الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قُلُوبِهِمْ}، يقول: حتى إذا جُلّي عن قلوبهم
(1)
. (12/ 213)
63453 -
عن عاصم أنه قرأ: {حَتّى إذا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ} بالعين مثقلة الزاي
(2)
[5329]. (12/ 216)
63454 -
عن أبي رجاء أنه كان يقرأ: {فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ}
(3)
[5330]. (12/ 216)
63455 -
قال مقاتل بن سليمان: {حَتّى إذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} تَجَلّى الفزعُ عن قلوبهم
(4)
. (ز)
{حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ
(23)}
63456 -
عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيتُ جبريل عليه السلام، وزعم أنّ إسرافيل يحمل العرش، وأنّ قدمه في الأرض السابعة، والألواح بين عينيه، فإذا أراد ذو العرش أمرًا سَمِعَتِ الملائكةُ كجرِّ السِّلسلة على الصَّفا، فيُغشى عليهم، فإذا قاموا قالوا: ماذا قال ربكم؟ قال مَن شاء الله: الحقّ، وهو العلي الكبير»
(5)
. (12/ 212)
63457 -
عن عبد الله بن عباس، قال: أخبَرني رجلٌ مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار: أنّهم بينما هم جلوسٌ ليلةً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رُمِي بنجم، فاستنار، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ماذا كنتم تقولون في الجاهلية إذا رُمِي بمثل هذا؟» . قالوا: الله ورسوله أعلم، كُنّا نقول: وُلد الليلةَ رجلٌ عظيم، ومات رجلٌ عظيم. فقال
[5329] علّق ابنُ عطية (7/ 184) على هذه القراءة، فقال:«ومَن قرأ شيئًا من هذا على بناء الفعل للمفعول فقوله عز وجل: {عَنْ قُلُوبِهِمْ} في موضع رفع» .
[5330]
رجّح ابنُ جرير (19/ 283) هذه القراءة مستندًا إلى السنة، وإجماع الحجة مِن القراء وأهل التأويل عليها، فقال:«والصواب من القراءة في ذلك القراءة بالزاي والعين؛ لإجماع الحجة من القراء وأهل التأويل عليها، ولصحة الخبر الذي ذكرناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتأييدها، والدلالة على صحتها» .
_________
(1)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 130 - 131 بنحوه، وابن جرير 19/ 275، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 6/ 504 - عن قتادة وحده. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(2)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(3)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 531 - 532.
(5)
عزاه السيوطي إلى أبي نصر السجزي في الإبانة.
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإنّها لا يُرمى بها لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربنا تبارك وتعالى اسمه- إذا قضى أمرًا سبَّح حملة العرش، ثم سبَّح أهل السماء الذين يلونهم، حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء الدنيا، فيقول الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: {ماذا قالَ رَبُّكُمْ}؟ فيخبرونهم ماذا قال» . قال: «فيستخبر بعض أهل السماوات بعضًا، حتى يبلغ الخبر هذه السماء الدنيا، فتخطف الجن السمع، فيقذفون إلى أوليائهم، ويرمون به، فما جاءوا به على وجهه فهو حقٌّ، ولكنهم يقرفون
(1)
فيه ويزيدون»
(2)
. (12/ 207)
63458 -
(3)
. (12/ 208)
63459 -
عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تكلّم الله بالوحي سمع أهلُ السماء الدنيا صلصلةً كجرِّ السلسلة على الصفا، فيَصْعقون، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل، حتى إذا جاءهم جبريل فُزِّع عن قلوبهم، فيقولون: يا جبريل، ماذا قال ربك؟ فيقول: الحق. فيقولون: الحق الحق»
(4)
. (12/ 211)
(1)
جاء في رواية أخرى: يقذفون، وهو بمعناه، أي: يخلطون فيه الكذب. حاشية الحديث في صحيح مسلم 4/ 1750 (2229).
(2)
أخرجه مسلم 4/ 1750 (2229)، من طريق صالح، عن الزهري عن علي بن حسين.
وأخرج نحوه عبد الرزاق في تفسيره 3/ 352 (3349) من طريق معمر عن الزهري، وكذلك أحمد 3/ 372 (1882)، والترمذي (3224)، والنسائي في الكبرى (11272). وفي آخره: قال معمر: قلت للزهري: أكان يُرمى بها في الجاهلية؟ قال: نعم. قال: أرأيت: {وأَنّا كُنّا نَقْعُدُ مِنها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهابًا رَصَدًا} ؟ [الجن: 9] قال: غُلِّظت وشُدِّد أمرها حين بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(3)
أخرجه البخاري 6/ 80 - 81 (4701)، 6/ 122 (4800)، 9/ 141 (7481).
(4)
أخرجه أبو داود 7/ 117 - 118 (4738)، وابن حبان 1/ 224 (37).
قال الخطيب في تاريخه 13/ 328: «رواه ابن إشكاب، عن أبي معاوية مرفوعًا، وتابعه على رفعه أحمد بن أبي سريج الرازي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وعلي بن مسلم الطوسي، جميعًا عن أبي معاوية، وهو غريب. ورواه أصحاب أبي معاوية عنه موقوفًا، وهو المحفوظ من حديثه» . وقال الألباني في الصحيحة 3/ 282 - 283 (1293): «رواه أبو داود
…
بإسناد صحيح، على شرط الشيخين».
63460 -
عن النواس بن سمعان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد اللهُ أن يوحي بأمر تكلّم بالوحي، فإذا تكلّم بالوحي أخذت السماوات رجفةٌ شديدة مِن خوف الله، فإذا سمع بذلك أهلُ السموات صَعقوا، وخرّوا سُجّدًا، فيكون أول مَن يرفع رأسه جبريل، فيكلّمه الله مِن وحيه بما أراد، فيمضي به جبريلُ على الملائكة، كلمّا مرَّ بسماء سماء سأله ملائكتُها: ماذا قال ربُّنا، يا جبريل؟ فيقول: قال الحق، وهو العلي الكبير. فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل، فينتهي جبريل بالوحي حيث أمره الله مِن السماء والأرض»
(1)
. (12/ 209)
63461 -
عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جدِّه، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«لَمّا نزل جبريلُ بالوحي على رسول الله فزع أهل السماوات لانحطاطه، وسمعوا صوتَ الوحي كأشد ما يكون مِن صوت الحديد على الصفا، فكلمّا مرَّ بأهل سماء فُزِّع عن قلوبهم، فيقولون: يا جبريل، بمَ أمرت؟ فيقول: نور العزة العظيم؛ كلام الله بلسان عربي»
(2)
. (12/ 212)
63462 -
عن عبد الله بن مسعود -من طريق الضحاك- {حَتّى إذا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الحَقَّ وهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ} ، قال: إنّ الملائكة المُعقِّبات -الذين يختلفون إلى أهل الأرض يكتبون أعمالهم- إذا أرسلهم الربُّ تبارك وتعالى فانحدروا سُمِع لهم صوتٌ شديد، فيحسب الذين هم أسفل منهم من الملائكة أنّه مِن أمر الساعة، فيخرّون سجدًا، وهكذا كُلَّما مرّوا عليهم؛ فيفعلون ذلك من خوف ربهم تبارك وتعالى
(3)
. (12/ 213)
63463 -
عن عبد الله بن مسعود -من طريق إبراهيم- قال: {حَتّى إذا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ
(1)
أخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد 1/ 348 - 349، والطبراني في مسند الشاميين 1/ 336 (591)، وابن جرير 19/ 278، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 6/ 516 - .
قال الهيثمي في المجمع 7/ 95 (11288): «رواه الطبراني عن شيخه يحيى بن عثمان بن صالح، وقد وثق، وتكلم فيه من لم يسم بغير قادح معين، وبقية رجاله ثقات» .
(2)
أخرجه ابن مردويه -كما في فتح الباري 13/ 459 - .
(3)
أخرجه ابن جرير 19/ 281 بنحوه. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الحَقَّ وهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ}، إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات صلْصلة كجرِّ السلسلة على الصفوان، فيصْعقون، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل، فإذا أتاهم جبريل فُزِّع عن قلوبهم، قالوا: يا جبريل، ماذا قال ربنا؟ فيقول: الحق. فينادون: الحق الحق
(1)
. (12/ 211)
63464 -
عن عبد الله [بن مسعود]-من طريق مسروق-، نحوه
(2)
. (ز)
63465 -
عن عبد الله بن مسعود -من طريق الشعبي- قال في قوله: {حَتّى إذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} ، قال: إذا حدث أمرٌ عند ذي العرش سَمِع مَن دونه مِن الملائكة صوتًا كجرِّ السلسلة على الصفا، فيُغشى عليهم، فإذا ذهب الفزع عن قلوبهم تنادوا:{ماذا قالَ رَبُّكُمْ} . قال: فيقول مَن شاء: {قال الحق، وهو العلي الكبير}
(3)
. (ز)
63466 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قال: لَمّا أوحى الجبّارُ إلى محمد صلى الله عليه وسلم دعا الرسولَ مِن الملائكة ليبعثه بالوحي، فسمعتِ الملائكةُ صوت الجبار يتكلم بالوحي، فلما كُشف عن قلوبهم سألوا عمّا قال الله، فقالوا: الحق. وعلموا أنّ الله لا يقول إلا حقًّا. قال ابن عباس: وصوت الوحي كصوت الحديد على الصفا. فلما سَمِعُوا خرُّوا سُجَّدًا، فلما رفعوا رؤوسهم {قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الحَقَّ وهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ}
(4)
. (12/ 206)
63467 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- يقول في قوله: {حَتّى إذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} الآية: إنّ الله لَمّا أراد أن يوحي إلى محمد دعا جبريل، فلمّا تكلم ربُّنا بالوحي كان صوته كصوت الحديد على الصفا، فلما سمع أهل السموات صوت الحديد خرُّوا سجدًا، فلما أتى عليهم جبرائيل بالرسالة رفعوا رءوسهم، فقالوا:{ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الحَقَّ وهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ} . وهذا قول الملائكة
(5)
. (ز)
63468 -
عن عبد الله بن عباس، قال: كان إذا نزل الوحي كان صوته كوقْع الحديد على الصفوان، فيصْعق أهل السماء، {حَتّى إذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ} ؟
(1)
أخرجه ابن جرير 19/ 277 بنحوه، وأبو الشيخ في العظمة (146)، وابن مردويه -كما في فتح الباري 8/ 538 - ، والبيهقي (432). وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(2)
تفسير مجاهد (555)، وتفسير الثوري (243)، وأخرجه ابن جرير 19/ 277.
(3)
أخرجه ابن جرير 19/ 276.
(4)
أخرجه ابن جرير 19/ 279 بنحوه. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم، وابن مردويه.
(5)
أخرجه ابن جرير 19/ 279.
قالت الرسل: {الحَقَّ وهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ}
(1)
. (12/ 206)
63469 -
عن عبد الله بن عباس، قال: ينزل الأمرُ إلى السماء الدنيا له وقْعٌ كوقعة السلسلة على الصخرة، فيَفْزع له جميعُ أهل السماوات، فيقولون:{ماذا قالَ رَبُّكُمْ} ؟ ثم يرجعون إلى أنفسهم فيقولون: {الحَقَّ وهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ}
(2)
. (12/ 206)
63470 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- في قوله عز وجل: {حَتّى إذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} ، قال: كان لكلِّ قَبيلٍ مِن الجن مقعد مِن السماء يستمعون منه الوحي، وكان إذا نزل الوحيُ سُمِع له صوت كإمرار السلسلة على الصفوان، فلا ينزل على أهل سماء إلا صَعقوا، {حَتّى إذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الحَقَّ وهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ} وإن كان مما يكون في الأرض من أمر غيبٍ أو موت أو شيء مما يكون في الأرض تكلّموا به، فقالوا: يكون كذا، وكذا. فسمعته الشياطين، فنزلوا به على أوليائهم، يقولون: يكون العام كذا، ويكون كذا. فيسمعه الجن، فيخبرون الكهنة به، والكهنة تخبر به الناس: يكون كذا وكذا. فيجدونه كذلك، فلما بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم دُحِروا بالنجوم، فقالت العرب حين لم يخبرهم الجن بذلك: هلك مَن في السماء. فجعل صاحب الإبل ينحر كل يوم بعيرًا، وصاحب البقر ينحر كل يوم بقرة، وصاحب الغنم شاة، حتى أسرعوا في أموالهم، فقالت ثقيف -وكانت أعقل العرب-: أيها الناس، أمسِكوا عليكم أموالكم؛ فإنه لم يمت مَن في السماء، وإنّ هذا ليس بانتشار، ألستم ترون معالمكم مِن النجوم كما هي، والشمس والقمر والليل والنهار؟! قال: فقال إبليس: لقد حدث اليومَ في الأرض حدث، فائتوني مِن تربة كل أرض. فأَتَوه بها، فجعل يشمها، فلما شمَّ تربة مكة قال: مِن هاهنا جاء الحدث. فنقبوا، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بُعِث
(3)
. (12/ 209)
63471 -
عن كعب -من طريق أبي الضيف- قال: {حَتّى إذا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الحَقَّ وهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ} ، إن أقرب الملائكة إلى الله إسرافيل، فإذا أراد اللهُ أمرًا أن يوحيه جاء اللوح حتى يصفِّق جبهته، فيرفع رأسه، فينظر فإذا الأمر
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(2)
عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(3)
أخرجه آدم بن أبي إياس -كما في تفسير مجاهد (554) -، وابن أبي شيبة 14/ 288، وابن أبي حاتم، وابن مردويه -كلاهما كما في فتح الباري 8/ 538، 13/ 459 - ، وأبو نعيم (177)، والبيهقي في الدلائل 2/ 240 - 241.
مكتوب، فينادي جبريل، فيلبِّيه، فيقول: أُمرتُ بكذا، أُمرتُ بكذا. فلا يهبط جبريل من سماء إلى سماء إلا فزع أهلها مخافة الساعة، حتى يقول جبريل: الحق من عند الحق. فيهبط على النبي عليه السلام، فيوحي إليه
(1)
. (ز)
63472 -
عن مسروق بن الأجدع الهمداني -من طريق أبي الضحى- قال: إذا تكلم اللهُ بالوحي سمع أهلُ السماوات صلصلةً كصلصة الحديد على الصفوان، فيفزعون، فيخرّون سُجّدًا، ويظنون أنه من أمر الساعة، فإذا رُفِّه عن قلوبهم نادوا:{ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الحَقَّ وهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ}
(2)
. (ز)
63473 -
عن مسروق بن الأجدع الهمداني -من طريق عامر- قال: {حَتّى إذا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الحَقَّ وهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ} : إذا حدث عند ذي العرش أمر سمعتِ الملائكة له صوتًا كجرِّ السلسلة على الصفا، قال: فيُغشى عليهم، فإذا فُزِّع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قال: فيقول من شاء الله: {الحق، وهو العلي الكبير}
(3)
. (ز)
63474 -
عن عبد الله بن شداد بن الهاد -من طريق يزيد بن أبي زياد- في قوله: {حتى إذا فزع عن قلوبهم} قال: إذا قضى الله في السماوات أمرًا كان وقْعُه كالحديد على الصفوان، فلا يبقى مَلَكٌ إلا خرَّ ساجدًا، {حتى إذا فزع عن قلوبهم} ذهب الروع عنهم، قال:{ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير} قضى كذا وكذا. فيأخذها الشيطان، وهي صِدْقٌ، فينزل بها إلى الأرض، فينزل معه سبعين كذبة، قال: فهي صدق، والسبعون كذب
(4)
. (ز)
63475 -
عن سعيد [بن جبير]-من طريق جعفر- قال: ينزل الأمرُ مِن عند رب العزة إلى السماء الدنيا، فيسمعون مثل وقع الحديد على الصفا، فيفزع أهل السماء الدنيا، حتى يستبين لهم الأمر الذي نزل فيه، فيقول بعضهم لبعض: ماذا قال ربُّكم؟ فيقولون: قال الحق، وهو العلي الكبير. فذلك قوله:{حَتّى إذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} الآية
(5)
. (ز)
63476 -
عن عكرمة مولى ابن عباس، قال: إذا قضى اللهُ تبارك وتعالى أمرًا رجفت السموات والأرض والجبال، وخرّت الملائكة كلهم سجدًا، حسبت الجنُّ أنّ
(1)
أخرجه يحيى بن سلام 2/ 759.
(2)
أخرجه سفيان الثوري (243).
(3)
أخرجه ابن جرير 19/ 276.
(4)
أخرجه محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة 1/ 239.
(5)
أخرجه ابن جرير 19/ 276.
أمرًا يُقضى، فاسْتَرَقَت، فلما قُضي الأمر رفعتِ الملائكة رؤوسهم؛ وهي هذه الآية:{حَتّى إذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ} ؟ قالوا جميعًا: {الحَقَّ وهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ}
(1)
. (12/ 213)
63477 -
عن عبد الله بن القاسم -من طريق قرة- في قوله: {حَتّى إذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} الآية، قال: الوحي ينزل من السماء، فإذا قضاه، {قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الحَقَّ وهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ}
(2)
. (ز)
63478 -
عن عبد الله بن القاسم -من طريق قرة بن خالد- أنّه كان يقرؤها: {حَتّى إذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الحَقَّ وهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ} : إن أهل السموات لم يسمعوا الوحي فيما بين عيسى إلى أن بعث الله محمدًا، فلما بعث الله جبريل بالوحي إلى محمد سمع أهل السموات صوتَ الوحي مثل جرِّ السلاسل على الصخور أو الصفا، فصعق أهل السموات مخافة أن تكون الساعة، فلمّا فرغ من الوحي وانحدر جبريل جعل كلما مرَّ بأهل سماء فُزِّع عن قلوبهم، فسأل بعضهم بعضًا، فسأل أهل كل سماء الذي فوقهم إذا جُلِّي عن قلوبهم:{ماذا قالَ رَبُّكُمْ} . فيقولون: {الحَقَّ} أي: هو الحق
(3)
. (ز)
63479 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {حَتّى إذا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الحَقَّ وهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ} ، قال: يوحي الله إلى جبريل، فتفزع الملائكةُ مخافةَ أن يكون بشيء من أمر الساعة، فإذا جُلّي عن قلوبهم وعلموا أنّ ذلك ليس من أمر الساعة قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق
(4)
. (12/ 212)
63480 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- =
63481 -
ومحمد بن السائب الكلبي -من طريق معمر- في قوله: {حَتّى إذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} قالا: لما كانت الفترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم، فنزل الوحي مثل صوت الحديد، فأفزع الملائكة ذلك {حَتّى إذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} يقول: حتى إذا جُلّي عن قلوبهم، {قالوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الحَقَّ وهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ}
(5)
. (12/ 213)
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(2)
أخرجه ابن جرير 19/ 279، وإسحاق البستي ص 155.
(3)
أخرجه يحيى بن سلام 2/ 758.
(4)
أخرجه ابن جرير 19/ 280. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(5)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 130 - 131 بنحوه، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 6/ 504 - عن قتادة وحده. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر. وورد أثر الكلبي في تفسير الثعلبي 8/ 87 - 88، وتفسير البغوي 6/ 398 مطولًا كما في أثر السدي التالي.
63482 -
قال إسماعيل السُّدِّيّ: كانت الفترة بين عيسى ومحمد? خمسمائة وخمسين سنة، وقيل: ستمائة سنة، لم تسمع الملائكة فيها وحيًا، فلمّا بعث اللهُ محمدًا صلى الله عليه وسلم بالرسالة فلما سمعت الملائكة ظنوا أنها الساعة؛ لأنّ محمدًا صلى الله عليه وسلم عند أهل السموات من أشراط الساعة، فصعقوا مما سمعوا خوفًا من قيام الساعة، فلما انحدر جبريل جعل يمر بأهل كل سماء، فيكشف عنهم، فيرفعون رؤوسهم، ويقول بعضهم لبعض: ماذا قال ربكم؟ قالوا: قال الحق -يعني: الوحي-، وهو العلي الكبير
(1)
. (ز)
63483 -
عن زيد بن أسلم، في قوله:{حَتّى إذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} قال: فُزِّع الشيطان عن قلوبهم، ففارقهم وأمانيهم وما كان يضلهم، {قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الحَقَّ وهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ} قال: وهذا في بني آدم، هذا عند الموت، أقرُّوا حين لا ينفعهم الإقرار
(2)
. (12/ 215)
63484 -
عن سليمان التيمي -من طريق محمد بن معبد- قال: {حَتّى إذا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الحَقَّ وهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ} ، يسمعون مثل جرِّ السلاسل على الصخور أو الصفا
(3)
. (ز)
63485 -
قال مقاتل بن سليمان: ثم أخبر عن خوف الملائكة أنهم إذا سمعوا الوحي خرُّوا سجدًا من مخافة الساعة، فكيف يَعبدون مَن هذه منزلته؟! فهلّا يعبدون من تخافه الملائكة! {حَتّى إذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} وذلك أن أهل السموات من الملائكة لم يكونوا سمعوا صوت الوحي ما بين زمن عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم، وكان بينهما قريب مِن ستمائة عام، فلما نزل الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم سمعوا صوت الوحي كوقع الحديد على الصفا، فخرُّوا سجدًا مخافة القيامة، إذ هبط جبريل على أهل كل سماء فأخبرهم أنّه الوحي، {حَتّى إذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} تجلى الفزع عن قلوبهم؛ قاموا من السجود، قالوا: فتسأل الملائكة بعضها بعضًا: ماذا قال جبريل عن ربكم؟ {قالُوا الحَقَّ} يعني: الوحي، {وهُوَ العَلِيُّ} الرفيع، {الكَبِيرُ} العظيم، فلا أعظم منه
(4)
. (ز)
(1)
تفسير البغوي 6/ 398.
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(3)
علقه يحيى بن سلام 2/ 759.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 3/ 531 - 532.