على بابه بعِشاشٍ بعضُها على بعض، وطلَبَته قريشٌ أشدَّ الطلبِ حتى انتهت إلى باب الغار، فقال بعضهم: إنّ عليه لَعنكبوتًا قبلَ ميلاد محمدٍ. فانصرفوا
(3)
. (7/ 365)
64333 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- في قوله:{وجَعَلْنا مِن بَيْنِ أيْدِيهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ} :
…
وذلك أنّ ناسًا من بني مخزوم تواطؤوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ليقتلوه، منهم: أبو جهل، والوليد بن المغيرة، فبينا النبيُّ صلى الله عليه وسلم قائمٌ يُصَلِّي سمعوا قراءته، فأرسلوا إليه الوليد ليقتله، فانطلق
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 573.
(2)
تفسير يحيى بن سلام 2/ 799 - 800.
(3)
أخرجه ابن سعد مطولًا 1/ 227 - 228.
حتى أتى المكان الذي يصلي فيه، فجعل يسمع قراءته ولا يراه، فانصرف إليهم، فأعلمهم ذلك، فأتَوه، فلما انتهوا إلى المكان الذي هو يُصَلِّي فيه سمعوا قراءته، فيذهبون إلى الصوت، فإذا الصوت مِن خلفهم، فيذهبون إليه فيسمعونه أيضًا مِن خلفهم، فانصرفوا، ولم يجدوا إليه سبيلًا؛ فذلك قوله:{وجَعَلْنا مِن بَيْنِ أيْدِيهِمْ سَدًّا ومِن خَلْفِهِمْ سَدًّا} الآية
(1)
. (12/ 323)
64334 -
عن عبد الله بن عباس، في قوله:{وجَعَلْنا مِن بَيْنِ أيْدِيهِمْ سَدًّا} ، قال: اجتمعت قريشٌ بباب النبي صلى الله عليه وسلم ينتظرون خروجَه لِيُؤذوه، فشَقَّ ذلك عليه، فأتاه جبريل بسورة يس، وأمره بالخروج عليهم، فأخذ كفًّا مِن تراب، وخرج وهو يقرؤها، ويَذُرُّ التراب على رؤوسهم، فما رأوه حتى جاز، فجعل أحدهم يلمس رأسه فيجد التراب، وجاء بعضُهم فقال: ما يُجلِسكم؟ قالوا: ننتظر محمدًا. فقال: لقد رأيته داخلًا المسجد. قال: قوموا، فقد سحركم
(2)
. (12/ 326)
64335 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- قال: اجتمعت قريشٌ عند باب رسول الله صلى الله عليه وسلم -قال إسحاق: يعني: حين أراد الخروج إلى المدينة للهجرة-، فخرج عليهم، فأخذ اللهُ أبصارَهم دونه، فأخذ قبضةً مِن التراب فجعل يحثيها على رؤوسهم، ويقرأ:{يس والقرآن الحكيم} ، فمر بهم رجل يدري ما يصنعُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما يُقعِدُكم؟ قالوا: ننتظر محمدًا لنأخذه. فقال: خيَّبكم اللهُ، أما رأيتم محمدًا وما يصنع بكم؟! واللهِ، لقد خرج عليكم، فما ترك رجلًا منكم إلا وضع في رأسه ترابًا. فجعلوا ينفضون عن رؤوسهم التراب
(3)
. (ز)
64336 -
عن مجاهد بن جبر، قال: اجتمعت قريشٌ، فبعثوا عُتبة بن ربيعة، فقالوا: ائْتِ هذا الرجل، فقل له: إنّ قومك يقولون: إنّك جئتَ بأمر عظيم، ولم يكن عليه آباؤنا، ولا يتَّبعك عليه أحدٌ مِنّا، وإنّك إنّما صنعتَ هذا أنّك ذو حاجة، فإن كنتَ تريد المال فإنّ قومك سيجمعون لك ويعطونك، فدع ما ترى، وعليك بما كان عليه
(1)
أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 2/ 196 - 197 من طريق السدي الصغير، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس به.
إسناده ضعيف جدًّا، وقد قال عنه ابن حجر في العجاب 1/ 263:«سلسلة الكذب» .
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(3)
أخرجه إسحاق البستي ص 179 عن محمد بن إسحاق، عمن لا يتهم، عن مجاهد به.
فيه شيخ ابن إسحاق مجهول.
آباؤك. فانطلق إليه عتبة، فقال له الذي أمروه، فلما فرغ من قوله وسكتْ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بسم الله الرحمن الرحيم {حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فقرأ عليه من أولها حتى بلغ: {فَإنْ أعْرَضُوا فَقُلْ أنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وثَمُودَ} [فصلت: 1 - 13]. فرجع عتبةُ، فأخبرهم الخبر، وقال: لقد كلَّمني بكلامٍ ما هو بشعر، ولا بسحر، وإنه لكلام عجيب، ما هو بكلام الناس. فوقعوا فيه، وقالوا: نذهب إليه بأجمعنا. فلمّا أرادوا ذلك طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعمد لهم حتى قام على رءوسهم، وقال: بسم الله الرحمن الرحيم {يس * والقُرْآنِ الحَكِيمِ} حتى بلغ: {إنّا جَعَلْنا فِي أعْناقِهِمْ أغْلالًا} . فضرب اللهُ بأيديهم على أعناقهم، فجعل مِن بين أيديهم سدًّا ومن خلفهم سدًّا، فأخذ ترابًا، فجعله على رءوسهم، ثم انصرف عنهم، ولا يدرون ما صَنع بهم، فلمّا انصرف عنهم رأوا الذي صَنع بهم، فعجبوا، وقالوا: ما رأينا أحدًا قط أسحر منه! انظروا ما صَنع بنا!
(1)
. (12/ 326)
64337 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عمارة- قال: قال أبو جهل: لَئِن رأيتُ محمدًا لأفعلنَّ ولأفعلنَّ. فنَزلت: {إنّا جَعَلْنا فِي أعْناقِهِمْ أغْلالًا} إلى قوله: {لا يُبْصِرُونَ} . فكانوا يقولون: هذا محمد. فيقول: أين هو، أين هو؟ لا يُبْصِره
(2)
[5396]. (12/ 322)
64338 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق أيوب- قال: كان ناسٌ مِن المشركين مِن قريش يقول بعضهم: لو قد رأيتُ محمدًا لفعلتُ به كذا وكذا. فأتاهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهم في حلقة في المسجد، فوقف عليهم، فقرأ:{يس * والقُرْآنِ الحَكِيمِ} حتى بلغ: {لا يُبْصِرُونَ} . ثم أخذ ترابًا، فجعل يذُرُّه على رؤوسهم، فما
[5396] لم يذكر ابنُ جرير (19/ 406) غير هذا الأثر.
وذكره ابنُ عطية (7/ 235)، ثم ذكر قولًا آخر، فقال:«وقالت فرقة: الآيةُ مُستعارة المعاني مِن منع الله تعالى آباءهم من الإيمان، وحوْلِه بينهم وبينه» . ورجّحه مستندًا إلى السياق بقوله: «وهذا أرجح الأقوال؛ لأنه تعالى لما ذكر أنهم لا يؤمنون بما سبق لهم في الأزل؛ عَقَّب ذلك بأن جعل لهم مِن المنع وإحاطة الشقاوة ما حالهم معه حال المغللين. والغُلّ: ما أحاط بالعُنق على معنى التَّضْييق والتثبيت والتعذيب والأسْر، ومع العنق اليدان أو اليد الواحدة، هذا معنى التغليل» .
_________
(1)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(2)
أخرجه ابن جرير 19/ 406.
يرفع رجلٌ منهم إليه طَرْفه، ولا يتكلم كلمة، ثم جاوز النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فجعلوا ينفضون التراب عن رءوسهم ولحاهم: واللهِ، ما سمعنا، واللهِ، ما أبصرنا، واللهِ، ما عقلنا
(1)
. (12/ 327)
64339 -
عن محمد بن كعب القرظي -من طريق يزيد بن أبي زياد- قال: اجتمع قريش -وفيهم أبو جهل- على باب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالوا على بابه: إنّ محمدًا يزعم أنّكم إن بايعتموه على أمرِه كنتم ملوكَ العرب والعجم، ثم بُعِثتُم مِن بعد موتكم لكم جنانٌ كجنان الأردن، وإن لم تفعلوا كان لكم منه ذَبْح، ثم بُعِثتُم من بعد موتكم فجُعِلَت لكم نارٌ تُحرَقون فيها! فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ حفنة من تراب في يده، ثم قال:«نعم، أنا أقول ذلك، وأنتَ أحدهم» . وأخذ اللهُ على أبصارهم فلا يرونه، فجعل ينثر ذلك الترابَ على رءوسهم، وهو يتلو هذه الآيات:{يس * والقُرْآنِ الحَكِيمِ} إلى قوله: {فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ} . حتى فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن هؤلاء الآيات، فلم يبق رجلٌ إلا وضع على رأسه ترابًا، ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب، فأتاهم آتٍ مِمَّن لم يكن معهم، فقال: ما ينتظر هؤلاء؟ قالوا: محمدًا. قال: خيَّبكم الله! قد خرج -واللهِ- عليكم محمدٌ، ثم ما ترك منكم رجلًا إلا وضع على رأسه ترابًا، وانطلق لحاجته، فما ترون ما بكم؟! فوضع كلُّ رجلٍ منهم يدَه على رأسه، وإذا عليه تراب، فقالوا: لقد كان صَدَقَنا الذي حدَّثنا
(2)
. (12/ 323)
64340 -
قال مقاتل بن سليمان: {إنّا جَعَلْنا فِي أعْناقِهِمْ أغْلالًا فَهِيَ إلى الأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ} وذلك أنّ أبا جهل بن هشام حلف: لَئِن رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم ليدمَغنَّه. فأتاه أبو جهل وهو يصلي، ومعه الحَجر، فرفع الحَجر ليدمغ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فيَبِسَتْ يدُه، والتصق الحجرُ بيده، فلما رجع إلى أصحابه خلَّصوا يده، فسألوه، فأخبرهم بأمر الحجر، فقال رجل آخر من بني المغيرة المخزومي: أنا أقتله. فأخذ الحجر، فلما دنا مِن النبي صلى الله عليه وسلم طمس الله عز وجل على بصره، فلم يرَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وسمع قراءته، فرجع إلى أصحابه، فلم يُبْصِرهم حتى نادوه، فذلك قوله عز وجل:{وجَعَلْنا مِن بَيْنِ أيْدِيهِمْ سَدًّا ومِن خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ} حين لم يرَ أصحابَه، فسألوه: ما صنعتَ؟ فقال: لقد سمعتُ قراءتَه وما رأيتُه. فأنزل الله عز وجل في أبي جهل: {إنّا جَعَلْنا فِي
(1)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 139. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(2)
أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام 1/ 483 - ، وأبو نعيم في الدلائل (154). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.