الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
64722 -
قال مقاتل بن سليمان: {وما تَأْتِيهِمْ مِن آيَةٍ مِن آياتِ رَبِّهِمْ إلّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ} فلا يتفكروا
(1)
. (ز)
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ
(47)}
نزول الآية، وتفسيرها
64723 -
عن الحسن البصري، في قوله:{أنُطْعِمُ مَن لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أطْعَمَهُ} ، قال: اليهود تقوله
(2)
. (12/ 355)
64724 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {وإذا قِيلَ لَهُمْ أنْفِقُوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} ، قال: نزلت في الزنادقة، كانوا لا يُطعمون فقيرًا، فعاب اللهُ ذلك عليهم وعيّرهم
(3)
. (12/ 354)
64725 -
عن إسماعيل بن أبي خالد، في قوله:{أنُطْعِمُ مَن لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أطْعَمَهُ} ، قال: يهود تقوله
(4)
. (12/ 355)
64726 -
عن محمد بن السائب الكلبي -من طريق معمر- في قوله تعالى: {وإذا قِيلَ لَهُمْ أنْفِقُوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} ، قال: نزلت في الزنادقة
(5)
. (ز)
64727 -
قال مقاتل بن سليمان: {وإذا قِيلَ لَهُمْ أنْفِقُوا} وذلك أنّ المؤمنين قالوا بمكة لكفار قريش لأبي سفيان وغيره: أنفِقوا على المساكين مِن الذي زعمتم أنه لله. وذلك أنهم كانوا يجعلون نصيبًا لله من الحرث والأنعام بمكة للمساكين، فيقولون هذا لله بزعمهم، ويجعلون للآلهة نصيبًا، فإن لم يَزكُ ما جعلوه للآلهة من الحرث والأنعام، وزكا ما جعلوه لله عز وجل، ليس للآلهة شيء، وهي تحتاج إلى نفقة، فأخذوا ما جعلوه لله، قالوا: لو شاء الله لأزكى نصيبه. ولا يعطون المساكين شيئًا مما زكى لآلهتهم، فقال المؤمنون لكفار قريش: {أنْفِقُوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 580.
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(3)
عزاه السيوطي إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(4)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(5)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 144.
آمَنُوا} فقالت كفار قريش: {أنُطْعِم} المساكين الذي للآلهة {مَن لو يشاء الله أطعمه} ؟! يعني: رزقه، لو شاء الله لأطعمه، وقالوا لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:{إنْ أنْتُمْ إلّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}
(1)
. (ز)
64728 -
عن مقاتل بن حيان: {إنْ أنْتُمْ إلّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} في اتِّباعكم محمدًا، ومخالفتكم ديننا
(2)
[5435]. (ز)
64729 -
قال يحيى بن سلّام: قوله عز وجل: {وإذا قِيلَ لَهُمْ أنْفِقُوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} وهذا تطوع؛ {قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أنُطْعِمُ مَن لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أطْعَمَهُ} فإذا لم يشأ الله أن يُطْعِمَه لِمَ تُطْعمه، {إنْ أنْتُمْ إلّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} يقوله المشركون للمؤمنين
(3)
[5436]. (ز)
[5435] ذكر ابنُ جرير (19/ 450) في قوله: {إن أنتم إلا في ضلال مبين} وجهين، رجّح الأول منهما، فقال:«وفي قوله: {إن أنتم إلا في ضلال مبين} وجهان: أحدهما: أن يكون مِن قيل الكفار للمؤمنين، فيكون تأويل الكلام حينئذ: ما أنتم -أيها القوم- في قيلكم لنا: أنفقوا مما رزقكم الله على مساكينكم. إلا في ذهاب عن الحق، وجَور عن الرشد، مبين لمن تأمله وتدبره أنه في ضلال. وهذا أولى وجهيه بتأويله. والوجه الآخر: أن يكون ذلك مِن قيل الله للمشركين، فيكون تأويله حينئذ: ما أنتم -أيها الكافرون- في قيلكم للمؤمنين: أنطعم من لو يشاء الله أطعمه. إلا في ضلال مبين عن أنّ قيلكم ذلك لهم ضلال» .
وبنحوه ابنُ عطية (7/ 253)، ولم يذكرا مستندًا.
وانتقد ابنُ كثير (11/ 367) الوجه الثاني من هذين الوجهين بقوله: «وفي هذا نظر» .
[5436]
ذكر ابنُ عطية (7/ 252 - 253) في معنى الآية احتمالين، فقال:«وقولهم يحتمل معنيين من التأويل: أحدهما يخرج على اختبارات لجهال العرب، فقد رُوِي أنّ أعرابيًا كان يرعى إبله، فيجعل السمان في الخصب، والمهازيل في المكان الجدب، فقيل له في ذلك، فقال: أُكْرِمُ ما أكرم الله، وأُهين ما أهان الله. فيُخَرَّج قولُ قريش على هذا المعنى، كأنهم رأوا الإمساك عمن أمسك الله عنه رزقه، ومن أمثالهم: كن مع الله على المدْبِر» . والتأويل الثاني: «أن يكون كلامهم بمعنى الاستهزاء بقول محمد صلى الله عليه وسلم: إن ثَمَّ إلهًا هو الرزاق. فكأنهم قالوا: لِمَ لا يرزقك إلهك الذي تزعم؟ أي: نحن لا نطعم من لو يشاء هذا الإله الذي زعمت لأطعمه. وهذا كما يدعي إنسان أنه غني، ثم يحتاج إلى معونتك في مال، فتقول له على جهة الاحتجاج والهزء به: أتطلب معونتي وأنت غني؟! أي: على قولك» .
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 580 - 581.
(2)
تفسير الثعلبي 8/ 130.
(3)
تفسير يحيى بن سلّام 2/ 811.