الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
62984 -
عن عبد الله بن مسعود، أنّه قال في قوله:{إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ} الآية: مُثِّلت الأمانة كصخرة ملقاة، وُدِعَيت السموات والأرض والجبال إليها، فلم يقربوا منها، وقالوا: لا نطيقُ حملَها. وجاء آدم من غير أن يُدعى، وحرّك الصخرة، وقال: لو أُمِرْتُ بحملها لحملتها. فقلن له: احملها. فحملها إلى ركبتيه، ثم وضعها، وقال: واللهِ، لو أردت أن أزداد لزدتُ. فقلن له: احملها. فحملها إلى حقوه، ثم وضعها، وقال: واللهِ لو أردت أن أزداد لزدت. فقلن له: احمل. فحملها حتى وضعها على عاتقه، فأراد أن يضعها، فقال الله: مكانك، فإنها في عنقك وعنق ذريتك إلى يوم القيامة
(1)
. (ز)
62985 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: {إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ} الآية، قال: الأمانة: الفرائض، عرضها الله على السموات والأرض والجبال إن أدوها أثابهم، وإن ضيَّعوها عذَّبهم، فكرهوا ذلك، وأشفقوا من غير معصية، ولكن تعظيمًا لدين الله ألّا يقوموا بها، ثم عرضها على آدم، فقبلها بما فيها، وهو قوله:{وحَمَلَها الإنْسانُ إنَّهُ كانَ ظَلُومًا جَهُولًا} يعني: غِرًّا بأمر الله
(2)
. (12/ 156)
62986 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- في قوله: {إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلى السَّمَواتِ والأَرْضِ} : يعني بالأمانة: الطاعة، عرضها عليهم قبل أن يعرضها
(1)
تفسير البغوي 6/ 381.
(2)
أخرجه ابن جرير 19/ 197 - 198، وابن الأنباري في الأضداد ص 389 - 390. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
على آدم، فلم تطقها، فقال لآدم: يا آدم، إني قد عرضت الأمانة على السموات والأرض والجبال، فلم تطقها، فهل أنت آخذُها بما فيها؟ فقال: يا رب، وما فيها؟ قال: إن أحسنتَ جُزيتَ، وإن أسأت عُوقبتَ. فأخذها آدم فتحملها، فذلك قوله:{وحَمَلَها الإنْسانُ إنَّهُ كانَ ظَلُومًا جَهُولًا}
(1)
. (ز)
62987 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- في قوله: {إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ} ، قال: عُرِضت على آدم، فقيل: خذها بما فيها، فإن أطعتَ غفرتُ لك، وإن عصيتَ عذَّبتُك. قال: قبلتُها بما فيها. فما كان إلا قدر ما بين الظهر إلى الليل مِن ذلك اليوم حتى أصاب الذنب
(2)
. (12/ 158)
62988 -
عن الضحاك بن مزاحم -من طريق الثوري، عن غير واحد- في قوله:{إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلى السَّمَواتِ والأَرْضِ والجِبالِ} ، قال: هي الفرائض. وفي قوله: {فَأَبَيْنَ أنْ يَحْمِلْنَها} ، قال: فلم يستطعنها. قال: فقيل لآدم: هل أنت آخذها بما فيها. قال: وما فيها؟ قال: إن أحسنتَ أُجرتَ، وإن أسأتَ جُوزيتَ. قال: فحملها
(3)
. (ز)
62989 -
عن أبي رَوْق عطية بن الحارث، قال: سمعت الضحاك بن مزاحم يقول في قوله عز وجل: {إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال} الآية، قال: عرض عليهنَّ العمل، وقال: إن أحسَنتُنَّ جُوزِيتُنَّ، وإن أسأتُنَّ عُوقِبتُنَّ. قال:{فأبين أن يحملنها وأشفقن منها} ، وعرضها على آدم عليه السلام، فحملها
(4)
. (ز)
62990 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد-: {فَأَبَيْنَ أنْ يَحْمِلْنَها وأَشْفَقْنَ مِنها} قيل لهن: أن تحملنها وتؤدين حقها. فقلنا: لا نطيق ذلك، {وحَمَلَها الإنْسانُ} قيل له: أتحملها؟ قال: نعم. قيل: أتؤدي حقها؟ قال: نعم
(5)
. (12/ 159)
(1)
أخرجه ابن جرير 19/ 198.
(2)
أخرجه ابن جرير 19/ 197، وابن الأنباري في الأضداد ص 388 - 389، والحاكم 2/ 422، وأخرجه سعيد بن منصور 7/ 87 (1752) بذكر أوله عن سعيد وآخره عن ابن عباس. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(3)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 125، وابن جرير 19/ 198 مختصرًا من طريق سفيان عن رجل، وزاد في آخره: فما لبث ما بين الظهر والعصر حتى أُخرج منها.
(4)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 7/ 409.
(5)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 125 بنحوه من طريق معمر، وابن جرير 19/ 201. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وفي آخره قال: أطيق ذلك.
62991 -
عن ابن أشوَع، في الآية، قال: عَرَض عليهن العملَ، وجعل لهن الثوابَ، فضَجَجْنَ إلى الله ثلاثة أيام ولياليهن، فقلن: ربنا، لا طاقة لنا بالعمل، ولا نريد الثواب
(1)
. (12/ 158)
62992 -
عن أبي حازم [سلمة بن دينار]-من طريق ابن أبي هلال- قال: إنّ الله عرض الأمانة على السماء الدنيا، فأبتْ، ثم التي تليها، حتى فرغ منها، ثم الأرض، ثم الجبال، ثم عرضها على آدم، فقال: نعم، بين أذني وعاتقي. قال الله: فثلاث آمرك بهنَّ، فإنهن لك عون: إني جعلتُ لك بصرًا، وجعلتُ لك شفرين، فغضهما عن كل شيء نهيتك عنه، وجعلتُ لك لسانًا بين لحيين، فكفَّه عن كل شيء نهيتك عنه، وجعلت لك فرجًا وواريته، فلا تكشفه إلى ما حَرَّمْتُ عليك
(2)
. (12/ 156)
62993 -
عن محمد بن السائب الكلبي، في قوله:{إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلى السَّماواتِ والأَرْضِ والجِبالِ} الآية: عرض العبادة على السموات والأرض والجبال، أيأخذنها بما فيها؟ قلنَ: وما فيها؟ قيل: إن أحسنتُنَّ جُوزيتُنَّ، وإن أسأتُنَّ عُوقِبتُنَّ
(3)
. (ز)
62994 -
قال مقاتل بن سليمان: {إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ} وهي الطاعة {عَلى السَّماواتِ والأَرْضِ والجِبالِ} على الثواب والعقاب، إن أحسنتْ جوزيتْ، وإن عصتْ عوقبتْ، {فَأَبَيْنَ أنْ يَحْمِلْنَها} يعني: الطاعة على الثواب والعقاب، فلم يُطِقْنَها، {وأَشْفَقْنَ مِنها} مِن العذاب مخافةَ ترْك الطاعة، فقيل لآدم عليه السلام: أتحملها بما فيها؟ قال آدم: وما فيها، يا رب؟ قال: إن أطعتَ جوزيتَ، وإن عصيتَ عوقبتَ. قال آدم: قد حملتُها بما فيها. فلم يلبث في الجنة إلا قليلًا -يعني: ساعتين من يومه- حتى عصى ربه عز وجل، وخان الأمانة، فذلك قوله عز وجل:{وحَمَلَها الإنْسانُ} يعني: آدم عليه السلام
(4)
. (ز)
62995 -
عن عبد الملك ابن جريج، في قوله:{إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ} الآيةَ، قال: بلغني: أنّ الله تعالى لما خلق السموات والأرض والجبال قال: إنِّي فارِضٌ فريضةً، وخالقٌ جنةً ونارًا، وثوابًا لمن أطاعني، وعقابًا لمن عصاني. فقالت السماء:
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 6/ 478 - .
(2)
أخرجه ابن جرير 19/ 202 - 203، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 6/ 478 - . وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(3)
علقه يحيى بن سلام 2/ 742.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 510 - 511.