الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الموارد:
موارد هذا المجموع هي كتب تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية المطبوعة، وقد حرصت على استقصائها حسب الجهد والطاقة، وهذه ترجمة مختصرة لكل واحد من تلاميذ الشيخ الذين لهم كتب مطبوعة، تتضمن نبذة مختصرة عن حياته، وصلته بالشيخ وثناءه عليه، ومؤلفاته التي نقل فيها عن الشيخ، ومنهجه وموارده في النقل عنه، أما التعريف بطبعات هذه الكتب فمحله فهرس المصادر.
1 - الطوفي
(ت: 716):
هو سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم الطوفي، الصرصري، ثم البغدادي، الفقيه، الأصولي، الحنبلي.
ولد سنة بضع وسبعين وستمائة.
وقد أخذ عن شيخ الإسلام في دمشق، قال ابن رجب: «
…
ثم سافر إلى دمشق سنة أربع وسبعمائة، فسمع بها الحديث من القاضي تقي الدين سليمان بن حمزة وغيره، ولقي الشيخ تقي الدين بن تيمية».
وأما عقيدته فيقول عنه ابن رجب: «
…
وكان مع ذلك شيعيا منحرفا في الاعتقاد عن السنة حتى إنه قال في نفسه:
حنبلي رافضي أشعري
…
ظاهري هذه إحدى العبر»
وقد أطال ابن رجب رحمه الله في بيان انحرافه.
وللطوفي شرح لقصيدة شيخ الإسلام ابن تيمية في القدر، وقد حقق
رسالة علمية في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
(1)
.
وله قصيدة في مدح الشيخ وذم أعداءه، ذكر أبياتا منها ابن عبد الهادي في «العقود الدرية» (254 - 255)، ومما قال فيها:
يا أهل تيمية العالين مرتبة
…
ومنصبا فرع الأفلاك تبيانا
جواهر الكون أنتم غير أنكم
…
في معشر أشربوا في العقل نقصانا
لا يعرفون لكم فضلا ولو عقلوا
…
لصيروا لكم الأجفان أوطانا
يا من حوى من علوم الخلق ما قصرت
…
عنه الأوائل مذ كانوا إلى الآنا
إني لأقسم والإسلام معتقدي
…
وإنني من ذوي الإيمان أيمانا
لم ألق قبلك إنسانا أسر به
…
فلا برحت لعين المجد إنسانا
ويقال في حق الطوفي كما قال الألوسي في «جلاء العينين» (50) ــ عندما ترجم لجملة من تلاميذ الشيخ، ومنهم الطوفي ــ:«وإنما ذكرته لشهرة أقواله والاطلاع على غريب حاله، وإلا فهو ليس من تلاميذ الشيخ المختصين، بل من جملة الملاقين الآخذين» .
(تنبيه) جاء في ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية من كتاب «ذيل الطبقات» لابن رجب (4/ 494): «قرأ في العربية أياما على سليمان بن عبد القوي» وهذه العبارة فيها خطأ، فكلمة (سليمان) إما أنها مقحمة أو مصحفة.
والصواب أن شيخ الإسلام ابن تيمية قرأ على محمد بن عبد القوي بن
(1)
انظر: «القصيدة التائية في القدر لشيخ الإسلام ابن تيمية» شرح وتحقيق: الشيخ محمد الحمد (ص 63).
بدران المقدسي المرداوي، المتوفى سنة (699)، وهو المقصود في كلام ابن رجب السابق، ويدل على ذلك عدة أمور منها:
1 -
أن ابن رجب قال في ترجمة محمد بن عبد القوي (4/ 309): «وممن قرأ عليه العربية الشيخ تقي الدين» ، ولم يذكر هذا في ترجمة سليمان بن عبد القوي الطوفي.
2 -
أن سياق كلام ابن رجب في نشأة الشيخ العلمية، فبعد أن ذكر تلقي الشيخ للعلوم والمشايخ الذين أخذ عنهم قال:«ومهر في هذه الفضائل، وتأهل للفتوى والتدريس وله دون العشرين سنة» .
وشيخ الإسلام ولد سنة (661) وهذا يعني أن قراءته على ابن عبد القوي كانت قبل سنة (681)، وسليمان الطوفي إنما ولد سنة بضع وسبعين وستمائة ببلده طوفى، وهي من أعمال صرصر بالقرب من بغداد، ولم يلتق بالشيخ إلا سنة (704) حين ارتحل إلى الشام، وكان عمر شيخ الإسلام ابن تيمية (43) سنة، فلا يتصور أبدا أن يقرأ عليه في العربية وقد بلغ هذه السن!
3 -
أن الحافظ ابن عبد الهادي ذكر في كتابه «طبقات الحفاظ» (4/ 282) نشأة الشيخ العلمية، وكان مما قال:«قرأ أياما في العربية على ابن عبد القوي ثم فهمها، وأخذ يتأمل كتاب سيبويه حتى فهمه، وبرع في النحو، وأقبل على التفسير إقبالا كليا حتى حاز فيه قصب السبق، وأحكم أصول الفقه، وغير ذلك، هذا كله وهو بعد ابن بضع عشرة سنة» ا. هـ.
4 -
أن جميع المصادر التي ترجمت لشيخ الإسلام ــ مما وقفنا عليه ــ تذكر ضمن شيوخه (ابن عبد القوي) ولا تسميه، وكثير من هذه المصادر إنما تنقل عن «ذيل الطبقات» لابن رجب.